النكد والحياة الزوجيهالنكد هو العدو الأولللحياة الزوجية السعيدة، وبرغم أنه ما من زوج أو زوجة إلا ويفر من النكد فرارالسليم من الأجرب، إلا أن النكد الزوجي واقع تئن من وطأته كثير من الأسر ربما لأنهكالنار يبدأ من مستصغر الشرر، فكيف تتجنبين النكد ابتداءً؟ وكيف تتخلصين منه إذاأصبح زائراً ثقيلاً لبيتك؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية:• حرب نفسية:في كتابها (النكد الزوجي) تصف الدكتورة. "هيرفون" مسألة "النكد" بأنه: "التعكير الدائم لصفو الآخر، وهو تماماً كالحربالنفسية، وتُرجِع سببَه إلى الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه أو إلى تربيةخاطئة خضع لها منذ الصغر، أو محاولة لجذب انتباه الآخر كانتقام منه على تجاهلهلشريكه في الحياة مثلا".
وعلى الرغم من أن البعض يتهم الزوجات بأنهن "نكديات" بطبيعتهن، إلا أننا لا نستطيع غض الطرف عن الزوج لأنه أحياناً يقوم ببعض التصرفاتالتي تجلب النكد للزوجة ولأهل البيت أيضاً كأن يصر على عدم ذهاب زوجته لأهلها أويضيق بأمها وأسرتها وقد ينتقد زوجته وشكلها وتصرفاتها، وقد يفضل السهر بعيداً عنالمنزل ولا يهتم بشؤون أسرته. وغير ذلك من السلوكيات التي ترفضها الزوجة وتضطرهالمقابلة النكد بنكد مثله وهو ما يزيد الأمور اشتعالاً.
وفي المقابل يؤكد الأستاذأكرم رضا.- الباحث في العلاقات الزوجية والأسرية- أن نكد الزوجات أبقى وأقوى وأشدضراوة، فمن الزوجات من يختلقن النكد وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوىالمستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية إلى مشكلات الأولاد إلى إهمال الزوجلشؤون بيته إلى أمه التي تحشر أنفها في شؤونهم، وبدلاً من أن يَفتح الزوج البابويجد ابتسامة مشرقة ويداً حانية وصوتاً رقيقاً؛ يجد وابلاً من الأخبار السيئةومشكلات الأولاد والجيران والأقارب!
• تعددت الأسباب والنكدواحد:يرى الخبراء أن المشاحنات اليومية الصغيرة التي تحدث بين أيزوجين تؤدي دوراً واضحاً في ترسيب المشاعر السلبية بينهما، وهي إن كانت لا تحويقدراً كبيراً من العنف إلا أنها تعتبر الشرارة الأولى لتفجر المشكلات الكبيرة وربماالعنف المؤدي إلى الطلاق من منطلق أن معظم النار من مستصغر الشرر.
ويؤكدالمختصون أن أغلب تلك المشاحنات لا تعبر عن عيوب في أحد الزوجين بل في طريقةالتواصل بينهما. وهي عبارة عن شحنة زائدة ناتجة عن إحباطات ومشكلات طارئة تفرغ ضدالطرف الآخر وقد تكون لسبب تافه لا علاقة للطرف الآخر به، فالقاعدة في الزواج ليستحدوث المشاحنات والمشكلات، لكن القاعدة هي وجود اختلاف لا يؤثر في العلاقة الزوجيةحيث تبقى سوية وطبيعية.
• عواقب النكد:تقولد. نادية مرعي- أستاذة الأمراض الباطنة والقلب بطب الأزهر- : إن الحياة الزوجيةالمليئة بالنكد تؤثر بشدة في هرمونات المرأة والرجل، حيث يرتفع هرمون ( الكورتيزول ) نتيجة التوتر المستمر، وتصبح معدلات ارتفاع هذا الهرمون أسرع عند المرأة وهذايؤثر في قدرتها على احتمال هذه الحياة النفسية، فضلاً عن أن النكد الزوجي يتسبب فيالكثير من الأمراض لكلا الزوجين نتيجة الحياة التعسة.
