يتفق الكثير من الباحثين في اضطرابات طيف التوحد على اختلاف اضطرابات السلوك عند التوحدي وغرائب تصرفاته وتنوعها حسب نمو وتطور قدراته ومهارته في مختلف مراحله العمرية.
غالبا ما تنحصر أشكالها فيما يلي :-
1- جرح الذات ( إيذاء الذات ) مثل عض ظهر اليد , ضرب الراس , ضرب الفم وبالذات الحنك الأسفل .
2- السلوك العدائي ضد الأخر مثل ضرب الأخر , البصق على الأخر.
3- الانقطاع المفاجئ عن الأنشطة والتمارين ومغادرة مكان العمل .
4- الصراخ والبكاء ورمي الأشياء التي تقع تحت يده .
5- السلوك التكراري مثل:-
– وضع الأشياء داخل الفم .
– تحركة الكف بسرعة ( الرفرفة ), تحريك الراس على الوسادة يسارا ويمينا, تحريك الجذع هبوطا وصعودا , الدوران في المكان
– تكرار الأسئلة الملح .
– ترديد مستمر لبعض المقاطع والجمل .
– الاستماع الى الموسيقى والغناء المحببة له بتكرار وبشكل غير منقطع .
6- بعض السلوك الذي يتنافي مع عادات وتقاليد المجتمع مثل التبول على الملابس و الاستمناء في الأماكن العامة عند اليافعين منهم .
7 – الهياج والاضطراب عند التماس الجسدي وتغير مألوفه اليومي .
معالجة اضطرابات السلوك
نوعان من الإجراءات الضرورية لمعالجة الاضطرابات السلوكية التي يجب الانتباه إليها وتضمينها خطة التأهيل والتربية الفردية للتلميذ التوحدي .
1- اضطرابات السلوك والتصرفات أثناء تنفيذ خطة التأهيل والتربية .
تتطلب هذه الاضطرابات إجراءات محكمة ومناسبة في هيكلة الواجبات والتمارين التي تتضمنها خطة التأهيل الفردية لتحقيق أهدافها التربوية الأساسية, أما الأهداف العاجلة لها مثل ( السيطرة على الاضطرابات السلوكية أثناء الدرس ) فتفرد لها أجزاء ثانوية مستلة من إرشادات خطة التاهيل الأساسية والخبرات المتراكمة .
2- اضطرابات سلوكية متعددة الأنواع تتراجع أمامها الإجراءات التربوية التأهيلية المتخذة
للحد من هذا السلوك ومعالجته والذي يربك تنفيذ العمل ويعيق تحقيق أهداف الخطط العامة والفردية في اكتساب قدرات ومهارات جديدة , يدفعنا لاتخاذ إجراءات صارمة لإعادة التلميذ التوحدي الى الهدوء والسكينة قبل البدء في العمل في مسار الخطة و تنفيذ الأنشطة التاهيلية والتمارين, في هذه الحالة فقط يتم تقديم الثانوي( اضطرابات السلوك ) على الأساسي ( تنفيذ خطط التأهيل والتربية ).
يواجه الكادر التربوي وباستمرار سوية مع أهل الطفل التوحدي أثناء تنفيذ خطة التأهيل التربوي وفي جلسات التمارين والأنشطة مشاكل جمة في اضطراب سلوك الطفل التوحدي ونتيجة للعمل معه تتراكم خبرات تؤهلهم للتعامل والسيطرة على سلوكيات التوحدي المضطربة كلا من زاوية رؤيته لنوع هذا الاضطراب , لهذه الأسباب وغيرها يصبح الفرق بين نوعي الاضطراب شاحبا ويصعب تحديده. فمن المفيد جدا
– أن تأخذ أوجه تغيرات سلوك التلميذ التوحدي في البيت أو في المدرسة بنظر الاعتبار أثناء إعداد الخطة التاهيلية والتربوية الفردية والعامة وتفرز لها مفاصل خاصة .
– أن يحتوي برنامج التأهيل المبكر على معطيات تفصيلية لحياة الطفل التوحدي وتحليلات لتغيرات سلوكه في الفترة السابقة و التي سوف تشكل دفعا كبيرا لبدء البرنامج التاهيلي والتربوي وتكون احد العوامل الأساسية في نجاحه . أهمية هذه التحليلات لسيرة التلميذ التوحدي تكمن في إنها القاعدة الأساسية لبناء برامج تهدف الى معالجة اضطرابات السلوكية عنده أثناء إجراء وتنفيذ جلسات التمارين .
تعتمد خطة معالجة اضطرابات سلوك التلميذ التوحدي على إجراءات عديدة منها :-
– أن تكون متمهلة وتسير بخطوات وئيدة .
– اتخاذ إجراءات مناسبة في وقت حدوث الاضطراب ومكانه, ونوعه وطبيعته.
