اليكم مقالة اخرى من جريدة الرياض
الطائرة بيئة ملائمة لانتقال بعض الأمراض المعدية
الرحلات الطويلة تزيد من احتمال تجلط الأوردة!!
أ.د.أحمد سالم باهمام
يسافر سنويا حوالي 2 بليون راكب
على خطوط الطيران التجارية
ولا يعلم الكثير منهم
عن الاحتياطات الصحية
التي يجب أخذها في الاعتبار.
ملاءمة المسافر جوا صحيا
لرحلة السفر أصبحت أمرا مهما،
لذلك وجب التوعية بذلك خاصة
وأن موسم السفر قد اقترب
وفي وقت ظهرت فيه أنفلونزا الخنازير.
أصبح السفر ميسرا للجميع
مما شجع الكثير من كبار السن
والمصابين بأمراض مزمنة على السفر.
هذا الأمر نتج عنه ظهور أكبر لتأثير السفر على الصحة.
كما أن تطور صناعة الطائرات
مكّن الطائرات من السفر لعشرين ساعة متواصلة.
كل ذلك جعل موضوع تأثير السفر جوا على الصحة موضوعا
يستحق البحث والدراسة.
تأثير التغير في الضغط الجوي:
تسافر الطائرات التجارية عادة على ارتفاع 7-12 ألف متر فوق سطح البحر
ويعدّل ضغط كابينة السفر (داخل الطائرة)
إلى 1500-2500 متر فوق سطح البحر.
هذا التغير في ضغط الهواء الجوي
له تأثيرات فيزيولوجية
وعضوية يستطيع الإنسان السليم تحملها
مع بعض الآثار الجانبية الخفيفة
أما المرضى فقد تؤثر عليهم بشكل أكبر.
ويسبب نقص الضغط الجوي
وخاصة في الرحلات الطويلة
أعراضا تشبه أعراض تسلق المرتفعات
بسبب انخفاض الضغط الجوي
ومن هذه الأعراض :
الخمول، الصداع، الدوخة الغثيان
وغيرها ويبدأ ظهور الأعراض بعد 3-4 ساعات من السفر.
من المعلوم طبيا أن انخفاض الضغط الجوي
يسبب انخفاض في ضغط الأكسجين
المستنشق من الهواء
ومن ثم مستوى ضغط الأكسجين في الدم.
فعند الضغط الجوي على ارتفاع 2500 متر
ينخفض ضغط الأكسجين في الدم عند
الإنسان الطبيعي من 95 ملم زئبق إلى 60 فقط
وهذا يؤدي إلى انخفاض تشبع الدم بالأكسجين
بنسبة 3-6 في المائة.
وهذا الانخفاض لا يؤثر على الشخص السليم
ولكنه قد يكون مؤثرا على المصابين بأمراض الصدر والقلب والدم المزمنة.
لذلك يُنصح المصابون بأمراض القلب والصدر المزمنة
بزيارة أطبائهم قبل السفر بالطائرة
وخاصة الرحلات الطويلة
لتحديد مدى حاجتهم للأكسجين في الطائرة.
وفي العادة يوصى بالأكسجين
للمرضى الذين يكون لديهم ضغط الأكسجين في الدم
عند الراحة أقل من 70 ملم زئبق
أو تشبع الدم بالأكسجين 92 بالمائة أو اقل.
ولمن يحتاج الأكسجين في الطائرة،
يكتب الطبيب تقريرا لشركة الطيران لتوفير الأكسجين للراكب.
كما أن نقص الضغط الجوي داخل الطائرة
يؤدي إلى تمدد الغاز في تجاويف الجسم
بنسبة 30%
وهذا يسبب للإنسان الطبيعي آلام خفيفة
في الأذن وأحيانا بعض المغص.
ولكن للمرضى الذين أجروا عمليات حديثا
في الأمعاء قد يكون لذلك آثارا ضارة.
