طرق الوقاية من العدوى
الوقاية من العدوى بالفيروس الكبدي سي تركز بشدة لمنع جميع طرق انتقال الفيروس من المريض للعائل إلى حين التوصل في القريب العاجل إلى اللقاح المضاد للفيروس الكبدي سي حيث أن الوقاية بالتحصن (التطعيم) هي حجر الأساس للوقاية وسوف تسفر الأعوام القادمة عن تفاؤل وأمل للتوصل لهذا اللقاح رغم الصعوبات الشديدة الحالية.
وعموما العدوى بالفيروس الكبدي سي الشرس سريع التغيير والقادر على البقاء داخل جسم العائل سنوات طويلة محدثا أضرارا جسيمة بالكبد ومضاعفاتها فإن الوقاية من العدوى بهذا الفيروس خير سياسة وأهم آلاف المرات من العلاج نفسه وذلك لاختصار مشوار مرضي طويل يرهق فيه صحة المرضى مع استنزاف لمصادر دخلهم نظرا للتكاليف الباهظة للعلاجات والتحاليل الطبية ومع انخفاض نسبة الشفاء وسرعة انتكاسة المرض مما يعرض أكباد المصابين بمضاعفات خطيرة تهدد صحتهم الجسمانية والنفسية فتفقد الدولة الكثير من القوى العاملة المنتجة لديها وهي عماد وثروة أية دولة مما تتكبد بدورها خسائر فادحة فلهذا يعتبر الفيروس الكبدي سي من الأمراض الاستراتيجية التي تستطيع أن تربك اقتصاديات أية دولة تبلى بها.
ولهذا نجد الاهتمام الشديد بطرق الوقاية من العدوى وهي تتلخص في محورين هما:
المحور الأول منع جميع طرق انتقال عدوى الفيروس الكبدي سي وذلك عن طريق:
1- المسح الشامل والتحكم التام في عمليات نقل الدم وتبرع الأعضاء البشرية وذلك بإجراء جميع التحاليل المعملية اللازمة وتوفيرها في الأماكن التي تتعامل مباشرة مع دم المرضى0
2- اتخاذ الإجراءات الصارمة عند حملات التبرع بالدم وهي:
– إجراءات للمتطوعين بالدم استبعاد من لهم تاريخ مرضي بالإصابة باليرقان (الصفراء) .
– استبعاد من لهم تاريخ إدمان أو مشكوك في سلوكهم الجنسي.
– استبعاد من كانوا يخالطون مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسى.
– إجراءات فحص الدم المتبرع به وذلك بإجراء جميع التحاليل الطبية للتأكد من خلو الدم من الأمراض التي تنتقل بالدم وهي الزهري الملاريا الإيدز الفيروسي الكبدي بي وسي.
– إجراءات تعبئة وحفظ الدم المتبرع به وذلك بوضعه في عبوات معقمة ويحفظ بطريقة سليمة بعيدا عن أية مصادر عدوى.
3-تعميم استخدام السرنجات وحيدة الاستخدام والتخلص منها بعد الاستعمال بطريقة سليمة وصحة لا تلوث البيئة كالفرم والتعقيم أو استخدام المحارق الطبية للتخلص من النفايات الطبية الخطيرة .
4- التعقيم الفعال لجميع المعدات والآلات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية في وحدات الطوارئ والاستقبال في عيادات الأسنان وفي وحدات المناظير الداخلية.
5- إشراف لجان الوقاية من العدوى على وحدات الغسيل الكلوي الدموي على معامل التحاليل الطبية التي تتعامل مع دم المرضى وعلى طرق التخلص الصحية من النفايات من حجرات الجراحة في المناظير والولادة وفي حالة وحدات الغسيل الكلوي الدموي يشتر ط خلو المريض من جميع الأمراض المعدية عن طريق الدم وذلك بالالتزام بإجراء الفحوصات المعملية اللازمة قبل استخدام جهاز الغسيل الدموي.
6- تجنب العديد من الإجراءات الغير صحيحة وأصبحت عادات سيئة مثل ثقب أذن الفتيات عمليات الختان البنات والوشم 0الرسم على الجلد بإبر صبغات) وذلك تفاديا لاستخدام أدوات غير معقمة بطريقة سليمة وفعالة.
7- إتباع العادات الصحية السليمة مثل عدم استخدام الأدوات الصحية للآخرين مثل ماكينات الحلاقة فرش الأسنان والمناشف.
8- الابتعاد عن الإدمان وتعاطي الأدوية المخدرة عن طريق الحقن بالوريد.
9- استخدام وسائل الأعلام للتوعية والتثقيف للشعب وخصوصا الشباب وخلق سلوك إيجابى للشعب للالتزام لجميع الاجرائات والعادات السليمة والصحية كي يق نفسه من شر العدوى.
10- إبراز دور الجهات الحكومية لتوفير الامكانيات والبدائل السابق ذكرها للوقاية ببنوك الدم الجراحية وحدات الغسيل الكلوي توفير السرنجات وحيدة الاستخدام وتوفير الطرق الحديثة للتخلص من النفايات الطبية الخطيرة بدءا من الطرق السليمة لتجميعها في أكياس ذات لون مميز (الأحمر) لتفريقها عن النفايات الغير خطيرة القمامة وتجمع في أكياس أخرى (الأسود) ثم الأشراف على النقل السليم للنفايات الخطيرة وتجميعها وإعدامها عن طريق المحارق الطبية وأجهزة الفرم والتعقيم أو أجهزة التحلل الحراري والرمد (أحدث طريقة) والتحكم الرقابي لمنع أية انبعاثات خطيرة أثناء عملية التخلص من هذه النفايات والأشراف على دفن النواتج الصلبة أو الرماد من هذه الأجهزة في مدافن تابعة لوزارة شئون البيئة في أماكن نائية وبهذا يكون التحكم والرقابة البيئية مكتملة في جميع مراحل التخلص من النفايات الطبية الخطيرة بدءا من تجميعها وانتهاء إلى دفن الرماد المتبقي بعد عمليات الحرق أو الفرم والتعقيم بالإضافة إلى تدريب كوادر وتعليمها جيدا للقيام بكل هذه الخطوات بدقة ومهارة.
