يحدث انخفاض تدريجي في معدلات الخصوبة لدى النساء بعد سن 30، لذا قد تستغرقين وقتاً أطول لحدوث الحمل، أو قد تضطرين إلى مواجهة مشاكل الخصوبة الثانوية أو قلة الخصوبة. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 20 بالمئة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 35 و39 يعانين من قلة الخصوبة.
ما هو تأثير العمر على الحمل؟
في الماضي كانت الأم الكبيرة نسبياً في السن تعني المرأة التي لديها عائلة كبيرة وكانت حاملاً بطفلها الخامس، أو السادس، أو ربما السابع. غالباً ما تؤدي حالات الحمل المتكررة إلى التعرض لمضاعفات. في الوقت الحالي، عادة ما تكون الأم الكبيرة نسبياً في السن هي التي اختارت أن تبدأ عائلتها في وقت لاحق وغالباً ما تكون في صحة ولياقة بدنية جيدة.
الحظ، ثبت أن مجرد كبرك نسبياً في السن يزيد احتمالات تعرضك للإصابة بمضاعفات صحية مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو غيرها من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤثر على الحمل والولادة.
كما أشار بحث عن تأثير العمر على الولادة إلى وجود زيادة في تكرار مضاعفات الحمل، مثل سكري الحمل، وهبوط أو انخفاض المشيمة، والولادة المبكرة.
بعيداً عن هذه المخاطر المتزايدة، قد تتأثر متابعة حملك بحقيقة أنك "أم كبيرة نسبياً في السن وحامل للمرة الأولى" أو "أم كبيرة نسبياً في السن وحامل لمرات عدة". حتى النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة وتزيد أعمارهن على 35 عاماً يخضعن لمزيد من فحوصات الحمل وجلسات التصوير بالموجات ما فوق الصوتية، كما قد يخضعن لفحص السائل المحيط بالجنين أو الأمنيوسنتيسيس (وهو أخذ كمية من السائل الأمنيوسي حول الجنين وإجراء فحوصات الجينات والكروموسومات عليها) لكثير من النساء الحوامل في هذا العمر.
من المعروف ازدياد احتمالات إنجاب طفل مصاب بتشوهات خلقية لدى النساء الأكبر نسبياً في السن، مثل متلازمة داون المنغولية، أو متلازمة إدوارد، أو متلازمة باتو. تبين الإحصاءات أن فرصتك في إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي ترتفع من حالة واحدة في كل 500 من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 35 و39 إلى حالة واحدة في كل 250 من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 40 و44 وتصل إلى حوالي حالة واحدة في كل 70 إذا كان عمرك 45 عاماً أو أكثر.
يمكن أن يعطيك الاختبار المسحي لدم الأم وغيره من الفحوصات نتائج تقريبية للمخاطر. لمزيد من التأكد، يمكن أن تعطيك الاختبارات مثل سحب عينة من المشيمة للكشف عن أي عيب جيني في الجنين (CVS) أو عملية فحص السائل المحيط بالجنين تشخيصاً مؤكداً. ليس على أية امرأة الخضوع لأي من هذه الاختبارات ما لم ترغب في الحصول على هذه المعلومات.
هناك احتمال آخر صغير، لكنه يشكل خطورة على أطفال الأمهات الأكبر نسبياً في السن حيث تزيد حالات موت الأطفال في الرحم في نهاية الحمل لدى الأمهات اللاتي تجاوزن سن 40. تبين إحصاءات أجريت في العام 2024 أن معدلات ولادة الطفل ميتاً بلغت حوالي 5 إلى 6 أطفال في كل 1000 حالة ولادة للنساء في سن 20 إلى 39 عاماً، ولكنها تزيد إلى ما يقل قليلاً عن 9 أطفال لكل 1000 حالة ولادة للنساء اللاتي تبلغ أعمارهن 40 عاماً فما فوق.
لا يمكن ربط هذا المخاطر المتزايدة فقط بمضاعفات الحمل أو غيرها من الأمراض. لذا غالباً ما يهتم الأطباء وممرضات التوليد بالأمهات الأكبر نسبياً في السن بشكل أكبر خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل.
