ما زالت الزجاجة بأيدينا !
.
.
أهلا بكم احبابي الكرام ..
سمعتم بمعاناة الشاعر ؟
سمعتم بمعاناة الفنان ؟
هل سمعتم بمعاناة العبقري ؟
نعم سمعتم ..
إنهم يعانون ولكن معاناتهم في الغالب تنتج نصا أدبيا
أو لوحة فنية .. أ و فكرة عبقرية
أما معاناة الغريق ..
فلن ينتج عنها شيء سوى زفرات واستغاثات
لا يسمعها في الغالب إلا رب السماوات
.
.
.
تخيل أيها القاريء أنك الآن في وسط البحر تقاوم الغرق ..
وفجأة .. وبعد أن أعياك الجهد والتعب
رأيت عن يمينك زجاجة عطر تعوم ..
وضعت كفك عليها في آخر محاولة .. !
لعلها تكون وسيلة نجاتك .
.
.
.
وفعلا ..
وبهذه الزجاجة الصغيرة أنقذك الله
.
.
وطفوت على الماء
واسترحت من العناء
.
.
قبل قليل ..
كنت تفكر في النجاة من الغرق وحسب
الآن .. بعد أن أمنت الغرق
بدأت تفكر في العودة إلى الشط
يال طمعك أيها الإنسان
أراك وكلما أغلقت بابا من الدنيا فتحت عليك بابا
لكنك في كثير من الأحيان لا تحقق غاياتك
وفي غمرة الأماني والتعب غفوت قليلا
انفلتت الزجاجة الصغيرة من يدك
وما أفقت إلا وأنت تهوي إلى الأعماق
استجمعت قواك مرة أخرى
واتجهت نحو النور ..
إلى الأعلى
وفي ثوان معدودة طفوت على السطح
بحثت عن الزجاجة .. لكنك لم تجدها
الأمواج تلطمك ذات اليمين وذات الشمال
البرد والضعف أنهكك
أحسست بدنو الأجل
بدأت تتذكر خطراتك وغدراتك
وفي خضم ذلك لاحت صورة والدتك بعينيك
والدتك .. آه ..
تذكرت تقصيرك
تذكرت شجارك
تذكرت خصامك
يا لله ..
ماذا ستنفعك الذكرى
إنك لن ترى إخوتك مرة أخرى
ولا ولا زوجك ولا أبناءك
سينقصك البحر
وستفقدك الدنيا
وسيبقى مكانك خاليا إلا من الذكرى
الذكرى و الذكرى فقط
هل تخيلت ..
هنالك ..
سألت الله أن ينجيك منها وعاهدته إن نجاك منها
أن تكون من الصالحين
.
.
.
أيها القاريء أفق .
إنها مجرد خيالات
وتعال نكتب أنا وأنت ذكرياتنا الحلوة
فما زالت الزجاجة بأيدينا
ولنكسر القلم عن كتابة ما يسوء
قبل أن نبحث عن الزجاجة ثم لا نجدها
.
.
.
بقي شيء .. تأمله جيدا
حاجتك إلى الله أيها القايء وأنت على كرسيك الآن
لا تقل أبدا عن حاجة الغريق الذي يبحث عن قشة في عرض البحر لتحمله !
هل تأملت ؟
سبحانك أنت الغني ونحن الفقراء .
والله أعلم .
منقول
سوسو سوسى سوسو سوسى فتكات نشيطة Fatakat 602412 الجيزة – مصر