يارب تكونو بخير حال دايما
الموضوع ومافيه كنت بتصفح على موقع اسلام ويب وبصراحه من اجمل المواقع الاسلاميه
فقرات موضوع شدنى اوى عن عدم الثقه بالنفس والنسيان والقلق والحزن
فحبيت انقله لكم لتستفيدو منه كما استفدت بس يارب متزهقوش عشان هو طويل شويه بس بامانه
هيفيدك جدا
اسبكم مع السوال والاجابه
السؤال
————
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة كنت أعاني من أعراض عديدة، ولم أكن أربط بينها سوى أني كنت أعتقد أنني متذمرة وغير محظوظة، أعاني من ضيق وملل وعدم الرغبة في فعل أي شيء، وخمول وكسل، ويأتي هذا الأمر على فترات لدرجة أني في الفترة التي أكون فيها عادية أقول لنفسي أنا الآن سعيدة، ولكن – يا ترى – متى سأعود إلى حالتي تلك؟
المهم أن هذا الأمر كان محتملاً إلى أن تزوجت، هنا ازداد الأمر سوءاً، خاصة بعد الإنجاب، مرت علي فترة أصبحت أتذكر الموت كثيراً، وأفكر في عدم جدوى الحياة، ولماذا نعيش ما دمنا سنموت؟ وأفكار غريبة جداً، الآن حالة الملل والضيق والاكتئاب مستمرة معي دائماً، أتضايق من زوجي، وليس لي رغبة أبداً في العلاقة الحميمة، أمل بسرعة من أي شيء، ليس لي رغبة في الاختلاط بالناس، أي تصرف من قبل أي شخص أفسره ألف تفسير وتفسير، وأجد نفسي أسيء الظن، وأحلل الأمور أكثر من اللازم، أصبحت آكل كثيراً، وازداد وزني بصورة ملحوظة، وهذا الأمر منذ زمن وليس في هذه الفترة فقط، تقريباً منذ كنت في سن السادسة عشرة، لكنه ازداد الآن.
أيضاً أعاني من النسيان وعدم التركيز بصورة غريبة، نادراً ما أتذكر مكان شيء وضعته فيه أو شيئاً على النار، لا أتذكر ما قلته بالضبط قبل دقائق، إذا دخلت في نقاش مع أحد على سبيل المثال.. أحس دائماً أني قلقة ومتوترة.. عانيت أيضاً في فترة ما بعد الولادة من نوع من الوساوس أنني قد أؤذي طفلي بدون قصد، قد أوقعه مثلاً أو أسقط عليه شيئاً ساخناً، وأظل أفكر في هذا الأمر كثيراً، هناك أمر أيضاً هو عدم ثقتي بنفسي أبداً، وتذبذبي في قراراتي، لا أثق في قرار قررته أبداً.. ودائماً أجد نفسي لا أستطيع أن أتصرف في المواقف البسيطة.. أتصرف بغباء أحياناً، وببطء شديد أحياناً أخرى.
والأمر الأغرب هو معرفتي بأهمية اللجوء إلى الله، ولكن أجدني أتكاسل عن العبادات وعن الصلاة وقراءة القرآن، أسمع الكثير من المحاضرات الدينية، ولكن لا تؤثر في تحفيز النشاط عندي!
فهل هذا هو الاكتئاب المرضي؟.. أم في رأيكم هو شيء أبسط من هذا.. الأمر قديم ولكني أهملته سنين، وأخاف أن يكون الأوان قد فات، وأخاف جداً أن يؤثر هذا الأمر على حياتي الزوجية وعلى طفلي، فهو ما زال رضيعاً، وأنا أعلم أن اكتئاب الأم وبكاءها الكثير يؤثر على طفلها، أحس أن هناك تفاصيل أكثر قد تكون فاتت علي، لكن أتمنى أن يكون هذا كافياً لفهم حالتي.
جزاكم الله كل الخير.
الاجابه
——–
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبيـــر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الحالة التي أشرت إليها يمكن تلخيص أعراضها من خلال كلماتك بالآتي:
1- الشعور بالملل.
2- الشعور بالخمول والكسل.
3- الإحساس بأنك قد تكونين سعيدة في بعض الأوقات، ولكنك تخشين من ورود حالة الحزن والهم عليك من جديد، فتحزني من أجل ذلك، مع أنك في حالة عادية وهدوء نفس.
4- تذكر الموت بصورة تجعلك تشعرين بأن لا جدوى في هذه الحياة، وكأنك تقولين: لماذا نعيش ما دمنا سنموت كما جاء في عبارتك.
