يعتبر "فقر الدم" من أخطر الأمراض التى تواجه الإنسان، وقد تسبب وفاته، وهو نقص فى نسبة الهيموجلوبين وعدد "كرات الدم الحمراء" السليمة المسئولة عن نقل الأكسجين لكافة أنحاء الجسم، وتتراوح شدته بين البسيط والمتوسط والشديد.
ويقول الدكتور محمد فتحى عمر استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى، تختلف العوامل المسببة لفقر الدم باختلاف نمطه، ويوجد نوعان من الأنيميا، الأول وراثى ينتج من عيوب خلقية فى الجينات المسئولة عن تصنيع سلاسل الهيموجلوبين الأربعة، مثل (الثلاسيميا)، (أنيميا الخلايا المنجلية)، أو عيوب فى شكل كرات الدم الحمراء (الكردية)، أو بسبب تكسير خلايا الدم الحمراء المرافق لبعض إضرابات الدم أشهرها (أنيميا الفول)، أو من فشل فى خلايا النخاع الأم المنتجة لكرات الدم الحمراء، والنوع الثانى مكتسب يظهر لسوء التغذية أو نقص فيتامين (12 (B، أو نقص حمض الفوليك أو البروتينات، أو أمراض نقص المناعة الذاتية، فقد تؤدى لنوع نادر وخطير من فقر الدم، أو من نقص الحديد لفقدان كميات كبيرة من الدم نتيجة النزيف الشديد فى فترة الحيض أو الاستخدام المتكرر للمسكنات كـ"الأسبرين" أو وجود تقرحات أو خلايا سرطانية أو أورام فى جزء معين بالجهاز الهضمى أومن خلال البواسير، أو أنيميا الأمراض المزمنة (ACD) مثل السرطان أو الإيدز أو التهاب المفاصل الروماتويدى أو اختلال وظائف الكبد أو الكلى أو أى أمراض مزمنة أخرى تؤدى لانخفاض تصنيع كرات الدم الحمراء.
ويشير الدكتور عمر ، إلى أن أعراض الأنيميا تختلف حسب درجة انخفاض الهيتوكريت (HCT) والهيموجلوبين (وهى النسبة المئوية لكرات الدم الحمراء)، لكن الأعراض المتعارف عليها هى الإعياء العام والإرهاق، أو شحوب الوجه والجلد، أو تسارع وعدم انتظام ضربات القلب، أو ضيق التنفس والدوخة، أو إحساس ببرودة فى الأطراف، أو تورم فى الأرجل، أو ألم فى الصدر وجلطة فى القلب وخاصة عند كبار السن، أو اختلال وظائف الكلى.
ويرتكز الطبيب فى تشخيصه للأنيميا على عدة فحوصات للتأكد من نسبة الهيموجلوبين والهيتوكريت فى الدم منها إجراء (دراسة حديد)، أو الفحص السريرى ويتضمن فحص نبضات القلب والتنفس وحجم الكبد والمرارة، وذلك باستخدام الموجات فوق الصوتية، وقد يوصى بفحوصات إضافية حال وجود تقرحات أو أورام تسبب فقر الدم.
وتعتمد الوقاية من مرض الأنيميا على اتباع نظام غذائى غنى بالحديد وحمض الفوليك وفيتامين (ج) وفيتامين (12B) والمتواجدين فى (اللحوم والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان ومنتجات الصويا والحمضيات).
وحيث إن أخطر أنواع الأنيميا هى "الوراثية" يفضل عدم زواج الأقارب وخاصة المصابين، أو عمل فحص "فصل كهربى" أو عمل اختبار جينى لهم لمعرفة تركيب الهيموجلوبين، حتى الجنين يمكننا من خلال الفحوصات معرفة احتمالية إصابته بالأنيميا.
ويؤكد دكتور عمر، أن "الثلاسيميا"، والمعروفه بـ"أنيميا البحر المتوسط" من النوع (Beta) أكثر أنواع الأنيميا الوراثية انتشارا فى مصر، وتحدث نتيجة قصور فى تصنيع سلاسل الهيموجلوبين فى الدم، بسبب خلل وراثى فى أحد زوجى الجينات المسئولة عن تصنيع سلاسل "Beta"، وتكون نسبة الأنيميا بسيطة، أو من خلال خلل فى زوجى الجينات وينتج أنيميا شديدة، وأعراضها تكمن فى قصور النمو الجسدى وتضخم عظام الوجه وصفراء الدم، إلى جانب أعراض الأنيميا السالف ذكرها، وهناك "ثلاسيميا" أخرى من نوع "alfa" أكثر شيوعا فى جنوب شرق أسيا.
ويوضح دكتور عمر، ان مريض "الثلاسيميا" يحتاج فى علاجه لنقل دم متكرر أكثر من مره شهريا طوال العمر، ويحذر من خطورة هذه العملية التى قد تنقل الفيروسات للمريض فيصاب بأمراض أخرى كتليف الكبد والإيدز، وتستخدم بعض العقاقير مثل الـ"deferoxamine"، و"ديسفرال" تؤخذ بمضخة تحت الجلد لتساعد فى طرد الحديد المتراكم والفائض عن الجسم فى البول عن طريق الكلى، ويحذر أيضا من تناول المريض لأقراص الحديد.
kih2016 kih2016 168971_1.gif فتكات هايلة Fatakat 168971 القاهرة – مصر