الضغوط وقسوة الأهل.. أهم مسببات «الوسواس القهرى»
عندما يتحدث لك أحد الأشخاص عن معاناته جراء مرض معين وينتقل إليك شعور قوى بأنك ستصاب بالمرض نفسه، خاصة إذا كانت تلك الأعراض تنتابك من وقت لآخر، فاعلم أنك مصاب بـ«الوسواس القهرى»، وهو نوع من التفكير – غير المعقول وغير المفيد – الذى يلازم الشخص دائماً ويحتل جزءاً من وعيه وشعوره، رغم اقتناعه بسخافة هذا التفكير، مثل تكرار ترديد جمل نابية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره، وأحياناً قد يؤذى المريض نفسه جسدياً كالمصابين بمرض هوس نتف شعر الرأس أو الوجه، وقد تتطور الإصابة وتعوق المريض تماماً عن ممارسة حياته بشكل طبيعى.
عن هذا المرض النفسى، تقول د. فاطمة الشناوى، خبير الطب النفسى: الوسواس القهرى مرض نفسى يصيب الرجال والنساء بنسبة 2 – 3% بالدرجة نفسها، وعادة ما يصابون به فى سن المراهقة وأول الشباب من سن 18 – 24 سنة، وهو وراثى بنسبة 3 – 7% من أقرباء الدرجة الأولى، وغالبا ما يكون سبب الإصابة المباشر هو الشعور بالإحباطات والضغوط النفسية التى تمارس على الطفل والمراهق من المحيطين به وقسوتهم عليه.
ويظهر هذا المرض بطريقتين: إما بتكرار تسلط أفكار واندفاعات تقتحم تفكير الشخص أو بتكرار القيام بسلوك ملزم أو قسرى غير عقلانى، وإذا قاوم المريض هذا التفكير أو السلوك، فإنه يصاب بقلق شديد وتوتر، خاصة عندما يتأكد من عدم جدوى ما يفكر فيه أو يفعله وأنه من بنات أفكاره هو.
ما بين 15 و35% من المرضى هم بالأصل شخصيات تتميز بسمات قهرية قبل إصابتهم بالمرض، وهى درجة أخف بكثير من الوسواس القهرى الذى نجد فيه سلوك المريض مكررا بشكل غريب مثل أن يتوضأ أو يستحم أو يغسل أسنانه عشرات المرات أو يغسل يديه وأثاث البيت والشبابيك وأدوات المطبخ والفرن ويتمم على الأبواب وعلى غلق السيارة أيضا عشرات المرات، مع علمه بعدم عقلانية تلك التصرفات وضيقه الشديد بها لدرجة البكاء.
أما تكرار تسلط الأفكار فهى مثلاً تدور حول شىء فظيع سيحدث مثل موت شخص مقرب له، أو خيانة زوجية أو فقد العذرية، ويسبب ذلك ألماً شديداً عند المريض يؤدى إلى إصابته بالاكتئاب لأنه غير قادر على السيطرة على أفكاره غير الصحيحة، وكثير من المصابين بذلك المرض يكتمونه عن المحيطين بهم إلى أن يفيض الكيل فيذهبون للعلاج.
الوسواس القهرى مرض مزمن وتزيد وتخف أعراضه بمرور الوقت، وتزيد نسبة المرض فى الرجال العزاب والمطلقين والعلاقات الزوجية المتوترة، وكلما كان العلاج مبكرا تكن نسبة التحسن كبيرة، وهو مزيج من العلاج الدوائى (مضادات الاكتئاب) والعلاج النفسى بأنواعه: السلوكى، علاج بتبصير المريض وتعريفه بحالته، علاج بالدعم والمساندة من خلال الاندماج فى مجموعة مرضى يعانون نفس الحالة، وأيضاً الدعم الوجدانى من خلال طمأنة ونصح العائلة للمريض، ولا ننسى العلاج الأسرى لتصحيح مسار العلاقة الزوجية المتوترة.
منقوووووووووووووول
ورقة البردي ورقة البردي فتكات ست الكل Fatakat 315437 القاهرة – مصر