– نوع التأهيل الذي يوجد فيه التلميذ .
– قدرة وكفاءة وخبرات التربوي للسيطرة على الموقف .
– اخذ التجارب الفاشلة بنظر الاعتبار.
أنواع اضطرابات السلوك
نذكر هذه الأمثلة من تجارب الزملاء وخبراتهم والمعايشة الشخصية في مدارس اعادة تاهيل الاطفال المعوقين (اضطربات التوحد ) ليطلع الكادر التربويي على بعض اساليب العمل التربوي التي تفيدنا أثناء العمل مع التلميذ التوحدي سواء في محطات العمل ( وحدات العمل ) او اثناء الدرس المشترك .هذه الامثلة والتجارب لا تصلح ان تكون نموذجا لكل توحدي ( كل توحدي عالم خاص له مالوفه واشتراطاته) , فالتجريب هو سيد الموقف في اختيار الطرق التاهيلية والتربوية المتعددة والمتجددة لهذا لايمكن تاهيل وتعليم الطفل التوحدي الا بالطرق التاهيلية والتربوية الفردية التي اثبتت نجاحها في السيطرة على سلوك الطفل التوحدي وتغيره.
أولا – سلوك إيذاء , جرح الذات
1- حالة العض على ظهر اليد
هذه السلوك يرمز الى الرفض والتذمر من تنفيذ أمر معين أو القيام بنشاط ما ودفع الأخر الى التنازل عنه , نعمل على تعليم التلميذ التوحدي على أساليب أخرى للتعبير عن رفضه أو تمنعه حتى تصبح عادة العض على اليد غير ضرورية له و لا لزوم لها.
المعالجة:- مراقبة التلميذ بشكل متواصل والاستعداد للتدخل المباشر عندما يبدأ عملية العض قبل وأثناء الدرس. مسك يد التلميذ بشدة قيل أن يصلها الى فمه , اخفض يده تحت الطاولة وأمره بصرامة(ضع يدك تحت الطاولة ) اذا حاول أن يخرج يده من تحت الطاولة , هز راسك وقل له (لا تفعل ذلك ) وطلب منه أن يقلدك , لاحظ تعابيره وحركاته حينما يقلدك وقل له حسنا فعلت ثم اسأله ( أتريد حلوى ) وانتظر .. ثم بادر لنعيد التمرين وسف تحصل على الحلوى.
2- حالة ضرب الرأس على الطاولة
يعزوها بعض المختصين الى إثارة الانتباه ليكون ضمن الجماعة أو لرفض ما يطلبه الأخر ,بينما يعبر التوحدي بيرغر سلين في كتابه (رسائل من سجن توحدي ).الصادر عام 1992…. حيث يقول (يسكن راسي العشرات من الكتاب والمفكرين ويتحاورون , أريد لهم الخروج من هذه الرأس ) . يبحث التربوي والمعالج عن أنجع الطرق للتخفيف من هذا السلوك عند التلميذ التوحدي مع الالتزام بتنفيذ الوجبات والمهمات اليومية المرسومة والمعتمدة في الخطة التربوية التاهيلية العامة والفردية.
معالجة أولى-: توضع مواد الدرس المستخدمة في تنفيذ الواجبات والأنشطة أمام مقعد التلميذ , يبعد مقعد التلميذ التوحدي عن الجدار منعا لضرب رأسه في الجدار و حينما يبدأ التلميذ بضرب رأسه على الطاولة تبعد المواد المستعملة ( أوراق , أقلام الخ ) امنع بجسدك رأسه من الاصطدام بالطاولة حيث يكون جسد المربي بين الطاولة ورأس التلميذ وابدأ بالعد لمدة عشرة ثواني ثم ابتعد عنه , يعيد المربي مواد الدرس ويساعد التلميذ في إجراء الخطوة الأولى من الواجبات و يمدح التلميذ ويكافئه عند انجاز التمرين .
العمل بهذه الطريقة كلما بدا اضطراب التلميذ التوحدي دون إيقاف التمارين أو قطع الأنشطة قبل نهايتها . يجب على التلميذ انجاز المراحل النهاية من الأنشطة والتمارين حتى لا يظن انه اجبر المعلم أو المربي على قطع التمارين والأنشطة وحقق هدفه من خلال عملية ضرب الرأس بالطاولة , يمكن اختصار التمارين اذا استمر التلميذ على ضرب رأسه . من المهم جدا إشغال التلميذ ومدحه باستمرار وإبداء اهتماما اكبر به حينما يتوقف عن ضرب رأسه ,إعادة هذه المحاولات على الأقل لمدة أسبوعين , تسجل في جدول عدد المرات التي يمارس فيها التلميذ مثل هكذا سلوك .
