الي من سقطت في شبك العنكبوت 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

يافتاة، يا من شرفك الله بالإسلام وأنعم عليك بالإيمان ويسر لك القرآن وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة
يا ذات الطهر والعفاف، يا ذات الستر والصيانة، ما لي أراك اليوم في حيرة من أمرك؟ تتجاذبك رياح الشهوات وتعصف بك أمواج الفتن وتحيط بك أعاصير الباطل إحاطة السوار بالمعصم حتى أصبحت لعبة تتداولك أيدي الماكرين وتشكلك رؤى المفسدين من لصوص الأعراض وشذاذ الآفاق.

بالأمس كنت جوهرة مصونة ودرة مكنونة لاتعرفين المكر ولا الخداع ولاتتعرضين لحيل أعداء الله في الإفساد والإيقاع كان حديثك عن آية من كتاب الله أو سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كلام برئ بعيد كل البعد عن النوايا السيئة والمقاصد الدنيئة.

واليوم تغير حديثك فأصبح عن الفضائيات تارة والأفلام والمسلسلات تارة والموضة والأزياء تارة وأخيرا أصبحت من عاشقات شبكة الإنترنت فقد وجدت فيه ضالتك المنشودة وكنزك المفقود.

فهذه تقضي الساعات الطوال في البحث عن مواقع الرقص والغناء ومتابعة أحداث أشرطة الفيديو كليب.

وهذه فتاة تجوب مواقع الحب والغرام فتراسل هذا وتدردش مع ذاك.

وهذه فتاة تتجول في مواقع السفر والسياحة.

وبعض الفتيات هداهن الله لاهم لهن سوى البحث عن بؤر الفساد ومواقع الفحش والرذيلة أجساد عارية وصور فاضحة ممارسات شاذة وإثارة للغرائز وإشاعة للفاحشة وذبح للحياء والعفة وتدمير للأخلاق والمبادئ والسلوك.

نعم إن هناك من تستخدم الإنترنت في الدعوة إلى الإسلام وبيان محاسنه وإبطال شبهات المغرضين ودحض مقولات الحاقدين وهناك من تستخدم الإنترنت في شئونها الخاصة كالاستفادة منه في الأبحاث العلمية والتعرف على أحداث التقارير والدراسات والإحصاءات.

وهناك من تستخدمه في شئونها المنزلية كتعلم الطبخ والحياكة والزخرفة وغير ذلك من الأمور المباحة فهؤلاء نسأل الله أن يوفقهن وأن يجنبهن نزغات الشيطان ومزالق الإثارة بكل أنواعها.

فماذا ننتظر من فتاة لاهم لها إلا رؤية المشاهد الخليعة والشاذة بكل أنواعها؟

ماذا سيكون سلوك هذه الفتاة في مدرستها أو في جامعتها أو في حيها ومدينتها أو حتى في منزلها بين أفراد أسرتها؟

كيف ستتخلص تلك الفتاة من آثار تلك المشاهد المخزية في ذاكرتها؟

كيف تعبد ربها وتحافظ على فرائض دينها؟

كيف تكون فتاة طبيعية وقد تعودت على رؤية الشذوذ في أبشع صوره؟

يا فتاة، إن مغريات الحياة كثيرة وفتنها عظيمة ولكن كم هي الحياة؟ قولي لي بربك: كم تؤملين البقاء في هذه الدنيا؟ ستون عاما؟ سبعون.. ثمانون.. تسعون.. مائة.. ثم ماذا؟ {‏كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَاِنَّمَا تُوَفَّوْنَ اُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَاُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا اِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ‏} [آل عمران:185]‏

والإنسان يا فتاة يموت على ما عاش عليه فإذا أمضى حياته في الطاعة والعبادة والعفة والاستقامة مات على ذلك وإذا قضى ساعات عمره في اللهو واللعب والبطالة والتلصص على مواقع الفسق والفجور والعري والمجون مات على معصية الله عز وجل والبعد عنه..

فلا تجعلي قلبك أختاه مقرا للفتن والشهوات لأن القلب يحيا ويمرض ويموت ويصح ويسقم كالبدن تماما وحياة القلب بعبادة الله وذكره وشكره وموت القلب بالغفلة وكثرة المعاصي قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموت والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه».

لذة وهمية
واعلمي يافتاة أن هذه اللذة التي تجدها عاشقة الإنترنت في مشاهدة المناظر القبيحة والأفعال المخزية لذة وهمية لأنها ستعقب الحسرة والندم والأمور بعواقبها كما قال الشاعر:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لامرحبا بسرور من بعده نار

ثم إن هذه المشاهد تضعف من سيطرة الفتاة على مشاعرها وغرائزها فيحسن لها الشيطان بعد ذلك ممارسة الرذيلة فتسقط مع الساقطات وتلوث عرضها وتفضح نفسها وتكون عارا على أهلها وعشيرتها.

وهب أن هذه الفتاة نجت من عقاب الدنيا فكيف ستنجو من عقاب الآخرة وكيف ستجيب على أسئلة من لا تخفى عليه خافية؟

يافتاة أين حفظ الرأس وما وعى؟ أين أحفظ الجوارح؟ أين ذكر الموت والبلى؟

يافتاة، ألا تعلمين أن أهل النار من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون وأن أهل الجنة من كل ألف واحد فقط؟ فأين مكانك من هؤلاء؟

يافتاة، إن الدنيا ساعة فاجعليها طاعة. قال أحد السلف: "صم الدنيا واجعل فطرك الجنة".

فالجنة يافتاة عظيمة فيها لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة ينادى مناد: "إن لكم أن تحيوا فلا تموتون أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا"».

حياة دائمة وصحة دائمة وشباب دائم ونعيم دائم هذا هو الفوز الأبدي واللذة الحقيقية التي لاتعقبها حسرة ولا ندم.
فمن باع ذلك بصورة عارية أو منظر خليع فهو المغبون حقا وهو الخاسر الضائع الذي لا أخسر منه ولا أضيع.

وأخيرا
أنصحك بالزواج المبكر فهو من أكبر أسباب العفة والاستقامة فلا تترددي في الزواج ممن ترضين دينه وخلقه ليعين أحدكما الآخر على طاعة الله ويعف كل منكما زوجه عن محارمه.

وفقني الله وإياك إلى مافيه رضاه وجنبنا وإياك سخطه وعقابه.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه:خالد أبو صالح

حفيدة الاشراف حفيدة الاشراف 762693_5.gif سوبر فتكات Fatakat 762693 عش الزوجيه – ام الدنيا

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.