5- الشعور بعدم السعادة والضيق من الحياة والتبرم منها حتى في العلاقة الزوجية، فلربما شعرت أنك لا حاجة لك بأن تكوني بالقرب من زوجك أو أن تعامليه معاملة الأزواج بعض الأحيان.
6- عدم الرغبة في الاختلاط بالناس.
7- التدقيق الشديد في تصرفات الناس وفي كلامهم، وحمل ألفاظهم وأعمالهم على احتمالات كثيرة، وشغل التفكير بذلك.
8- الميل الزائد إلى الأكل، وازدياد الوزن من أجل ذلك.
9- النسيان وضعف التركيز.
10- حصول وساوس تتعلق بالخوف من أن تؤذي ولدك، أو أن تضريه عن قصد.
11- ضعف الثقة في النفس.
فهذه مجمل الأعراض التي أشرت إليها، وجميع ما ذكرته من الأعراض راجع على وجه العموم إلى هذه النقاط، ويتلخص ويتحصل مما ذكرته أنك تعانين في الأصل من حالة من القلق ومن الهم والحزن ومن ضعف الثقة في النفس، ومن الوساوس أيضاً، فهذه الأمور الأربعة هي أصول هذه الأعراض التي تحصل لك، ويمكن رد جميع هذه الأربعة إلى أمر واحد ألا وهو القلق، فأنت بحسب طبيعة تفكيرك وطبيعة تناولك للأمور لديك استجابة قلقية؛ أي أنك تميلين إلى التدقيق في عامة الأمور صغيرها وكبيرها، بحيث لا تمر كلمة من بعض الناس هكذا إلا وتحسبين حسابها وتنظرين في مقاصدها وماذا أراد بها صاحبها، وربما شققت الاحتمالات الكثيرة على هذا التصرف أو تلك الكلمة، وهذا أنتج لديك شيئاً من الهم وشيئاً من الحزن؛ لأن كثرة التفكير القلقي يؤدي لا محالة إلى هذا النوع من الكآبة.
ثم بعد ذلك حصل لك زيادة وإمعان في التفكير على هذا النحو غير السليم، حتى صار لديك شيء من الوساوس التي ألقاها الشيطان في نفسك لما عرفه من طبيعة تفكيرك بأنك تبالغين وتمعنين في التفكير بأمور غير محتملة بل قد تكون واردة، فحصل لك بعد ذلك الشعور بالوسوسة حتى خرجت إلى حد الوسوسة بأنك قد تؤذين طفلك بالقتل أو بالأذية ونحو ذلك مما يجعلك تخافين وتتساءلين في نفسك هل سيقع ذلك مني أم لا.
إذن فهذا الهم والحزن وهذه الوساوس مرجعها إلى القلق، بل إن ضعف الثقة في نفسك كذلك مرجعه إلى حالة قلقية لديك، فأنت تشعرين بالقلق عند اتخاذ أي قرار هل أنت مصيبة في هذا القرار أم لا، حتى لو كان أمراً يسيراً يتعلق بشراء جهاز للبيت أو شراء بعض الأمور التي اعتاد الناس شراءها والتي لا يتوقفون كثيراً عند شرائها، فلربما قلقت لأجل ذلك خوفاً من أن يكون قرارك غير صائب.. إذن تلخص من ذلك أن طبيعة التفكير التي لديك هي السبب في كل ما تعانينه، فهذا القلق هو أصل هذه الأعراض جميعها؛ ولذلك فلابد أن يكون علاجك لهذا الأمر مركزاً أصلاً على علاج القلق، وإن كان سيتناول هذه الأعراض جميعها بإذن الله عز وجل، فإليك هذه الخطوات السهلة الميسورة التي ستعينك على الخروج من هذه الحالة بإذن الله عز وجل:
1- أنت قد ذكرت أنك تدركين عظمة اللجوء إلى الله تعالى، وتدركين أهمية علاقتك بربك لتكوني سعيدة في الدنيا والآخرة، وهذا العلم وهذه المعرفة التي لديك هي من الأسباب العظيمة التي ستعينك بإذن الله على الخروج من هذه الحالة، فلم يبق إلا أن تزيني هذه المعرفة وأن تحليها بالعمل الصالح، فأنت الآن مطالبة بأمرين اثنين: مطالبة بأن تحسني التوكل على الله والاعتماد عليه واللجوء إليه لجوءً كلجوء المضطر الغريق الذي يعلم ألا نجاة له إلا بربه، ومطالبة أيضاً بأن تكملي ذلك بالعمل الصالح، فتجمعي بين العبادة وبين التوكل كما جمعهم الله تعالى في قوله: (( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))[هود:123]. وكما جمعها جل وعلا في أعظم سورة في القرآن بقوله: (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))[الفاتحة:5].. فالمطلوب الآن الاهتمام بهذه الصلوات والرعاية الكاملة لهذه الفرائض، فاجعلي لصلاتك الحظ الأوفر من اهتمامك ومن شعورك لتجعلي من نفسك امرأة خاشعة منكسرة لربها العظيم، لاجئة إليه في جميع أحوالها، وتذكري كم من محنة قد نجاك منها، وكم من نعمة قد حباك بها، فأنت الآن بكرم من الله وفضل تعيشين صاحبة زوج وصاحبة ذرية وصاحبة استقرار، وكم من امرأة قد حرمت كل هذه النعم.
