التغيير
يمتاز الإنسان عن غيره من المخلوقات بأنه صاحب تفكير، وحامل عقل،فإذا عطَّل تفكيره وأهمل عقله؛ كان أشرَّ من الحيوان وأدنى مخلوقات الله، كما أنحضارة الأمم ونهضة الشعوب تكون نتاج التفكير وثمرات العقول؛ فمن ضَاعَ تفكيرهوعَطِلَ عقلُه تعطَّلت بالتالي حضارته، وشُلَّت بالتأكيد نهضته، وهذه سنة البشريةفي الغابرة.(د. توفيق الواعي)
يقول تولستوي: "نعيش في عالم يفكر فيه كل الناس في تغيير العالم، لكن لا أحديفكر في تغيير ذاته"، من السهل على أي إنسان أن يفكِّر في تغيير العالم، فهو بذلكيفكر في تغيير شيء خارج عنه، ولكنها مهمة صعبة تمامًا، فتخيل كل الأشياء التي يجب تغييرها ليتغير العالم، أليس أسهل من ذلك أن يغيّر كل شخص نفسه ويغير نظرته للعالم؟قد يكون الخطأ الذي يراه في العالم كامنًا فيه، ألا يمكن فعلاً أن يكون الخطأ الذي يراه في العالم موجودًا في نظرته هو، وليس في العالم نفسه؟
ما هو التغيير الذي نقصده هنا بالنسبة لحياة الإنسان؟؟؟
هل التغيير ضرورة؟؟؟؟
هل التغيير سنة كونية؟؟؟؟؟؟
ما الدافع إلي التغيير؟؟؟؟؟؟؟
ما هي مكاسب التغيير؟؟؟؟
التغيير
يقول الأستاذ / موسى بن أحمد
هو عملية تحريك لمن آلف الجلوس معتقدًا أن أمس كاليوم واليوم كالغد وأن “أطفاله” الذين كانوا قبل عشرين عامًا صبيةً لم يبلغوا الحلم ولم يجرِ عليهم قلمما زالوا غير راشدين وغير “فاهمين” بل غير قادرين على تحمل المسئولية، ولا حقَّلهم في الحديث عنالتغييرحتى ولو بلغت الأوضاع مستوياتٍ من “التعفن” يستحيل معها التعايش مع الواقع بهذهالصورة المزرية.
والمهم عند دعاة إبقاء كل شيء في مكانه هو أن يبقى “الرجال” رجالاً، ويظل “الأطفال” أطفالاً ومن عاش طول حياته راكبًا يظل راكبًا بقية حياته ومن قضى نصفعمره ماشيًا يستمر نصف عمره الباقي ماشيًا ومن كان حظه قبل عشرين عامًا في العيريبقى حظه دائمًا في العير أما من عوَّدته ظروفه على مواجهةالتغييرفعليه أن يستمر في مقارعةالتغيير دون إحداث تغيير على هذا المشهد المخالف لسنن الله فيالتغيير﴿وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ (آل عمران: الآية 140)
وهدفنا في هذا الحديث هو بيان الإطار العام لعمليةالتغييركمنهج للفعل الإيجابي دون القصد إلى موضوع بذاته لإدراكنا أن منهج التغييرعملية داخلية في النفس البشرية أساسًا: ﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11(التغييرالإيجابي تكميل وتتميم، وليس هدمًا جذريًّا، وإعادة بناء كلي وهو لا يعني الانقلاب على الأوضاع القديمة وتقويضها جملةً وتفصيلاً ففي كلحياة هناك إيجابيات كثيرة يمكن الاستفادة منها وهناك مخزون يمكن توظيفه فياستكمال البناء بل هناك معتقدات وأفكار وإنجازات وقيم يمكن تثمينها.
هل التغيير ترف أم ضرورة؟!!