معالجة ثانية -:حال ما يبدا التلميذ بضرب رأسه على الطاولة ندفع الكرسي الذي يجلس عليه الى الخلف ونمسك به بوضع منحرف متوازن على الساقين الخلفيتين للكرسي لمدة خمسة ثواني ثم إعادته الى الوضع الطبيعي , نعيد الكرة كلما حاول التلميذ ضرب رأسه على الطاولة ,دون التحدث معه .
السبب : – عند دفع الكرسي الى الخلف لا يستطيع التلميذ الوصول الى الطاولة , فيجد نفسه في وضع قلق غير مستقر ومريح كلما حاول ضرب رأسه على الطاولة .
3- حالة الضرب على الوجه
نتيجة شعوره بالغضب أو الاحتجاج لجلب الانتباه إليه .
نمسك كفي التلميذ حالما يبدأ برفع يديه لضرب وجه ونضعها على خديه ونطلب منه بصوت حازم (لا تضرب ) ثم نتركه ونساعده على انجاز تمرينه .
السبب:- مسك يد التلميذ يعيق ويمنع حركة الضرب ( الفعل المعتاد) إضافة الى الأمر بعدم الضرب يربك سلوكه العدائي الذاتي .
ثانيا – العدوانية :
1- البصق على الأخر
سلوك البصق على الأخ الصغر, على الأطفال الآخرين, البصق على الكبار وبعض الأحيان على الناس الغرباء, يخضع لحد الان للتحليل والدراسة وهو مازال يثيرالشك عند بعض العلماء حينما تطرح بعض الاسباب , فمن غير المعروف لماذا يمارس الطفل المعاق هذا السلوك ؟ قلما يجرؤ الطفل المعاق ممارسة عادة البصق على الكبار فهو قادر على كبح جماح رغبته في البصاق . اتخذت بعض الإجراءات لمعالجة هذا السلوك لكنها لم تكن مناسبة أو مباشرة ومرتبطة بعملية البصاق , لذلك لم يتمكن الطفل المعاق من الربط بين عملية البصق وعقوبتها .
المعالجة :- دعوة مجموعة أطفال للعب مع الطفل المعاق لعبة بسيطة لا تثير المتاعب للطفل المعاق وتبعدنا عن هدفنا -منعه من البصاق على الاخر-. نلعب مثلا لعبة رسم الدوائر الملونة ( دائرتي حمراء دائرتك خضراء ) لعبة مشتركة يرسم كل طفل دائرة , وبالدور واحد بعد الأخر , حيث يأتي دور الطفل المعاق بعد طفل أخر يتيح له فرصة البصق على الأطفال و حينما يبدأ البصق نضع في فمه طرف منديل مبلل بمادة الخل لمدة دقيقة ( اذا كان الطفل المعاق يستسيغ مادة الخل ويلتذ بها , إبدالها بمادة أخرى حارة أو مرة على أن لا تكون من مادة كيماوية ولا تمس أجزاء أخرى من الجسم غير الفم )
تعاد هذه الألعاب والتمارين عدة مرات وتسجل بجدول لمدة أسبوعيين على الأقل , عندما تنجح هذه الطريقة مع الطفل المعاق وتمنعه من البصاق نستخدمها لمعالجة اضطرابات سلوكية أخرى مع نفس الطفل.
2-عض الأخر
حالما يبدأ الطفل بالعض مسكه من أسفل الكتف وحمله الى اعلي ونضعه بسرعة على ابعد كرسي في ابعد زاوية من الغرفة , نمسكه بثبات على الكرسي ووجهه الى الحائط , نبتعد عنه دون النطق بكلمة واحدة و نعود إليه بعد 15 ثانية ونعيده الى مكانه الى الطاولة والعمل معه من جديد وكأنه لم يحدث شيء
السبب:- على الرغم من ان العملية لم تؤذ الطفل إلا إن المفاجاءة في حمله بعيدا وتركه وحيدا . بعد عدة محاولات يتعرف تماما على عقوبته, عندما يعض احد يبعد عن المكان ويترك وحيدا.
3- ضرب الاخر على الوجه
ضرب الاخرعلى الوجه هو التعبير الطبيعي عن فشل التلميذ التوحدي في موقف معين أو عندما يكلف فوق طاقته لعدم قدرته على استخدام وسائل تعبير اخرى , فتعليمه طرق تواصل أخرى للتعبير لفظية او غير لفظية مثل الإيماء والإشارة والتعبير بلغة الجسد, تمكنه من ايصال احتياجاته بوضوح وبشكل مفهوم للأخر كما تعوضه عن استخدام الضرب.