وتمتد آثار النكد لتصل إلىالأبناء فيشعرون بالخطر والقلق والتوتر، ويقل إحساسهم بالاطمئنان. فضلاً عن إمكانيةإصابتهم ببعض الأمراض؛ فقد عزت بعض الآراء العلمية الحديثة أحد أسباب الربو فيسنوات الطفولة الأولى إلى الخلاف بين الأبوين الذي يستشعره الطفل حتى إن كانخافياً.
• حلول لفض الاشتباك:يرى الخبراءوالمختصون أن منع الخلافات مناف للطبيعة البشرية وطبيعة الاجتماع البشري وما يحملهمن احتكاكات يومية لا تخلو من اختلافات في وجهات النظر، تجعل من الصعب إن لم يكن منالمستحيل منعها فسبيل الحل هو إيجاد أسلوب للتفاهم.
وفض المشاحنات بين الزوجينيتطلب اعتماد الأسلوب الذي يؤدي إلى حل الخلافات وليس تصعيدها وأُولى الخطوات هيضبط النفس والتفكير في أسباب المشكلة ومناقشة الطرف الآخر والاستماع لرأيه بهدف فهموجهة نظره وليس للرد عليه ومن ثم يأتي دور تقييم المشكلة بموضوعية وهذا يتطلب قدراًمن المرونة والتسامح في العلاقة للوصول إلى قناعة مشتركة وليس فرض رأي والإصرارعليه.
وفي حال عدم التوصل إلى قناعة مشتركة فلا بأس من تأجيل الموضوع لفترة،وقد يجدي الصمت في حال كون أحد الطرفين في مزاج عصبي أو عندما لا يمتلك رؤية واضحةللموضوع المختلَف عليه.
نصائح الخبراءللزوجات:
* لا تجعلي الابتسامة تفارق وجهك فهي رسالة غير مباشرةلحالة الحب والرضا وعدم الاستعداد للنكد.
* اطلبي معونة زوجك وأفراد أسرتك. فمثلاً اطلبي منهم أن يتقاضوك غرامة في كل مرة يضبطونك فيها متلبسة باحتداد المزاجأو خشونة اللفظ أو التحقيق في أمر تافه.
* عوِّدي نفسك أن تطلبي الشيء أوتقولي ملاحظاتك مرة واحدة. فالإلحاح أمر مزعج بالنسبة إلى الزوج إلا إذا كانتالضرورة ملحة.
* نمِّى في نفسك روحَ الدعابة، فالأحمق هو الذي يجعل منالتوافه مآسياً.
* حاولي السيطرة على انفعالاتك في مواقف الغضب وتحدثيبهدوء عما يسبب لك الضيق، وتخيري وقتاً مناسباً عندما يكون زوجك هادئاًمتفرغاً.
* اجعلي مقدرتك على الحصول على النتائج المنشودة بغير الالتجاء إلىالشجار أو الصوت العالي.
* راعي ظروف زوجك المادية والنفسية وشاركيه في حلهمومه ومشكلاته بدلاً من أن تضيفي إليه هموماً وأعباءً جديدة وتَعَاونَا على تخطيالعقبات.
* لا تقارني بين زوجك وأقرانه من أصحاب الدخل الأعلى أو المزاياالمعيشية الرحبة فتلك المقارنة مجلبة للنكد.
* لا تستفزي زوجك ولا تذكِّريهبمشكلات سابقة؛ فهذا يجعله أكثر عصبية واستعداداً للنكد.
* تجنبي إيذاءمشاعر شريكك أو كرامته باللفظ أو القول أو الحركة؛ فتلك الإهانات تصيب الحالةالعاطفية للطرف المهان بنوع من الشروخ يصعب إصلاحها.
• وأخيراً، تقولالباحثة. "لورا دويل" في كتابها "الزوجة المطيعة": عليك باحترام الرجل الذي اقترنتبه، وابتعدي عن إهانته أو الاستخفاف والاستهزاء به، ولا تسفهي آراءه حتى إذا كنت لاتوافقين عليها، وإذا فعلت أو قلت شيئاً بدون احترام يجب عليك الاعتذار، واقبليإجاباته دون تقديم أيّ انتقادات، ويجب عليك ضبط نفسك بعدم نقده أو تقديم ملاحظاتسلبية، إلاّ في إطار الحوار البنّاء
نادية جعفر نادية جعفر 82510_4.gif فتكات ست الكل Fatakat 82510 ارض الله الواسعة – جمهورية مصر العربية