إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
أما بعد
فمما لا يخفى علينا أنّ للولادة آلاما شديدة لا تطيقها أي امرأة، وتتمنى لو تجد أي وسيلة كانت للتخلص من هذه الآلام، وإن لم تجد فإنها تنفث عن نفسها بإخراج هذه الآلام على هيئة صراخ، فتصرخ وتصرخ وتصرخ حتى ترهق وتنهك نفسها ومع ذلك لا تخف الآلام بل قد تزيد مع كثرة الصراخ.
لذلك في موضوعنا هذا سنحاول:
1- أن نعينك على التحكم في مشاعرك لتتجنبي الصراخ وذلك عن طريق معرفة هدي السلف في التعامل مع الآلام.
2- إعطاءك إرشادات وتمارين رياضية ستساعد بعون الله على تخفيف آلام الطلق
3- سنسرد تجارب لنساء ولدن بدون صراخ لتعلمي أن هناك من يستطيع التحكم في صوته والتفريج عن نفسه بطرق لا يوجد بها صراخ
كانت بداية هذا الموضوع عندما كنا – مجموعة من الحوامل – نتناقش صعوبة الولادة حيث أن الرحم لا يفتح عند الكثيرات منا وغالبا ما نلد بعد التاسع، فقيل لنا أن معظم الأطباء رجحوا أنها حالة نفسية وخوف، واضطراب بالهرمونات … ويجب معالجة هذا الأمر عبر تصبير الحامل واظهار كل العطف والحنان لها…
وكان مما استنتجناه من المناقشة أنه مع بداية الشهرالتاسع، نقوم بما يلي:
– الدعاء بتيسير الولادة
– الاهتمام بالهدوء النفسي والتدرب على التنفس العميق من أجل الولادة
– أكل رطب (فوائد الرطب – هنا)
– المشي
– تلاوة القرآن آناء الليل والنهار مع صلاة القيام
وكان مما تكلمنا فيه أنه إذا حصلنا على السكينة والاطمئنان، كان من السهل أن تستقر نفسياتنا وبعون الله تتيسر ولادتنا.
لكن كيف السبيل للحصول على السكينة والاطمئنان في وقت تداهمنا فيه آلام كتلك ؟؟
الإجابة في قول الله عز وجل: { الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} سورة الرعد
والذكر هنا لا يكون باللسان فقط وإنما تلاوة القرآن باللسان وتدبره واستشعاره في القلب
الأمر الآخر هو الصبر واحتساب الآلام واللجوء لله عز وجل ومناجاته في وقت الشدة (وقت الولادة)
وعدم اتباع الهوى في التعبير عن مشاعرنا بالصراخ. وإنما نستعين بالله ونأخذ بالأسباب التي تخفف من آلامنا ونحول صراخاتنا إلى أدعية وذكر
فبدلاً من الصراخ وقول آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
فليكن قولنا : لا حول ولا قوة الا بالله
(فهو المتحكم في كل شيء ذو القوة والقادر على تخفيف ما نحن فيه)
وليكن قولنا : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أستغفرك وأتوب إليك
(أليس هذا أفضل وقت للاستغفار وخصوصا أنه سيكون خارج من القلب، فلعلها تكون آخر كلمات ننطق بها في هذه الدنيا، فلتكن كلماتنا هي الاستغفار وليس الصراخ)
وغيرها وغيرها من الأذكار التي قد ترفعنا درجة عند الله عز وجل
أتذكر احدى الأخوات، فتاة كانت في السابعة عشر من عمرها ذهبت لتضع مولودها الأول وكان لسانها لا يفتر عن الدعاء وسؤال الله عز وجل أن ييسر أمرها وأنه لا ملجأ لها سواه وقد تأثر جميع من حولها بدعائها لدرجة أنهم كانوا يبكون
فما بالك بنا نحن النسوة خصوصا من ولدت مرة واثنتين وثلاثة، ألا نستطيع أن نهتدي بتلك الفتاة ؟؟
حتى مريم بنت عمران عليها السلام، في أشد آلامها وهي بمفردها بالصحراء ماذا فعلت؟؟
كانت في أشد حالاتها وحيدة وخائفة من ظنون أهلها وكان تصرفها الوحيد هو مناجاة الله عز وجل وليس الصراخ والعويل
وهناك من القصص الكثير لأخوات لم يصرخن وإليكِ بعضها ممن عرفنهن ومازلن يعشن بيننا حتى يومنا هذا:
* أخت أتت لتلد في نفس المستشفى التي كنت بها – وما شاء الله لم تأخذ سوى دقائق معدودة ثم ولدت – وقدر الله أنها كانت في نفس غرفتي بعد الولادة. فقالت أنها كانت في الحمام – أعزكم الله – ولمست شيء كرأس الجنين من أسفل فقدمت مسرعة للمستشفى وفي الطريق نزل ماء الجنين، وعندما حاولت الممرضات وضعها على سرير الانتظار وجدوا أن الجنين على الأبواب فأخذوها مسرعين لغرفة الولادة ولم أسمع لها صوتاً منذ لحظة دخولها وحتى بعد ولادتها.
