انتبه… ضغوط العمل تؤدّي الى الانتحار!
مع تزايد ضغوط العمل، يحذّر علماء النفس من ظهور متلازمة جديدة:
اضطراب الضغط النفسي ما بعد الصدمة. في ما يلي تقرير
عن أحدث الاكتشافات العلمية التي تنقذك من استنزاف طاقتك.
لقد أدّى الركود الإقتصادي إلى ولادة هذه الظاهرة الجديدة.
وفقاً لعلماء النفس، قد تولّد الخسائر المالية مشاعر بالاشمئزاز من النفس
وبعدم تقدير الذات. إذا كنتَ ناجحاً ومهماً في مجالك،
تأخذ الخسارة منحىً أضخم بالنسبة إليك لأنها لا تتعلّق بخوف جوهري فحسب،
بل بجزء أساسي من هويّتك.
لقد أصبحت عبارة {وسائل الانتحار}
أخيراً الأكثر تداولاً على محرّك البحث {غوغل}.
ما مدى خسارتك؟ منزلك؟ معاشك التقاعدي؟
وإلى أيّ حدّ أنت مجهّز، عاطفياً، لإدارة تلك الخسائر؟
إذا كنت معتاداً على الربح، تكون الخسارة بمثابة عملية {بتر الأنا} من دون تخدير،
لكنْ ثمة طبعاً حلّ أفضل من القفز أمام حافلة! انطلاقاً من هذه الحالات القصوى،
يطوّر علم النفس طرقاً جديدة لمقاربة الضغط النفسي
والقلق الشديد من خسارة الأموال والأعمال. نجد في المقدمة
برنامج الصحة العقلية التنفيذي في جامعة كاليفورنيا،
وهو يهدف إلى معالجة الحالات المتطوّرة من الضغط النفسي.
هذه العيادة واحدة من عيادات كثيرة ناشئة في الولايات المتحدة لمعالجة رجال الأعمال
المصابين بالضغط النفسي، لكنها تتميّز بتركيزها على العافية النفسية الاستباقية.
استعمل المعارف التي تقدّمها هذه العيادات لمساعدتك
في التغلّب على مخاوفك المهنية والمالية.
1- واجه الأسباب لا العوارض
يشكّل الاكتئاب والقلق مجرّد عوارض لمشاكل أخرى.
عليك تحديد الخلل الحاصل على المستوى الجسدي وفي أسلوب الحياة الذي تعيشه.
عادةً ما تعود جذور المشكلة إلى اختلال في الحياة الشخصية والمهنية.
هذا ما يمنعك من النوم ليلاً! تتطلّب معالجة هذا الوضع تحديد الأولويات،
والتخطيط، وإعادة تقييم جوانب حياتك كلّها. يكمن الحلّ في النوم
لساعات كافية وتخصيص جلسات لممارسة الرياضة قبل الذهاب إلى العمل.
في العمل، نظّم خطواتك، من خلال تخصيص وقت معين لكتابة يومياتك بهدف تقييم درجة
أهمية الأعمال الموكلة إليك، والمهمّات التي يمكن تكليف شخص آخر بها،
ستستعيد بعض السيطرة على نظام عملك قبل الغرق
في دوامة الضغط النفسي الجارفة.
لا شك في أنك سمعتَ بوجود ضغط نفسي مفيد وضغط نفسي مدمِّر.
استغلّ الناحية الإيجابية منه! عليك أن تعيد تحديد نظرتك إلى القلق،
فهو ليس دائماً حالة يجب الهروب منها، بل يمكن استعماله كطاقة فاعلة.
وفقاً للمحللين النفسيين، يميل رجال الأعمال، تحديداً المدراء التنفيذيين،
إلى الاستفادة جيداً من الضغط النفسي لتحقيق النتائج الإيجابية.
لكن قد يصبح الضغط النفسي مدمّراً في مرحلة معينة. الخيط رفيع بين النوعين!
عند فهم كيفية تحليل الدماغ للخوف والسبب الذي يدفعه إلى ذلك، يمكنك تجنّب
تحوّل الضغط النفسي إلى ضغط مدمّر.
3- أدرك لحظة تحوّله إلى ضغط مدمّر
ندين بالشكر للّوزة العصبية على الأرق الذي نعيشه ليلاً
(بالتالي، يتعزز شعور الخوف تدريجياً خلال الليل).
