تخطى إلى المحتوى

كيف تلعبين مع طفلك التوحدي ..بطريقة سن رايز ؟؟ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حصلت على كتاب به مجموعة من الألعاب المصممة بطريقة سن رايز. أهم ما في الكتاب هو الفصل الأول الذي يعلّم كيفية تصميم الألعاب نفسها، وبرأيي هذا هو الأهم. فإذا اتبعنا الأسلوب البسيط المذكور نستطيع أن نصمم ألعاب خاصة تناسب أطفالنا (كلٌّ على حدة) لنوصل لهم أية مهارة هم بحاجة لتعلمها.
إليكم ترجمة الطريقة:
——————————————————————————————————————

طريقة تصميم ألعاب سن رايز:
لتصميم لعبة خاصة بطفلك يجب اتباع الخطوات الأربعة البسيطة التالية:

الخطوة الأولى: تحديد الدوافع المحفزة Motivations
قم بتحديد قائمة بالدوافع المحفزة لطفلكم. إليك المثال التالي لمحفزات الطفل "داني":
– الأرقام
– الديناصورات
– الأغاني والألعاب الموسيقية
– الرقص
– السيارات
– التمثيل المضحك
– التحزير والتوقع

الخطوة الثانية: تحديد التحديات Challenges
قم بكتابة قائمة من أربعة أو خمسة عناصر والتي تعتبر من أهم ما يعاني منه طفلك من تحديات. إليك مثال عن تحديات الطفل "داني":
– التواصل البصري
– استخدام أسئلة بسيطة (ماذا؟ ، من؟ ، أين؟ )
– إجابة أسئلة بسيطة (ماذا؟ ، من؟ ، أين؟ )
– اللعب التخيلي
– طلب المساعدة

الخطوة الثالثة: تبادل الأفكار Brainstorm
قم باختيار محفز دافع واحد (مثلا: الديناصورات) وتحدي واحد أيضا (مثلا: استخدام أسئلة بسيطة تبدأ بـ"أين؟"). ابدأ بالتفكير بجميع الألعاب المبتكرة التي يمكن تصميمها بحيث نضع الطفل في مواقف تجعله يسأل أسئلة تبدأ بـ "أين؟" مدفوعا بحافزه المفضل "الديناصورات". ومع أنك يمكن أن تقوم منفردا بهذه الخطوة، إلا أنه من الأفضل أن تقوم بها بشكل جماعي، أي مع من يتعامل مع الطفل أيضا. لا تضع حدّا لابتكارك!!!
مثال:
لعبة البحث عن الديناصورات
التحدي: استخدام أسئلة تبدأ بـ "أين؟"
الدافع المحفز: الديناصورات
كيفية اللعب:
اختر 6-7 صور لديناصورات طفلك المفضلة (الدافع المحفز) من مجلات أو من الانترنت وقم بقصها. قم بلصق الصور على أماكن مختلفة من جسدك قبل الدخول إلى الغرفة التي ستلعب فيها مع طفلك. مثلا: إلصق إحدى الصور بالشريط اللاصق على منطقة البطن تحت القميص، وثانية على الظهر أيضا تحت القميص، وثالثة تحت القبعة ورابعة على القدم تحت الجورب وهكذا. أخبر طفلك أنك قد خبأت صور ديناصوراته المفضلة في أماكن مختلفة من جسمك. في البداية ستحتاج أن تشجعه ليسأل "أين صورة الديناصور؟"، وبمجرد أن يسأل الطفل أو يحاول السؤال قم بتسليمه الصورة فورا وفي نفس الوقت أجب على السؤال بوضوح "الديناصور داخل الجورب، مثلا". أكمل اللعبة إلى تمام إيجاد كل الصور.