يقول د / سليمان العلي
إن الله عز وجل خلق الإنسان مزوداً بقدرات وطاقات متعددة كامنة فيداخله والتعليم المدرسي الذي تلقيناه في مدارسنا – للأسف الشديد – لميكتشف هذه القدرات والطاقات وتضيع أعمارنا سدىً ونحن نحمل بين أيدينا شهاداتعلمية حصلنا عليها في سنوات دراستنا ولكن دون رغبة أو حب لما اخترناه .. فإذابنا نكتشف بعد
مرور الأيام أننا اخترنا التخصص الذي لا يتناسب مع رغباتناوميولنا وقدراتنا وطموحاتنا… ولم نجد من يوجهنا أو يحفزنا لتغيير هذا التخصصوالتضحية بسنوات العمر التي ضاعت … فواصلنا المسير حتى حصلنا علىالشهادة. ثم الوظيفة ونحن في حالة مللٍ وشقاء دائم لأننا لم نحصل على ما نريد منالحب والاستمتاع. وإذا بنا نجد أننا نتحرك في هذه الحياة بقدرات بسيطة وطاقاتمهدرة، لا نملك إلا الأماني والأحلام والحسرات على ما فاتنا من هذه الحياة.
لذلك كان لابد من التغيير حتى نجد لحياتنا معنىً نعمر من خلالهالأرضكما أمرنا الله عز وجل بذلك ، ونشعر فيها بمتعة الحياة ولذتها من ظروفهاالمختلفة ، وتقلباتها المتعددة ، وهنا نجد أن التغيير ضرورة تفرضها طبيعةحياتنا حتى نحسن بكياننا ووجودنا أما إذا استسلمنا لحياتنا اليومية – دونتغييرفإن عقولنا وطاقاتنا وكياننا وإحساسنا بكل شيء يتوقف ولا نشعربمعنىالحياة وكفاحها ، لأن لسان حالنا يقول اليوم مثل البارحة مثل غداً !!! فمن هناكان التغيير ضرورة تفرضها طبيعة حياتنا المتغيرة المتسارعة.
الإنسان يملك زمام أمره، وقد جعله الله صالحًا للتأخر والتقدم والفلاح والبوار ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَاوَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)﴾ (الشمس)، والله سبحانه وتعالى يُضلُّ من أضلَّ نفسه وعطَّل مواهبَهوملكاتِه، ولهذا قال تعالى ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُمُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾(الأنفال 53 (د. توفيق الواعي)
التغيير عند طائر النسر
عندما تبلغ النسور عقدها الرابع تبدأ قوة مخالبه تضعف، وأجنحته تبدأ تلتصق بصدره فيصعب عليه
الطيران لارتفاعات عالية والتحليق طويلاً، ومنقاره المدبب القوي يتقوس تقوسا شديدا وإن استمرار هذا يعني هلاكه لا محالة فيكون ها هنا النسر أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام لقدره أو يعيد تقوية بدنه ونشاطه ليعيش إلا أن الخيار الثاني ضريبته عالية وليس خياراً سهلاً يبدأ النسر من بعد أن اختار الطريقة الثانية في
دخول مرحلة صعبة في حياته، وعليه كما قلنا، أن يتحمل الامها يذهب النسر إلى قمة الجبل حيث عشه، ويعيش هناك فترة لا تقل عن مائة وخمسين يوماً، يقوم بداية بكسر مخالبه بالضرب على الصخور حتى تنمو مخالب جديدة ستكون أقوى مما كانت قبل
عملية الكسر الأولى وبالمثل يكون الحال مع منقاره ثم يقوم النسر بنتف ريشه حتى ينمو له ريش جديد. وينتظر هذا
الريش الجديد الذي يعمل على تقوية جناحه الذي لن يلتصق بصدره بعد الآن ليبدأ النسر حياة جديدة ويعيش بإذن الله ثلاثين سنة أخرى قويا فتيا..
هل نحن بحاجة إلي التغيير.
ولابد لكل إنسان ان يدرك حاجته الي التغيير فهذه سنه من سنن الكون ومن لا يغير سيتغير ولكن هنا يكون التغيير بالإكراه نتيجة للخسائر التي ستلحق بالفرد وتجبره علي التغيير.
أما إذا اتخذ قرار التغيير بناء علي قناعته الشخصية فسوف يتوقف تنفيذ قراره بالتغيير علي إحساسه بحجم الخسائر التي تصيبه نتيجة عدم التغيير أو علي المكاسب التي ستعود عليه نتيجة لهذا التغيير وفي الحالتين فأن الدافع إلي التغيير سوف يزيد ويقوي القناعة الشخصية التي هي المحرك الأساسي الذي يدفع إلي التغيير.
