ما هو انخفاض أو هبوط المشيمة؟
تنمو وتتطور المشيمة في الموضع الذي تنغرس فيه البويضة المخصبة في رحمك بعد رحلتها عبر قناة فالوب. في بعض الأحيان، تلتحق المشيمة بالجزء الأسفل من الرحم. وفي هذه الحالة، ستنمو وهي في وضعية منخفضة.
إذا كنت قد خضعت لجلسة تصوير بالموجات ما فوق الصوتية في مرحلة مبكرة من الحمل وبدت المشيمة لديك قريبة من عنق الرحم، فلا تقلقي كثيراً. كلما نما طفلك وكبر، سيسحب رحمك الذي يكبر ويتسع المشيمة إلى أعلى بشكل طبيعي بعيداً عن عنق الرحم.
إذا بقيت المشيمة لديك في وضعية منخفضة في الرحم بعد الأسبوع 20 من الحمل، فسيطلق على حالتك هذه اسم "هبوط المشيمة". وحتى في هذه المرحلة، قد تتحرك المشيمة في الوقت المناسب حتى يتمكن طفلك من الخروج إلى الدنيا. بحلول نهاية فترة الحمل، تعاني واحدة من كل 200 امرأة هبوطاً في المشيمة بدرجة ما. وتعتبر معظم هذه الحالات طفيفة وبسيطة.
إذا كانت المشيمة لديك تغطي عنق الرحم في نهاية فترة حملك، سيؤدي ذلك إلى إغلاق طريق طفلك للخروج عبر المهبل. قد تغطي المشيمة لديك عنق الرحم بشكل جزئي (هبوط جزئي في المشيمة) أو تغطيه تماماً (هبوط كلّي في المشيمة). انظري إلى الصور لدينا، أدناه. وفي جميع هذه الحالات، سيحتاج طفلك إلى الولادة بعملية قيصرية.
تعتبر بعض النساء أكثر عرضة من غيرها للإصابة بهبوط في المشيمة. وتكونين أكثر عرضة إذا كنت:
قد ولدت بعملية قيصرية من قبل
معتادة على التدخين
قد تجاوزت 35 عاماً من العمر
كيف يتم تشخيص انخفاض أو هبوط المشيمة؟
قد يتم التعرف على وجود هبوط في المشيمة أثناء خضوعك لجلسة التصوير بالموجات الصوتية في منتصف فترة الحمل. ويتم ذلك عندما تكونين في الفترة ما بين الأسبوعين 18 و22 من الحمل. إذا كانت المشيمة تصل أو تتداخل فقط مع عنق الرحم، سيعرض عليك إجراء جلسة تصوير أخرى في حوالي الأسبوع 34 من الحمل لمعرفة ما إذا كانت قد تحركت أم لا.
في حوالي نصف الحالات، يبين هذا التصوير المتأخر أن المشيمة قد تحركت بعيداً إلى أعلى. إذا لم يتم ذلك، فما زال هناك وقت لحدوث هذا الامر. في حوالي ربع الحالات، تتحرك المشيمة إلى أعلى بعد الأسبوع 34 من الحمل وفي الوقت المناسب للولادة.
إذا كانت المشيمة تغطي عنق الرحم تماماً، يجب أن تخضعي لجلسة تصوير في وقت سابق لذلك، أي في الأسبوع 32 من الحمل، للتأكد من وضعيتها.
أحيانا، يتم الكشف عن وجود هبوط في المشيمة بطرق أخرى:
إذا كان طفلك في وضعية مقلوبة (أي المؤخرة إلى أسفل) أو ينام عرضياً عبر بطنك (الوضعية العَرْضية). قد يكون ذلك مؤشراً على أنه غير قادر على الوصول الى وضعية الرأس إلى أسفل، وذلك لأن المشيمة تعترض طريقه.
إذا كان لديك نزيف مهبلي غير مؤلم في المرحلة الثانية أو الثالثة من الحمل. اتصلي بطبيبتك فوراً في هذه الحالة. (يمكن أن يحدث النزيف المهبلي أيضاً بسبب تحرك المشيمة بعيداً عن جدار الرحم. وهذا ما يسمى بانفصال المشيمة، لذلك ستحتاجين إلى الحصول على مساعدة طبية عاجلة).
ما هي المضاعفات المرتبطة بهبوط المشيمة؟
تذكري أن انخفاض أو هبوط المشيمة يحدث لدى واحدة فقط من 200 امرأة، ومعظم هذه الحالات تكون طفيفة وبسيطة. وهذا يعني أنه نادراً ما تحدث مضاعفات. مع ذلك، عندما تظهر مضاعفات، قد تكون خطيرة.
