ويمكن أن نعرف الصحة النفسية بأنها " حالة من التوازن والتكامل بين الوظائف النفسية للفرد تؤدي به أن يسلك بطريقة تجعله يتقبل ذاته ويقبله المجتمع وبحيث يشعر من جراء ذلك بدرجة من الرضا والكفاية . ولكي تتضح جوانب هذا التعريف نشير الي المفاهيم الآتية : 1 – نقصد بالوظائف النفسية جوانب الشخصية المختلفة الجسمية منها والعقلية والانفعالية والدافعية والاجتماعية ولكل جانب من هذه الجوانب وظائف فرعية بالطبع . وإذا كانت سيطرة الفرد الإرادية محدودة علي الجوانب الجسمية فإن الجوانب الأخري تتأثر بصورة أكبر بالبيئة والتعلم وبالتالي فهي تقع في نطاق سيطرة الإنسان بدرجة أكبر . ومن هذه الوظائف التذكر والانتباه والإدراك والتفكير والانفعال والاجتماع بالآخرين والالتزام بالمعايير الاجتماعية السائدة . 2 – نقصد بالتوازن ألا تطغي إحدى الوظائف النفسية علي الوظائف الأخري ومعظم صور السلوك غير السوي في الأمراض النفسية تنتج عن المبالغة والتضخيم في إحدى الوظائف النفسية حساب وظائف أخرى وعجز الفرد عن إحداث التوازن أو إعادته إذا إختل بين الوظائف . 3 – يشير مفهوم التكامل غلي أن كل وظيفة نفسية تؤدي دورها او عملها بتوافق وتناغم مع الوظائف الأخري باعتبارها جزءا من نظام كلي عام وهو الشخصية وهذا النظام له أهدافه التي يجب أن تسعي جميع الأجزاء الي تحقيقه ومن الواضح أن عدم تكامل الوظائف النفسية وراء كثير من السلوك المضطرب وشأن الشخصية المتكاملة الوظائف شأن الغدد الصماء فالجهاز الغددي كله يعمل بدرجة عالية من الانسجام والتنسيق تحت قيادة الغدة النخامية فإذا اختل هذا النظام ظهر أثر ذلك علي الكائن في صورة ظواهر نمو شاذة وأساليب منحرفة . 4 – تقبل الذات من الشروط الأساسية للصحة النفسية فلا نتصور أن يتمتع بالصحة النفسية من يرفض ذاته أو يكرهها أو يشعر بمشاعر الدونية أو الامتهان للذات لأن هذا الفرد قد تدفعه مشاعره السلبية إلي إتيان كثير من أساليب السلوك التي تتسم غالبا بالفجاجة والمبالغة وعدم التعقل ليحسن صورته أمام نفسه وأمام الآخرين كما يصعب أن نتصور أن يحمل الفرد مشاعر إيجابية حقيقية نحو الآخرين وهو لا يستطيع أن يحمل مشاعر مماثلة نحو نفسه . 5 – تقبل المجتمع أيضا من الدلائل الأساسية للصحة النفسية وقد رأينا أن معظم محكّات السلوك السوي تشترط تقبل المجتمع أو رضاه عن السلوك فالفرد عضو في جماعة لها ثقافتها والثقافة هي النظام الذي إرتضته الجماعة لنفسها أسلوبا للمعيشة وطريقة للتفكير والفرد يتدخل – أثناء عملية التنشئة الاجتماعية – الأنماط الثقافية لجماعته ونستطيع أن نقول أن الفرد لا يمكنه أن يعيش حياة سوية – بل طبيعية ما لم يأخذ في إعتباره المجتمع . 6 – أما مفهوم الرضا والكفاية فنقصد بالرضا ( Satisfaction ) رضاء الفرد عن نفسه وشـــــــعوره بالسعادة ( Happiness ) والسعادة تشير الي غياب المشاعر الإكتئابية ( Eysenek,1976 ) الكفاية ( Sufficiency ) فنعني بالشعور الإيجابي الذي يشعر به الفرد عندما يأتي سلوكا يترتب عليه( تحقيق الذات ) ( Self – Actualization ) وكلا من الرضا والكفاية مظهران أساسيان يشيران الي تمتع الفرد بالصحة النفسية . amiratorki amiratorki فتكات حبوبة Fatakat 833332 القاهرة – egypt
