الفـصــام العقلي
موضوع مهم للدكتور احمد جمال ابو العزايم
تعريف:
بدأ وصف الفصام حينما لاحظ الفرنسي موريل أعراض نوع من الفصام لدى شاب في السادسة عشرة (كان متفوقاً و بارزاً) حيث اصابه الأنطفاء و الانسحاب و التدهور الدراسي ثم أكد ذلك كريبلين حينما أطلق عليه مرض الخرف المبكر . وقد اقرت المراجعة العاشرة للتصنيف الدولى للامراض icd-10 لمنظمة الصحة العالمي " على أن الاضطرابات الفصامية تتميز بشكل عام باضطراب أساسي في الشخصية و تحريفات مميزة في التفكير و الادراك و كذلك في المشاعر التي تكون متبلدة و غير سوية و عادة ما يبقى الوعي و القدرة الذهنية سليمين وان كان هناك بعض مظاهر القصور المعرفي مع مرور الوقت …"
شيزوفرنيا هكذا تعود الناس على نطقها، لكنها في الحقيقة تنطق (سيكدزوفرنيا) وتعني المرض العقلي، الفصام. «سيكدز» تعني انفصاما و«فرنيا» النفس، أو الروح.وسُمّي مرض الفصام بهذا الاسم (شيزوفرنيا) لأنه يتسبب في تغيير في شخصية المرء واضطرابات في السلوك، والفصام ترجمة للكلمة الانجليزية (شيزوفرنيا) وقد أطلق هذا المصطلح لأول مرة الطبيب السويسري بلويلر (Eugen Bleuler) عام 1911م، وكان بلويلر في ذلك الوقت متأثراً بكتابات سيموند فرويد وآراء فرويد في التحليل النفسي فأُطلق عليه "فُصام العقل"، وحسب تعبير بلويلر فإنه أُطلق على الفصام متلازمة الفصام حيث وصفه بأنه مجموعة أمراض تجتمع في اضطراب واحد
الفصام هو مرض عقلي ناتج عن عوامل نفسية المنشأ واضطراب أساسي في الشخصية وهو مجموعة من الأعراض التي تشير الى اضطراب عدد من الوظائف العقلية كالتفكير والادراك واختلال العواطف والسلوك والارادة، ولا تتجاوز نسبة انتشاره 1%، من أفراد المجتمع، وعادة ما تبدأ أعراضه في الظهور من سن 15 إلى 25 عاماً.
العوامل البيوكيميائية
هناك تغيرات كيميائية تصاحب مريض الفصام فرغم أنها لا تعنى بأى حال من الأحوال أنها مسببة الفصام وإنما رصد الإرتباط بينهما له أهميته فى أن زيادة أو نقص هذه المواد الكيميائية قد تساعد فى تحسن أو سوء حالة المريض. مثلاً:
*_ زيادة نشاط الدوبامين: وهى تعد أكثر النظريات قبولاً فى حدوث الفصام، كما أن تأثير مضادات الذهان يأتى على تلك المادة
*_ نقص السيروتينين: حيث يقل مولد السيروتينين (التربتوفان) فى حالات الفصام.
*_ لوحظ نقصان نسبة مستوى الجلوتامات لدى مرضى الفصام.
*_ وثبت أن للإندورفينات (التى تشبه الأفيون) دورها فى حدوث الفصام.
تغيرات فى المجموع العصبى المركزى
توجد شذوذات فى تخطيط كهربية الدماغ لدى مرضى الفصام أكثر منها لدى الآخرين.
توجد علامات قصور فى المجموع العصبى غير محددة، مثل القصور فى التعارف اللمسى والإهتزاز، كما تظهر رعشات وخلل فى المشى .
توجد في بعض الحالات علامات ضمور فى الدماغ تؤدى إلى انتزاع البطينات، وخاصة البطين الثالث، وهذا بوجه خاص يحدث فى الحالات المزمنة، والمصحوبة بابمشاكل في الذاكرة .