المعالجة:-عندما يحاول التلميذ الضرب , نمسك يده ونقول له بهدوء وبجملة قصيرة ( لا تضرب ), نعلمه إشارة ( التوقف) رفع اليدين بخط أفقي وراحتيهما نحو الأسفل , ولتأكيد هذه الإشارة علينا مدحه ونتركه يعلب لعبته المفضلة لبضعة دقائق ,بعد ذلك نستمر في النشاطات التاهيلية والتربوية , نختار نشاط أو تمرين يجيده التلميذ ونقدم له المساعدة والدعم , حينما يحاول الضرب مرة أخرى نطلب منه أن يقلد إشارة ( توقف ) بعد أن يقوم بتقليد إشارة التوقف,نسمح له بالتوقف عن التمرين لفترة قصيرة حينها يفهم انه أوصل رغبته إليك وسوف يستعمل هذه الإشارة أثناء عمله حينما يريد التوقف عن العمل بسبب الملل أو التعب .
-4سحب الشعر
يثير الشعر الطويل الكثير من التلاميذ المعوقين,و تتصاعد رغباتهم للعب به لكنهم لا يعلمون أو يدركون مدى الألم الذي يعانيه صاحب الشعر الطويل. للتقليل من هذه الألم نتخذ الإجراءات التالية :-
– التقليل من فرص وصول التلميذ المعاق الى الشعر ذلك بربط الشعر الى الخلف أثناء العمل .
– الانتباه الى التلميذ المعاق اذا جلس بحضن المربي أو خلفه ومسك يده بعيدا عن الشعر .
– استخدام لعبة تشغل يديه ذراعيه التربيت والدغدغة على اليد وراحتها
– أغاني يصاحبها التصفيق باليدين .
ثالثا – التوقف وقطع النشاطات والتمارين
1- رمي وبعثرة المواد التعليمية للنشاطات والتمارين
يسبب هذا النوع من السلوك صعوبات كثيرة في انجاز التمارين والنشاطات سواء في المدرسة أو البيت ويحد أيضا من عملية التأهيل , فحينما يرمي التلميذ المعاق المواد التعليمية وبقية الأشياء يشعر بالسيطرة على محيطه , ويتمكن من إيقاف عملية تأهيله ويعيق بذلك طرق تعليمه لاكتساب كفاءات جديدة مما يتسبب بخطورة لا يمكن تخمينها له ولمحيطه وللمواد التعليمية , لا نستطيع أيضا كبح مثل هذا السلوك ما لم يفهم التلميذ المعاق العقوبة الصارمة المترتبة على مثل هذا السلوك .
المعالجة:- على الكادر التربوي ان يتخذ إجراءات مناسبة قبل وأثناء إجراء النشاطات منها :-
– إبعاد كل المواد والأشياء الثمينة عنه وعن محيطه.
– مراقبته في محيطه والاهتمام به والانتباه قبل أن يصل الى الأشياء لرميها .
– تجاهله عندما يتمكن من رمي بعض مواد التمرين والأشياء .
إعطائه التمارين البسيطة وعندما يرى بعض المواد مثل ( مثل المربعات والخشيبات ) نقوم بالرد المباشر بجملة قصيرة ( توقف ) ثم مسك يديه وإطباقها على جسده بقوة بشكل مستقيم, نحول رأسنا الى الجانب ونبدأ العد الى الثلاثين , ثم نترك يديه ونبدأ العمل معه مرة ثانية .نضع بالقرب منا مواد العمل كي لا نضطر للنهوض وإعطاءه نفس المادة التي يرميها , لا نرفع المواد التي يرميها التلميذ , عندما يتوقف عن رمي الأشياء يجب مكافئته بحبة حلوى والتصفيق له . تسجيل كل حالة رمي المواد في جدول.
2- الصراخ والبكاء أثناء التمارين والنشاطات
رفض النشاطات والواجبات الحياتية اليومية مثل الاستحمام و الدخول الى السيارة أو الإصرار على مرافقة أهلة في التسوق , يعد إصرار التلميذ المعاق على الصراخ والبكاء ليس رفضا لتنفيذ طلب ما أو احتجاجا على نشاط أو تمرين وإنما عدم وضوح لما يريد أن يقوم به والحيرة والارتباك في رغباته . لتخيف حالات البكاء والصراخ نتخذ الاجراءات التالية :-
– تجاهل البكاء والصراخ .
– تقديم المساعدة له باستمرار والحذر الشديد عند تقديم مثل هذه المساعدات .
– قيادة ولمس يد الطفل لمدة قصيرة أثناء العمل معه.
– وضع مكافاءة قريبة وظاهرة له يستطيع الحصول عليها بعد انجاز واجبه وتمارينه
الجلوس معه مرتين على الأقل في اليوم لانجاز بعض الواجبات البسيطة التي لا تتطلب الكلام مثل (الرسم, توزيع الصور, التلوين ) الابتسام والتربيت على الكتف اذا أنجز واجباته البسيطة .اعداد جدول في حالات الصراخ والبكاء وكذلك المساعدات المقدمة للطفل .
