أيام زمان كانت جداتنا وأمهاتنا كثيرا ما ينجبن الطفل الأول قبل أن يبلغن سن العشرين، ومع الزمن بدات هذه الظاهرة تنحسر، خاصة مع زيادة عدد الأمهات العاملات.
ومع تقدم سن الزواج بوجه عام، والآن نجد هذا السؤال يراود الكثيرات: ما هو أفضل سن للإنجاب؟ وهل من الأفضل أن تركز المرأة على تعليمها وتقدمها الوظيفى قبل أن تنجب أم لا؟
فى هذا التحقيق نناقش مزايا وعيوب الإنجاب فى سن المراهقة وفى العشرينات والثلاثينات والأربعينات. اطلعى عليها وقررى بنفسك ما يناسبك.
الأم المراهقة
نسمع نصائح متضاربة عن الإنجاب قبل أن تبلغ الزوجة سن العشرين، وهى نصائح غالبا ما تركز على الاستعداد الصحى للأم فى هذه السن.
وربما كان من المناسب أن نستمع إلى تجربة حقيقية بهذا الخصوص. فيونا أنجبت أول أطفالها وهى فى التاسعة عشرة، وعمرها الأن 35 سنة، ولها أربعة أطفال غيره، أصغرهم فى الثالثة وهى تحكى تجربتها الشخصية فتقول : تزوجت عندما كنت أنا وزوجى فى الثامنة عشرة.
وقد قررنا أن من الأفضل أن ننجب فورا، حتى لا يكون الفارق فى السن بيننا وبين أطفالنا كبيرا، خاصة أن الفارق فى السن بين زوجى ووالده خمسون عاما، وقد توفى قبل أن نتزوج.
عندما حملت سمعت نصائح عديدة مثبطة لفكرة الإنجاب المبكر، لكننى لم أستمع لتلك النصائح.
بعد الولادة كانت صديقاتى يتجمعن حولى لمشاهدة المولود الجديد، وظل اهتمامهن لفترة قصيرة ثم تباعدت الصديقات اكثر نظرا لأن اهتماماتهن أصبحت مختلفة عنى، وبينما كن يحضرن الحفلات كنت أنا أرعى ابنى وأهتم بشؤونه.
اعتقد أنه من أهم مزايا الإنجاب المبكر أن الأم تكون فى قمة نشاطها الجسمى وقدرتها على الاحتمال تكون كبيرة جدا، فحتى مع قلة النوم فى المرحلة الاولى بعد الإنجاب لم أكن أشعر بالارهاق، كما أن جسمى عاد إلى رشاقته بسرعة خارقة بعد الولادة.
وقد عدت لعملى بعد شهرين من الولادة وكان من السهل على الموازنة بين احتياجات ابنى ومشاغل الوظيفة.
على جانب السلبيات تأتى بعض العوامل، مثل أن الممرضة التى كانت تزورنى بعد الولادة كانت تعاملنى كأم ليس عندها أدنى خبرة برعاية المواليد، وكنت أنا أتردد كثيرا فى مناقشتها بخصوص التعليمات التى كانت توجهها لى، وقد لاحظت مع تقدم سنى وفى الولادات التالية أنها كانت تسألنى عن رأى فى العديد من الأمور الخاصة بالمولود.
ولكن من ناحية أخرى فقد أصبحت أتعب بسرعة وأفقد صبرى وأقلق كثيرا، بعكس الحالة بعد ولادة أول أطفالى.
عندما فقدت وظيفتى قررت ألا أعمل وأن أصبح ربة بيت، وقد أنجبت فى سن المراهقة وفى العشرينات وفى الثلاثينات، وأشعر بأننى أخذت القرار الصحيح بالإنجاب المبكر، فأنا الآن فى الخامسة والثلاثين ويمكن أن أفعل ما أريده فأنا لازلت شابة، والفرق بينى وبين أكبر أولادى ليس كبيرا.
الأم العشرينية
كانت ليز فى السادسة والعشرين عندما أنجبت، بينما كان زوجها فى الرابعة والثلاثين، وهى تقول عن تجربة إنجابها فى هذه السن : تزوجت عندما كنت فى الخامسة والعشرين، وقد قررنا الإنجاب بعد أن أكمل دراستى الجامعية فى مجال التمريض، وقد قالت لى أختى إن ذلك جنون، فقد قررا الإنجاب قبل بضعة أشهر.
ولكن كانت وجهة نظرى أن المرأة فى الثلاثينات من عمرها يكون حملها أصعب، وربما تضطر للجوء إلى عمليات أطفال الأنابيب وما قد يشوبها من صعوبات وتكلفة كبيرة.
لم أكن أريد أن أترك وظيفتى بعد الولادة أو أن أركز على الوظيفة وأهمل الطفلة، لكن عندما عدت للوظيفة بعد أجازة الولادة وجدت أن مسألة الموازنة بين العائلة والوظيفة مسألة فى منتهى الصعوبة، بجانب أن مرتبى كان يذهب كله تقريبا كأجر للمربية التى تعتنى بابنتى.