* وحكت لنا أخت أخرى قائلة: من الحالات الجميلة التي مرت معنا، كنت كالعادة أداوم في قسم الطوارىء, وأرى الحالات التي عندنا, فإذا بامرأة حامل تجلس على مقعد الانتظار, ولا أدري فعلاً من كانت تنتظر. فوصلت لنا حالة في نفس الوقت, طفل قد وقع وكسر يده, والدم يخرج بغزارة, فهذه المرأة الحامل رأت كل المشهد, وبدأت بالولادة مباشرة, وبدون أن يعرف أحد منا – الأطباء – ذلك إلا حين أقدم أحد المنتظرين على مناداتنا والقول لنا أنها تلد !! والعجيب أنها ولدت مباشرة, وحين وصلنا للاهتمام بها كان الطفل قد بدأ بالخروج, فحملناها بحرص, وأخذناها لغرفة الولادة, وكانت من أغرب الولادات التي رأيتها في حياتي
إذن فالحل هو الصبر واحتساب آلامنا واللجوء لله عز وجل
وها هو موضوع به من الآثار الجميلة ومواقف من هدي الصحابة وأحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام تحثنا على الصبر وعدم الشكوى من الآلام
الصبر على المرض واحتساب الأجر عند الله
وبعد أن تذكرت كل منا حملها السابق، ذكرت بعض الأخوات أنهن قمن ببعض التمارين التي ساعدت على تخفيف الآلام مما أعانهن على تحمل الألم وعدم الصراخ.
فقالت إحداهن : أنا لم اصرخ وكنت أحاول أن أتنفس زفيرا طويلا وبقوة وبعدها أدعي ربنا
وقالت الأخرى : تذكرت أنا أيضا أني لما بدأت أصرخ وأصرخ وأحسست بأنّ الجنين بدأ يريد الدفع صرخت الممرضة التي معي وقالت لي لا ليس الآن لا تدفعي حتى تأتي الطبيبة وبدل ذلك تنفسي بعمق شهيــــق ثم زفيــــر، فسبحان الله في ذلك الوقت خفت حدة الآلام جدا جدا وفي نفس الوقت استطعت أن أنتظر حتى تصل الطبيبة
نصيحة لمن اقتربت ولادتها ،
إذا داهمتك الآلام الشديدة عليك بذكر الله تعالى ثم التنفس العميييييق
خذي شهيـــق طويـــل لحد ما خلاص، ثم زفيـــــر طويل إلى أن تفرغي كل ما عندك من الهواء
ربما يبدو الأمر تافها لكنه مجرب فعلا وهو أفضل وسيلة للتغلب على الآلام بإذن الله
منقوووووووووووووووووووووول
ام يمنى وعبدالله ام يمنى وعبدالله images/avatars/moon.jpg فتكات رائعة Fatakat 628133 فيصل – مصر