3- النهوض أثناء تناول الطعام(النشاط المفرط والحركة السريعة)
يقفز التلميذ المعاق من مائدة الطعام ويتناول الطعام من صحون أخرى.
غالبا ما يكون التلميذ المعاق في اشد حالات التوتر عند الجلوس الى مائدة الطعام أما لمراقبته في كيفية تناوله للطعام ,أو التوقف عن تناول الطعام للاهتمام به , اضافة الى رغبته للبقاء في مركز الاهتمام.
المعالجة:- نجلس التلميذ الى مائدة الطعام أمام طبقه ونبعد عنه الأطباق الأخرى , وحينما ينهض نتجاهله كليا لا نطلب منه الجلوس ولا حتى النظر إليه , وعند عودته للجلوس الى الطاولة ننظر إليه ونقول له جيد (نحن نجلس لتناول الطعام ), ولكن حين يحاول تناول الطعام وهو واقف لا نفعل شيء سوى سحب طبقه الى وسط المائدة ولا يقدم له اى شيء الى أن يجلس . وحينما تنتهي العائلة أو القسم من الطعام ( 20 دقيقة فترة تناول الطعام ) بعدها نزيل كل شيء من المائدة ولا يقدم له سوي المشروبات وبعض الفواكه, ولكي تنجح هذه المعالجة على التلميذ المعاق أن ينتظر الى وجبة الطعام التالية حتى لو كان جائعا .اعداد جدول عدد المرات التي يغادر فيها التلميذ مائدة الطعام .
4-النهوض والقفز من طاولة العمل
المعالجة : – وضع طاولة وكرسي العمل للتلميذ المعاق في إحدى زويا الغرفة وربط وسطه (خصره ) بحزام الى مسند الكرسي , نضع أمامه مواد العمل ونطلب منه البدء بالعمل و حين يبدأ بالصراخ والغضب والهياج , ندير الكرسي حيث يكون وجه التلميذ الى زاوية الحائط حتى يهدا ولدقيقة واحد نعيده الى مكانه , حالما يبدأ العمل نعطيه بعض الحلوى (حبة زبيب مثلا ) واذا استمر بالعمل جالسا الى الطاولة دون الرفس بالرجلين نفك عنه الحزام ونتركه يعمل .
السبب:- ربط الطفل بالحزام يمنحه شعور بالبقاء جالسا في مكانه ويعيق حركته المفاجاءة ألا إرادية بالقفز , أما إدارة وجه الى الزاوية يوضح له عبر الصراخ والهياج لا يستطيع أن يحقق رغباته , الحزام إشارة ظاهرة وواضحة للتلميذ المعاق للالتزام بقواعد الدرس والبقاء جالسا.
5- الصراخ والضوضاء (إثارة واهاجة الذات )
يطلق التلميذ المعاق أصوات وصرخات وهمهمات وإحداث ضوضاء في القسم أو في البيت أو في الشارع .ماذا نفعل؟
المعالجة:-احمل معك دوما قطعة خشبية ( مثل التي يستخدمها الطبيب في الفحص لفتح فم المريض ) نلف احد أطرفها بشرط ملون لاصق ومسكها دوما من هذا الطرف ,حينما يبدأ التلميذ بإطلاق الأصوات والهمهمات اطلب منه أن يفتح فمه وادخل قطعة الخشب بين الأسنان واطلب منه (أن يقطع النفس ). اذا نجحت العملية , نستعمل قطعة الخشب لانذاره برفعها بوجهه اذا حاول إطلاق الأصوات أو الهمهمة نستعمل هذه الطريقة لفترة أسبوعين في المدرسة وفي البيت وسيعتاد المعاق على السيطرة على نفسه ومنع تلك الأصوات
السبب:- قطعة الخشب تحرف تركيز التلميذ المعاق عن فعل الصراخ أو إطلاق الصوت, طلب قطع النفس لثواني يمنع خروج الصوت.
6- الهراء والدعابة أثناء النشاطات والتمارين
تجاهل تعليقات التلميذ المعاق ودعابته وابتسامته الساخرة وإيماءاته المضحكة وتغير حركات وجهه وعدم إعارته اى اهتمام والاستمرار في الدرس أو النشاطات والتمارين و بعد ذلك مطالبته بالعمل لانجاز تمارين بسيطة بجمل قصيرة وإشارات لشد انتباهه الى الاتجاه الصحيح , قيادة ذراعه لمساعدته , مدحه وتقيم المكافاءة له اذا بدا بالعمل شرط التزام الهدوء و تبسيط التمارين وتوضيحها يمنح التلميذ المعاق الثقة بالنفس و تجاهل مثل هذا السلوك يقود فعلا الى التخفيف من هذه الاضطرابات السلوكية .
