كيف نحلل شخصية الآخرين من حولنا
إنه موضوع مهم، فلعل التفكير ينتاب كل شخص منا، بل إنه يحتاجه كل فرد في المجتمع من أجل معايشة الآخرين، و كذلك يحتاجه المدربون و الدعاة و المعلمون و المديرين في الإدارات المختلفة، بل هو مطلب لكل من له عناية في التربية والإشراف والإدارة والمتابعة .
من هنا نقول هيا بنا نتجول ســوياً في
– كيف نتعلم أو نتعرف على هذه الصفة
– وكيف نفهمها ونحن صامتون
– وكيف نحلل شخصية الآخرين بدون أن تتكلم معهم
إن علماء النفس يفسرون بل يعتقدون بأن حوالي 60% من حالة التخاطب و التواصل بين الناس في أي مجتمع كان في العالم تعتمد على التخاطب غير الشفهي .
أي أن ذلك التخطاب يكون عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز، لا عن طريق التحدث باللسان .
وهذه الطريقة يرون أن لها تأثير قوى … أي أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات .
ونقول أن من الأخطاء التي نقع فيها جميعاَ هي تجاهلنا للغة الأجسام والإيماءات في محاولتنا في التخاطب مع الآخرين …لماذا ؟
لأننا لا نفهم ما يقوله الآخرون لنا من خلال هذه الصفة …. بل إننا نحلل الكلمات التي قيلت لنا من دون أن ندرك مغزاها لأننا لا نعرف لغة الإيماءات التي تنتاب المتحدث أمامنا، إننا نعتمد في تعاملنا على التخاطب المباشر وعدم النظر إلى ما يصاحب هذا التخاطب .
انك إذا أردت أن تقراء أفكار المتحدث فانه يتطلب منك التركيز عليه والتعرف على حركاته وهل هو يحب التحدث معك والإصغاء لك حينما تتحدث أنت إليه وهل أنت تعتمد على إيماءاته و إيحاءاته و رموزه عندما يتحدث معك، إن من الإيحاءات التي تحدث في حياتنا اليومية ولم ندركها ولم نشعر بالتأثير النفسي الذي ينتابنا أثناء الحديث نوجزها في بعض الحركات أو الايماءات والتي منها على سبيل المثال
لمس اليد للوجه أثناء الحديث … يقال أن ذلك مرتبط بالكذب ، وكذلك الحال عند لمس الأنف أثناء الكلام، لمس الأذن … وهذا يدل على التشكيك بالكلام أو ما يقال من حديث أمامه.
حالة الغضب عند النساء تجدها تميل إلى التحديق في عيني الرجل محاولة منها لطمأنته … ولكن لو فعل ذلك رجل مع آخر، فلربما تغير الأمر إلى نوع من التهديد أوماشابه ذلك .
عند عقد إجتماع في جهة معينة أو مدير بالعاملين لديه نجد أن كلاً من الحاضرين يصطنع إبتسامة مزيفة تظهر بوضوح في عضلات زاويتي فمه التي تُشَدّ وتُرخى في إتجاه الأعلى أما في حالة الإبتسامة الحقيقية فإن عضلات أطراف العينين تتقلّص .
تشابك اليدين عند المرأة بشكل لين … هذا يدل على إسترخائها و الدخول في الجو المحيط بها .
ومن العوامل الإيمائية عند بعض الناس … عندما يتحدث له شخصاً ما تجده يهز برأسه في إشارة إلى التأييد و الإهتمام …. ولذلك نجد أن الشخص المتكلم يزيد من سرعة كلامه .
ومن العوامل الإيحائية تشابك الذراعين ببعضها … وتباطؤ في ترميش العينين .. وهذا دليل على إن هذا الإيحاء يوحي إلى الملل أو عدم الموافقة …. وهذا ربما يحتمل أن المتكلم يبطئ في كلامه و ليس عنده سر الإقتضاب أو الإختصار في الكلام الذي سوف يتحدث به، التصاق الإبهامين مع بعضهما …. وهذا يعني أن المتحدث عقلاني ومثقف ويستطيع التأقلم مع الظروف العامة أو المحيطة به،
ومن الإيحاءات كذلك عندما يجري التعريف بشخص ما …. فإنه يظهر مستوى معين من الإهتمام وهذا يُعبّر عن إزدياد رفرفة أجفان العينين من 18 مرة إلى أكثر من 25 مرة في الدقيقة .
ومن الأشياء أو الإيحاءات التي لايمكن أن تخطر على بال أحد من العامة هو عند مقابلة شخص ما بالصدفة أو لغرض ما .. فإنك تطلب له أو تباشر عليه بسوائل باردة .. لماذا ؟
لأنها جاهزة ولا تتطلب وقتا للتحضير أما حينما نلتقي بأشخاص لهم علاقة قوية و تحترم هذا الشخص و تكن له المحبة والود والإحترام فإنك تقدم له السوائل الساخنة، و التي تحتاج إلى زمن أكبر لتحضيرها.