ولذلك فقد قررت ألا أعمل حتى تدخل ابنتى الحضانة. ميزة الإنجاب المبكر أن الأم تكون فى سن مناسبة عندما يكبر أطفالها ويعتمدون على أنفسهم وبذلك تستطيع أن تذهب فى سياحة لمدة طويلة أو تمارس هواية معينة أو تفعل ما تحب أن تفعله دون الارتباط بأطفال صغار.
أعتقد أن السن المناسبة للإنجاب ليست سنا محددة، فالمهم أن تنجب المرأة عندما تشعر بأن زوجها مستقر وعلاقتها بزوجها وطيدة وكل منهما يريد أطفالاً، ويجب ملاحظة أن بعض النساء ينجبن كوسيلة لتوطيد رابطة الزوجية وهذا خطأ فالأطفال لا يزيدون التقارب بين الزوجين بل ربما يحدث العكس.
الأم فى الثلاثينات
فى الخامسة والثلاثين أنجبت أندريا طفلها الأول بينما كان زوجها فى الثالثة والثلاثين. أول ملاحظاتها على الإنجاب فى هذه السن أن المسألة كانت مخيفة وغيرت حياتها تماما، وتواصل : كنت أظن أن الإنجاب لن يغير من اسلوب حياتى، فقد كنت اعمل فى مجال العلاقات العامة وأسافر كثيرا.
تزوجت فى الخامسة والعشرين ولكن لم نفكر فى الإنجاب فى هذه السن. وبعد مرور خمس سنوات، وبالتحديد بعد أن بلغت الثلاثين بدأت أفكر فى أنه ربما قد حان الوقت لأنجب قبل ان يكبر سنى، لكننا أجلنا هذا الأمر لمدة سنتين، ثم بدأنا نحاول الإنجاب وكنت أشعر ببعض القلق لفكرة الإنجاب فى الثلاثينات وما قد يحدث من مخاطر لى أو للجنين، أو لزيادة احتمالات حدوث إجهاض، وهذا ما حدث لى، فقد أجهضت مرتين المرة الاولى بعد شهرين من الحمل والثانية بعد شهرين ونصف الشهر.
وكان هذا الأمر مرعبا بالنسبة لنا، وعندما كنت حاملا فى المرة الثالثة كنت قلقة جدا ولم أحس بالراحة إلا عندما حملت طفلى بين يدى.
رعاية الطفل كانت صعبة بالتأكيد، لكننى أعتقد أنها ربما كانت أصعب لو كنت اصغر سنا.
عندما ولدت طفلى كنت قد أنجزت الكثير فى حياتى العملية وكنت جاهزة نفسيا لإدخال تغييرات جذرية على أسلوب حياتى بما يتواءم مع رعاية ابنى، حتى إذا كان ذلك يعنى ترك وظيفة ذات دخل كبير ونجاح عملى نادر بالنسبة لامرأة فى سنى.
سلبيات الإنجاب فى سن كبير نسبيا أنه إذا أرادت المرأة أن تنجب عدة أطفال فإن عمرها لا يسمح بذلك غالبا. ونحن نفكر فى إنجاب طفل آخر، لكننى بعد بضعة أشهر سوف أكون فى الثامنة والثلاثين وفكرة الإنجاب فى هذه السن ترعبنى حقا.
الأم الأربعينية
كان عمر سو 44 سنة عندما أنجبت ابنتها، وهى تحكى تجربتها فتقول: الإنجاب لم يكن من أولوياتى، خاصة أننى كنت أعمل فى مجال التسويق واقضى غالب أوقاتى فى السفر وهذا يجعل من الصعب أن أحمل وأنجب وأرعى أطفالى.
بعد أن بلغت سن الأربعين دون زواج أصبح الإنجاب مسألة بعيدة عن تفكيرى تماما، ولكن فى السنة التالية تعرفت إلى زوجى وتزوجنا بعد بضعة أشهر، وكان زوجى مطلقا وله طفلان من زواجه السابق ولكننا فكرنا فى الإنجاب، ولكن واقعيا لم نكن نظن أن هذا سيحدث كما كنا مدركين لمخاطر الإنجاب فى هذه السن.
كنت فى رحلة عمل إلى الولايات المتحدة عندما شعرت بألم فى بطنى ولم أفكر فى أننى حامل، غير أننى عندما حدثت زوجى فى التليفون وشرحت له ما أشعر به قال لى أننى ربما أكون حاملا، وسارعت لعمل تحليل حمل وظهر فعلا أننى حامل.