علي كل منا ان يتوقف مع نفسه قليلا لتسألها ماذا افعل في جوانب حياتي التالية:
الجانب الاجتماعي :
1. ماهي طبيعة علاقتي مع:
الوالدين – الزوجة – الأولاد – الأشقاء (كل علي حدي) – الأقارب (كأفراد وليس مجموعات) – الزملاء في العمل – الأصدقاء – الجيران – مديرك – مرؤوسيك.
الجانب المهني ويشمل كل ما يتعلق بدراسته إن كان طالباً ، أو موظفا -ًأياً كان موقعه – في مهنته ، ومدى رضاه عن عمله وتوافقه فيه واستمتاعه به.الجانب المالي: ويشمل كل ما يتعلق بدخله اليومي أو الشهري ، وكيفية تصرفهفيه ، ومدى استمتاعه به وصرفه في الوجه الشرعي الصحيح .
الجانب النفسي : ويشمل كل ما يتعلق بالصحة النفسية للفرد ومدى إشباعهللحاجات النفسية لديه ، ومدى تمتعه بالصحة النفسية والشخصية المتزنة
الجانب الجسمي : ويشمل كل ما يتعلق بالجسم من حيث الصحة والمرض والرياضة والعلاجوالاهتمامبالملبس والمشرب والمأكل … إلخالجانب العقلي : ويشمل كل ما يتعلقبتنمية العقل من الثقافة والفكر ،وتنمية الإبداع والابتكار فيها .
والجانب الأهم في الحياة هو الجانب الروحي : ويشمل كل ما يتعلق بالعقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات.
2. أين أنا من هذه الصفات
المرونة- التفاؤل- الصدق- اللين- الأمل – الحب والتفاهم – الخير- النجاح – وضوح الهدف- الطموح- التواكل- الجدية الالتزام – النظافة الذاتية ونظافة البيئة – الشجاعةوالإقدام – التسامح – الوفاء بالعهد – تحمُّل المسئولية – الكرم – الجرأة وروح المبادأة – العدل الذاتي – الإخلاص – التواضع الذاتي – التفاؤل – قوة الإرادة – الحوار الإيجابي مع النفس ومع الآخرين – مساعدةالمحتاج ( التعاطف .. العملالتطوعي ) – الإيثار – الأمانة – الحلم والتحكم في الذات .
إذا وصلت في إجاباتك إلي أن بعض هذه الجوانب تحتاج إلي تعديل فعليك إلزام نفسك باتخاذ قرار التغيير (إذا لم تتغير فستغير).
– إذا كان التغيير خارجك اكبر من التغيير داخلك فستغير أو سيجري تهشيمك.
– إذا كان التغيير خارج مؤسستك اكبر من التغير داخلها فبإمكانك انتظار النهاية.
– من يظن أن المشكلة في الخارج فهذه هي المشكلة.
– العالم يتغير من حولك وأنت لم تأت بجديد.
يقول د / سليمان العلي
حتى يتم التغيير في هذه الجوانب بتوازن واعتدال ، لابد من أخذ كل جانب منالجوانب السابقة وعرضها على منهج الإسلام الشامل الثابت ، لأنه المعيارالحقيقي لمعرفة مدى القرب أو البعد عنها . فمثلاً إذا أخذنا الجانب الصحي منالمنهج الإسلامي وعرفنا تفصيلاته ، نقوم بتطبيقه على أنفسنا فنحدد نقاط القوة ونقاطالضعف في تطبيقنا لهذا الجانبفمن نقاط القوة لدينا مثلاً ممارستنا للرياضةوالاستشفاء ، ومن نقاط ضعفناأسلوب التغذية ونظام النوم. فتعزر نقاط القوةفينا بالاستمرار فيها ، ونقاط ضعفنا نحدد فيها بعضالخطوات البسيطة حتى نتخلصمنها ونغيرها مع مرور الأيام والاستمرار عليها . وهكذافي كل جانب يستمر في وضعخطوات وأعمال بسيطة كلما طبق جزءً منها انتقل
إلى غيرهابمرونة وهدوء وثباتوإصرار وعزيمة … حتى يصل إلى التغيير المطلوب .