وكذلك أنت مؤمنة وتعيشين بين قوم قد ضاعوا وأضلوا عن دينهم الحق؛ فهم يعبدون الصليب، وأنت تعبدين الله جل وعلا، فانظري إلى هداية الله إياك كيف وفقك لأن تكوني امرأة مسلمة قد ولدتِّ بين أبوين مسلمين دون جهد ودون عناء.. وانظري كذلك فيما آتاك الله من قدرات ومن نعم لينطلق لسانك بحمده وشكره والثناء عليه جل وعلا.. إذن فلابد أن تحسني علاقتك بربك وأن تتوكلي عليه لتخرجي من حال الهم وحال الحزن وحال القلق، فإن القلق مادة تجعل النفس مضطربة وحركة تجعل النفس خائفة قلقة موسوسة مهمومة محزونة، فإذا أردت الأمان فقد قال الله تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ))[الأنعام:82].
وإن أردت انشراح الصدر فقد قال الله تعالى: (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:96-99].. فأوله هذا الأمر عنايتك واهتمامك.
2- الحرص على معرفة كيفية علاج هذه الخواطر وهذه الأفكار، فإن الذي لديك أفكار سلبية وأفكار تعود إلى طريقتك في التفكير قد تعودت عليها، فلابد من أن تحاربي هذه الأفكار وأن تضاديها، فكلما شعرت بوارد من الوساوس أو وارد من الهم أو هذه الفكرة التي تأتيك وأنت مرتاحة مسرورة بأنك سوف تحزنين وسوف تعودين لحالتك الماضية من الحزن والهم فاطردي عنك هذه الأفكار واجعلي سبب دفعها أربعة أمور:
الأول: الاستعاذة بالله منها ومن الذي وسوس بها وهو الشيطان الرجيم.
والثاني: قطعها وعدم الاسترسال فيها.
والثالث: الانشغال عنها بالأعمال الصالحة، فإذا شعرت بورودها على نفسك فتشاغلي عنها بذكر الله، تشاغلي عنها بالصلاة، تشاغلي عنها بأي عمل نافع مثمر.
والرابع: أن تدركي خطورة هذه الأفكار وشدة تأثيرها على نفسك، وكيف أنها تترك أثراً سلبيّاً عليك وعلى حياتك مع طفلتك ومع زوجك بل ومع ربك أيضّاً، فتأملي كيف وصل بك الحال أن تتضجري وتتمللي من مخالطة زوجك أو من المعاملة العادية مع الناس، فلابد أن تنتبهي إلى هذه الخطواطر.
3- خذي نفسك بالهدوء وجمميها وعامليها برفق ولطف، فهنالك الرياضة اللطيفة كرياضة المشي والتي لابد أن تبتدئيها بنظام يومي، وهنالك تناول الطيبات باعتدال واقتصاد، وهنالك لبس الملابس التي تبهج النفس، وهنالك استعمال الطيب الذي يشرح النفس، وكل ذلك في المواطن التي تُشرع بعيداً عن الرجال الأجانب.. والمقصود من هذه الخطوة إجمام نفسك وتهيئة الأسباب المادية التي تجعلها أكثر انشراحاً وأكثر فرحاً وسروراً وإبعاداً للهم، وهذا قد أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع من كلامه الشريف.
