حدث في رمضان : انهيار الحلم الصليبي على يد بيبرس 2024.

حدث في رمضان : انهيار الحلم الصليبي على يد بيبرس

كانت الفترة التي تلت رحيل لويس التاسع عقب أسره في مصر إلى أن تولى بيبرس سلطنة مصر والشام ، فترةَ هدوءٍ ومسالمة بين الصليبيين والمسلمين ، لانشغال كل منهما بأموره الداخلية ، على أن هذه السياسة المسالمة تحولت إلى ثورة وشدة من قبل المماليك بعد أن أخذ الصليبيون يتعاونون مع المغول ضد المماليك .

وقد أصبح على المماليك أن يدفعوا هذا الخطر الداهم ، وبدلاً من أن يواجهوا عدواً واحداً ، تحتم عليهم أن يصطدموا مع المغول والصليبيين معاً ، وكان بيبرس بشجاعته وسياسته قد ادخرته الأقدار لمثل هذه الفترات التاريخية الحرجة من تاريخ الأمة .

وبدأت عمليات بيبرس العسكرية ضد الصليبيين في سنة 663هـ/ 1265م ، فتوجه في 4 من ربيع الآخر 663هـ/ 1265م إلى الشام ، فهاجم "قيسارية" وفتحها عنوة في (8 من جمادى الأولى) ، ثم عرج إلى أرسوف ، ففتحها في شهر رجب من السنة نفسها ، وفي السنة التالية استكمل بيبرس ما بدأ ، ففتح قلعة "صفد" ، وكانت معقلاً من معاقل الصليبيين ، وكان بيبرس يقود جيشه بنفسه ، ويقوم ببعض الأعمال مع الجنود إثارة لحميتهم ، فيجر معهم الأخشاب مع البقر لبناء المجانيق اللازمة للحصار . وأصاب سقوط صفد الصليبيين بخيبة أمل ، وحطّم معنوياتهم ؛ فسارعت بعض الإمارات الصليبية إلى طلب الصلح وعقد الهدنة .

ثم تطلع بيبرس إلى الاستيلاء على أنطاكية التي تحتل مكانة خاصة لدى الصليبيين لمناعة حصونها ، وتحكمها في الطرق الواقعة في المناطق الشمالية للشام ، وكان بيبرس قد استعد لهذه الموقعة الحاسمة خير استعداد ، ومهد لسقوط الإمارة الصليبية بحملاته السابقة ، حتى جعل من أنطاكية مدينة معزولة ، مغلولة اليد ، محرومة من كل مساعدة ممكنة ، فخرج من مصر في 3 من جمادى الآخرة 666هـ/ 1268م ووصل إلى غزة ، ومنها إلى "يافا" فاستسلمت له ، ثم نجح في الاستيلاء على "شقيف أرنون" بعد حصار بدأه في 19 من رجب 666هـ/ 1268م ، وبفتح يافا وشقيف لم يبق للصليبيين جنوبي عكا التي كانت بأيديهم سوى قلعة عتليت .

ثم رحل بيبرس إلى طرابلس ، فوصلها في 15 من شعبان 666هـ ، فأغار عليها وقتل كثيراً من حاميتها ، وقطع أشجارها وغور مياهها ، ففزعت الإمارات الصليبية ، وتوافد على بيبرس أمراء أنطرسوس وحصن الأكراد طلباً للأمن والسلام ، وبهذا مهّد الطريق للتقدم نحو أنطاكية .

وقد رحل بيبرس من طرابلس في 24 من شعبان 666هـ/ 1268م دون أن يطّلع أحداً من قادته على وجهته ، واتجه إلى حمص ، ومنها إلى حماة ، وهناك قسّم جيشه ثلاثة أقسام ؛ حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة اتجاهه وهدفه ، فاتجهت إحدى الفرق الثلاث إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين أنطاكية والبحر ، وتوجهت الفرقة الثانية إلى الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى .

أما القوة الرئيسية وكانت بقيادة بيبرس فاتجهت إلى أنطاكية مباشرةً ، وضرب حولها حصاراً محكماً في (أول رمضان سنة 666هـ) ، وحاول بيبرس أن يفتح المدينة سلماً ، لكن محاولاته تكسرت أمام رفض الصليبيين التسليم ، فشن بيبرس هجومه الضاري على المدينة ، وتمكن المسلمون من تسلق الأسوار في (الرابع من رمضان) ، وتدفقت قوات بيبرس إلى المدينة دون مقاومة ، وفرت حاميتها إلى القلعة ، وطلبوا من السلطان الأمان ، فأجابهم إلى ذلك ، وتسلم المسلمون القلعة في (الخامس من رمضان 666هـ 18 مايو 1268م) وأسروا مَن فيها .

وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة ، بلغ من كثرتها أن قسمت النقود بالطاسات ، وبلغ من كثرة الأسرى "أنه لم يبق غلام إلا وله غلام ، وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهماً ، والجارية بخمسة دراهم" .

وتعتبر مدينة أنطاكية إحدى أهم المدن في تاريخ سوريا حيث إنها كانت عاصمة سوريا قبل الفتح الإسلامي في القرن السابع ، وما زالت حتى الآن عاصمة للكنائس السورية المسيحية .

سارة سرسور سارة سرسور 627325_4.gif فتكات ست الكل Fatakat 627325 سمنود بالغربية – مصر

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.