هل تتحاشى النشويات لأنك سمعت أنها تؤدي إلى السمنة؟
قد تُدهش إذا عرفت أن النشويات المركبة الطبيعية الموجودة في الحبوب الكاملة غير المقشورة مثل: الأرز البني أو القمح غير المقشور، وفي الخضراوات، هي في واقع الأمر أفضل ما يمكننا تناوله من طعام. إن الأطعمة الطبيعية، التي تحتوي على كربوهيدرات مركبة هي أطعمة الطاقة، وإذا قورنت بالبروتينات أو الدهون، لوجدنا أن الكربوهيدرات المركبة تمد الجسم بوقود تسهل الاستفادة منه في توليد الطاقة، وتُخلف وراءها قدرًا أقل من المواد الإخراجية.
كلنا تقريبًا نأكل الكربوهيدرات في صورة ما، مع كل وجبة، غير أنه في عالمنا المُعاصر، وحيث صارت الأطعمة المُصنعة وعالية النقاوة متوفرة بسهولة، فإننسبة تصل إلى نصف ما نتناوله من الكربوهيدرات في المتوسط تأتي لنا في صورة كربوهيدرات بسيطة، والمشكلة ببساطة أن الكربوهيدرات المُكررة أو النقية قد تدمر صحتك.
*الكربوهيدرات المعقدة أم البسيطة:
قطعة من الحلوى مع فنجان قهوة بالكريمة والسكر في الصباح، وإصبع حلوى بعد الظهر، قد تبدو في صورة مأكولات تمدك بالطاقة، وتساعدك على النشاط. غير أنها في واقع الأمر لكونها من الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات البسيطة تسبب لك الإرهاق خلال بضع دقائق، وذلك عندما يغادر السكر تيار الدم.
إن ما يحدث حقًّا هو أن مستوى الإنسولين يرتفع بشدة لكي يُعادل الانطلاق المُباغت للسكر الذي تناولته، وهذا من شأنه أن يخفض من مستوى السكر بالدم، يخفضه تمامًا، إلى الدرجة التي تبدأ معها تشعر بالتوتر، والنهم للمزيد من السكر، ولا يتمكن جسدك من احتمال هذا الصعود والهبوط المُتكرر.
إن نظام الماكروبيوتك الغذائي يستبدل الكربوهيدرات البسيطة بنوع أكثر تعقيدًا، وأبطأ في حرقه .. إن وجبة ماكروبيوتك مكونة من حبوب غير مقشورة وخضراوات وبقوليات سوف تطلق طاقتها على امتداد فترة زمنية تبلغ عدة ساعات، دون أن تؤدي إلى تلك التأرجحات واسعة النطاق في المزاج أو الجوع للحلويات.
*أطعمة الطاقة أم الأطعمة البَنَّاءة:
تمنحنا الكربوهيدرات الطاقة، في حين تساعدنا البروتينات على بناء وتجديد خلايا الجسم وعضلاته وأنسجته. وعلى الرغم من أن الجسد يحتوي على قدر هائل من البروتين، فإن احتياجاتنا الغذائية الأساسية هي للطاقة، حتى نحافظ على حالة داخلية متوازنة. ويجب أن يكون الإمداد بالكربوهيدرات متواصلاً في طعامنا؛ لأن الجسم لا يمكنه أن يختزن سوى احتياطيات قليلة منها، ولا يبدأ الجسم في تكسير البروتينات للحصول على الطاقة إلا في حالة عدم كفاية الإمداد بالكربوهيدرات، مثلما يحدث في حالات المجاعات.
يعطي نظام الماكروبيوتك 75٪ من إجمالي الطعام كربوهيدرات مركبة، و25٪ بروتين ودهون [بنسبة 6 أو 7 : 1]، وفي المقابل نجد أن وجبات الطعام في عدة مناطق من العالم تحتوي على ما يقرب من 12٪ في صورة بروتينات و22٪ فقط في صورة كربوهيدرات مركبة، [أي أن النسبة حوالي 2 إلى 1].
وهذا يعني أن أجسامنا في المتوسط عليها أن تبذل جهدًا أكبر؛ لأنها مُرغمة على تحويل نسبة من الدهون والبروتينات التي نأكلها إلى طاقة، علاوة على ذلك فإنه ينجم عن تلك العمليات التحويلية منتجات ثانوية يتعين على الكبد والكلى أن تقوم بتخليص الجسم من شرورها. ومن ناحية أخرى، نجد أن جوهر نظام الماكروبيوتك الغذائي يعتمد على الكربوهيدات المركبة التي تحترق بصورة نظيفة والتي تتحول داخل الجسم إلى جلوكوز يمنحنا الطاقة، وعلى ثاني أكسيد كربون يخرج مع هواء الزفير، وماء.
dr.yama dr.yama 46_6.gif مشرفة الموقع Fatakat 46 i wish to live in utopia – my world