تغيرات ومصاحبات نفسية
يرى البعض أن سبب الفصام هوتجمع عادات سيئة أو تفاعل خاطىء مع البيئة فإذا زاد الضغط الخارجى مع هشاشة التكوين الشخصى زاد العجز عن تقبل الواقع ومن ثم حدث الفصام.
الأسباب المُرَسَّبة
رغم أنه من الصعب الربط بين مرض الفصام وموقف أو حدث بعينه إلا أنه توجد مواقف صعبة تكون مصاحبة لظهور مرض الفصام وهى ما يقال عنها القشة التى ظهر البعير.
اعراض الفصام:
يشعر المريض بالفصام بالاضطرابات التالية:
1- اضطراب التفكير:ويشمل اضطراب التفكير خللا بوجه عام في التعبير عن الأفكار ومجرى التفكير ومحتواه والتحكم فيه، وتضيق حدود انتباه المريض فيركز حول حياته الداخلية، ويضعف ترابط الافكار، ويظهر خلط بين الأسباب والمسببات. وبتقدم المرض تكثر الهذيانات وخاصة هذيان الاضطهاض والعظمة والجنس. واهم مظاهره
غموض التفكير: يبدو التفكيلا متداخلاً و مكثفًا. له بداية واضحة لكنها لا تؤدى إلى شىء.
اللاترابط: قد يتفوه بعبارات غير متماسكة ولا تصل إلى هدف له معنى وتكون الجمل مفككة.
اللاتوافق: فمثلاً قد يضحك المريض وهو يحكى مأساة محزنة أو يسمع نبأ فاجع.
توقف التفكير: وهنا يتوقف التفكير تمامًا ويشكو المريض من ذلك أو يستمر بعد التوقف فى موضوع جديد غيرالذى بدأ به.
فقر التفكير: لا يخرج المريض عن موضوعات قليلة محدودة يدور حولها دون انقطاع.
التفكير البدائى: لا يستطيع مريض الفصام تجريد المعنى بل يفهم المعنى الحرفى للكلمات. فيعجز عن معرفة مغزى مقولة عامية. فحين يقال له مثلاً " القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود " يظن أن هناك فعلاً قرش لونه ابيض و هكذا
إضطرابات إمتلاك الافكار
كأن أحدًا يحاول سرقة أفكاره أو يقحم أفكارًا بداخل عقله. أو أن أفكاره أصبحت مذاعة بين الناس بدون إذنه.
إضطراب محتوى الفكر
كوجود الوهامات (الضلالات) وأهمها وهامات الإضطهاد والمطاردة والتجسس والشك والغيرة والخيانة الزوجية وعادة ما تكون شاذة وغيرمتسقة. ولكن توجد حالات فصام دون وجود ضلالات أصلاً. وبالتالى فإن وجود هذه الضلالات لا يدل على الفصام وإنما على حالات الزّوَر (البارانويا).
إضطرابات الإرادة والحركة
يفتقد المريض إلى القدرة على إتخاذ القرار وقد يبدو عليه أنه إتخذ قرارًا لكنه لا ينفذه إطلاقا. كالطالب الذى يمضى سنوات وهو لا يفعل شيئا سوى إتخاذ قرارات متتالية بتنظيم ساعات الإستذكار. وفى كل مرة يقوم بتعديل الجدول وهكذا لسنوات حتى يتبين أنه مصاب بالفصام فقد إرادته.
2- اضطراب السلوك:ومن أهم مظاهره الانسحاب والانعزال، والبعد عن الواقع وفقدان الاهتمام بالذات وبالاسرة، واهمال العمل، وصعوبة في التعامل معه والتقرب اليه، ويشغل اهتمامه أفكار الناس وأقوالهم عنه، ويقل تفاعله الاجتماعي ويشعر أنه مراقب.
3- مقاومة العادات والتقاليد:فيظهر عليه معاداته للعادات والتقاليد واهماله لمظهره الخارجي والظافة والملبس.
