التربية الخاصة هي مجموعة من الأساليب أو المناهج أو الوسائل لتحقيق أهداف خاصة لفئة معينة لها خصوصية، بناءً على تشخيص وقياس لحالة هذه الفئة من المجتمع. أما التربية الحركية فهي نظام تربوي يعتمد في الأساس على قدرات الأطفال النفسية والحركية والمعرفية والوجدانية، فهي الركيزة الأساسية والقاعدة التي تنبثق منها طاقات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم الأولى بالاهتمام والرعاية من قبل الأهل والمجتمع والدولة وعلى مختلف الأصعدة وبالأخص في الجانب الحركي.. وذلك لتأخر النضج لديهم وبطئه ولأسباب ثقافية واجتماعية تحد من حركتهم. لذا فإن التربية الحركية هي المتنفس الذي يساعد هؤلاء الأطفال على الخروج من عزلتهم ويعطيهم فرصة للتفاعل مع البيئة لخدمة أنفسهم وزرع الثقة بها والقدرة على الاعتماد على الذات ليكونوا أفراداً يخدمون أنفسهم أولاً ومن ثم مجتمعهم.
ومن المعروف أن الإعاقة تشمل البيئات التي يعيش فيها الفرد من جانب، والقدرات التي يملكها في الجانب الآخر، وتظهر الإعاقة العقلية عندما يكون هناك قصور محدد يؤثر على استجابة الفرد للمطالب البيئية. فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على أساس الحركة لا السكون وهناك دراسة تشير إلى أن في جسم الإنسان 65 بليون خلية و50% تقريباً من هذه الخلايا هي خلايا عضلية، وأن في جسم الإنسان 600 عضلة منها حوالي 434 عضلة هيكلية، وهذا يؤكد أهمية الحركة بالنسبة للإنسان وجسمه.
ومن هنا فإن الإنسان يقوم بالعديد من الأنشطة في غضون تفاعله مع البيئة؛ فهو يحس ويتصور ويفكر ويلعب ويتعلم ويعبر عن مشاعره وأفكاره باللغة والحركة والسكون. ويميل إلى تكرار السلوك الذي يعود علية بنتائج إيجابية والإحجام عن السلوكيات التي تعود عليه بنتائج سلبية.
وإذا ما نظرنا إلى مفهوم الحركةن فهي تعني النشاط والشكل الأساسي للحياة، وهي في مضمونها استجابة بدنية وانعكاس للنواحي العقلية والنفسية وتعبير عن شخصية الفرد.
وإقرارا بدور الحركة كواقع فهي مفهوم للتربية الحركية يمثل «منحنىً تربوياً يهدف إلى تعليم الطفل الحركة والتعلم من خلالها»، وتعد الركيزة الأساسية والقاعدة التي تخرج منها طاقات الأطفال وبخاصة الأطفال ذوي الإعاقات العقلية لخصوصية النمو والنضج ومشكلات اجتماعية تجعل من التربية الحركية المتنفس لهم.. وتعتبر شرطاً في تقويم الخلل في عمليات نموهم على أن تكون مبكرة ليس في السن فقط، بل وفور وقوع العجز واكتشافه.
وتهدف التربية الحركية التي تشمل الألعاب الفردية والجماعية والقصص الحركية والألعاب الصغيرة وغيرها، إلى تحويل الطفل المعاق إلى طفل مقبول اجتماعياً بصورة جيدة، فالتربية الحركية لها أغراض كثيرة، نذكر أبرزها:
– تمكين الطفل المعاق من الممارسة الإيجابية والمشاركة الفعالة مع أقرانه الأسوياء في مواقف اللعب المتعددة.
– تزويد الطفل المعاق بالعديد من الحركات الأساسية المفيدة في حياته والتي تكسبه الثقة بالنفس من خلال خبرات النجاح.
– زيادة الكفاية البدنية والحركية للطفل المعاق وتمكينه من السيطرة على جسمه وحركاته المختلفة.
– رفع مستوى اللياقة البدنية وتمكينه من قضاء حاجياته بنفسه.
– تقويم العيوب والانحرافات المختلفة بدنيا ونفسيا واجتماعيا، مما يزيد الوعي بالقيم الجمالية وحب الحياة.
وهذا كله يؤدي إلى خبرات حركية تساعدهم على الحياة بطريقة أسلم وبرشاقة أكبر، مما يؤدي إلى تقليص الفجوة بينهم وبين الأطفال الأسوياء من أقرانهم. ولطبيعة هذه الفئة وخصوصيتها وحتى نتمكن من تحقيق أهداف التربية الحركية معهم، فإنه يجب أن نراعي مجموعة من الأسس العملية خلال عملية التعليم وهي كالآتي:
– مراعاة الفروق الفردية، وذلك عن طريق تعدد الأنشطة التي تتماشى مع نوع الإعاقة واستخدام الطريقة الجزئية في عمليات التعلم والتعليم.
– الاستعانة بوسائل تعليمية متعددة الأشكال والألوان لتحفيز الأطفال المعاقين على الممارسة.
– اختصار الشرح اللفظي وأن يكون بطيئا والابتعاد عن المصطلحات الفنية التقليدية في النداء مع استخدام الإشارات.
– التكرار: حيث يلزم زيادة التكرار في الشرح أثناء عملية التعليم مع كثرة المراجعة للمهارات السابقة.
– تجنب أي نوع من أنواع العقاب والتركيز على التكرار والمديح والتعزيز بصورة مستمرة.
وبناء على ما سلف وبعدما تطورت النظرة الاجتماعية القديمة من مرحلة الإبعاد والعزل داخل البيت وضمن مؤسسات تقتصر الخدمات فيها على إشباع الحاجات الأولية، فإنه يجب توخي الاتجاه الحديث وتبني فلسفات جديدة أساسها الاندماج الاجتماعي، والاتجاه بهؤلاء الأطفال نحو الحياة الطبيعية الآمنة وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في الأنشطة اليومية بأقل قدر ممكن من القيود النفسية والاجتماعية وإمكانية المشاركة الفاعلة في الألعاب المنوعة والبطولات مستقبلاً إذا ما توافرت البيئة المناسبة لهذا الغرض لأن لديهم قدرات لا يمكن إغفالها.
لولو كريم لولو كريم فتكات متميزة Fatakat 245400 الجيزة – ام الدنيا