السبب:- التلميذ المعاق يبدأ بالضحك والسخرية والهزأ حينما يكون متعبا أو لا يستطيع حل التمارين .
7-المزاح والدعابة الاستفزازية( إخفاء مواد التمارين والواجبات )
يهدف التلميذ من إخفائه مواد التمارين والواجبات التعليمية بدل استعمالها لانجاز المطلوب منه الى المشاكسة والاستفزاز وخلق جو متوتر مع المربي ودفعه للبحث عن مواد الدرس وإضاعة الوقت .
المعالجة:- الحفاظ على الهدوء التام ,الجلوس والاتكاء على الكرسي وقل للتلميذ ما سوف تقوم به بعد انجاز التمارين,مثلا(سوف نلعب الكرة سوية) ونشير الى مكان اللعب , نعيد الطلب بانجاز التمارين ( ضع السيارة تحت العلبة ) , ثم انتظر ثواني , اذا لم ينجز التلميذ الأمر , اصدر نفس المر ثانية بوضوح وجملة قصيرة صارمة مشيرا الى السيارة وقل ( تحت الطاولة ) قبل أن ينهي التمرين نعرفه في الخطوة القادمة من التمرين ونساعد في انجازها .يستحق المكافاءة بعد ذلك .
السبب:- يعاني التلميذ المعاق في هذه الحالة من صعوبات في فهم الاتجاهات والمواقع وما يأتي بعد الخطوة الأولى فينتابه شعور من الضيق والانزعاج يتمثل في سلوكه المشاكس والمستفز.
رابعا – السلوك التكراري
1- وضع الأشياء والمواد الغير قابلة للأكل في الفم
أكل ومضغ ما لايأكل من المواد والأشياء من اهتمامات بعض التلاميذ التوحديين وخاصة عند مشاهدتهم التلفزيون مثل قطع الأوراق , الزهور , القماش , وأشياء أخرى , ويمارس التلميذ أيضا عادة إخراج قطع الثلج من القدح ودسها في الفم .خطورة هذا السلوك تكمن بتناول التلميذ المعاق بعض المواد المضرة وبعض الأحيان السامة المستعملة في معالجة الإمراض النباتية في الحدائق البيتية والعامة . يستطيع التلميذ المعوق التخلص من هذا السلوك حينما نذكره به دوما واستخدام جملة ( لا تضع هذا في فمك ) ودون ذلك لا يتذكر ولا يتمكن من ملاحظة ماذا يفعل.
معالجة أولى:- تعليم التلميذ طريقة قراءة البطاقة وبطاقات الإشارة لتحفيز الفعل الكامن في داخله على تعلم القواعد الاجتماعية والالتزام بها .نبدأ التمرين بوضع قدح وفيه قطع ثلج وملعقة قريبة من الطفل , نضع أمام القدح بطاقة نكتب عليها ( استخدم الملعقة اذا رغبت بقطعة ثلج ) ونرسم عليها صورة ملعقة عليها قطعة ثلج , حينما يقدم التلميذ بتناول قطعة الثلج بيده , لا نقول شيئا البتة بل نبعد القدح ونسكب الثلج ثم نشير الى البطاقة ونطلب منه قراءة ما كتب عليها أو التمعن في الصورة المرسومة ونقل له ( انك نسيت القاعدة ). نبدأ من جديد بعد 10 دقائق ونعطيه فرصة ثانية .
معالجة ثانية :- أثناء بدء التمرين نضع قطعة ما محببة لدى التلميذ لوضعها في الفم ونكتب بطاقة ( لا تضعها في فمك) أو رسم إشارة الى ذلك ونقول للتلميذ سوف تحصل على قطعة حلوى اذا صبرت 10 دقائق دون أن تضعها في فمك وذكره دائما ليس بالكلمات بل بإبعاد قطعة الحلوى عنه .
معالجة ثالثة :- نكتب قطعة ( لا تضعها في فمك ) أو نرسم إشارة تشير الى ذلك ونضعها قرب جهاز التلفزيون , نغلق التلفزيون لعدة دقائق , اذا نسى القاعدة ووضع شيء في فمه , نشير الى القاعدة ونهز رأسنا بأسف , ولكن دون غضب , لا تسعى الى تهدءته اذا ثار أو هاج , اتركه بغضبه , واعد التجربة مرة ثانية .
2- الأسئلة المتكررة دون انتظار الجواب
الأسئلة المتكررة عند التلميذ التوحدي جزء من سلوكه التكراري , تتوارد في ذهنيه تواريخ أعياد الميلاد ,أرقام السيارات والتلفونات التي سمعها أو يراها ,فتخرج من تفكيره هذه العبارات السؤالية دو ن أن يحتاج الى جواب فهو بعض الأحيان يسال عن الوقت حتى لو كانت أمامه ساعة جداريه .