4- لابد أيضاً من الانتصار على هذه الرغبة الزائدة في تناول الأكل، لئلا يصل بك الحال إلى الإفراط في زيادة الوزن فتتأثر نفسك كثيراً بهذا عندما ترين منظرك قد تحول من منظر الحسن إلى منظر غير مرغوب، لاسيما وأنت زوجة لك زوج يميل ويرغب، وأن تدركي هذا الميل وهذه الرغبات، فلابد من أن تتعاملي بنظام غذائي يعينك على التخفيف من وزنك، فكما أشرنا إلى الرياضة فكذلك هنالك النظام الغذائي والذي يمكن أن تستعيني به بطبيبة مختصة لتجعل لك نظاماً غذائيا يعينك على التخفيف من وزنك، فإن هذا سيعينك كثيراً على التخلص من كثير من الهم والحزن، بل ربما أعانك أيضاً على استعادة ثقتك في نفسك مع النظر إلى الخطوة الخامسة:
5- لابد أن تكوني حريصة على النظر إلى قدراتك التي حباك الله تعالى بها، فأنت بكرم من الله وفضل لك زوج ولك ذرية ولك بيت ولك قدرات حتى من القدرات الكتابية، فتأملي كيف أنك شرحت في هذه الرسالة طبيعة مشكلتك وطبيعة معاناتك وطبيعة الأفكار التي تعانين منها.. إذن فأنت صاحبة قدرات؛ فعليك بالنظر والاعتدال في نظرتك فلا ترفعي نفسك رفعة تصلين بها إلى الغرور ولا تحطيها حطة تصلين بها إلى ضعف الثقة بالنفس، ولكن توسطي بين هذا وذاك، وعودي نفسك على اتخاذ القرار وإنجازه، وعلى عدم التردد في الأمور العادية، وإنما يكون التفكير العميق في الأمور التي تقتضي هذا التفكير، فأنزلي الأمور منازلها.
6- لابد لك من الحرص على صحبة صالحة من الأخوات الصالحات، فهذه الصحبة ستعينك على كسب القدرات الاجتماعية، وعلى كسر الملل، وعلى تجاوز هذه السآمة، مع ما لك معهنَّ من المخالطة والمؤانسة، فاحرصي على الصحبة الصالحة؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود في السنن.
7- لابد لك أيضاً من نشاط تملئين به وقتك، فإن العمل المثمر المنتج يشعرك بالثقة في نفسك ويزيل عنك السآمة، فنوعي في الأنشطة؛ فهنالك التحصيل العلمي والشرعي، وهنالك التحصيل الدعوي بين الأخوات والأسر الصالحة، وهنالك أيضاً النزهة البريئة، وهنالك المعاملة اللطيفة والحفلة التي تبهج النفس مع الزوج والذرية.. إذن فنوعي الأساليب وجممي نفسك وخذي بنشاط يجعلك تشعرين بملء الأوقات واستثمارها، فهذا كله سيعينك على الخروج مما تعانينه.
ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، ونود أن تعيدي الكتابة إلى الشبكة الإسلامية بعد ثلاثة أسابيع لمتابعة حالتك مع التكرم بالإشارة إلى رقم هذه الاستشارة.
وبالله التوفيق.
انتهت إجابة الشيخ أحمد الهنداوي
——————————————————-
بداية إجابة الدكتور محمد عبد العليم:
رسالتك مفصلة وواضحة جدّاً، وعلى ضوئها نحاول أن نسدي لك النصيحة المطلوبة، فأنت من الواضح جدّاً أن لديك بعض الأعراض الاكتئابية ولكن لا أرى أنها نوع من الاكتئاب العميق والمطبق، إنما قد يكون درجة متوسطة من الاكتئاب، وبالطبع يوجد لديك أيضاً بعض أعراض القلق، وهنالك أعراض وسواسية واضحة، وبالطبع لديك ربما ما نسميه بدرجة بسيطة من البوليميا، وهي الرغبة الزائدة في الطعام، فربما تفسر على هذا النطاق، وإن كان بعض حالات الاكتئاب – 5 إلى 10% من حالات الاكتئاب – قد تؤدي إلى زيادة في تناول الطعام وإلى زيادة في الوزن، وعموماً هذه الاحتمالات كلها موجودة وخط العلاج حقيقة هو واحد.
أنت لا دراية لك كاملة، ومعرفة كاملة أن الاكتئاب يعالج في الأساس بأن نغير من أفكارنا حول أنفسنا، ومن حولنا، والماضي والحاضر والمستقبل، هذا أمر ضروري جدّاً، فأرجو أن تنظري في حياتك، وسوف تجدين أن هنالك أشياء إيجابية وعظيمة وكبيرة جدّاً فيها، فأنت الحمد لله قد كوّنت أسرة وقد رزقك الله تعالى بالذرية، كم من الناس من هم محرمون من هذا الأمر، يجب ألا نأخذ هذه الأمور من المسلمات، فهذه أمور عظيمة يجب أن نتذكرها، ويجب أن نعيشها ويجب أن نحمد الله تعالى عليها، ويجب أن تكون دافعاً لنا بأن نصرف أي نوع من الكآبة أو عسر المزاج، فأرجو أن تتمعني في هذه الرسالة التي سطرتها بيدك، وبعد ذلك تتدارسين الأفكار التي وردت فيها.