11- المطالبة بإحكام الرقاة الحكومية على جميع المستشفيات، المعامل، العيادات الطبية ووحدات الغسيل لكلوي والمناظير، للتأكد من جدية وفاعلية الإجراءات الوقائية السليمة والتأكد من اتباع إجراءات التخلص السليم من النفايات الطبية الخطيرة عن طريق محارق أو أجهزة فرم وتعقيم خاصة بالمنشأة الطبية أو التعاقد مع إحدى هذه الطرق للتخلص اليومى من النفايات الطبية والإشراف الرقابى على جدية وفاعلية هذه الإجراءات وإغلاق أية منشأة طبية وسحب تراخيصها في حالات عدم الالتزام بذلك مع تشديد الصعوبات وتنفيذها.
إذن نستخلص مما سبق أن طرق الوقاية من العدوى عن طريق منع جميع طرق انتقال العدوى الفيروسي الكبدي سي تتلخص في أربعة أدوار هامة اثنان تخص الشعب والاخريتان تخص الحكومى بهيئاتها.
فأما ما يخص عامة الشعب هو:
1- التوعية والتثقيف والدراية التامة لجميع طرق انتقال العدوى وكيفية تفادي ومنع حدوثها.
2- السلوك الإيجابى بعدم التراخي أو عدم الالتزام بتنفيذ جميع الإجراءات الوقائية والبيئية السليمة والفعالة.
أما مالا يخص الحكومة بهيئاتها المختلفة هو:
1- توفير جميع الامكانيات والبدائل السليمة والفعالة للوقاية وإجبار الشعب استخدام هذه الامكانيات العلمية والصحية المتوفرة.
2- الإشراف الرقابي على التخلص من النفايات الطبية الخطيرة تشدد العقوبات وإحكام الرقابة على جميع المنشاءات الصحية وعدم التهاون في إغلاق وسحب تراخيص أية منشأة غير ملتزمة أو جادة.
المحور الثاني للوقاية من العدوى بالفيروس الكبدي سي عن طريق التطعيم:
باستخدام لقاح وقائي للفيروس الكبدي سي حيث انه الحجر الأساسى للوقاية من العدوى ولكن الوصول لتخليق لقاح فعال ضد الفيروس يواجه العديد من المصاعب تكمن في:-
1- وجود تنوع شديد (مطاطية ) في شكل الفيروس بالإضافة إلى الطفرات الجينية المتتابعة لتغيير الجزئيات المكونة للفيروس؟
2- قدرة الفيروس على الهروب والتخفي وعدم مواجهة أسلحة الجهاز المناعي للمريض.
3- العائل الوحيد للفيروس الكبدي سي هو الإنسان والقرد الشمبانزي فقط فمن الصعب إجراء أية تجارب على أيى حيوانات معملية اخرى.
4- يتكاثر الفيروس الكبدي سي داخل الأنسجة الحية للعائل فقط فمن الصعب إحداث تكاثر له بالطرق المعملية على مزارع أنسجة خارج جسم العائل.
5- وجد أن استخدام قلب الفيروس المصنوع من الحمض النووي أر أن أية له دور في إحداث أورام خبيثة بالكبد ولهذا نجد آن جميع هذه الصعوبات تقف عقبة في طريق الوصول إلى لقاح وقائي للفيروس الكبدي سي كما هو الحال لفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
ولكن الأبحاث المستمرة استطاعت التوصل إلى اللجوء لاستخدام أحد البر وتينات المكونة للكبسولة الني تغطي قلب الفيروس وهى تعتبر ثاني جزئ ( بعد قلب الفيروس) له قدرة على إثارة الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة وجاري الأبحاث.
الآن لاستخدامه بديلا عن قلب الفيروس (رغم أهميته في تكوين اللقاح) وذلك نظرا للخوف من قدرته على إحداث نشاط سرطاني بخلايا الكبد ويتبقى مشكلة تعدد أنواع الفيروس بشكل مستمر ومتتابع مع اختلاف كبير في جزئيا ته وبعد كل هذا يبقى صعوبة التجارب على الحيوانات المعملية غير القرد الشمبانزي أو إجراء تجارب على مزارع الأنسجة خارج جسم العائل. على أية حال الأبحاث العلمية المكثفة قد أزاحت الستار عن الكثير والكثير من أسرار وغرائب هذا الفيروس اللعين وبدأت الجهود والإمكانيات تسخر من اجل تذليل كل هذه المصاعب في طرق الوصول للقاح الواقى وبمشيئة الله تعالى سيحمل لنا الغد القريب بشرى وأمل في التخلص النهائي من هذا الفيروس كما حدث من قبل للكثير من الأمراض التي كانت تعتبر مستعصية ولا علاج لها ومع التطور والأبحاث الطبية تمكن الطب من التخلص والقضاء عليها نهائيا.
farao
.
dr.farah dr.farah ممنوعة من المشاركة Fatakat 1033944 القاهرة – مصر