الخطوة الرابعة: التقييم Evaluation
خذ من وقتك دقيقة لتقييم اللعبة واسأل نفسك السؤال التالي: "ماذا حصل طفلي من هذه اللعبة؟" يجب أن يكون جوابك هو "عامل المكافأة".
عامل المكافأة هو الذي يعطيك النفوذ في اللعبة. فعامل المكافأة هو العنصر الذي يجعل طفلك يقدم على عمل أمر يُعتبر تحدي بالنسبة له. فإذا تحديت طفلك بعد حصوله على المكافأة، فلن يكون لديه سبب مقنع ليجهد نفسه في المحاولة!!! لذلك كان من المهم جدا أن تطلب ما تريده من طفلك ثم تُتبع ذلك مباشرة بالمكافأة.
في المثال السابق (لعبة "أين الديناصورات")، يتضح المعنى السابق في كون التحدي هو سؤال "أين صورة الديناصور؟" ويعقب ذلك مباشرة حصول الطفل على صورة الديناصور (المكافأة). لكن إذا تم تحدي الطفل بعد حصوله على المكافأة (كأن يتم إعطاء الطفل الصورة ثم سؤاله "أين كانت الصورة؟"، فلن يكون للطفل دافع حقيقي ليجيب أو يسأل السؤال (وهو التحدي الأصعب بالنسبة له)!!

العناصر الأربعة الأساسية لنجاح اللعبة:

1- البهجة: ابتكر والعب الألعاب التي تجدها أنت ممتعة ومبهجة حقا. إذا لم تشعر أنها مبهجة فغالبا سيكون هذا شعور طفلك نحوها أيضا. فإما أن تلغي الألعاب التي تبدو غير مبهجة، أو أن تعدلها لتصبح أكثر بهجة ومتعة. فالبهجة عادة تنتقل بين أفراد المجموعة الواحدة.

2- القناعة: عندما تبدأ بتقديم اللعبة لطفلك، قدّمها وأنت على قناعة كاملة أنه سيلعبها معك. كن على قناعة أنه سيلعب تلك اللعبة معك حتى لو لم يكن طفلك قد لعب أية لعبة مشابهة لها مسبقا أو حتى لو رفض طفلك نفس اللعبة مسبقا لمرة أو مرتين. خذ بضع دقائق قبل تقديم أية لعبة لتتخيل أثناءها نفسك وأنت تلعب مع طفلك تلك اللعبة. فكما أن عنصر البهجة بالنسبة لك هو عنصر مهم جدا في اللعب، أيضا عنصر القناعة مهم جدا كذلك. هذين العنصرين هما ما سيجعلان احتمالية اهتمام الطفل باللعبة واستمتاعه بها أكثر حدوثا.

3- الإصرار: لا تجعل خيبة الأمل تتسلل إليك إذا رفض طفلك لعبة ما. فكلمة "لا" لا تعني بالضرورة "لا للأبد"!! فقد تعني "لا، في الوقت الحاضر". يمكنك دائما أن تجرب نفس اللعبة في وقت لاحق في نفس اليوم أو في أي يوم آخر. فكر جيدا بأسباب رفض طفلك للعبة، وحاول تعديل اللعبة لتحصل على اهتمام أكبر منه في المرة التالية.