التلميذ التوحدي لا يطرح أسئلة وإنما يطرح اختبارات معلوماتية يملكها هو ويعرفها , انه يطرح ما يعج بها ذهنه من أخبار سفر ثابتة دائمة عاشها بصريا وسمعيا .
المعالجة:- التزام الهدوء رغم الإلحاح فالتلميذ لا تهمه الإجابة إطلاقا , اعمل على تعليم التلميذ التوحدي التزام الهدوء أو عدم التكلم إلا في الوقت المناسب, وإذا سأله احد عليه الإجابة . كلف التلميذ التوحدي بواجبات بسيطة لا تتطلب التكلم والحديث مثل ترتيب المكعبات أو العدد والكميات .ابد التمرين بوضع عدد من قطع النقود قرب قدح وطلب منه ترتيبها , اذا نجح في ترتيبها امدحه و ضع قطعة عملة في القدح , و اذا سال سؤاله المعهود (كم الساعة ) قل له اصمت وبصرامة ( أغلق فمك ) ,هز راسك ثم زم شفتيك , اطلب منه بالإشارة أن يعمل ويختار قطعة العملة المناسبة ليضعها في القدح وامدحه على عمله , اذا توقف عن السؤال توقف أنت عن وضع قطع الند في القدح ,وعندما ينهي عمله ويضع كل النقود في القدح , اسأله أنت عن الوقت , واطلب منه الإجابة ونعلمه إن السؤال عن الوقت عند الحاجة وتمنحه فرصة استراحة .
3- الصراخ بوجه الناس
نضع إصبعنا على شفتي التلميذ التوحدي اذا بدا في الصراخ بوجه احد ما ,وننتبه الى ضغط الاصبع على الشفتين و نرفع اصبعنا عنه , اذا بادر بالصراخ مرة أخرى نغطي رأسه بكيس ورقي كبير لمدة 5 ثواني , نرفع الكيس عن رأسه, اذا عاود الكرة نغطي رأسه لفترة أطول 10 ثواني .بهذه الطريقة يمكن أن يترك هذه السلوك طالما الكيس بالقرب منه.
السبب:- الكيس يحجب الضوء عنه ويضخم صوته فيتعرف التلميذ على قوة صوت صراخه , إضافة الى انه لا يسمع و لا يرى ردود الآخرين .
4- التعلق بالأشياء مثل اللعب والسلاسل
لمعالجة مثل هذا السلوك , يجب إبعاد الألعاب والسلاسل عن يد الطفل ليتمكن من انجاز واجباته وتمارينه .
– نطلب من التلميذالتوحدي أن يمسك سلسلته باليد السرى ونجري معه بعض التمارين البسيطة والمشدة له باليد اليمنى, مثل ترتيب قطع لعبة الخشب
– ضع السلسلة على إصبع يده السرى , واطلب منه أن يمسك قطع الخشب بيديه .
– ضع السلسة على معصمه وشدها كأسوار , وابدأ معه التمارين .
السبب:- تحريك السلسلة الى مكان ابعد من كفيه و بتماس مع جسمه يشعر التلميذ المعاق بالاطمئنان الى وجود السلسلة معه ولن يصيبه الهلع بفقدانها , حينذاك يقل اهتمامه بها وحين يركز على عمل التمارين تفقد اهميتها .
5- تلميذ يحمل لعبة سيارة حمراء دوما معه
نضع ورقة حمراء أمام التلميذ المعاق وعلبة فقاعات رغوة الصابون, علم التلميذ كيف يلعب بسيارته الحمراء على الورقة الحمراء قبل إن يمسك فقاعات رغوة الصابون.
– قد يده مع سيارته الى الورقة الحمراء على الطاولة وامسك بها على الورقة , أطلق فقاعات رغوة الصابون, سيقوم بفرقعة الفقاعات باليد الاخرى .
– اترك يده بينما هو مهتم بالفقاعات سيستخدمها أيضا لملاحقة الفقاعات
– ابعد الورقة الحمراء مع السيارة الى مسافة 10 سم عن مكان العمل خلال انشغاله ثم الى مسافة ابعد
– اعمل معه ألان غي انجاز تمارين بسيطة , حالما ينتهي من عمله , اعد الورقة الحمراء والسيارة الى مكانها السبب :- انشغال التلميذ العاق بمواد أخرى يبعده عن الأشياء المحببة له ولكنه يعرف تماما انه سوف يستعيدها بعد إجراء التمرين وتتحول عنده كمكافاءة وهدف للعب .
خامسا – عجز في السلوك والتصرف
1- قصر فترة التركيز وضعف السيطرة
العمل مع التلميذالتوحدي بنشاط واضح وقصير, يعرف التلميذ فيه ماذا يجب عليه أن يفعل وأين يعمل وماذا يأتي من نشاط بعد انتهاء التمرين. يقوم العمل على مبدأ ( العمل أولا ثم اللعب ), لتوضيح الفرق بين العمل الذي يرغب به والذي يتمكن منه وبين سيطرته على حركته.