4- الأعراض التخشيبة:وتظهر اضطرابات في الحركة للفرد والسبات والذهول والغيبوبة والثبات على وضع معين، والاستمرار في وضع جسمي خاص، والتقليد والطاعية العمياء، اصدار حركات نمطية بشكل متكر
5- العواطف:قد يفقد المريض بالفصام وبخاصة مع طول مدة المرض القدرة على التعبير عن عواطفه وقد تتميز بالسطحيه وعدم العمق أو تناقض المشاعر ، وفي الحالات الشديدة تبلد للمشاعر، ويظهر عليه عدم التناسق في انفعالات فيضحك دون أي سبب، وكثيرا ما يظهر استجابات مخالفة لطبيعة الحدث مثل أن يضحك لموت شخص أو يحزن في موقف مفرح.
6- إضطراب الحواس
وهو ما يطلق عليه الهلاوس – ومن أشهرها الهلاوس السمعية التي تكون موجودة في حالات القصام وتوجد بعض أنواع الهلاوس الأخرى مثل الهلاوس البصرية – وهلاوس الشم التي قد تكون أكثرها في الأمراض العضوية. وقد نجد المريض في بعض الأحيان يتحدث أو يضحك مع نفسه.
7- إضطراب في الإرادة والدوافع ويعني عدم الرغبة في عمل أي شيء وعدم وجود الدافع لإنجاز الأشياء وهذا ما يجعله غير منتج وقد يترك عمله ويجلس خاملاً طوال ساعات اليوم، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات ونوبات من التشبث بالرأي.
8- الضلالات: وهي اعتقادات باطلة يعتقد المريض في صدقها برغم خطئها وبطلانها، وهي على أنواع عدة منها اضطهاد العظمة، الاهمية توهم المرض، التلميح أو الاشارة، وتأثير القوى الخارجية.
أسباب الفصام:غير معروف بالتحديد أسباب الإصابة بهذا المرض ولكن هناك بعض النظيرات تتحدث عن عدة عوامل قد تؤدي دوراً في حدوث الفصام منها
1- عوامل بيولوجية :
ويقصد بها خلل في موصلات الخ ( الموصلات العصبية
2- عوامل وراثية :
حيث وجد هناك علاقة وثيقة بين العوامل الوراثية والإصابة بمرض الفصام وان كان هناك أطفال لديهم استعداد لهذا المرض، الا انه لا يظهر عليهم اذا لم يتعرضوا لمواقف وصعوبات ضاغطة مثل الأمراض الجسمية الخادة و مواقف متأزمة.وينتشر مرض الفصام بين أسرة الفصامي بمعدل أعلى من نظيره في المجموع العام للسكان، ونسبة انتشار أعلى بين التوائم الصنوية أعلى من التوائم غير الصنوية وهذا دليل على أهمية عامل الوراثة.والفصام بوصفه مرضا ذهانيا لا يورث بل أن ما يورث هو الاستعداد والتهيؤوالقابلية للمرض.
3- عوامل الشخصية
هناك علاقة بين الفصام وبين تكون الشخصية حيث وجد أن الأشخاص الإنطوائيين والخجولين وفرط الحساسية، والهدوء والخيال وصعوبة التعبير عن الانفعالات والتبلد ونقص المبادأة منذ الطفولة أكثر إصابة بالفصام.
4- عوامل تتعلق بالاسرة :بعض أنواع التربية وأنماطها قد تساعد على إصابة الشخص بالفصام مثل العنف الزائد ، والحرمان العاطفي، واعطاء أوامر متناقضة للطفل من الأب والأم في الوقت نفسها، ويقابل ذلك التدلل الزائد والحنان المتناهي غير المحسوب.
5- عوامل نفسية :مثل الضغوط النفسية الشديدة التي تؤدي إلى ظهور أعراض نفسية ذهانية ، وتكون بداية المرض الفصام وكذلك مثل سوء إستعمال العقاقير والمخدرات والكحوليات.