على الرغم من زيادة المخاطر التي ترتبط بتقدم العمر، من الهام تذكر أن الغالبية العظمى من الأطفال يولدون بصحة جيدة. باستثناء عامل شذوذ أو تشوهات الكروموسومات، تشير الأرقام إلى أن الأطفال من الأمهات الأكبر نسبياً في السن ليسوا أكثر عرضة للعيوب الخلقية مقارنة بأطفال الأمهات الشابات الأصغر سناً.
ما هو تأثير العمر على الولادة نفسها؟
يزيد التدخل في الولادة مع زيادة سن الأم. إذا كان عمرك أكثر من 35 عاماً فأنت أكثر عرضة للولادة المحرضة، أو حقنة الإيبيدورال، أو الجفت أو ملقط الجراحة أو الشفاط. اتفقت جميع الدراسات تقريباً على أن معدل الولادة القيصرية يرتفع أيضاً مع زيادة سن الأم.
مع ذلك، لا يبدو أن هذه الزيادة ترتبط بأية مشكلة معينة. هناك علامة استفهام حول الحاجة لهذا التدخل ومدى ضرورته، وإلى أي مدى يتم اللجوء إليه بسبب التصور العام بأن الأمهات " الأكبر نسبياً في السن" هن "أكثر عرضة للمخاطر". وجدت بعض الأبحاث أن تشخيص ضائقة أو تألم الجنين يعتبر أكثر شيوعا لدى الأمهات الأكبر نسبياً في السن، الأمر الذي قد يفسر بشكل ما سبب ارتفاع معدلات الولادة القيصرية.
هناك أيضاً بعض الأدلة على أن الأمهات الأكبر نسبياً في السن أكثر عرضة لطول مدة الحمل والولادة خاصة في المرحلة الثانية من المخاض لأن عضلات الرحم لا تعمل بنفس الكفاءة كلما زاد سن المراة. وهذا ما يفسر شيوع تسريع المخاض باستخدام الأوكسيتوسين الاصطناعي لتحفيز الانقباضات لدى السيدات الأكبر نسبياً في السن.
لكن، عندما لا تترك الطبيعة تأخذ مجراها ويتم اللجوء لأي نوع من التدخلات، مثل تحريض المخاض، يتبع ذلك في كثير من الأحيان تدخلات أخرى مما يعرف باسم "سلسلة التدخلات". لذا، كما في الحمل، إذا رغبت في أخذ فرصة للولادة بطريقة طبيعية، فقد يساعدك الإلمام بالأمر والاستعداد لطرح الأسئلة.
إن توقع المضاعفات في حد ذاته قد يسبب مضاعفات. إذا كانت طبيبتك تعتقد أن الأمور لا تسير بشكل جيد فستشعرين بالتوتر. وغالباً ما يؤثر التوتر على التوازن الدقيق للهرمونات والمواد الكيميائية الطبيعية لدى طفلك. تذكر الأمهات الأكبر نسبياً في السن اللاتي كانت ولادتهن من دون صعوبات كيف أن ممرضات التوليد قد فوجئن لعدم ظهور أية مشاكل.
ما هي مزايا كونك أماً أكبر نسبياً في السن؟
ربما تكونين أكثر ثقة واسترخاء في هذه السن مما كنت عليه قبل عشرة أو خمسة عشر عاماً، الأمر الذي يشكل إضافة كبيرة لمهمة الأمومة. إن تمتعك بخبرة أكبر في الحياة قد يجعلك أكثر نضجاً فتمتلكين مهارات أفضل تعينك في مهمة الأمومة.
يرجح أنك تتمتعين بعلاقة زوجية مستقرة وأكثر راحة، ما يهدئ التوتر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى إصابة الأمهات الأصغر سناً، واللاتي يعشن في ظروف أقل حظاً، بالاكتئاب.
تصف إحدى الأمهات الأمر بقولها: "أنا أفضل حالاً الآن من الناحية المادية مما كنت عليه وأنا أصغر سناً، ما يقلل مستوى القلق ويتيح لي أن أكون أكثر استرخاء مع طفلي. في الوقت نفسه، أصبحت المعايير المادية الآن أقل أهمية بالنسبة لي مما كانت عليه عندما كنت أصغر سناً، وأشعر بحرية أكبر لبذل طاقاتي لطفلي بدلاً من القلق أكثر مما ينبغي، على سبيل المثال، قلقي حول مظهري وشكلي".
* الملكة * * الملكة * images/lettersavatars/sym@.gif سوبر فتكات Fatakat 952052 السعودية – السعودية