وفقاً لاختصاصيي الأعصاب، تشكل اللوزة العصبية غرفة التحكّم
بردود الفعل النفسية التي تنمّ عن الخوف. سواء تعلّق الخوف
بنباح كلب أو بالبيانات المصرفية، تتحكم اللوزة العصبية بالمادة الرمادية
في الجهاز العصبي. تعطي منطقة تحت المهاد الدماغية الأمر بإبداء
ردة فعل لمواجهة الوضع أو التهرب منه، فيتدفق الدم إلى العضلات، وتتسارع نبضات القلب،
وتركّز العناصر الكيماوية الدماغية انتباهك على مصدر الخوف.
يتلاشى بعض أنواع الضغط النفسي مباشرةً بعد مرور {الأزمة}،
لكنّ المخاوف الدائمة، من خسارة عملك أو منزلك، تقود إلى نشوء ضغط نفسي مزمن،
ما يؤدي إلى تغيّرات كيماوية في دماغك ويؤثّر على الجسم كلّه: القلب، جهاز المناعة،
عملية الهضم، النوم. قد تؤثر هرمونات الضغط النفسي، الأدرينالين والكورتيزول،
على التفكير المنطقي، والذاكرة، والإبداع. يجب التنبه إلى المؤشرات التي تحذّر من إمكان
الإصابة بضغط نفسي مزمن: قد تكون المؤشرات جسدية كالصداع، ضعف جهاز المناعة أو ألم
في الظهر؛ أو عقلية كقلّة التركيز والشعور بالانزعاج؛ أو سلوكية كالإفراط في الأكل وشرب
الكحول والانعزال عن المجتمع. إذا أدركتَ أنّ خوفك الأوّلي تملّك فيك لأجل غير مسمّى،
قد تتمكّن من تجنب المشاكل على المدى الطويل.
فهم هذه العملية الخطوة الدفاعية الأولى ضدّ الخوف. حارب الضغط النفسي بتطبيق
{عناصر التعافي} و}عوامل نسف الضغط النفسي الستة}.
عناصر التعافي
درس علماء النفس الحالات التي تعيشها مجموعة من المدراء التنفيذيين لتحديد مصدر
قدرتهم على إدارة شركاتهم وحياتهم في الأوقات الحرجة.
أتت النتيجة على شكل لائحة من الممارسات التي يمكنك تطبيقها للحفاظ على هدوئك،
والتغلّب على الضغط النفسي، وتحقيق النجاح وسط الفوضى.
– خطِّط: يشكّل التخطيط عاملاً أساسياً لتجنّب الضغط النفسي.
ضع خططاً يومية، أسبوعية، شهرية، وسنوية، واحرص على تحضير جلسات
تخطيط بانتظام. تحقّق من خطتك اليومية كل صباح قبل قراءة الرسائل الإلكترونية؛
راجع ما ينتظرك خلال الأسبوع المقبل في نهاية الأسبوع؛
وكذلك نشاطاتك الشهرية في تاريخ 27 من كلّ شهر. للتحكّم بنظام عملك،
حدّد أولوياتك عبر ترقيم المهمات وفقاً لأهميتها، بدءاً من النشاطات الطارئة،
مروراً بالنشاطات المهمة، وصولاً إلى تلك التي يمكن تأجيلها.
– استعمل نظام {الزمالة}:
أطلب من زميل لك أخذك إلى جنب حين ترفع صوتك. بفضل هذا الزميل الأمين،
ستدرك أنك تقوم بالسلوك الذي تحاول تجنّبه.
– خذ استراحة: لا يصرف أهمّ القادة طاقتهم على القلق العاطفي.
حين تشعر بالغضب أو التوتر، غادر الغرفة إلى أن تستعيد توازنك.
فكّر بما تريد تغييره وبالخيارات المتاحة لك لتغيير سير الأمور.
– غذِّ معتقداتك: إحرص على تغذية معتقداتك عبر مراجعة جميع النجاحات المحققة سابقاً،
أي الأوقات التي واجهت فيها العوائق نفسها وتغلّبت عليها.
– ركِّز على ذاتك: تجاهل المهمات التي قد ينفّذها الآخرون
وركّز على الأمور التي يمكنك فعلها أنت.
– الأولوية لك:
إحرص على أن يكون النوم والرياضة من أهمّ أولوياتك. توقّف عن العمل في ساعة معقولة،
مهما كانت الظروف، وخصّص وقتاً للتمارين الرياضية كما لو كان اجتماع عمل مهمّاً…
وهي لا تقلّ أهمية عنه!
