ع تزايد الضغوط الحياتية والسرعة الهائلة في إيقاع العصر الحديث ، يسقط الكثيرون فريسة للتوتر والقلق والإضطرابات النفسية
وباتت الراحة النفسية هي غاية الجميع
لكن هل حقاً يوجد مايسمى بالراحة النفسية وماهي سبل الوصول إليها والحصول عليها ؟
وهل ثمة مايمكن من خلاله ضمان إستمرار الشعور بالراحة النفسية والسعادة ؟
……..
ماهو مفهوم الراحة النفسية ؟
– الراحة النفسية من وجهة نظر الطب النفسي تعني خلو الإنسان من الإضطراب أوالمرض النفسي ،.
أي أنه في حالة اتزان وانسجام وراحة نفسية وعقلية ولايعاني أو يشكو من أي مشاكل نفسية أو عقلية سواء كان هو شخصياً ، أو ماينعكس على المجتمع المحيط به مثال ذلك، أو الأشخاص الذين يتعاملون معه في محيط الأسرة والأصدقاء والعمل والمجتمع عموماً ، وعدم معاناة الانسان أو المحيطين به يعني الإستقرار والإتزان والراحة النفسية..
والراحة النفسية كمفهوم عام والإحساس بالإستقرار النفسي من وجهة نظر عامة الناس أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ، ومن مجتمع لآخر ، بل أنه يختلف لدى الشخص نفسه مع اختلاف ظروفه ومراحل حياته من الطفولة وحتى الشيخوخة ..
ولهذا فالراحة النفسية والإنسجام النفسي والسعادة من الأمور النسبية لكل شخص على حدة ، فهي تختلف بين الرجل والمرأة ، وبين المتعلم والأمي ، وبين الغني والفقير ، وحتى في مراحل الطفولة والشيخوخة للشخص نفسه ، فقد يجد الإنسان السعادة في طفولته والراحة النفسية في اللعب واللهو وأكل الحلوى والحب والدفء الأسري ، أمـا فـــي مرحلة الشيخوخة فقد يجد راحته النفسية في التقرب إلى الله والعبادة والذكر وفعل الخير.
ماهي العوامل التي تؤثر في الراحة والإستقرار النفسي للإنسان ؟
– ان الراحة النفسية للإنسان تتدخل فيها عوامل كثيرة سواء كانت خارجية أو داخلية فإنه من الوارد أن تؤثر على حالة الإستقرار النفسي بصورة إيجابية أو سلبية فقد تجعل الإنسان في حالة استقرار واتزان وراحة نفسية أو على النقيض تجعله في حالة معاناه وتعاسة وعدم استقرار وشقاء نفسي .
ماهو المقصود بالعوامل الخارجية ؟
-هي مجموعة من المؤثرات الخارجية الإجتماعية التي تؤثر على عامة الناس في محيط البيئة أو المجتمع الصغير الذي يعيش فيه الإنسان ، والتي قد تساعد على حالة الراحة والإستقرار النفسي ..
أو تؤدي للضغوط النفسية والمعاناة وعدم الراحة النفسية مثل الأمن والعدل والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والإستقرار والرخاء الإقتصادي وتوافر الخدمات الأساسية من صحة وتعليم بصورة حضارية وكذلك التكافل الإجتماعي والمؤسسات الخيرية التي تشمل وتعين الطبقات البائسة والمحرومة ..
فكل هذه الأمور تدفع الكبت والحرمان والقهر والظلم وتعطي الإحساس بالأمان والراحة النفسية لأي إنسان داخل المجتمع ..
وكذلك أيضاً الترابط الإجتماعي والأسري بين الأهل والأصدقاء والجيران ، حيث تسود أجواء الحب والألفة والتآخي والتفاهم والمودة ومكارم الأخلاق وكافة العواطف الإنسانية الإجتماعية والسلوكيات الحضارية الإيجابية والطيبة التي تغمر الإنسان وتشعره بالراحة والإستقرار النفسي .
وما هي العوامل الداخلية ؟
– هي مجموعة من العوامل التي تخص كل إنسان على حدة والتي تتحكم في مدى إستقراره النفسي ، وهي تختلف وتتفاوت وتحكمها أمور متنوعة منها عوامل الوراثة أو التربية في الطفولة والتي تبني صفات وملامح شخصيات كل فرد بصورة مختلفة ، ومن ثم فإن الإستقرار النفسي بعد ذلك يعتمد على تأكيد الذات وبلورة ملامح وصفات الشخصية لأي إنسان ، وبالتالي مدى تحقيق الطموحات والآمال ونجاح أي إنسان في تحقيق ذاته وإثبات وجوده في الحياة ، والوصول لإهدافه وأمانيه ، والعمل على إرضاء الذات وتحقيق معظم الرغبات المشروعة الشعورية واللاشعورية به …
وكذلك مدى مرونه وسلاسة التعامل مع أفراد المجتمع من خلال منظومة القيم والمبادىء والعواطف الصادقة النبيلة..
وكذلك نجاح الإنسان في علاقاته الإجتماعية مع الناس وعلاقته الخاصة مع ربه ومدى رسوخ القيم والمباديء الإيمانية والأخلاقية.
