تخطى إلى المحتوى

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو 2024.

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو

خلقنا الله في هذه الحياة ونحن لا نحمل على اي احد ضغينه او حقد …….. خلق الله لنا القلوب لنحب بها ونخلص بها ولنتسامح بها ونصلح بها………..
امرنا الله ان نعيش وقلوبنا على بعض وان نحسن الظن بالاخرين وان يجمعنا حب الله

قال صلى الله عليه وسلم: "والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم".

نحن نعيش في زمن مليء بالفتن التي فتنت قلوب البشر وصدتهم عن ماجبلوا عليه وماخلقوا لاجله. أصبحت نفوس الناس مليئة بالحقد والغيظ لبعضهم البعض قليل من تجدهم يتصف بالعفو والتسامح.

قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

(( والطيبات للطيبين ))

فالطيبات من الأقوال والأعمال والآداب والأخلاق والزوجات للأخيار الأبرار , لتتم السعاده بهذا اللقاء ويحصل الأنس والفلاح .

(( والكاظمين الغيظ ))
يكظمونه في صدورهم فلاتظهر آثاره من السب والشتم والأذي والعداوه , بل قهروا أنفسهم وتركوا الإنتقام .

(( والعافين عن الناس ))

وهم الذين أظهروا العفو والمغفره وأعلنوا السماح وأعتقوا من آذاهم من طلب الثأر , فلم يكظموا غيظهم فحسب بل ظهر الحلم والصفح عليهم .

(( والله يحب المحسنين ))

وهم الذين عفوا عمن ظلمهم بل أحسنوا إليه وأعانوه بمالهم بمالهم وجاههم وكرمهم , فهو يسئ وهم يحسنون إليه , ولهذا أعلي المراتب وأجل المقامات .

## روي عن ميمون بن مهران أن جاريه له جاءت بمرقه , فعثرت فصبت المرقه عليه , فأراد أن يضربها , فقالت الجارية : يا مولاي استعمل قول الله تعالي :
(( والكاظمين الغيظ ))
, فقال : قد فعلت .
فقالت : اعمل ما بعده (( والعافين عن الناس ))
قال: : قد عفوت ,
فقالت: اعمل بما بعده (( والله يحب المحسنين ))
فقال : أحسنت إليكِ فأنت حره لوجه الله تعالي .

فيرحلة الحياة ربما تعرضت لإساءات متكررة من بعضهم .. رميت بسهم الكلمة .. أحرقت بشرارة تلك النظرة …
أوذيت في أهلك .. في عرضك … بل في دينك ! فبعض الناس مبتلي بتصنيف عقائد الناس حسب الأهواء وبأكبر قدر من الجهل المركب !!. ..
ممن أتاك الأذى ؟ أمن اليهودية ؟ أم من نصرانية ؟ وا حسرتاه … إنه من (……..) !
ويكون الجرح عميقاً بعمق البحار إذا كانت تلك الرمية ممن تتوسم فيه الخير ! إن جرحك غائر وينزف بغزارة … فلا بد أن تفعل شيئاً لتوقف تلك الدماء … لتبدأ من جديد … أنظر من حولك لتبدأ … قد تفاجئ بجيوش من البشر تشجعك على الظلم والبطش ورد الصاع صاعين ، ستشعر عندها بالقوة والتمكن فالحق معك … ولكنك … تتذكر قدرة الله عليك … فيعظم العفو عندك رجاء عظم الثواب …

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الصفح الجميل فقال : .. صفح بلا عتاب ..!

قال تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } .
يا إلهي ! … هل ندرك معنى { فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}؟ …
إن أجرك لن يأتيك من وزير … ولا من أمير … ولا حتى من ملك مطاع !
بل سيأتيك من ملك الملوك سبحانه … فماذا تريد أفضل من ذلك ؟! وقد تكفل الله بأجرك وضمنه لك .!…

تأكد أنك لن تقدر على العفو الحقيقي إلا إذا احتسبت .

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو

زرع في قلب العبد كره اخيه في الله وحتى منهم من يكره أباه ومنهم من يكره أخاه و………. فقلوب الناس باتت كالحجر لاتفكر الا في دنيا فانيه جروا ورائها عميا غير مدركين لعواقب ماتجنيه يداهم على كل أعمالهم التي قد تكون كلفتهم الكثير في الدنيا من صلاة وصيام يجعلها الله هباءً منثورا وكله بسبب حقده وكرهه وبغضه لفلان وقد يكون السبب تافه لاموال او انساب لاسباب دنيويه حقيره.!.
.