4- التنازل: يجب ألا تتعلق تماما بالنتائج بحيث تصاب بالإحباط إن لم يقبل طفلك أن يلعب لعبة ما مع أنك بذلت كل ما في وسعك في تصميم تلك اللعبة. فقد يقرر الطفل ألا يلعب نهائيا ببعض الألعاب التي قمت بابتكارها. وقد يحدث أن يلعب الطفل بلعبة واحدة فقط من ضمن خمسة ألعاب قمت بابتكارها من أجله. عندها تنازل عن الألعاب التي رفضها طفلك وانظر إلى الجانب المشرق، فقد لعب الطفل لعبة واحدة مع أنه لم يكن يقبل أن يلعب بأية لعبة نهائيا من قبل.
ضع في ذهنك دائما أن الألعاب التي تصممها هي أدوات تستخدمها لتحفيز طفلك على التعامل والاحتكاك بالآخرين ومن ثم تحسين التواصل الاجتماعي لديه. فعندما يصر الطفل على رفض لعبة ما مهما قمت بتعديلها من أجله، عندها انسَ أمر تلك اللعبة نهائيا. فالأمر هو الحصول على اهتمام الطفل حتى يحاول أن يتحدى الصعوبات التي يواجهها. فبدون أن يكون الطفل مهتما باللعبة اهتماما حقيقيا، فلن يكون ذهنه حاضرا معك في تلك اللعبة. لذلك لا تنسى مطلقا أن تتبع اهتمامات الطفل.
من المهم جدا أن نلاحظ التالي، أحيانا اهتمامنا الشديد بتحقيق الهدف الذي نصبو إليه من لعبة ما يعمينا تماما عن رؤية أحداث مهمة للغاية. فقد نكون قد حصلنا على الهدف المرجو من تلك اللعبة لكن بطريقة غير تلك التي خططنا لها!!
مثال :
عند تصميم لعبة هدفنا منها تحسين الحوار لدى الطفل، قد نكون قد اخترنا موضوعا ما مما يهتم به الطفل للحديث عنه (لنقل أنه موضوع القطارات). ونفاجئ أن الطفل يتحدث بموضوع مختلف تماما، كأن يتحدث عن رحلته إلى الحديقة في اليوم السابق. هنا قد يعمينا الهدف الذي وضعناه للعبة فنصر على أن نحول مجرى الحديث إلى الموضوع الأصلي أي القطارات. فلو نظرنا إلى ما يحدث حقيقة، نجد أن الطفل يتحاور فعلا معنا حول رحلته إلى الحديقة، أي أن الهدف الأساسي، ألا وهو الحوار، قد تم تحقيقه. لذا لا داعي نهائيا لتحوير مجرى الحديث!!

الجوانب الفنية الأربعة الهامة:

1- التقديم: نجاحك في جذب اهتمام طفلك إلى لعبة ما يعتمد بشكل كبير على طريقة تقديمك لتلك اللعبة. لهذا السبب، يجب أن تحاول أن تختبر عدة طرق للتقديم حتى تصل إلى الطريقة المثلى التي تناسب الطفل. أمثلة على بعض طرق التقديم التي قد تثير اهتمام عدد من الأطفال:
– تقديم اللعبة بمجرد الدخول إلى الغرفة التي سيتم اللعبة فيها. ذلك أن بعض الأطفال يهتمون بالشخص أكثر عند دخوله إلى الغرفة. في هذه الحالة حاول أن تجعل دخولك إلى الغرفة مثيرا ومبهجا، كأن تدخل مرتديا زيّا غريبا أو حاملا صندوقا ملفتا لتحاول إثارة فضول طفلك لمعرفة ماذا في الصندوق!
– أو قد تحتاج أن تقلد طفلك لفترة من الوقت في البداية حتى تحصل على اهتمامه، ثم تقوم بتقديم اللعبة لاحقا.
– أو قد يحتاج الأمر أن تبدأ بلعب لعبة ما بمفردك لبعض الوقت، ثم بعد قليل سيبدأ الطفل بالاهتمام بها ومن ثم يظهر الغربة في اللعب معك.
– عدد من الأطفال يرغبون في لعبة ما بمجرد أن يعرفوا قواعد وطريقة تلك اللعبة. في هذه الحالة قم باللعب مع طرف ثالث في الغرفة إلى أن تصبح اللعبة واضحة للطفل. وقتها سيبدي الطفل رغبة في اللعب.
المفتاح هو الاختبار والمحاولة حتى تصل إلى الطريقة المثلى التي تقدم فيها الألعاب لطفلك.

