حسب الاحصاءات العالمية التي قد تنطبق على المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية فإن نسبة العقم عند المتزوجين بعد حوالي سنة من زواجهم هي في حدود 15٪ ومعدل مسؤولية الرجل في حدود 50٪ تقريباً من تلك الحالات. وفي الماضي لم يكن هنالك أي أمل في الانجاب في حال غياب الحيوانات المنوية التام غير الانسدادي ولكن في سنة 1992م حصل إنجاز طبي مميز إذ انه ولأول مرة نجح فريق بلجيكي في حقن حيوانات منوية مرشوفة من الخصية أو البربخ داخل بويضات مستأصلة بالإبرة من المبيض مع نجاح مرتفع من حيث الانجاب. وانتشرت تلك الوسيلة المبتكرة في كل أنحاء العالم في معالجة حالات العقم المستعصية والتي لا تتجاوب مع العلاج الدوائي أو الجراحي إن كان السبب ذكرياً أو أنثوياً وتم اجراء أكثر من 250,000 محاولة تلقيح في أوروبا وحدها وربما عدد مماثل في الولايات المتحدة وباقي الدول. ورغم النجاح الباهر الذي حققته تلك الوسيلة العلاجية في كل أنحاء العالم وفتحها أفقاً مشرقة وبراقة لمن فقدوا الأمل في الانجاب إلا انها قد تترافق مع بعض المخاطر بالنسبة إلى الأم والجنين مع احتمال حدوث مضاعفات وخيمة في بعض تلك الحالات.
وحيثما ترتكز تلك الطريقة على رشف أو استئصال الحيوانات المنوية أحياناً من الخصية أو البربخ وتلقيحها بواسطة أنبوب زجاجي رفيع داخل البويضة مباشرة وانتظار حوالي 16 إلى 36 ساعة لاكتمال تكوين الأجنة في صحن زجاجي خارج الجسم وبعد التأكد من تشكيلها الأولي أي ككيسة أرومية تنقل واحدة أو اثنتين منها داخل الرحم لإكمال الحمل حتى الولادة.
والجدير بالذكر انه قبل القيام برشف البويضات من المبيض وتلقيحها بالحيوانات المنوية يقوم اخصائي الطبابة التوالدية عند النساء باستعمال بعض الهرمونات النخامية أو الكلوميفين لحث المبيض على انتاج بويضات كبيرة الحجم ومختمرة لاستعمالها في التلقيح. إن نجاح تلك الوسيلة يصل إلى حوالي 29٪ بالنسبة إلى الحمل مع احتمال ولادة توأمين بنسبة حوالي 26٪ و3 أطفال أو أكثر بمعدل حوالي 4٪ حسب عدد البويضات الملحقة التي نقلت إلى الرحم. وطالما ان عملية الإخصاب الطبيعي قد تترافق احياناً بالفشل في جميع مراحلها التي تشمل الاخصاب وحدوث التشوهات الخلقية والآفات التنامية والاصابة بالعقم عند المولود إلا ان تلك المضاعفات قد تحصل بنسبة مضاعفة بعد استعمال التلقيح. وكما شرحه الدكتور ولدرينغ وزملاؤه في مقالة نشرت حديثاً في المجلة البريطانية الدولية لجراحة المسالك البولية والتناسلية هنالك بعض المخاطر لعملية التلقيح تشمل اصابة البويضة بالضرر اثناءه مع إتلاف هيولي البيضة وآليتها الانتصافية واحتمال حقن أجسام غريبة أو ملوثات داخلها وامكانية تلقيح بويضة مشوهة وغير صالحة التي قد يرفضها الجسم لو تم الاخصاب بطريقة طبيعية. وعلاوة على ذلك فإن عملية التلقيح التي ترتكز على حقن نطفة واحدة في كل بويضة مباشرة تهمل الاختيار الطبيعي الذي يقوم به الجسم عادة لانتقاء أفضل نطفة للاخصاب مما قد يفسح المجال في تلقيح نطفة تحتوي على خلل جيني أو تشوهات كروموزومية أو خلل تركيبي قد يورثه الجنين مما يؤكد أهمية شرح جميع تلك الاحتمالات إلى الأهل من جانب اخصائي الأمراض الوراثية قبل القيام بالتلقيح. ومن الممكن ايضاً ان لا تكتمل عملية الدفع المجيني خصوصاً من ناحية بعض جينات الأم مع حصول تناذرات مرضية سببها خلل جيني يصيب الجنين ويؤثر عليه لاحقاً في حياته.
منقول
ماكس ماكس ممنوعة من المشاركة Fatakat 272047 القاهرة – مصر