## قال صلى الله عليه وسلم :
( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين , ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء , فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا . أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .

لمَ توقف رفع أعمالك وتحرم نفسك مغفرة الخالق لك ورحمته؟؟ ..هل هانت عندك نفسك إلى هذه الدرجة …. لمَ تظلمها وتكلفها مالا تطيق …. هل الاعتذار يكلفك كن سباقا للصلح تكن سباقا للجنان…..

## قال صلى الله عليه وسلم :
(من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء) رواه الترمذي

ألا تحب أن تكون ممن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ممن يكظمون غيظهم ويعفون عن من أساء لهم لأنهم يعلمون ما ينتظرهم … ينتظرون تجارة لن تبور …. آملين ما عند الله فلن يخلف الله وعده رسله.

أسألك بالله ما الذي يستحق في هذه الدنيا أن تحرم نفسك من مغفرة الله لأجله ؟ !…

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو

العفو يورث صاحبه العزة

ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" [رواه مسلم].

وأولى الناس بعفوك الضعفاء من الزوجات والأولاد والخدم ومن على شاكلتهم،
ولهذا لما بيَّن الله أن من الأزواج والأولاد من يكون فتنة قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

فالإنسان من عادته أن يكون البادئ بالإحسان لزوجه وأولاده، فإذا وجد فيهم إساءة آلمته جدًّا فلربما اشتد غضبه وصعب عليه أن يعفو ويصفح لأنه يعتبر إساءة الأهل حينئذ نوعًا من الجحود ونكران الجميل، لهذا احتاج إلى توجيه إرشاد خاص إليه بأن يعفو ويصفح حتى يستحق من الله المغفرة والعفو والصفح.

أما الخدم ومَنْ على شاكلتهم فقد سئل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: "اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة" [رواه أبو داود وصححه الألباني].

*•~-.¸¸,.-~* موقف *•~-.¸¸,.-~*

دخل عبد الله بيته وما إن فتح الباب ومشى قليلاً حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع ، رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته وهو متضايق مما حصل له فلولا عناية الله كان سقط على وجهه وكسرت يده.. يا الله كم مرة قلت لها اهتمي بترتيب البيت، لم لا تأخذي بكلامي ؟! وصل إليها فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة، وإذا هي قد أعدت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله، فأطفأ كل ذلك غضبه وجعل يفكر، هل الأمر يستحق أن أكرر مرة أخرى عليها نفس الاسطوانة لتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام، فتجلس على المائدة وهي متضايقة ؟!! ونتنكد باقي يومنا !! أعتقد أنه من الأفضل أن أتغاضى قليلاً لنسعد كثيراً.

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو

ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي!

لا يخلو شخص من نقص ، ومن المستحيل على أي زوجان أن يجد كل ما يريده أحدهما في الطرف الآخر كاملاً.. كما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد "غير ضروري" أو زلة لسان ، فهذه حياة جحيم لا تطاق!

ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع ، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل" وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .

والحسن البصري يقول: "ما زال التغافل من فعل الكرام".. وبعض الرجال – هداهم الله – يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك ؟! لماذا الطاولة علاها الغبار ؟! كم مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟! الخ وينكد عيشها وعيشه !!

، كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟ وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهم يبحثون عن المشاكل بأنفسهم !!

كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها – مع أنها لا تؤثر في حياتهم الزوجية بشيء يذكر – إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة.. وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها وتستمر المشاكل.. بينما يجدر التغاضي عنها تماما ً، أو يحاول لكن في فترات متباعدة، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة.. فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب.

فكر بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو

يقول ابن القيم رحمه الله

يــــــــابن آدم : إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا الله ، وانك تحب أن يغفرها لك
فإن أحببت أن يغفرها لك فاصفح أنت عن عباده، وإن أحببت ان يعفوها لك فاعف أنت عن عباده
فإنما الجزاء من جنس العمل ……
تعفو هنا يعفو هناك
تنتقم هنا وينتقم هناك
تطالب بالحق هنا يطالبك بالحق هناك.

