تخطى إلى المحتوى

التــأتــأة عند الكبار وارتباطها بأحداث الطفولة.. 2024.

قد تكون المرأة أو الرجل المصابان بالتأتأة ربة أسرة ممتازة أو رجل أعمال مهماً. أو من المبدعين في الحياة ولكن هذا لن ينهي معاناتها أومعاناته. مع هذا المرض الذي يبدأ في الطفولة المبكرة,

وان لم يعالج في تلك المرحلة يصبح رفيقا دائماً لشخصية صاحبه ويؤثر على حياته وعلاقاته بدرجات متفاوتة وقد ينجح الأنسان المصاب بالتأتأة في التغلب على مشاكله أمام الناس نتيجة لاحكامه السيطرة على عملية الكلام، ولكنه عندما يختلي الى نفسه يرخي القيود ويسمح لتأتأته بالظهور أمام الاهل والمقربين الذين لايشعرون بالاحراج أو الخجل من مشكلته، واذا كان ليس هناك علاج لهذا المرض الكلامي الذي يصيب حوالي واحداً بالمائة من مجمل الأطفال (حسب الاحصائيات البريطانية) ولكن قد يستطيع الأهل تداركه في الطفولة اذا اهتموا بعلاجه قبل بلوغ الطفل الخامسة من العمر، وتنخفض فرص نجاح العلاج بصورة حادة بين سني السادسة والسابعة وبعد ذلك قد نندم كلياً فيحمل الطفل الصغير مشكلته الى الكبر، بما فيها من قيود وتبعات تتفاقم حسب طبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه ومدى تفهم أفراده، ان التأتأة في الكلام تعني عدم صدور الكلام بصورة متشابهة وطليقة وغالباً مايحدث التعثر في بداية الجملة او نادراً مايحدث وسطها وكل مصاب له حروف معينة تسبب لديه حالة التأتأة، فقد يكون حرف السين أوالميم أوغيرهما.
وهناك أيضاً كلمات معينة تثير عندها المصاب ويجد صعوبة في اخراجها وهي ايضاً تختلف من مصاب الى أخر. وتظهر مشكلة التأتأة في مرحلة تعلم الكلام في الطفولة، أي بين سني الثانية والثالثة، ويضع خبراء اللغة والكلام اسباباً عدة لها مثل:ـ
* تعرض الطفل الى حادث نفسي يعد خطيراً بالنسبة لادراكه مثل ولادة طفل آخر في الأسرة يخطف الاهتمام أو الشعور بالخوف الشديد من مشهد أوحادث ما. أو وفاة أحد الأبوين. وفي الموتمر الأخير حول مشكلة التاتأة المنعقده في مدينة أكسفورد البريطانية، وباشراف من جامعة ديوفورد تم عرض شريط فديو من احدى الأسر التي أصيب طفلها بالتأتأة وكان الشريط يصور مناسبة عائلية بين لحظة اصابة الطفل بالتأتأة وكان ذلك عندما عادت الأم من المستشفى مع وليدها الجديد ووضعته في حضن الطفل الأكبر البالغ ثلاث سنوات.
فذعر وتعثرت الكلمات في فمه وكانت هذه بداية اصابته بالتأتأة السبب الاخرالذي يضعه المحللون هو وجود استعداد وراء الاصابة بمشاكل التعلم على ان يكون هناك عامل خارجي محفز يظهر الدور الوراثي وتبين الدراسات التي أجريت على التوأم غير المتماثلة نظراً لتشابه التركيب الوراثي عند التوأم المتماثله مما يعني وجود سبب وراثي للاصابة بالتأتأة . كما يعتقد المحللون بان الضغوطات المسلطة على الطفل الصغير لكي يتكلم بصورة صحيحة قد تلعب دوراً كبيراً في اصابته بالتأتأة فعملية الكلام من أصعب المهمات التي تواجه الطفل في بداية نموه.
فهي تتطلب التشكيل الذهني للفكرة ومن ثم صبها في قوالب كلامية متناسقة تقدم المعنى بالصورة المتعارف عليها.
وعندما يلح الأهل على الطفل بالتصحيح والتوبيخ فانهم يسلطون عليه ضغوطاً تفوق امكانياته.
وأحياناً يكون الطفل نفسه طموحاً جداً فيتعب نفسه ويقع في مشاكل كلامية، وهناك اتجاه يربط مابين حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية وبين التأتأة ولكنه لا يجد دعماً كبيراً بين المحللين.