كما أن هواة الغطس
(سكوبا دافينج)
قد يكونون معرضين لداء الغواصين
الناتج عن تخفيف الضغط في حال السفر
بعد مرحلة غطس قريبة
مما قد يسبب ظهور فقاعات الهواء في الدم.
لذلك يُنصح الغطاسون بأن يكون سفرهم
بالجو بعد 12 ساعة أو أكثر من آخر غطسة.
أما الغطاسون الذين يقومون بأكثر من
غطسة في اليوم
فينصح بأن لا يسافروا بالجو قبل 24 من آخر غطسة.
الأمراض المعدية في الطائرة:
لأن المسافر في الطائرة يقضي فترات طويلة في مكان مغلق
فإن احتمال انتقال العدوى يصبح نظريا أكبر.
ومنذ عام 1946 ثبت انتقال بعض الأمراض المعدية في الطائرات
مثل: الأنفلونزا
والحصبة
ومرض سارز
والدرن وغيره.
ومعظم الطائرات التجارية
تعيد تدوير 50% من الهواء
في كابينة الطائرة
وتستخدم فلاتر هواء عالية الفعالية
لتنقية الهواء.
ومن التجارب المسجلة،
يقتصر في العادة
خطر انتقال العدوى التنفسية على الأشخاص القريبين من المريض
مصدر العدوى أو الموجودين ضمن صفين من المريض.
ولكن هناك حالات حدثت خارج هذا النطاق مثل:
الطائرة الصينية 112
والتي أصيب فيها 22 راكبا
ومضيفا بمرض السارز.
ولا توجد توصيات بتقليل السفر
خلال حدوث الأوبئة.
ولا يُعلم هل يؤدي تقليل السفر إلى تقليل انتشار الأوبئة أم لا.
ولكن من متابعة ما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر 2024 مباشرة،
وجد العلماء أن النقص الشديد في حركة الملاحة الجوية
في تلك الفترة في أمريكا صاحبها تأخر موسم الأنفلونزا التقليدية 13 يوما.
التجلط الوريدي:
هناك علاقة مثبتة بين رحلات السفر الطويلة وتجلط الأوردة
خاصة في الرجلين وتظهر الدراسات أن الرحلات الطويلة تزيد احتمال تجلط الأوردة بنسبة
أربعة أضعاف ولا يبدو أن هناك فرق بين السفر في الدرجة السياحية
أو درجة رجال الأعمال.
وزيادة احتمالات التجلط
هي نتيجة لبعض العوامل التي تزداد خلال السفر بالطائرة
مثل قلة الحركة،
الجفاف،
نقص الأكسجين في الدم،
وتزداد عند المصابين بالسمنة
أو الأورام أو من أُجري لهم عمليات جراحية
حديثا
أو المصابين بأمراض القلب
أو الصدر المزمنة.
ويُنصح المسافرون في رحلات طويلة
بالإكثار من السوائل
وتقليل القهوة
والمشي في الطائرة
أو أداء تمارين الأرجل
بصورة دورية خلال الرحلة.
التعرض للأشعة:
من المثبت أن
المسافرين بالجو
يتعرضون بصورة أكبر لبعض أشعة الشمس الضارة
والأشعة من خارج النظام الشمسي
ويعتمد هذا
على الفصل الذي تم فيه السفر
ومدى الارتفاع
وطول الرحلة ونطاق السفر،
ولكن هذا الموضوع
لم يدرس بشكل موسع حتى الآن.
ومنذ عام 1991 أصدرت الهيئة العالمية للحماية من الأشعة
توصيات
بضرورة مراقبة العاملين في الطائرات
وقياس مدى تعرضهم للإشعاع
من أجل تقليل تعرضهم للأشعة المضرة.
وقد يكون الخوف من الإشعاع أكثر عند الحوامل
بسبب الخوف من تعرض الجنين للأشعة.
ولا توجد توصيات لعامة المسافرين حتى الآن.
*
follaya follaya 80217_1.gif فتكات ست الكل Fatakat 80217 القاهره – مصر