إذن السؤال هنا يطرح نفسه
ما هو السبب الذي يجعلنا نقدم ضيافة من المشروبات الساخنة للناس الذين تجمعنا بهم الألفة والمودة والعلاقة .
و في المقابل ماهو السبب المقنع الذي يجعلنا نقدم مشروب آخر غير القهوة الساخنة للبعض الآخر .
وهل هذا يعتبر نوعاً من الإستخفاف بالضيف الذي يشعر بشيء من برودة الإستقبال إذا لم تقدم له القهوة حصراً .
وضع اليدين على الطاولة بإتجاه الشخص المتحدث، هذه الخاصية تعتبر بمثابة دعوة لتكوين علاقة حميمة .
ومن العوامل التي يفطن لها البعض من التجار هي عند دخول السوق أو المحلات التجارية يفضل الشخص التوجه إلى اليمين ..لماذا ؟
لأنه سوف يستخدم اليد اليمنى بإعتبارها الأقوى و كذلك يشعر بالإنشراح إذا كانت الممرات واسعة و بالضيق إذا كانت هذه الممرات ضيقة .
ولذلك نجد أصحاب المخازن و المحلات ينفذوا رغبات الزبون فهم يضعون السلع الغالية الثمن في إتجاه اليمين وفي الممرات الواسعة و تكون السلع في متناول الزبون لأنه لا يشتري عادة أي سلعة لا يمسها بيده وقلما يشتري أحدنا سلعة كتب عليها ممنوع اللمس.
اليد مفتوحة هذه الإيماءة أو الخاصية تقترن بالصدق والخضوع، التصاق الذراعين هذا يعنى أن الشخص بحالة دفاعية سلبية .
أصحاب مطاعم الوجبات السريعة يعتمدون على الألوان الفاقعة والحادة مثل الأحمر والأصفر.. لماذا ؟
حتى لا يشعر الزبون بالراحة ويطيل الجلوس في المطعم دليل على حاجتها للرعاية وذلك لإثارة الشخص المقابل لها ليرفع الكلفة.
المتحدث الذي يجلس على كرسي ويضع يده على ظهر كرسي آخر … هذا يدل بأن عنده الرغبة أو الحاجة إلى شريكه تكون جالسة بقربه ليغمرها بعطفه.
منقول للافادة
الغمزة بالعين اليمين تعني أن الرجل عقلاني، ومنهجي بينما الغمزة بالعين اليسار معناها أن الإنسان عاطفي و لديه إحساس بغرائز من يقابله.
ومن هنا نجد إن جميع الأبحاث المتوفرة في هذا الموضوع تبين أن لغة الجسد هي الجزء الأهم من أي رسالة تنتقل إلى الشخص الآخر، و إن ما بين50 – 80 % من المعلومات يمكن أن تنقل بواسطة هذه الطريقة و أن الرسالة غير الشفوية المنقولة هي غنية ، ومعقدة في طبيعتها، و تحتوي على تعابير الوجه و القرب من الشخص المتكلم، و حركات اليدين والقدمين، و ملابس الشخص المتكلم ونظراته، و توتره، و إنفعالاته و ما إلى ذلك .
و هناك عاملان يجب التعرف عليهما
1-هل يستطيع جسمك أن يقول ما تريده منه ؟
2- وهل تستطيع أن تفسر لغة أجسام الآخرين ؟
إن الكثيرين منا لا يعي أو لا يدرك لغة الأجسام ، وهذا ينطبق على الشخص الذي لا يلاحظ الإشارات التي تنبعث من أجسام الآخرين ويتجاهلها و تعتبر في نظره غير مهمة، و لهذا يتطلب منا أن تثقف وأن نحاول أن نحصل على دورات تتحدث عن كيفية تحليل وإكتشاف الإشارات المضللة للغة الجسم .
وإليك بعض الأشياء التي يمكن أن تجربها
إنه يتطلب منك أن تحاول أن تتعرف على لغة أجسام الآخرين من حولك وذلك من خلال تجربة وهي مشاهدة التلفزيون لمدة عشر دقائق مع إخفاء الصوت كلياً، و من هنا دوّن ملاحظاتك عن لغة أجسام الناس المحبوبين لديك.
1- كيف يقفون أو يجلسون؟
2- ما نوع التعابير التي يملكون؟
3- ماذا تفعل أيديهم، و أقدامهم؟
4- ما نوع النظرات التي يملكونها؟
5- ما هي الوسائل غير الشفوية التي يمتلكونها؟
6- هل يتصرفون بعكس لغة أجساهم الإيجابية … و هل هذا يؤثر عليهم؟
7- إبدأ بالتصرف بلغة الأجسام الإيجابية لمن تحب، و تحترم، وسيبدأ الناس الآخرون بالنظر إليك بشكل مختلف عن السابق.
كريم زوجى حبيبى كريم زوجى حبيبى 1111720_1.gif فتكات متميزة Fatakat 1111720 المنصور – مصر