الفصام لا ينتقل
مرض الفصام أيضاً لا ينتقل بطريقة التعلم أو نظرية التعلن (Learning Theory) وقد أُجريت دراسات عديدة خاصة في الدول الاسكندنافية حيث تمت دراسة الأبناء الذين ولدوا لأُسر عادية، ليس لديهم تاريخ لمرض الفصام في العائلة وتم تبني هؤلاء الأطفال بعد الولادة مباشرة من قبل عائلات فيها مريض فصام، أو أن أحد الوالدين مصاب بمرض الفصام فتبين أن هؤلاء الأطفال بعد أن عاشوا سنوات عديدة وأصبحوا شباباً لم يكتسبوا ولم يصبحوا مرضى فصاميين.
تاثير الوراثة ضعيف
أن المريض الفصامي يكون دماغه مختلفاً عن شقيقه التوأم الطبيعي في دراسة مشهورة عن التوائم والفروقات بين التركيب التشريحي للمريض بالفصام وشقيقه التوأم الطبيعي. لكن هذا لا يمنع بأن بعض مرضى الفصام ليس في أدمغتهم أي تغيير عضوي، ولكن هناك اختلال وظيفي للدماغ ينتج عنه مرض الفصام. أيضاً الأطفال الذين يلدون مُبكراً (الأطفال الخُدج) دون أن يُكملوا الفترة الكاملة للحمل فإنهم أكثر عرضةً للإصابة بمرض الفُصام نظراً لعدم إكتمال الجهاز العصبي، وجميع الأطفال الذين يولدون بمشاكل صحية مُتعلقة بضرر بالجهاز العصبي فإنه مُعرّض للإصابة بمرض الفُصام عندما يصل إلى سن المراهقة.
العلاج:
يفضل دائماً أن يكون العلاج في صورة خطة علاجية متكاملة دوائية – نفسية واجتماعية ومن مراحله:
1- علاج دوائي :في صورة مضادات الذهان التي تنقسم إلى أدوية تقليدية و أدوية حديثة قليلة الأعراض الجانبية مقارنة بالأدوية التقليدية وقد تكون اكثر فعالية في بعض الحالات. ويجب أن يتعرف المريض أو المرافقون معه على كيفية استعمال العلاج والجرعة والخطة العلاجية والتأثيرات الجانبية للدواء.
2- علاج نفسي
وأشهر التدعيم وعمل الجلسات والاختبارات النفسية اللازمة التي تساعد المريض وتساعد في عملية التشخيص وكذلك العلاج الأسرى والعائلي اللازم وتغيير أنماط سلوك العائلة ، وكيفية معاملة المريض النفسي لضمان علاجه واستمراره في أداء وظائفه وإشعاره بالاهتمام والحب والحنان بدلاً من النقد الزائد أو الإهمال الزائد.
3- علاج اجتماعي
ويعتمد ذلك على حل مشكلات المريض الإجتماعية ، وتغيير المناخ المعرض له المريض إذا لزم الأمر إلي الذهاب للمرضى في أماكن إقامتهم للاطمئنان عليهم ومتابعة حالتهم وحل مشكلاتهم وعمل علاجات مفيده مثل تعلم المهارات الإجتماعية.
4- علاجات تأهيليه
مثل علاج منهج المنحة الإقتصادية والعلاج بالرياضة التي تساعد المريض على الإستبصار بطبيعة حالته وعودته للمجتمع شافياً كشخص نافع ومنتج.
أظهرت دراسة لعلماء معهد هاورد فلورى باستراليا أن ممارسة الأنشطة البدنية و العقلية من الممكن أن يحسن الاضطرابات السلوكية المصاحبة لمرض الفصام العقلي كما أنها تصلح الناقلات الكيميائية بالمخ و التي تتضرر عند الإصابة بالمرض .
و لقد اكتشف العلماء أن حالة فار معدل جينيا بحيث يظهر الاضطرابات السلوكية المصاحبة لمرض الفصام قد تحسنت بعد خضوع الفار لممارسة الأنشطة البدنية و العقلية مثل الجري على العجلات أو محاولة شم أغراض معينة .
amiratorki amiratorki فتكات حبوبة Fatakat 833332 القاهرة – egypt