القلب أكبر المتضررين من نمط الحياة السريع والمتحضر
خبراء: أغلب مرضى البول السكري في العالم مصابون بالنوع الثاني منه وهو مرتبط بالبدانة ونقص الحركة والنشاط البدني.
العرب [نُشر في 23/12/2015، العدد: 9418، ص(17)]
الخلل في وظائف القلب أصبح يمس كل الأعمار
لندن – قال علماء إن الأشخاص المقبلين بالفعل على الإصابة بمرض البول السكري يمكنهم الحد بنسبة كبيرة من مخاطر التعرض للنوبات القلبية بإضافة عشرين دقيقة من المشي يوميا، لمدة عام.
ووجدت دراسة عالمية واسعة النطاق أجريت على أشخاص مصابين باختلال مستوى سكر الدم -وهو مقدمة للإصابة بالبول السكري- أن المشي ألفي خطوة أو أكثر يوميا لمدة عام يحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب الخطرة بنسبة ثمانية بالمئة.
ويعاني قرابة 344 مليون شخص في العالم من اختلال مستوى سكر الدم، وهو ما يعادل ثمانية بالمئة تقريبا من عدد البالغين في العالم، كما أنه من المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 472 مليونا بحلول عام 2030 مع زيادة السكان والعادات الغذائية غير الصحية التي تسهم في زيادة معدلات الإصابة بالبول السكري.
وقال توماس ياتس من جامعة ليستر البريطانية الذي قاد الدراسة: “أشارت دراسات كثيرة سابقة إلى أن التمارين البدنية مفيدة صحيا لمن يعانون من اختلال مستوى سكر الدم، لكن هذه هي أول دراسة تظهر إلى أي مدى يمكن لتغيير سلوك المشي أن يحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والوفيات الناتجة عن هذه الأمراض”.
واستخدم فريق الباحثين الذي قاده ياتس بيانات من تجربة غطت أكثر من 9300 بالغ في أربعين دولة يعانون من اختلال مستوى سكر الدم أو أمراض القلب أو على الأقل يواجهون خطر الإصابة بهذه الأمراض.
ووجد الباحثون أنه مقابل المشي ألفي خطوة يوميا قل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة عشرة بالمئة في حين قل خطر التعرض للأزمات والنوبات القلبية بنسبة ثمانية بالمئة.
وكانت مجموعة من الخبراء قد أقرت في وقت سابق أن العالم خسر المعركة ضد مرض البول السكري حيث قفز عدد المصابين بالمرض إلى مستوى قياسي بلغ 382 مليون مصاب هذا العام. وأكدوا أن الأغلبية الساحقة للمرضى مصابون بالنوع الثاني من البول السكري المرتبط بالسمنة ونقص الحركة، وتنتشر الإصابة مع اتباع المزيد من الناس في البلدان المتقدمة أنماط الحياة الغربية والحضرية، أي أن نشاطهم اليومي يعتمد على قلة ممارسة النشاط البدني حتى لو كان المشي العادي لا الرياضي.
والتقدير الأحدث من الاتحاد الدولي لمكافحة البول السكري يساوي معدل انتشار عالمي بنسبته 8.4 بالمئة من عدد البالغين في العالم ويزيد عن العدد المسجل في عام 2024 وهو 371 مليون مصاب، ويتنبأ الاتحاد بأن يقفز العدد بنسبة 55 بالمئة ليصل إلى 592 مليون مصاب بحلول عام 2035.
وقال الاتحاد في النسخة السادسة من أطلس البول السكري “معركة حماية الناس من الإصابة بمرض البول السكري ومضاعفاته المعوقة والمهددة للحياة تمنى بالفشل”، وأشار الاتحاد إلى أن الوفيات بسبب المرض تبلغ حاليا 5.1 مليون وفاة سنويا. وقال ديفيد ويتينغ المتخصص في الصحة العامة بالاتحاد: “يبدو أن الأرقام تزداد سوءا عاما تلو الآخر”. وخلص الاتحاد إلى أن مرض البول السكري يكبد العالم إنفاقا سنويا على الرعاية الصحية قيمته 548 مليار دولار، وأن هذا الرقم سيزيد على الأرجح إلى 637 مليار دلاور بحلول عام 2035. هذا ومن الجدير التوضيح بأن قلة الحركة وقلة ممارسة الرياضة، تتسبب في عدة أمراض مثل البول السكري وتزايد معدلات السكر بالدم وجميعها يمكن أن تكون قاتلة لأنها تؤثر مباشرة على سلامة أهم الأعضاء بالجسم وهي القلب والشرايين والدماغ، ومن المؤسف أن أغلب الدراسات أثبتت أن هذه الأمراض ناتجة بطريقة ما عن نمط الحياة المتبع في العالم اليوم.
وهو ما تدعمه نتائج دراسة أخرى أثبتت نتائجها أن الأطعمة السريعة وعدم الاهتمام بصحة الفم يزيدان من خطورة الإصابة بأمراض القلب، وثبوت هذا الارتباط بين عدم الاهتمام بصحة الفم والإصابة بأمراض القلب، يجب أن يجعل من تقليل السكريات، مثل التي تحتوي عليها الأطعمة السريعة، خاصة المشروبات الفوارة، هدفا مهما للسياسات الصحية.
ويقول الباحثون إن ضعف الاهتمام بصحة الفم والإفراط في استهلاك السكريات يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض اللثة حيث تتعرض العظام الداعمة حول الأسنان للتلف، ومن المعروف طبيا أن العدوى المزمنة الناتجة عن مرض اللثة يمكن أن ينتج عنها ارتشاح التهابي يؤدي إلى الإصابة بمرض القلب من خلال عملية يطلق عليها تصلب الشرايين .
وأوضح الدكتور أحمد راشد بقسم الصحة العامة والرعاية الأولية بجامعة كمبريدج في بريطانيا والذي شارك في إعداد البحث: "علاوة على النسب المرتفعة من الدهون والأملاح، غالبا ما تحتوي الأطعمة السريعة على كمية كبيرة من السكر، وتأثير ذلك على صحة الفم قد يتمثل في إصابة اللثة والأسنان وبالتالي فإن الأطعمة السريعة ترفع خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية". وأضاف الدكتور راشد أن تقليل استهلاك السكر وعلاج مشاكل الأسنان فور ظهورها يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب مع تقدم العمر.
ومن بين أحدث الدراسات حول نتائج أمراض القلب إن لم تكن قاتلة، نذكر دراسة أجريت بألمانيا تنظر في العلاقة بين سلامة القلب وسلامة العقل حيث تبين للباحثين أن النساء المسنات اللواتي تعانين من مرض القلب قد يزيد لديهن خطر الإصابة بالخرف.
وذكر موقع "هلث دي نيوز" العلمي الأميركي أن باحثين في جامعة فورتسبورغ الألمانية تابعوا قرابة 6500 امرأة في سن بين 65 و79 عاما، كن يتمتعن بصحة عقلية جيدة.
وظهر أن السيدات اللواتي تعانين من مرض في القلب كن أكثر عرضة للإصابة بتراجع عقلي مع الوقت بنسبة 29 بالمئة مقارنة بسليمات القلب، وتبين أيضا أن اللواتي خضعن لجراحة لإزالة جلطة من شريان الرقبة أو الشريان المحيطي، كن أكثر عرضة للتراجع العقلي.
المصدر:
https://alarab.co.uk/?id=11280&&sender=1
هبه ابو العسل هبه ابو العسل فتكات نشيطة Fatakat 1072753 عمان – عمان