يشكل تناول الطعام الوظيفة الأكثر أهمية في حياتنا، سيما وأننا لا نستطيع البقاء من دون غذاء. وهو أيضاً العامل الوحيد الذي يحدد ما إذا كنّا نعيش بانسجام مع محيطنا، وبالتالي ما إذا كنا أصحاء أو مرضى، وللأكل سبعة مستويات عامة:
1. الأكل الآلي:
خير مثال على الأكل الآلي ما يقوم به الجنين في رحم أمه من دون وعي أو رغبة. ولكن البعض يواصل الأكل بهذه الطريقة حتى بعد بلوغ سن الرشد. ومثال على ذلك أننا نعود أحياناً إلى المنزل ونقصد البراد مباشرة وبشكل آلي بحثاً عما نأكله حتى من دون أن نغسل أيدينا أو نخلع معاطفنا.
2. الأكل الحسّي:
يبدأ هذا المستوى في الأكل بالتطور ما أن تتطور حواسّنا بعد ولادتنا: وهو يستند إلى ما نفضل من مذاقات وروائح وألوان. وبالرّغم من أن معظم الناس يتبعون هذا المستوى إلا أنه ضار بالصحة مثله مثل الأكل الآلي.
3. الأكل العاطفي:
بالرغم من أن هذه الطريقة في الأكل قد لا تروق لنا، إلا أننا نتبعها حين نخرج برفقة بعض الأصدقاء والأهل بغية إرضائهم. والعشاء على ضوء الشموع وأنغام الموسيقى مثال على الأكل العاطفي. إلا أن هذا المستوى في الأكل قد يسبب أيضاً تدهوراً في حالتنا الصحية: إنه الأكل لإرضاء الغير.
4. الأكل العقلاني:
يستند هذا المستوى في الأكل إلى النصائح الغذائية التي يقدمها لنا علماء التغذية، وهو أسلوب رائج جداً بين العلماء وأساتذة الجامعات ولكنه بمعظمه غير فعّال نظراً لكلفته المرتفعة والتي تجعله بعيداً عن متناول العامة. أضف إلى ذلك أن بعض النظريات الغذائية خاطئة وضارة.
5. الأكل الإجتماعي:
يتجلّى هذا المستوى الاجتماعي في الأكل عندما نأخذ بعين الاعتبار تكلفة الطعام. مثال على ذلك أن شخصاً يمكنه تحمّل كلفة اللحم والبيض والحليب، لا يكثر من هذه الأطعمة، مساهمة منه في توفيرها للأشخاص الأقل ثراء منه. وإن هذا المستوى في الأكل رائج جداً في المجتمعات الشيوعية والاشتراكية إلا أنه ليس المستوى الأمثل، باعتباره يركز على الكمية لا على النوعية.
6. الأكل الايديولوجي:
والمقصود به العادات الغذائية في بعض الأديان كالتعاليم الغذائية التي أتى بها الأنبياء. ولكن هذه التعاليم زالت تقريباً نظراً لكونها تنحصر في البيئات التي نشأت فيها. فقلّة من المسيحيين مثلاً يأكلون اليوم على طريقة المسيح.
7. الأكل الحُر:
لا نقصد بالأكل الحُر الأكل الفوضوي، بل الأكل بحريّة على نحو منسجم مع نظام الكون. فعلى سبيل المثال إن قمت بزيارة للباكستان أو جنوب أميركا، أفضل ما يمكنك فعله هو الإطلاع على العادات الغذائية لسكان المنطقة المقصودة. وفي ما بعد يمكنك تعديل النظام الغذائي بحسب التغيرات الموسمية واحتياجاتك الشخصية. وبالتالي، المقصود بالأكل الحر القدرة على التكيّف بحريّة مع المحيط مما يوفر للمرء الصحة والسعادة. وإن نظام الكون (الماكروبيوتك) الغذائي يجسّد هذا المستوى في الأكل باعتباره يستند إلى التكيّف مع الطبيعة والكون.
dr.yama dr.yama 46_6.gif مشرفة الموقع Fatakat 46 i wish to live in utopia – my world