نعم جميعنا لنا أحلام .. ولكننا ننساها عندما تقابلنا مشكلة أو عقبة أوإحباط لكن كيف نتعامل معها هذاهو الذي سيحدد مستقبلنا بمشيئة الله تعالى نحننتعلم من أخطاءنا ثم ننجح ونتعلممن تجاربنا السيئة أكثر من تجاربنا الجيدة .
ثم ننسى في غمرة هذه المشكلات أننانملك القوة لصنع
المستقبل الذي نريدهإن شاء الله . وعندما نريد التغيير فإنناننشده ونطلبه في أمرين:1. في تغيير إحساسنا بمعنى أننا نريد أن نتغلب علىخوفنا ونريد شعوراًبالسعادة والرضا، وننعم براحة البال.
2.في تغييرأفعالنا بمعنى أن نقلع عن بعض الأفعال التي نشعر بداخلنا أنهاخطأ مثل الإقلاععن التدخين أو أي عادة ضارة أخرى .
وقبل أن نغير لابد أن تؤمن أنالتغيير الذي تريده ممكن وغير مستحيل ويحدثذلك بأن: تتخلص من الأفكار السلبيةالتي لازمتك طويلاً مثل أنا لا أستطيع عملشيء لأني فشلت في الماضي .أوما في فائدة مما أفعله أو لا تحاول ، أو أنسى الموضوع وابحث عن شيءآخر .
وهنا أذكرك بقاعدة من قواعد التغيير وهي :
أن الماضي لا يساويالمستقبلأي أنه مهما حدث لك في الماضي من أحداث وخبرات وآلام فلاعلاقة لهبمستقبلك . فالماضي اقلع وغادر فأوصد بابه وأغلقه ولا تفتحه أبداً،خذ من ماضيكالعبره والعظة لكن لا تخاف منه ولا تعيش فيهالمهم ماذا ستفعلالآن هو الذي سيحدد مستقبلك إن شاء الله .
وأما القاعدة الثانية من قواعدالتغيير فهي :
ما تركز عليه ستحصل عليه بإذن اللهبعض الناس يقولونلقد حاولنا مائة مرة ولم ننجح . طبعاً هذا القول علىسبيل المبالغة والحقيقة هيأنهم حاولوا 7 أو 8 مرات على الأكثر .
أريدك أن تصر على أخذ الفعل باستمرار وكلمرة تعلم منها حتى تجد طريقةأفضل لتعملها في المرة القادمة متحلياً بالمرونةولو نظرت إلى
معظم الذين نجحوافي التاريخ ستجد أن العامل المشترك بينهم أنهملم يستسلموا بسهولة ولم يقبلواكلمة لا وليس هذا فقط وإنما لم يسمحوا لأي شيءأن يوقفهم
عن تحقيق أهدافهموطموحاتهم بل إن محاولاتهم الفاشلة زادت عن المئاتووصلت لألوف المرات.
ما الذي تعتقدون أنه السبب في جعل معظم الناس يخافون ولايتحركون لتغييرحياتهم البائسة التعيسة ؟إنه الخوف … !! نعم إنهالخوف من الفشل و الخوف من الانتقادأن 90% من الخوف هو وهمي في عقلك فقطو10% حقيقي فما رأيك ؟ هل ستظلخائفاً في مكانك لا تتحرك لتصنع المستقبل الذيتهواه.
– التغيير يمكن أن يكون تقوية نقاط القوة وليس معالجة نقاط الضعف علي حساب القوة.
وفي هذا يمكن أن نقرأ قصة الأرنب والتي تقول أن احد الأغنياء كان لديه أرنب يتميز بالسرعة والقفز العالي إلا انه وجده لا يستطيع العوم وكان يرغب في أن يجعله في أفضل حال ممكن فاحضر له مدربا وعهد إليه أن يعلمه العوم في ثلاثة أشهر وبعد مضي الأشهر الثلاثة تعلم الأرنب العوم ولكنه لم يكن ماهرا فيه فطبيعته لا تساعده علي ذلك ففرح به الرجل وتركه ليلعب في الحديقة كما تعود فلاحظ أن الأرنب أصبح بطيء وقفزاته أصبحت اقصر واكتشف ان المدة التي قضاها في تعلم العوم لم تترك له وقتا لتنمية مهاراته أو حني للحفاظ عليها.