ماهي علامات الراحة والإستقرار النفسي ؟
– عندما يكون الإنسان في راحة واستقرار نفسي يتوافر لديه إحساس بالرضاء والإنسجام مع النفس ومع الآخرين ، أي أنه يشعر بالصفاء مع نفسه بعيداً عن العقد النفسية والصراعات الداخلية التي تنعكس على الحالة النفسية للشخص وماتؤدي إليه من اضطرابات نفسية وسلوكية تلقي آثارها على الشخص ذاته أو تنعكس على الآخرين ، مع العلم أن طبائع النفس البشرية التي فطرها الله سبحانه وتعالى يصعب عليها الوصول لحالة من الإستقرار النفسي التام ، لأن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى ، ولكننا نحاول – قدر المستطاع – أن نصل لدرجة النفس المطمئنة التي يغمرها الإيمان الصادق والتي يقول الخالق سبحانه وتعالى في حقها:
( يأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي ) صدق الله العظيم .
هل تختلف معايير الراحة النفسية من شخص لآخر؟
إن المعايير والإختلافات الشخصية للراحة النفسية تتحكم فيها عوامل خاصة بكل شخص على حدة
مثل العمر
ونوع الجنس
وطبيعة الشخصية
وماإلى ذلك من الإختلافات النسبية ، والتي تعتمد على طبيعية الشخصية ومايفعله الشخص لكي يحقق دوافعه ويصل لإشباع رغباته الغريزية أو تحقيق أهداف سامية ..
فمثلاً هناك نوعيات من البشر تجد الراحة النفسية والمتعة واللذة في إشباع رغبات وغرائز الأكل والجنس والتمتع بجمع الأموال أو إنجاب الأبناء..
وهناك نماذج أخرى من الناس تجد الراحة والسعادة في النجاح العملي والعلمي والوصول للمناصب المرموقة أو تحقيق الذات في المجتمع وربما تحقيق أهداف سامية ونبيلة للآخرين أو لخدمة المجتمع أو الإنسانية ..
وهناك من تجد الراحة والمتعة في عدم تحمل المسؤولية واللهو واللعب والرحلات والسهر وما إلى ذلك من تلك الأمور..
وقد نجد عكس ذلك عند الشخصيات الإنطوائية حيث الإبتعاد عن الناس هو متعتهم وراحتهم وسعادتهم يفضلون الدخول في عالم الخيال وأحلام اليقظة ..
وربما تجد الشخصيات الوسواسية راحتها وسعادتها في النظام والنظافة والدقة والإلتزام في أنماط مقننة ودقيقة تحكم شؤون حياتهم ..
وهناك نماذج أخرى كثيرة للشخصية كل يجد راحته بالطريقة التي تتلاءم وتناسب طبيعة ومتطلبات صفات هذه الشخصية لكي تعيش في راحة واستقرار مع النفس.
ماهي أوضح أسباب الإضطراب وغياب الراحة النفسية ؟
– هناك أسباب عديدة تؤدي للإضطراب وعدم الإستقرار النفسي ، ويمكن تقسيمها لثلاث مجموعات أساسية:
أولاً : أسباب مهيئة وهي تساعد على حدوث الإضطراب النفسي حيث تؤدي للضغوط والصراعات والرواسب التي قد تؤدي في النهاية لحدوث المرض النفسي إذا كان الشخص لديه استعداد لذلك ، فمثلاً ضغوط وصراعات الحياة والتكنولوجيا والحضارة الحديثة ، حيث تزداد صراعات ومتطلبات هذه الحياة التي تمنع الهدوء وراحة البال وتشعل الصراع ومايصيب الإنسان من قلق وخوف وتوتر دائم ، مع ضعف الروابط الإجتماعية والإنسانية الحقيقية ..
وأن هناك أيضاً مشاكل سوء التربية في الطفولة والعوامل المادية والإجتماعية والأسرية السيئة واضطراب العلاقة الزوجية..
وكذلك مشكلة البطالة وصراعات العمل..
و مشكلة العنوسة وصعوبات الزواج وماإلى ذلك من ضغوط ومشاكل الحياة المستمرة ..
وهناك أيضاً العامل الوراثي وهو من أهم أسباب الإستعداد لحدوث الإضطراب النفسي لدى الشخص والذي يزيد احتمالات حدوث المرض النفسي في العائلات المهيئة وراثياً لهذا المرض.
ثانياً : الأسباب المؤدية أو المرسبة للمرض النفسي : وهي التي تؤدي بصورة مباشرة لحدوث الإضطراب النفسي مثل التعرض للصدمات والهزات الإجتماعية أو المادية أو الأسرية المباشرة والتي تزلزل الإستقرار النفسي لأي إنسان وتؤدي لحدوث المرض النفسي مثل :
اكتشاف خيانة شريك الحياة
الطلاق
التعرض لحادث كان سيؤدي للوفاة..
أو موت أحد الأقارب ..
وكذلك الخسارة المادية المفاجئة أو الكبيرة أو حتى مكسب مادي فجائي .
وربما الفصل أو حتى التقاعد من العمل
وكذلك أيضاً التعرض لمواقف امتهان وإذلال للكرامة أو الذات وماإلى ذلك من هذه الصدمات النفسية التي تجعل الإنسان ينهار ويضطرب نفسياً.
ثالثاً:الأسباب التي تؤدي لإستمرار الإضطراب والمعاناة النفسية: مثل استمرار الأسباب السابقة من مشاكل وضغوط اجتماعية أو مادية أو أسرية وصعوبة أو عدم التعامل معها بطريقة صحيحة ، وكذلك أيضاً عدم علاج المشاكل والإضطرابات النفسية بصورة صحيحة مثل اللجوء للدجالين والمشعوذين لإيجاد العلاج النفسي لديهم بصورة خاطئة والتي غالباً لاتفيد
منقووووووووووووووووووووول
ورقة البردي ورقة البردي فتكات ست الكل Fatakat 315437 القاهرة – مصر