وأرجوك أن تتدارسي كل فكرة بتركيز ثم بعد ذلك اجلبي لنفسك الفكرة المضادة أو الفعل المضاد، فرسالتك حملت الكثير من الأفكار المعرفية السلبية الناتجة من الاكتئاب، فأرجو أن تركزي على ما يقابلها من أفكار مضادة إيجابية، والحق عز وجل خلق العالم بثنائية عجيبة، الخير موجود وكذلك الشر، الليل والنهار، الشمس والقمر، وهذه الأفكار السلبية أيضاً يوجد ما يقابلها من أفكار إيجابية، فأرجو أن تتمعني في ذلك وتتأمليه.
اجلسي جلسة نفسية تحليلية معرفية مع نفسك يوميّاً لمدة لا تقل عن نصف ساعة، وهذا إن طبقته بالصورة المطلوبة سوف يفيدك كثيراً، حقري الأفكار الوسواسية التي يجب ألا تجد قيمة مطلقة في نفسك، وأرجو أن تكوني جيدة في إدارة وقتك؛ فأرجو أن تستثمري وقتك وتوزِّعيه بالصورة المفيدة والصورة التي تحسي فيها بفعاليتك، وهذه تعتبر طريقة فعّالة ومهمة جدّاً في علاج الاكتئاب وذلك حسب ما تدل الأبحاث الحديثة.
بالنسبة لأمر الصلاة لا أود أن أشعرك بالذنب ولكن أرجو ألا يكون الاكتئاب مدعاة لترك الصلاة، أبداً على العكس تماماً يجب ألا نترك للشيطان مدخلاً في هذا السياق، الحرص على الصلاة والدعاء هي أمور إن شاء الله من أكبر المفرجات للكرب، فأرجو أن تحرصي على هذا.. اقرئي القرآن ولو قليلاً، اقرئيه بتؤدة وبتمعن وسوف تجدي إن شاء الله أن الدنيا قد فرجت أمامك، هذه آلية من آليات العلاج المهمة جدّاً.
وبالنسبة لأعراض سوء التركيز كلها ناتجة من الحالة التي أنت تعيشينها، فأنت تعانين من حالة اكتئابية وإن شاء الله سوف تزول عنك.
نأتي بعد ذلك للعلاج الدوائي الذي لا شك أنك في حاجة له؛ لأن الأبحاث كلها تدل الآن أن الاكتئاب لديه أسس وركائز بيولوجية وهذه لابد أن تصحح والذي سيكون من أفضل الأدوية بالنسبة لك العقار الذي يعرف باسم (بروزاك) الذي دخل في الأسواق عام 1988م، وقد أثبت فعاليته وجدواه، خاصة في هذا النوع من الاكتئاب، فهذا النوع من الاكتئاب يستجيب بصورة جيدة جدّاً للبروزاك، فابدئي بجرعة 20 مليجراما (حبة واحدة) يوميّاً، فيمكنك أن تتناوليها في الصباح أو الظهر، ويفضل أن تتناوليها بعد الأكل وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى حبتين (40 مليجراما) في اليوم، ويجب أن تستمري عليها لمدة سبعة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تخفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.
هذا الدواء من الأدوية الفعالة جدّاً والباعث على النشاط وتحريك الطاقات وهزيمة الاكتئاب بإذن الله تعالى.
هنالك دراسات أيضاً من الدول الاسكندنافية تشير أن هذا النوع من الاكتئاب الذي فيه التكاسل والخمول وزيادة الشهية للأكل وعدم التركيز، هذا أيضاً يستجيب بصورة كبيرة للتعرض للضوء لمدة لا تقل عن أربع ساعات في اليوم، ووجد أن هذا يؤدي إلى استشعار وزيادة إفراز مادة تعرف باسم (مليتونن)، فكوني حريصة أن تعرضي نفسك للضوء وللشمس، فهي وسيلة علاجية طيبة وفعّالة.
أسأل الله لك الصحة والعافية وأن يجعل ابنك من الصالحين وأن يحفظه، وأرجو أن تكوني حريصة جدّاً في تطبيق الآليات العلاجية السابقة، وبإذن الله تعالى سوف تسعدي، وسوف ترتفع لديك الصحة النفسية للدرجة التي توصلك بإذن الله للاستمتاع بالحياة.
هند بنت عتبه هند بنت عتبه 760287_2.gif سوبر فتكات Fatakat 760287 فى بلد من بلاد الله – مصر