عندما تقرر التغيير لابد أن تعلم أنه ستكون هناك عقبات وتحديات وتخيلحياة بدونتحديات ومشاكل ستصبح مملة وهي مثل الألعاب تكون ممتعة عندما تفوز بهاكل مرةوبسهولة ولكن بعد فترة ستكرهها وكذلك الحياة لو حصلنا على كل شيءنريده دون جهدأو مشقة أو تعب فلن تسعى لطلب أي شيء من هذه الحياة .
هل تعلم أن معظم الناسيعيشون كما يريد غيرهم ، لا كما يريدون هم ؟وهذا أحد أسباب تعاسة وشقاء الناس ،فلا تكن منهم .
وأتمنى ألا تعيش بعد قراءتك هذه المقالة رهينة ما يقولهالآخرون عنك أيا كانوا ؟
أو ما يرغبون في تحقيقه من خلالك ؟فكن نسيج وحدك ؟!
البداية مهمة:الطفل لا يقبل الفطام المتدرج، وإنما يحتاج إلى صرامة أم رءوم؛ تدرك أن بكاءطفلها يؤلمها ولكن التعاطف معه ليس من مصلحته لأن تعوده الرضاعة واستمراره فيها لا يُخرجه من عالم الطفولة إلى عالم الرجولة وسوف يظل لصيقًا بأمه،والحكمة هنا في الفصل لا في الوصل لمصلحة الأم والطفل وحركة النمو الطبيعيةوالتحاق الطفل بأمه عقوبة لكليهماولا بد من حركة تغيير يدرك فيها الفطيم أن “صدر أمه” كان لازمًا في مرحلةالطفولة وقد حان الوقت ليعتمد على نفسه هذا المثال التربوي يصلح نموذجًا لفهم معاني وطرائف وأساليب التغييرالإيجابي لمصلحة القائمينوالقادمين على معالجة معنى راسخ في النفس البشرية؛ لاسيما إذا تعلَّق الأمر بالعادات المكتسبة الناجمة عن إحدى العلتين: الغفلة، أوالتقليد
معوقات التغيير
ومعوقات التغيير تبدأ من داخل النفس ثم من البيئة المحيطة.
التغير بمعناه الذي يتبادر إلي الذهن هو أن يتغير الإنسان من صفاته الشخصية التي يري إنها في حاجة إلي تعديل ولكن هناك تغير أخر يمكن للفرد ان يكون مؤثرا فيه مثل البيئة المحيطة (الأسرة – العمل).
فإذا لم يكن الشخص يري انه لا ضرورة في التغير فعليه ان يسأل نفسه ما الذي يحتاج الشخص ان يراه او يسمعه او يشعر به ليدرك انه قد حان الوقت ليقوم بفعل ما.
ونعود الي السؤال الأول هل تحتاج الي التغيير ؟؟؟
إن الإنسان الذي عاش جزء كبيرا من حياته بأسلوب لا يرضيه إلا أن يجد نفسه في النهاية في منطقة الراحة وهي المنطقة التي تعني له الاستقرار لذلك عندما تطلب منه التغيير فانه يجد نفسه سينتقل إلي منطقة تعني له عدم الاستقرار مما يجعله يرفض التغيير ويؤثر في إرادته لكنه يجب ان يجيب عن الأسئلة التالية:
1- كيف يصبح حالك بعد 10 سنوات
2- ما هو مصيرك النهائي إذا استمررت في هذا العمل
3- كيف تنظر إلي من يساعدك علي الخير أو الشر
4- هل يساعدك هذا السلوك علي الوصول للنجاح
5- هل أنت راضي أو غير راضي.
6- ماذا لو كانت هذه أخر لحظة.
كل هذه الأسئلة لابد وان تساعد علي تقوية إرادة التغيير واذا توفرت الارادة فان هناك عدد من العوامل المساعدة الاخري والتي لا ينبغي ان تؤثر علي ارادة التغير بل يجب الاستفادة منها اذا وجدت او محاولة الاستفادة من الامر الواقع وتطويعه عموما لخدمة هذه الإرادة و العوامل المساعدة هي:
– المهارات الشخصية والتي تختلف من شخص الي آخر لكن وبدون شك فقليل من المهارات تفيد ولا تضر.
– مساعدة الاخرين لا شك ان توافر أي مساعدة ممكنة تساعدك في بلوغ الهدف.
