هناك نظرية تقول ان "الأجسام تتمدد في الحر وتتقلص في البرد" وهذا ينطبق على الأجسام بشكل عام وعلى الانسان أيضا.
ومن علامات التمدد في جسم الانسان هو الارتخاء العام الناجم عن حرارة الصيف، بينما في الشتاء يجد الانسان نفسه متصلبا بعض الشيء ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تصلب الأطراف في البرد.
العالم العربي يقترب من حر الصيف وأشعة الشمس اللاهبة في الوقت الذي يقترب فيه النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بما فيها البرازيل، من فصل الشتاء.
لكن سيدتي حرصت على تبيان بعض الحقائق عن تأثير الصيف على النساء الحوامل فوجدت من خلال مقابلة مع طبيب برازيلي مختص بأمراض النساء والولادة بأن نسبة المواليد الذين يولدون قبل اتمام الشهر التاسع من الولادة أكبر في الصيف بسبب الحرارة المرتفعة،
فكيف ذلك؟
الحرارة وارتخاء محيط الرحم:
قال الدكتور هوغو مينيرو (42 عاما) الذي يعمل مديرا لقسم الولادة في مشفى "كاتارينا" في مدينة ساو باولو بأن الحرارة المرتفعة تؤثر على الانسان، وبخاصة النساء الحوامل.
وأضاف ان المرأة الحامل تشعر بالوهن والضعف أكثر خلال فصل الصيف لأن الجنين يأخذ كمية لابأس بها من الاوكسجين الذي تتنفسه الحامل.
ومما هو معروف بأن ضيق التنفس يؤدي الى الشعور بالوهن العام والحاجة الى كمية أكبر من الاوكسجين. وأوضح أيضا انه بسبب قلة الأمطار والرطوبة في فصل الصيف فان آثار تلوث البيئة تكون أشد وهذا بدوره يؤدي الى ضيق في التنفس.
الصيف والولادات المبكرة:
أضاف الدكتور هوغو بأن هناك دراسات طبية تؤكد بأن نسبة الولادات المبكرة في الصيف هي أعلى منها في الشتاء، وذلك بسبب ارتخاء جدار الرحم والعضلات الأخرى الموجودة في المنطقة التناسلية للمرأة.
واوضح بأنه على الرغم من أن حرارة الجسم الداخلية تتراوح مابين 37 و 38 درجة مئوية في جميع فصول السنه فان حرارة الصيف تتدخل في الأجزاء الصلبة من الجسم فتسبب ارتخاءها من دون أن يؤثر ذلك على حرارة الجسم الداخلية.
وأوضح الطبيب البرازيلي بأن الارتخاء الناجم عن حرارة الصيف ينتقل الى الرحم وكل المنطقة التي تدخل ضمن اطار مايسمى بـ "آلية الولادة" ويؤدي هذا الارتخاء الى ولادات مبكرة قبل أوانها. وقال ان الولادة ربما تكون عادية اذا كان الجنين سليما، غير أن دراسات طبية عالمية أخرى تؤكد بأن الأطفال الذين يولدون قبل اتمام خمسة وعشرين أسبوعا في رحم المرأة يكونون عادة عرضة لمخاطر ومشاكل في التنفس اذا كانت الولادة المبكرة قد حدثت في فصل الصيف.
وعلى رأس هذه المخاطر الربو.
ماذا تفعل الحامل لتجنب آثار الحر الشديد؟
أوضح الطبيب هوغو بأن السؤال قد يبدو بسيطا للبعض، لكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك. لاأحد يستطيع التحكم بالولادات المبكرة، أي من غير الممكن تأجيل الولادة اذا ظهرت العلامات الواضحة للوضع.
ولكن صدق من قال بأن الوقاية خير من العلاج.
ففي فصل الصيف يجب على المرأة الحامل أن توجد بيئة رطبة ومنعشة للتخفيف من حدة الحر الشديد.
فأثناء النوم يمكن أن تبلل المرأة الحامل منشفة كبيرة بالمياه وتضعها في غرفة النوم لمنح بعض الرطوبة.
وقال أيضا ان هناك اجهزة خاصة تصدر بخار الماء يمكن استخدامها أيضا لتجنب الحر الشديد أثناء النوم.
ويمكن أيضا استخدام المراوح السقفية بالتزامن مع المنشفة المبللة.
لكن الطبيب نصح بالابتعاد عن التكييف البارد بشكل قاطع لأن له آثار أخرى غير حميدة على المرأة وعلى الجنين.
وأضاف هوغو انه أمام هذه الحقائق يجب أن تضع المرأة الحامل نصب عينيها امكانية حدوث ولادة مبكرة وتكون مستعدة لذلك نفسيا.
فقد لايكون السبب عضويا بل ناجما عن الحرارة الشديدة.
وبعد حدوث الولادة المبكرة يجب أن تتضاعف الجهود للاعتناء بالمولود ومراقبة مجرى تنفسه على وجه الخصوص في ضوء وجود حرارة شديدة في فصل الصيف.
سوسو المحلاوى سوسو المحلاوى 480717_5.gif فتكات هايلة Fatakat 480717 الاسكندرية – مصر