كيفية العلاج:ـ
يقول (لوربرت كليفن) المدير العام للجمعية البريطانية للتأتأة في لندن. وهو أحد المصابين بالمرض حول طرق العلاج، بأنه ليس هناك علاج دوائي وأما العلاج التربوي والنفسي فيجب أن يبدأ قبل سن الخامسة من عمر الطفل والا استمر معه الى الكبر وفي مرحلة الكبر ليس أمام المصاب السيطرة والتحكم في مرضه وقد ينجح كثيراً في مسعاه ولكن المرض نادراً مايختفي تماماً وقد يحاول الظهور تحت ظروف التعب والألم.

وبالنسبة للعلاج النفسي للطفل المصاب بالتأتأة قبل سن الخامسة فيكون باحدى طريقتين:ـ
ـ ايجاد جو أسري طبيعي لا يحاسب فيه الطفل على التأتأة ولا يذكر بها الى أن يعود الى مرحلة ما قبل الاصابة.
-العلاج التصحيحي ويتم على يد متخصص وأهم سماته عدم الأشارة الى التأتأة، وعندما يتعثر الطفل يستخدم أمامه تعبير او طريق اخر يعبر عن مشكلته ويطلب اليه اعادة قول الكلمة بالصورة الصحيحة مع مدحه وتشجيعه كثيراً ولكن أهم مايجب على الوالدين، نذكره هو ضرورة ان يبدأ العلاج قبل سن الخامسة أو حال ظهور أعراض التأتأة على الطفل ويوضح مدير جمعية التأتأة ايضاً بأن الأناث يصبن بالمرض أقل من الذكور الذين تكون لديهم عادة صعوبات كلامية أكثر.

الخوف من الهاتف:ـ
ليس هناك فرق بين شخصية الطفل المصاب والبالغ المصاب فالاحساس بالانطواء والخجل من تقريع الرفاق والمدرسين يستمر في نفسية المصاب من الطفولة الى الكبر .وقد يتعلم وسائل دفاعية كالنكتة لوصف حالته أو الأعتزاز الشديد بنفسه , كما تتميز شخصيته أوشخصيتها بالميل الى الوحدة كما يصبح مقلاً في الكلام خوفاً من التعثر لاسيما في المجالات العامة، اما مشكلة المصاب بالتأتأة مع الهاتف هي قد تصل حد الرعب من رنة الجهاز.
فيتجنب من الاجابة خوفاً من التعثر أمام المتحدث على الطرف الأخر الذي لايرى وجه المصاب ولايعرف سبب بطئه أوتوقفه في الكلام فقد يصرخ فيه او يسخر منه أويستعجله مايزيد من معاناته.
ولذا يجد غالبية المصابين صعوبة في الكلام على الهاتف ويفضلون الحديث وجهاً لوجه لأن المواجهة تساعد الطرف الآخر على رؤية وجه المصاب وبالتالي فهي سبب تعثره وربما التعاطف معه وانتظاره حتى يكمل الكلام.
باعطائه الوقت الكافي لأكمال الجملة. وكل مايحتاجه المصاب هو الاحترام وعدم السخرية من قبل الاخرين والصبر معه حتى يكمل جملته فمشكلته ليست لها علاقة بقيمته وأهميته في المجتمع.
وقد يتصرف المصابون بالتأتأة الى المهن التي لا تتطلب الاحتكاك الكثير بالناس كالكتابة ولكن هناك مشاهير برعوا في الاعلام الاذاعي بعد ان نجحوا في التحكم في مشكلة التأتأة.

نصائح الأم:ـ

لاتقاطعي الطفل عندما يتكلم، أعطيه الوقت الكافي لأكمال الجملة، حيث ان التأتأة تظهر عادة في بداية الجملة وتختفي بعد الاسترسال في الكلام.
-لا تذكريه بخطئه بصورة دائمة لكي لايشعر بمشكلته وتسوء حالته , فقط اذكري له اللفظ الصحيح دون اشارة الى لفظه الخاطئ.
انظري اليه دائماً عندما يتحدث لكي يشعر باهتمامك بكلامه وبأنك لست خجلة من أغلاطه وامنحيه رعاية خاصة لاسيما اذا كانت أسرتك كبيرة.
-حاولي تهيئة جو الاسترخاء له لئلا تزداد التأتأة في ظل الأجهاد والتوتر.
-زيدي من ثقته بنفسه بامتداح انجازاته الأخرى مهما كانت صغيرة، وحاولي حمايته من الزوار الذين يحاولون محادثته ما قد يحرجه ويعقد مشكلته.

**************
تقبلو تحياتي

سيدار سيدار 32261_1.gif فتكات ست الكل Fatakat 32261 عمان – الاردن

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.