عند التغير يمكن ان نتخيل وجود عوائق في الطريق لكن ما هو العائق.
العائق لن تراه إلا عندما تبتعد عيناك عن الهدف بمعني انك اذا نظرت الي هدف في نهاية طريق وركزت نظرك عليه فان جميع ما يمكن ان تقابله من عوائق علي الطريق ستتمكن من تجاوزه مهما كلفك الأمر مادام نظرك مركز علي الهدف.
وهنا من المفيد أن نذكر قصة عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي هو تابعي، ولد في آخر خلافة عمر بن الخطاب ، يكنى بأبي عبد الله، أبوه الزبير بن العوام حواري رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أصابته الآكلة التي يسمونها في الطب (الغرغرينا)، فأوصاه الأطباء بقطع رجله ، قالوا: نخدرك، قال: لا. والله لا أشرب مسكراً، تريدونني
أغفل عن ذكر الله، ولكن إذا دخلت في الصلاة فاقطعوا رجلي، ولما دخل في الصلاة جاءوا إلى رجله وقطعوا اللحم ثم نشروا العظم ثم أحضروا الدهن المحمي، ثم وضعوا رجله فيه حتى يكف الدم وبعد ذلك سلم.
وتحضر هنا قصة الملك وطبق الزيت والتي تقول:
انه كان لأحد الملوك ابن أراد أن يؤدبه علي سؤ سلوكه فاحضر له طبقا ممتلئ بالزيت و أمره أن يتجول به في المملكة واخرج له السياف و أمره بقتله إن هو اسقط قليلا من الزيت علي الأرض ومضي الأمير يخشي علي حياته وهو يحافظ علي الزيت بكل جوارحه حني إذا عاد الأمير إلي القصر واخبر الملك انه عاد بطبق الزيت سأله الملك ما رأيه في المهرجان الذي أمر به الملك في المدينة فأجابه الأمير بأنه لم يكن هناك مهرجان فأمره الملك بالخروج ثانية الي المدينة فوجد الأمير ان الشوارع تعج صخبا بهذا المهرجان فعاد واخبر الملك بالأمر وهنا تعلم الأمير انه ما دمت مركزا علي هدف فانك لن ترى سواه.
و إذا تحدثنا عن المعوقات فهي نوعين:
Ý- معوقات تنبع من داخل النفس.
ȝ- معوقات تنبع من البيئة المحيطة.
واذا تكلمنا عن معوقات الداخل فانه لا يمكن دفع أي شخص للتغيير الا بناء علي قناعته الشخصية ويمكن تشبيه الامر بباب موصد ومفتاحه من الداخل فإذا لم يؤخذ قرار التغيير بناء علي قناعته الشخصية فلا سبيل لفتح هذا الباب .
وهنا يأتي دور معوقات التغيير التي تنبع من البيئة المحيطة وعلينا إذا وصلنا لقناعة بضرورة التغيير ان نهيئ لأنفسنا مناخا يساعد علي التغير فكيف نهيئ هذا المناخ:
الصحبة .
يجب اختيار الأصدقاء الذين يساعدونك علي التغير وليس العكس فإذا قررت مثلا الإقلاع عن التدخين فهل سيساعدك وجود أصدقاء مدخنين بجوارك ام العكس ويجب ان اختار احد أصدقائي ليتابع التغير معي ويداوم على المتابعة.
– اماكن التواجد
يجب الابتعاد عن الاماكن التي لا تساعدني علي التغيير والتواجد بالاماكن التي تساعدني قدر الامكان.
– حضور محاضرات تساعدني علي ادراك حاجتي للتغيير و تساعدني علي التغيير.