بين إحدى المضاعفات النادرة انغراس المشيمة نفسها عميقاً جداً في جدار الرحم. ستبقى المشيمة متصلة بالرحم عوضاً عن الانفصال عنه بعد ولادة طفلك. وهذا ما يسمى بالمشيمة الملتصقة، وتكونين أكثر عرضة لحدوث ذلك إذا سبق وأن خضعت لعملية قيصرية.
إذا كان لديك هبوط في المشيمة، فيحتمل أن تعاني من نزيف مفاجئ غير مؤلم. يمكن أن يحدث هذا أثناء فترة حملك أو مخاضك. سوف تحتاجين إلى عناية طبية طارئة إذا حدث لك هذا الأمر، لا سيما إذا بدأ المخاض لديك في وقت مبكر. إذا لم تحصلي على علاج، قد يمثل النزيف الحاد خطراً على حياتك وحياة طفلك. في الحالات النادرة التي يحدث فيها ذلك، يجب علاج هذا النوع من النزيف بشكل سريع.
من غير المحتمل أن تتعرضي لخسارة الكثير من الدم بحيث يشكل ذلك خطراً جسيماً على صحتك. لكن في بعض الأحيان، قد يضطر الأطباء للتحرك بسرعة لمنع حدوث أسوأ الأمور. في هذه الحالة، قد يحتاجون لحماية صحتك عبر عملية استئصال للرحم.
كيف يمكن معالجة هبوط المشيمة؟
تعتبر معالجة هبوط المشيمة في بعض الأحيان مسألة مراقبة وانتظار فقط. ستقوم طبيبتك بمتابعة مواقع ووضعيات المشيمة لديك.
تختلف درجة رعايتك ومتابعتك الطبية أيضاً بحسب وضعك وما إذا كنت قد عانيت من أي نزيف أم لا. إذا لم تعاني من أي نزيف، تستطيعين على الأرجح البقاء في المنزل. قد تُنصحين بتجنب المعاشرة الزوجية (الجماع) للفترة المتبقية من الحمل. كما ينبغي أن يكون هناك شخص ما لمساعدتك في جميع الأوقات، وتأكدي من امكانية وصولك إلى المستشفى في أي لحظة.
إذا كنت تعانين من نزيف أو كان لديك مشيمة ملتصقة، سيطلب منك الحضور إلى المستشفى عندما تكونين في الأسبوع 34 من الحمل. عادة، سوف تنصحين بالخضوع لولادة قيصرية مخططة عندما تكونين ما بين الأسبوعين 37 و38 الحمل. وغالباً ما تجرى لك العملية قيصرية على أيدي أخصائيين كبار، لأنك قد تكونين أكثر عرضة للنزيف خلال العملية، فضلاً عن التجهيز لعملية نقل الدم، تحسبا لأي طارئ.
إذا عانيت من نزيف حاد قبل أن يحين وقت ذهابك إلى المستشفى، تحركي مباشرة إلى المستشفى بحيث يمكن رصد ومتابعة النزيف. وعندما يتوقف، قد يطلب منك البقاء في المستشفى حتى يصبح طفلك مستعداً للولادة. إذا لم يتوقف النزيف، أو إذا دخلت في ولادة مبكرة، سيحتاج طفلك إلى الولادة بعملية قيصرية طارئة.
ما الذي يمكنني فعله حيال هبوط المشيمة؟
لا يمكنك القيام بأي شيء لتغيير وضعيّة المشيمة لديك. لكن يمكنك التأكد من أنك سليمة وبصحة جيدة. تناولي الكثير من الأطعمة المغذية، خاصة تلك الغنية بالحديد. فهذا سيقلل من احتمالات إصابتك بفقر الدم (الأنيميا). إذا كان لديك انخفاض في مستويات الحديد، قد تنصحك طبيبتك بتناول أقراص مكمّلات الحديد.
يمكن أن يكون انخفاض أو هبوط المشيمة أمراً مقلقاً بالنسبة لك، خاصة إذا كنت تنتظرين معرفة ما إذا كانت المشيمة لديك قد تحركت إلى أعلى أم لا. لكن هناك الكثير مما يمكنك القيام به للحفاظ على صحتك وسلامتك أنت وطفلك.
المصدر
بيبي سنتر
engshimaa engshimaa 186793_2.gif فتكات نشيطة Fatakat 186793 fayoum – egypt