يوجد في المخ 12 زوجاً من الأعصاب، ويمثل العصب الحائر رقم 10 بينها،
وسمي بالحائر لأن وظيفته لم تكن معروفة عند اكتشافه تشريحياً بخلاف الأعصاب الأخرى.
ويقوم العصب الحائر بنقل سيطرة المخ إلى الجهاز الدوري من القلب والأوعية الدموية،
والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وهو عصب مختلف
يحمل أليافا مركبة وأخرى حسية وأليافا من العصب السمبثاوي.
إن سيطرة هذا العصب على الجهاز الدوري تتمثل في السيطرة على نظام ضربات القلب،
ونظام انقباض وارتخاء جدار الأوعية الدموية الرئيسية.
أما بالنسبة للجهاز التنفسي فهو يسيطر على جدار القصبة الهوائية والشعب الهوائية،
وعلى الإفرازات، لكنه لا يسيطر على الحجاب الحاجز حيث يوجد له عصب خاص
قادم من القنوات العنقية “النخاع الشوكي العنقي”، وعصب الحجاب الحاجز
هو المسؤول عن الشنق في حالات الإعدام
علما بأن الحجاب الحاجز هو أهم عضلة مؤثرة في عملية التنفس.
وتتمثل سيطرة العصب الحائر على الجهاز الهضمي في أنه مسؤول
عن تنظيم الحركات الانقباضية والارتخائية للجدار في المريء والمعدة
والاثنا عشر والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة.
كما يسيطر على نشاط الجهاز المراري، ومسؤول عن الإفرازات داخل الجهاز الهضمي.
وينشأ العصب الحائر في المخ من مراكز متجاورة ويتأثر بشكل كبير بمراكز الانفعال والعاطفة،
ومن ثم فهو أكثر الأعصاب المخية تأثرا بالحالة النفسية والعصبية والمزاجية للإنسان،
حيث إن الاضطراب في المراكز المسؤولة عن هذا يعطي إشارات لمركز العصب الحائر
مسببة النشاط الزائد له، والذي ينتج عنه اضطراب في وظائف الأجهزة التي يسيطر عليها.
اما تأثير هذا العصب في الأجهزة التي يسيطر عليها في حالة اضطرابه،
فإنه بالنسبة للقلب قد يحدث اضطرابات في سرعة ضربات القلب
(بالزيادة أو النقصان أو الضعف أو اختلال النظام الكهربائي) أو في صورة انقباضات غير مفهومة
أو غير مطلوبة في جدر الأوعية الدموية ومنها الأوعية الدموية الداخلة إلى القلب،
مما قد يؤدي إلى احتمال الإصابة بالذبحة الصدرية.
أما بالنسبة للجهاز التنفسي فإن الخلل قد يظهر في شكل زيادة الإفرازات
محدثة أعراضا تشبه أعراض الحساسية الصدرية، أو انقباضات في عضلات القصبة الهواية
والشعب الهوائية مسببة أحيانا شعورا بعدم راحة التنفس أو الاختناق مجرد شعور بالاختناق.
ويأتي تأثير اضطراب العصب الحائر في الجهاز الهضمي في صورة اضطرابات حركية
مختلفة الأنواع منها المغص الهضمي، المغص المراري، انقباض فتحة الفؤاد،
انقباض فتحة البواب (أسفل المعدة)، واضطراب حركة الأمعاء الذي يعرف باسم عسر الهضم
أو سوء الهضم، واضطرابات حركة القولون التي تعرف باسم القولون العصبي.
وقد يؤثر في عملية الإخراج مسببا نوعا من التعنية (الإمساك والإسهال)،
أو إمساك مزمن واضطراب الإفرازات خاصة زيادة الإفرازات الحامضية داخل المعدة،
والتي تعتبر من أسباب الإصابة بالقرحة في المعدة والاثنا عشر، واضطراب إفرازات البنكرياس
والإفرازات المرارية محدثة سوء هضم، وأحيانا تقرحات بالأمعاء الدقيقة أو الغليظة.
إن العلاجات المتاحة لاضطراب عمل العصب الحائر تتركز أساسا في وسيلتين:
الوسيلة الأولى :
تقليل مستوى الانفعالات والتوترات العصبية كمحاولة لتقليل تأثير مركز
العصب الحائر في المخ بهذه الإشارات المرسلة من المراكز المسؤولة عن الانفعالات.
الوسيلة الثانية :
هي تقليل أثر النشاط الزائد للعصب الحائر في الجهازين الدوري والهضمي،
فهناك أدوية لضبط ضربات القلب حتى لا تتأثر بقوة بالإشارات الناتجة من النشاط الزائد لهذا العصب.
وبالنسبة للجهاز الهضمي هناك أدوية لضبط حركته لمقاومة التأثيرات الناتجة عن زيادة نشاط العصب الحائر.
إن افضل “روشتة” لضبط نشاط العصب الحائر تتمثل في
ضبط الانفعالات الخارجية والداخلية والتصالح مع النفس،
وباختصار لا تنفعل وتصالح مع نفسك.
السويسية 2 السويسية 2 254896_8.gif سوبر فتكات Fatakat 254896 السويس – مصر