– قراءة كتب وعند قراءة الكتب
1- يجب ان احدد الجمل المهمة في الكتاب الذي اقراءه واعيد التركيز عليها
2- يمكن كتابه ارائي الشخصية علي حافة هذه الكتب
3- توقف عند كل فكرة وأعط لها حقها
اختيار قدوة
و يجب ان يكون هناك تنوع في اختيار القدوة
كيفة الاستفادة من القدوة
– اقرأ او استمع للقصة اكثر من مرة
– اكتب عن القدوة
– هو ليس معصوما من الخطأ
– لا توجد مسلمات
– هل هناك شبه بيني وبين القدوة في موقف او فعل
– تعلم من كل شئ حولك
– امثله للقدوة ( فخميده حميد- مهاتير محمد- مالكوم اكس-randy pousch )
البيئة
1- سبق وتكلمنا عن الأصدقاء ومدي أهميتهم وقد قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
– {المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل}
– ومن الاقوال العظيمة إني لأري بعيدا لأني أقف علي أكتاف العظماء
– أينما تضع نفسك تكون (سمكة قرش والحوض)
2- زملاء العمل يجب ان نهتم بهم من اجل خلق بيئة ملائمة للتغير
3- التعليم والإعلام
وفي هذا المجال ينصح بقراءة كتاب – جدد حياتك للشيخ الغزالي
ومن حرك قطعة الجبن.
قصة العلوم الطبيه
4- تنوع الانشطة في حياتك
يجب ان يكون للفرد انشطة متنوعة وفي مجالات متنوعة قدر الامكان بحيث اذا كان لابد وان يمارس احد الأنشطة التي لا تسعده (كوجود جو غير صحي بجهة عمله) كان له في حياته أنشطة أخري (اجتماعية – ثقافية – رياضية الخ) تسعده.
5- وفر لنفسك جو يساعدك علي التغيير قدر الامكان.
6- تنظيم مناخ جماعي للتغيير يساعد التغيير علي المستوي الشخصي ويدفعه الي الافضل.
السمات
الصدق المرونة المثابرة التفاؤل
الصدق
– الصدق مع النفس في مواجهه المشكلة والاعتراف بالخطأ والأخذ بالمبادرات المحسوبة.
– الصدق مع الغير وأساسه الصدق مع النفس
ولنتابع هذة التجربة الفريدة مع احد العلماء والنمل حيث يقول انه وضع قطعة سكر في طريق نملة فلما وجدتها اخبرت باقي النمل بها فحضروا الا اني كنت قد رفعت قطعة السكر فبحثوا عنها ثم انصرفوا ثم وضعت قطعة سكر في طريق نملة اخرى فلما وجدتها اخبرت باقي النمل بها فحضروا الا اني كنت قد رفعت قطعة السكر فبحثوا عنها ثم انصرفوا ثم وضعت قطعة سكر في طريق نملة اخرى فلما وجدتها اخبرت باقي النمل بها فحضروا الا اني كنت قد رفعت قطعة
السكر فبحثوا عنها فلما لم يجدوها اجتمعوا علي النملة التي جاءت بهم وقصموها نصفين فعلمت ان عقوبة الكذب عند النمل هي القتل.
– الشجاعة مع النفس (معرفة نقاط القوة والضعف- معرفة القيود والفرص من حولك)
المرونة
قد تكلفك المرونة أحيانا أن تبتسم للواقع البغيض وتحمل النفس علي حسن استقباله لا لأنك تود بقاءه ولكن لتخفف من حدته وقسوته حري بالرجل ان يترك العاصفة تمر لا أن يقف أمامها فينكسر.
ومن المرونة:
– إمكانية تحويل المسار الغير ناجح إلي مسار ناجح.
– التكيف مع الجديد إذا كان صحيحا.
– رؤية النقاط الايجابية في كل مواقف الحياة.
– ابتكار الخروج من المأزق (ابتكار فكري ومالي).
المثابرة
– المثابرة علي تكرار المحاولة ( الفشل ليس عدم النجاح ولكنه التوقف عن المحاولة)
– الصبر علي المناخ المثبط من حوله.
– الصبر علي الألم الذي قد يسببه التغير ولنعلم ان السعادة هي ثمرة رغباتنا وقدرتنا علي ان تضحي بما في أيدينا الآن من اجل ما نريده في المستقبل.
– ان تكون المحاولة الغير ناجحة خطوة علي طريق النجاح.
– معرفة ان الفشل هو الوجه الأخر للنجاح.
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابالا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
التفاؤل
– هو حاله نفسية نستطيع ان نتحكم فيها ويجب ان تكون معنا في كل المواقف.
فبمقدوري أن أري النصف الفارغ من الكوب أو النصف الممتلئ.
– التفاؤل يستخرج من الشعور بالإحباط الأمل.
– تفاءلوا بالخير تجدوه.
