نعرف جميعاً العادات والتقاليد المستخدمة في معظم احتفالات الأعراس في مختلف بلدان العالم. ويختار بعضنا أن يحتفظ بها ويطبّقها، بينما يراها البعض الآخر سخيفة ومن دون جدوى. وتكمن قيمة هذه التقاليد في رمزيّتها وأصالتها، ولذلك سنلقي الضوء على بعضها وعلى دلالاتها.
ومع اختلاف هذه التقاليد من بلدٍ الى آخر نجد أنّ بعضها متعارف عليه في مختلف أقطار العالم، مثل فستان العروس الأبيض، وشاع هذا التقليد منذ زفاف الملكة فكتوريا حيث تردّد أنّها اختارته دلالة على النقاء الداخلي.
كما أنّ استخدام "الطرحة"، والذي تراجع مع الوقت، يعود الى الزمن الذي كان فيه الرجل يخفي امرأته عند اختطافها.
أمّا خاتم الارتباط، فيتمّ وضعه في الـ "annulaire" (بنصر) اليد اليسرى، هذا الاصبع الذي، وفق أسطورة مصريّة، يمرّ فيه "وريد الحب" الذي يصل في شكلٍ مباشر الى القلب. ووفق العادات المسيحيّة، يلمس رجل الدين أصابع اليد اليسرى الثلاثة الأولى باسم الآب والابن والروح القدس ويضعه في الاصبع الرابع.
وفي عدد من البلدان، يرمي المحتفلون حبوب الأرز على العروسين رمزًا للخصوبة والرخاء والسعادة، وقد تطوّر هذا التقليد وأصبحوا يرشّون الأزهار والورود على العروسين، مع الأرز، رمزاً للتجدّد.
وفي لبنان، على العروسين أن يدوسا على أقدام الحاضرين من العازبين، تعبيراً عن أنّ العزوبية أصبحت فعلاً ماضياً بالنسبة الى العروسين.
ويتمّ إطلاق حمامتين في الهواء كنوع من التفاؤل، وبعد انتهاء حفل الزفاف تحمل العروس قطعة من العجين وتلصقها على باب منزلها الجديد، تعبيراً عن أنّها ستكون ربّة منزل جيدة وستلتصق ببيت زوجها تماماً كما لصقت العجينة على "باب الدار".
ويقوم العريس بحملها عند دخولهما الى منزلهما خوفاً من أن تتعثّر في خلال دخولها، الأمر الذي يجلب سوء الحظ للعروسين.
وفي بريطانيا، جرت العادة أن تلبس العروس في زفافها أربعة عناصر:
– عنصر قديم، وغالباً ما يكون قطعة مجوهرات تعود للعائلة، كرمزٍ لحياتها قبل الزواج.
-عنصر جديد، غالباً ما يكون فستاناً أو حذاءً، يجلب لها النجاح والفرح في المستقبل.
– عنصر مستعار من امرأة متزوّجة يجلب لها السعادة والهناء.
– عنصر أزرق، كرمزٍ للطهارة.
وتعود هذه العادة الى القرن التاسع عشر.
وبعد الاطلاع على رمزيّة بعض العادات، نجد أنّ البذخ الذي تشهده أعراس اليوم يفتقد لأّي جوهر أو رمزيّة، إنّما يبقى في إطار المظاهر الاجتماعيّة ليس ألا، في حين أنّ لهذه المناسبة الكثير من التفاصيل التي تعكس قدسيّة تتخطّى المعاني الماديّة لها… لذلك، نقول لجميع العازبين: لا تتركوا عبء التكاليف ترهقكم وخذوا من المناسبة أجمل وأقدس ما فيها، لأنّ ما يجمعه الله لا تفرّقه… الماديّات.
بيسان صالح بيسان صالح فتكات جديدة Fatakat 1078182 بيروت – لبنان