ينظم مكان العمل بشكل يسمح للتلميذ العمل واللعب , حيث تكون مساحة اللعب مرئية للتلميذ التوحدي أثناء عمله.
يبدأ عمل التلميذ بتمرين بسيط جدا مثل ترتيب قطع صورة , بعد أن نضع الصورة على الطاولة نزيل منه قطعة واحدة ونطلب منه أن يعيدها الى مكانها ونساعده بذلك حين ينجز هذه العمل , يسمح له للذهاب الى مكان اللعب ندعوه بعد ثلاثين ثانية واطلب منه أن يعيد النشاط مرة ثانية بعد ينجز العمل ,نسمح له بالذهاب للعب ثانية و نكرر هذه العملية لمرات عديدة , ثم نرفع درجة التمرين , نزيل قطعتان من الصورة , ونطلب منه إعادتها ثم نسمع له بالذهاب الى اللعب وهكذا نستمر معه الى أن نصل الى رفع كل أجزاء الصورة ثم إعادة بناؤها الى أن ينجز الخطوات بدون مساعدة .
2- عدم القدرة على الابتداء والمبادرة
عدم قدرة التلميذ التوحدي على الانتقال الى واجب ثاني بعد الانتهاء من واجب محدد دون موافقة أو إشارة المربي أو تذكيره بانجاز الواجب التالي و يضل التلميذ ساكنا صامتا مرتبطا بالتوجهات والتعليمات , ضعف تحويل الكفاءة والقدرة على الانتقال من فعل لأخر مشكلة كبيرة , ستواجهنا في المستقبل وخاصة في ورشات العمل .
استخدام نظام المكافاءة يحث التلميذ على البدا بالعمل والانتقال الى عمل ثاني دون أن يسال أو ينتظر توجيهات ذلك بمكافأته بقطعة نقدية في علبة الادخار , أو مساعدته بإعطاء إشارة تذكير من خلال أوامر عامة لجميع التلاميذ مثل ( عليكم جمعيا إنهاء التمرين والانتقال الى التمرين الثاني دون أن تسالوا أو تنتظروا إشارة ) , كلما بدا التلميذ عملا جديدا دون إشارة أو توجيه نضع قطعة نقدية في علبة ادخاره , بعد ثلاثة قطع نقدية يمنح فترة استراحة وكلما زاد عمله تزداد المكافاءة وفترة الاستراحة .
3- رفض التماس الجسدي
يرفض التلميذ المسك و القيادة من اليد أو الحضن.
حينما نشاهد التلميذ المعاق يلعب منطرحا على الأرض نأخذ لعبة أو قطعة حلو أو شيئا محببا له , ننبه التلميذ ونجلب نظره الى اللعبة أو قطعة الحلوى و حينما يقترب التلميذ إليك , أنطرح على الأرض , وضع قطعة الحلوى أو اللعبة على صدرك حتى يزحف إليك التلميذ ويمتد عليك للوصول الى الحلوى أو اللعبة في هذه أللحظة, مسد على شعره أو ظهره قليلا . بعد ذلك اجلس معه على المقعد ,وقدم له حبة زبيب ثم اسحبها وأخفيها في جيبك , سيقدم التلميذ المعاق الى حجرك للبحث عن حبة الزبيب , وممكن أن نضع الأشياء المحببة له على الرأس أو الرقبة فيقترب التلميذ المعاق حتى يمس وجهك , اسمح له بمسكك بقدر ما يريد . مس التلميذ التوحدي وتمسيد شعره جزء أساسي من عملية معالجة السلوك أعلاه.
4-عدم النظر عند التحدث إليك
تدريب التلميذ التوحدي على الصور( من – ما – أين ) نضع صورة أمام التلميذ المعاق ونسأله (من يلعب بالكرة ) تم نغطي الصورة حتى لا يطيل النظر, نعيد السؤال ونقول له (قل لي ) اذا كان وجهه عند الإجابة الى الأسفل اعد كلمة ( قل لي ) ثم ارفع رأسه بحذر إليك , امدحه وقدم له قطعة حلوى بعد أن ينظر إليك حتى لو لفترة قصيرة. عندما يطلب التلميذ اللعب او قطعة حلوى , لا تجيبه إلا اذا نظر أليك مباشرة , ربت على خديه بلطف واسمح له باللعب
السبب :-تغطية الصور تمنع نظر التلميذ الى الأسفل وتكسبه عادة جديدة رؤية الآخر . إعادة تطبيق التمرين بأشكال أخري مما يعطيه أفاقا جديدة
لولو كريم لولو كريم فتكات متميزة Fatakat 245400 الجيزة – ام الدنيا