2- استخدام الأدوات: في كل لعبة تصممها ستستخدم عدد من الأدوات المساعدة في اللعبة (صور، كرات، أوراق، أقلام………). عدد من أطفالنا قد تسبب له تلك الأدوات نوعا من التشتت. عليك أن تراعي هذه النقطة عند تصميم أية لعبة. فالهدف هو استغلال الأدوات في إنجاح اللعبة وليس تشتيت الطفل. فمثلا: عدد كبير من أطفالنا يستهويه ترتيب ورصّ الأشياء. فإذا كانت اللعبة تشتمل على عدة صور، فمن الأفضل إلصاق الصور على الحائط بحيث يراه الطفل بدلا من أن تكون في متناول يديه مسببة له تشتتا عندما يحاول أن يرتبها ويرصها بدلا من النظر إليها.
قد يرفض طفل ما عنصر المفاجأة بحيث يحب أن يطلع على كل شيء يخص اللعبة بشكل مسبق. هنا لا مانع من أن نترك الطفل يلعب على طريقته بكل أدوات اللعبة قبل الشروع باللعب بها وفق القاعدة التي وضعناها. لكن عن البدء بها، يفضل أن نترك أقل عدد مطلوب من الأدوات في متناول الطفل حتى لا يحدث لديه تشتت.
نلاحظ أنه لا قاعدة محددة في اللعب. علينا دائما أن نختبر ونجرب الأصلح والأنسب لطفلنا.

3- تعديل الدوافع المحفزة: من المهم جدا عند تصميم لعبة ما أن يتم تخصيص تلك اللعبة بحيث تتوافق تماما مع الطفل ومع دوافعه المحفزة. بل من المهم أيضا أن يتم تعديل اللعبة أكثر أثناء اللعب نفسه بحيث تتلائم أكثر وأكثر مع الطفل ومع الجو المرافق لللعب. فقد يحدث أن يكون الطفل مهتما جدا باللعبة في بادئ الأمر، ثم يبدأ بفقدان هذا الاهتمام بعد مرور بعض الوقت. بمجرد أن تشعر بضعف اهتمام طفلك باللعبة، قم بتعديل الدافع المحفز أثناء اللعب بشكل مناسب بحيث تحصل على اهتمام طفلك مجددا. قد يحتاج الأمر إلى تعديل بسيط، أو قد يحتاج إلى تغيير كامل للدافع المحفز.
نصحية عامة: لاحظنا أن الحركات الفكاهية القوية تسترعي اهتمام أغلب الأطفال. مثلا: السقوط المفاجئ، الاصطدام بالأشياء، تعابير وجه مضحكة ومبالغ فيه، حركات ملفتة بالجسد…… ويزداد اهتمام الأطفال أكثر إذا ترافقت تلك الحركات بأصوات مضحكة!

4- تعديل التحدي: عند تصميم لعبة ما بناءا على تحديد "تحدي" معين لدى طفلك، قد لا نكون منتأكيدن تماما من قدرة الطفل على تنفيذ ذلك التحدي. من المهم جدا أن نقوم بتعديل التحدي أثناء اللعب بحيث يتناسب مع قدرات الطفل. فمثلا: إذا كان التحدي في لعبة ما هو قول كلمة "بالون" حتى ننفخ بالونا للطفل. فإذا قال الطفل كلمة بالون ثلاث مرات متتالية بهدف أن ننفخ له البالون، فمعنى هذا أن التحدي بسيط جدا بالنسبة له وعلينا أن نرفع مستوى التحدي. هنا قد نطلب من الطفل أن يقول "أريد بالون" بدلا من كلمة "بالون" فقط. أو قد نجد أن الطفل لم يستطع أن ينطق كلمة "بالون" بعد 4 أو 5 محاولات، وقتها علينا أن نخفض من مستوى التحدي، بحيث نطلب من الطفل أن يقول "با" بدلا من بالون. فنحن لا نريد ان يصاب الطفل بالإحباط ويتوقف عن المحاولة.

بعد كل جلسة لعب:
قم بمراجعة ما حصل أثناء اللعب محاولا أن تستخلص نقاط القوة ونقاط الضعف في كل لعبة حتى تستطيع أن تتابع عملية تصميم ألعاب أفضل لطفلك مستقبلا.
كيف تلعبين مع طفلك التوحدي ..بطريقة سن رايز ؟؟


سيزال سيزال 560165_10.gif فتكات حبوبة Fatakat 560165 القاهرة – مصر

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.