– كما تراها تكون (اثبت العلم أن الجسم يفرز اندرو فين عند التفكير بصورة ايجابية)
– التميز هو فن تكتسبه بالتدريب والتكرار.
– الآمال العظيمة تصنع إنسانا عظيما.
الإرادة
مع مرور الزمن تتربع الإرادة علي كل الأشياء الغريبة
– الإرادة هي الفعل وليس رد الفعل.
– حينما تأخذ الأمر خطوة خطوة سوف تذهل من النتيجة.
المشي ببطء و لكن بثقة و عدم التراجع و عدم استباق النتائج ويقول رئيس أمريكي :"نحن نمشي ببطء و لكننا لا نتراجع"
و مشتت العزمات ينفق عمره حيران لا خفقولا انتصار.
– لا تترك للآخرين التحكم في مدي التغيير من خلال إخافتك والتهكم عليك.
– يستحب أن تبدأ التغيير بالأهداف الصغيرة فالأكبر فالأكبر.
– عاهد نفسك علي التغيير في خطوات 3،2،1
نموذج 21 يوم للتغيير
1- حدد موضوعا ترغب في تغييره وعاهد نفسك عليه.
2- خطط للتغير وضع خطوات 3،2،1 .
3- راقب نفسك.
4- حاسب نفسك.
5- كافئ نفسك ثم خطط 6،5،4.
6- عاتب نفسك ثم أكمل ما بدأت.
7- انتقل إلي موضوع أخر ترغب في تغييره.
نصائح نموذج الإرادة
تذكر – فهي – إذن imagination
كما تراها تكون
– الأهداف يمكن أن تكون مرحليه للوصول إلي الهدف الأساسي.
– التوازن هو ضرورة عند التغيير.
– يمكن تنفيذ قرار التغيير يبطئ.
– تكلف حاول إظهار عكس الصفة المطلوب تغيرها.
– تدرب التكرار يفيد جدا ( المشاعر الذكية 80 % من النجاح)
– تدرج
– تدريبات متدرجة
– لا تستقل خطوة
– ابق ايجابيا
– استعن بالله ولا تعجز (تردد – مثابرة – كسل – حدة المزاج)
اهتم ولا تغتم
وازن بين يومك وغدك
من طلب عظيما خاطر بعظيمته (معاوية ابن ابي سفيان)
العادة هي رغبة x علم x قدرة
هتغير في أيه
– الاطلاع علي من أنا في النموذج (السلبيات)
– مجالات التغيير (مهني – أخلاقي – ثقافي- اجتماعي- بدني- روحي)
– اكتب نقطتين رئيستين في كل مجال بما يناسب إمكانياتك مع طموح زائد
– ضع أولوياتك (المؤثر أولا فالأقل تأثيرا)
– التغيير بتوسيع الإمكانيات (كورسات فى مجالات مختلفة تساعدك علي إيجاد عمل أو تطوير عمل هذا في مجال العمل) مثال إذا جاءتك سمكة كبيرة وكانت لديك طاسه صغيرة فهل تلقي بالسمكة أم تبحث عن طاسه اكبر لطهيها.
ثمرة التغيير
(الرضا عن النفس- النجاح- السعادة) السعادة هي ثمرة رغباتنا وقدرتنا علي أن نضحي بما في أيدينا الآن من اجل ما نهدف إليه في النهاية.
ملحوظة هامة:
لقد قمت بتجميع بعض مواد هذا البحث من علي شبكة الانترنيت لكن المادة الأساسية كانت من التجربة الأولي لي في مجال التنمية البشرية وكانت من خلال حضور مهرجان بداية في ساقية الصاوي واستماعي لمواد هذا البحث من السيدة الفاضلة الأستاذة / نهي سلامة التي وفقها الله إلي فريق عمل لا استطيع أن أوفية حقه من الشكر و العرفان بالجميل ولا املك لهم سوى الدعاء في العلن وبظهر الغيب بان يديم الله نعمه عليهم ويقبلهم من الصديقين والإبرار وان يديم عليهم عملهم خالصا لوجهه الكريم ونحن معهم اللهم أمين أمين أمين….
ريحانة10 ريحانة10 149408_21.gif سوبر فتكات Fatakat 149408 القاهرة – فى ارض الله.