ولحظتها شعرت بنوبة من الرعب الشديد والقلق وبصدمة حقيقية. كان السؤال الهام بالنسبة لى حينئذ : كيف سأوفق بين الحمل والوظيفة والسفر كثيرا؟ وكنت مدركة لضرورة خضوعى لعناية مكثفة طول فترة الحمل، والمخاطر التى قد اتعرض لها أو يتعرض لها الجنين.
ولكن من ناحية أخرى كنت أمارس الرياضة بانتظام، كما أمارس تمارين اليوجا، واتبع نظاما غذائيا صحيا، وبصفة عامة كانت صحتى جيدة بالنسبة لسنى، وعندما أجرى الأطباء مختلف التحاليل قالوا ان احتمال تعرضى أو الجنين للمخاطر احتمال بسيط، كانت ولادتى سهلة جدا، ولم أشعر إلا بألم خفيف وعندما أمسكت طفلتى بين يدى لم أصدق أنها ابنتى، ولقد كانت لحظة جميلة بشكل لا يصدق.
بالطبع لم يكن لدى نشاط فتاة فى العشرينات، مثلا، ولكنى تعاملت مع مسؤوليات رعاية ابنتى بشكل جيد جدا لأننى كنت أكبر سنا وأكثر خبرة بالحياة وأكثر ثقة بنفسى وأكثر هدوءا.
فى البداية كنت أريد أن أعود إلى وظيفتى ولكن عندما فكرت جيدا فضلت أن أترك الوظيفة، خاصة وأننى عملت منذ أن كنت فى الثامنة عشرة وأنجزت الكثير فى حياتى العملية وكنت أحب أن أقضى وقتا أطول مع ابنتى، فأنا أعتبرها أهم وأجمل شىء فى حياتى.
عندما أفكر فى الماضى أظن أننى كنت أفضل أن أنجب قبل عشر سنوات، لأننى أقول لنفسى أحيانا أننى عندما أكون فى الرابعة والستين ستكون ابنتى فى العشرين، وهو فرق كبير فى العمر، كما اننى كنت أحب أن أنجب أخا أو أختا لها، وهذا ليس مطروحا الآن.
خطوات مهمة لتحفيز الخصوبة
تدل البحوث على أنه خلال العشرين عاما الأخيرة قلت معدلات الخصوبة بصورة واضحة، حتى أن الباحثين يؤكدون أنه فى سدس الزيجات تحدث صعوبات فى الحمل.
وحتى وقت قصير كان من المعتقد أن خصوبة الرجل لا تقل مع تقدم السن، كما هو الحال بالنسبة للمرأة، غير أن البحوث الحديثة تؤكد أن خصوبة الرجل تبدأ فى الانخفاض بعد سن الرابعة والعشرين.
ومن ناحية اخرى فإن التقدم العلمى فى مجال علاج الخصوبة جعل من الممكن حدوث الحمل فى من 80 إلى 90 فى المائة من الحالات التى تحتاج للعلاج. ومن أهم أنواع العلاج بهذا الصدد أسلوب أطفال الأنابيب.
ولكن المختصين فى مجال الطب الطبيعى ينصحون باتباع بعض الخطوات البسيطة لتحفيز حدوث الحمل قبل اللجوء للعلاج، ومن هذه الخطوات ما يلى :
للزوجة
خطوات ايجابية :
– كلى طعاما غنيا بالحديد، مثل اللحم الأحمر قليل الدسم، والمشمش المجفف، والخضر كثيرة الأوراق داكنة الخضرة.
– تناولى ثلاث حبات من جوز البرازيل، وهو نوع من المكسرات كبير الحجم وغنى بمادة السلينيوم التى تساعد فى تفادى حالات الإجهاض.
– أضيفى إلى طعامك بعضا من بذور الكتان الذى يساعد فى الحفاظ على التوازن الهرمونى فى الجسم.
خطوات سلبية :
– يظن البعض أنه لزيادة احتمالات حدوث الحمل يجب ألا يمارس الزوجان علاقتهما الحميمة إلا خلال فترة التبويض، وهذا ليس صحيحا، حيث إن ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام تزيد من فرص حدوث الحمل.
– ابتعدى عن التدخين فقد أثبتت البحوث أنه يقلل الخصوبة ويسرع حدوث سن اليأس المبكر.
للزوج
خطوات إيجابية :
– أشرب قهوة، فقد وضحت البحوث الحديثة ان الكافيين يزيد من نشاط الحيوانات المنوية.
– كل الأسماك الدهنية، فهى غنية بمادة أوميجا 3 وهى ضرورية لإنتاج الحيوانات المنوية.
خطوات سلبية :
– ابتعد عن التدخين، فهو يقلل نشاط الحيوانات المنوية.
– لا ترتد سراويل داخلية ضيقة، حيث أنها ترفع حرارة الخصيتين وتقلل تهويتهما، وهذ يقلل عدد الحيوانات
m2m m2m 245060_1.gif فتكات هايلة Fatakat 245060 بلاد الله – فى بلاد الله
سبحان الله و بحمده