وضع ابن تيمية قاعدة للتسامح في حياته السلوكية والعملية ، هذه القاعدة هي مقولته المشهورة : " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي"

تسامح ابن تيمية :

ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة مختصرة بعنوان ( الاستغاثة) وهي رسالة علمية بالأدلة الشرعية في حكم الاستغاثة، وكان الأليق بالعلماء الذين يختلفون معه أن يتصدوا لمثل هذه المسألة بالدليل والبرهان العلمي بعيداً عن التكفير والحكم بالزندقة والشتائم والسباب.
لكن الشيخ الصوفي علي البكري كان رده على هذه الرسالة بالحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بالكفر والزندقة والخروج عن ملة الإسلام!

ولم يكتف الشيخ الصوفي البكري – عفا الله عنا عنه – بمجرد التكفير بل بالغ في إيذاء ابن تيمية بالقول والعمل، فقد قام باستعداء العوام على الشيخ وحرض الجند وأصحاب الدولة على شيخ الإسلام وشهر به وأقذع الشتيمة في حقه .

وكان الشيخ الصوفي البكري من أشد الصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية، ففي محنة الشيخ مع الصوفية سنة 707هـ حول قضية الاستغاثة طالب بعضهم بتعزير شيخ الإسلام، إلا أن الشيخ البكري طالب بقتله وسفك دمه!

وفي سنة 711هـ تجمهر بعض الغوغاء من الصوفية بزعامة الشيخ البكري وتابعوا شيخ الإسلام ابن تيمية حتى تفردوا به وضربوه، وفي حادثة أخرى تفرد البكري بابن تيمية ووثب عليه ونتش أطواقه وطيلسانه، وبالغ في إيذاء ابن تيمية !

في المقابل تجمع الناس وشاهدوا ما حل بشيخ الإسلام من أذية وتعدي فطلبوا الشيخ البكري فهرب، وُطلب أيضاً من جهة الدولة فهرب واختفى، وثار بسبب ما فعله فتنة، وحضر جماعة كثيرة من الجند ومن الناس إلى شيخ الإسلام ابن تيمية لأجل الانتصار له والانتقام من خصمه الذي كفره واعتدى عليه .

والسؤال هنا : ما هو موقف شيخ الإسلام من هذا الرجل الذي كفره وحكم عليه بالزندقة ثم وثب عليه وضربه ونتش أطواقه ؟

حينما تجمع الجند والناس على ابن تيمية يطالبون بنصرته وأن يشير عليهم بما يراه مناسباً
للانتقام من خصمه البكري الصوفي؛ أجابهم شيخ الإسلام بما يلي :

" أنا ما أنتصر لنفسي " !!

["]فماج الناس والجند وأكثروا عليه وألحوا في طلب الانتقام؛ فقال لهم :

" إما أن يكون الحق لي، أو لكم، أو لله ، فإن كان الحق لي فهم في حل، وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني فلا تستفتوني؛ وافعلوا ما شئتم، وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه كما يشاء ومتى يشاء".

ولما اشتد طلب الدولة للبكري وضاقت عليه الأرض بما رحبت هرب واختفى عند من ؟

هرب واختفى في بيت ابن تيمية وعند شيخ الإسلام لما كان مقيماً في مصر، حتى شفع فيه ابن تيمية عن السلطان وعفا عنه!!

فانظر أيها القارئ إلى عظيم تسامح هذا الإنسان العظيم، فالبكري قابله بالظلم والتكفير والاعتداء والعدوان والبهتان، وابن تيمية قابله بالعفو والإحسان والكرم .

قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : " إنك إن تلقى الله ومظلمتك كما هي ، خير لك من أن تلقاه وقد اقتصصتها "

((اللهم ايما عبد او امة من امة محمد صلى الله عليه وسلم يحبني فيك ويدعو لي فأسألك له الفردوس الأعلى ……وايما عبد ظلمني أو اغتابني أو بهتني حقي او قال فيّ ماليس فيّ))

فإني قد عفــــــــــــــــــــــــــــــوت عنه

إذا ما الذنب وافى باعتذار ** فقابله بعفو وابتسام

ختاما لايسعني الا أن ارفع اكف الضراعة بان يآخي الله قلوب عباده على بعضهم وان يجمع بين قلوبهم ويلينها ويبعد الشحناء و البغضاء عنها انه سميع قريب مجيب الدعاء …..

الآن … فكر وبهدوء قبل أن تقرر عدم العفو !

mady 14 mady 14 324025_1.gif فتكات ست الكل Fatakat 324025 سوهاج – مصر

سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.