بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
في أحيان كثيرة يسرف الوالدان في لوم الطفل وتأنيبه،
وإشعاره بالذنب في كل ما يفعل، مما يؤدي به إلى تزمت واضح في تكوين ضميره،
ويترتّب على ذلك أنَّ هذا الضمير المتزمّت الجامد، يُحاسب صاحبه على كل هفوة،
كما يُسرف في أمره ونهيه،
ومن ثم يصبح الفرد شديد الحساسية، يُحاسب نفسه بقسوة، ويتذمر على ما يفعله أو يفكر فيه،
فهو يرى في أخطائه البسيطة ذنوباً لا تُغتفر،
ويتملّكه شعور بأنَّه مذنب حتى إن لم يكن قد أتى شيئاً يستحق عليه العقاب.
ألا ترى كثيرين يثورون لمجرد فكرة عابرة تجول بخاطرهم؟! فما هو ذنبهم؟! وما جرمهم حتى يعذبوا أنفسهم هكذا؟!
والواقع أن هذه الوسوسة العاطفية التي ورثناها جميعاً بدرجات متفاوتة،
لا علاقة لها بذنب حقيقيّ – في حالات كثيرة – لأنّها تكوَّنت في سن كان اقتراف الذنب فيه من المستحيلات،
ولكن لسوء التربية وقساوة الأهل، الذين يتَّخذون من أولادهم وسيلة لتفريغ شحنات غضبهم تحت ستار التربية المزيف!
يتكوّن لدى الفرد شعور عميق بالخطأ،
ويُخيّم عليه هاجس الشعور باقتراف ذنب ما!
ولذلك يُصاحب هذه العقدة شعور طاغي بالحاجة إلى العقاب،
قد يبدو ذلك غريباً! ولكن الإنسان الذي أُصيب بمثل هذه الآفة، غالباً ما يبحث عن عقاب لنفسه،
سواء كان هذا العقاب عن وعي أو لا وعي!
وفى أقصى حالات الشعور بالذنب يلجأ الشخص إلى إلحاق الأذى بنفسه،
مُعلناً اقتراف خطأ أو ارتكاب جريمة، وهو من ذلك برّاء!
وفى حالات أخرى يستفز غيره لا من أجل مضايقته، بل ليرد عليه بإهانة مماثلة،
أو يلجأ إلى مصاحبة شخص يظن أنه سينزل به العقاب!
ومن الملاحظ أن عقدة الذنب تتجسّد في ما يسمى
وساوسScruple" " مشتقة من كلمة لاتينية تعنى "حصاة "،
فمن المعروف أنَّ الحصاة إذا دخلت حذاء شخص ما، تجعله يشعر من وقت لآخر وهو يمشى، ببعض وخزات مؤلمة في قدمه، والإنسان الموسوس يشعر كذلك، وهو يسير في الحياة بآلام متقطعة، من شدة ذنب يتصور أنَّه اقترفه وهو لم يقترفه
#EH
emaaaana emaaaana 1226410_1.gif سوبر فتكات Fatakat 1226410 أبها – السعودية