– استبِق الأمور:
يشعر المدير التنفيذي الماهر بتغيّر الأحوال نحو الأسوأ، لذا يتصرّف قبل أن يتملكه الضغط
النفسي. من المهمّ أن تتمكن من فهم الإشارات التي يرسلها العقل والجسم للدلالة على
المحنة التي يمرّان بها، كتشنّج العضلات، تسارع النبضات، تعرّق الكفّين، أو الشعور بالانزعاج.
حين تصاب بهذه العوارض، جرّب الحلول التالية:
– توقّف عن العمل واذهب للتنزّه.
– حدّد مصدر الضغط النفسي: مشروع معيّن، مهلة نهائية لتسليم العمل، علاقة شخصية؟
– جِد الحلّ المناسب الذي يمكن تطبيقه فوراً.
اقضِ على مؤشرات الضغط النفسي الأولى بواسطة الخطوات
المفيدة التالية قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
-1 تمطَّط: خصص 15 دقيقة لأخذ استراحة من العمل وممارسة التمطط للشعور بهدوء أكبر
وتعزيز إنتاجيتك. طبّق حركتي التمطط المفصّلتين أدناه، إذ يسهل تطبيقهما في المكتب:
– تمدد القفص الصدري: إجلس على كرسيّ بعد تخفيض مستوى ظهرها،
ضع يديك خلف رأسك، وشُدَّ الجزء العلوي من جسمك إلى الخلف.
شدّ الكتفين إلى الوراء وحافظ على هذه الوضعية ثم اسْتَرِحْ. كرر الحركة 8 مرّات.
– حركة تمطّط لتليين الوركين: ضع إحدى قدميك على كرسيّ ثابت وانحنِ إلى الأمام
ومُدَّ ذراعيك فوق رأسك. قوّس ظهرك بهدوء وحرّك في الوقت نفسه ذراعيك إلى الوراء.
حافظ على هذه الوضعية مدة ثانيتين. كرّر الحركة 8 مرّات.
-2 استفدةمن الأزمة: استغلّ الأزمة المهنية أو المالية واعتبرها فرصة للهروب من نمط الحياة
الروتيني المُمَنهج ولتحسين نفسك. كلّما طوّرت حسّ الإبداع لديك
وانخرطت في الأعمال خارج المنطقة التي اعتدتَ عليها، ستشعر بتوازن وسعادة أكبر.
-3 جزّئ المشكلة وحقِّق الهدف: حين تواجه تحدياً يبدو تخطّيه مستحيلاً،
حدّد جزءاً من المشكلة يمكنك التحكّم به، ثم عالجه.
حين تختار أن تتولّى أمر المشكلة، تواجه التحدي من موقع قوة
بدل الشعور بأنك تحت رحمة الأزمة.
-4 استعن بصديق: لا يمكن تحمّل الضغوطات وحدك من دون وجود شخص
يخفف عنك. لكلّ رجل أعمال ناجح صديق يتّكل عليه في أوقات الحاجة.
تقدّر مجتمعاتنا قيم الرزانة والاتكال على النفس، لكن يحتاج العقل
بطبيعته إلى استمداد القوة من الآخرين.
-5 أقِم توازناً في ثلاثة مجالات: يساهم تأمين التوازن في
ثلاثة مجالات من الحياة (التوازن العائلي، المهني، والشخصي)
في إنشاء درع واقٍ من الضغط النفسي. إذا انهار أحد المجالات،
يبقى لديك مجالين للتشبّث بهما.
-6 توقَّف عن مقارنة نفسك بالغير: تقود عملية مقارنة نفسك بالأصدقاء والخصوم
بشكل مستمرّ إلى الإصابة المباشرة بالضغط النفسي. يشعر الأشخاص
الذين يواجهون مشكلة القلق بالضياع لأنهم يفرطون
في إطلاق الأحكام على أنفسهم. نقارن أنفسنا بالآخرين
في محاولة لإنشاء نظام معين في حياتنا، لكننا بذلك نفقد طبيعتنا البشرية.
إذ تجعلنا المقارنات السلبية عبيداً لتحديات لا تنتهي.
المصدر
مجتمع ريجيم
l’instant magic l’instant magic 208410_22.gif سوبر فتكات Fatakat 208410 مصر – مسلمة مصرية عربية و حقى افتخر بالثلاثة