السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحرارة الشديدة كالبرودة الشديدة كلتاهما يمكن أن تصيب الإنسان بالأنفلونزا أو البرد نتيجة التعرض للتغير الشديد في درجات الحرارة وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من هجوم الفيروسات أو البكتيريا..
ويوضح الخبير عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة أن الأنفلونزا يمكن أن تظهر نتيجة إصابة الإنسان بعدد من الفيروسات التي تتغير من حين لآخر لتحارب مناعة الجسم الطبيعية؛ ولهذا يمكن أن يصاب بها الشخص أكثر من مرة خلال العام، لكنَّ هناك أسبابًا أخرى تظهر نفس أعراض الأنفلونزا خلال فترة الصيف مثل الإصابة بفيروس البرد مع نقص المناعة المصاحبة؛ لتأثر الأغشية المخاطية لمداخل الجهاز التنفسي في الأنف والحلق مع التغير المفاجئ في درجات الحرارة عند الانتقال من حرارة الشارع إلى تكييف المنزل أو العمل، الأمر الذي يجعل انتقال العدوى أكثر سهولة، وتكون الأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا كالشعور بالتكسير في الجسم والرشح وارتفاع درجة الحرارة، وقد تصبح التكييفات نفسها مصدرًا للإصابة بالأنفلونزا أو البرد، حيث توجد أنواع من البكتيريا تعيش وتنمو داخل أجهزة التكييف خاصة تلك التي لا تجري عليها أية صيانة أو ينظف فلترها باستمرار، وأشهر هذه الأنواع (اللجيونيلا) التي تصيب الجهاز التنفسي وتؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد تؤدي إلى التهاب رئوي حاد، وقد تم اكتشاف هذا النوع الخطير عام 1978م عندما أصيب عدد كبير من أعضاء مؤتمر علمي كان مُقامًا في فندق خمسة نجوم لعدة أيام.. بالتهاب رئوي مفاجئ وتسبب في وفاة عدد غير قليل منهم، واكتشفوا أن أجهزة التكييف كانت مصدرًا لانتشار العدوى، وهناك أنواع من البكتريا موجودة داخل حلق الإنسان بشكل طبيعي، لكنها لا تهاجمه طالما كانت مقاومته قوية، وهنا يؤدي تعرض الشخص ـ الذي يأتي من مكان مرتفع الحرارة ويتصبب عرقًا إلى هواء المروحة أو التكييف المباشرين إلى إصابته ببعض الآلام الروماتيزمية في الجسم كله تتبعها مهاجمة البكتريا الموجودة بالحلق وتظهر نفس أعراض الأنفلونزا، التهاب الحلق وارتفاع درجة الحرارة وآلامًا شديدة في الجسم كله والتهابًا في الأذن.
تكييف المخ
الانتقال من حرارة مرتفعة لبرودة أو من برودة لحرارة الشارع يؤدي إلى نوع من الصدمة لجهاز التكييف الحراري في مخ الإنسان، فتَقِلُّ نسبة مقاومة الجسم لهجوم الفيروسات أو البكتيريا، وهنا ينصح الخبير مصباح بغلق التكييف قبل خمس دقائق من الخروج إلى الشارع أو تناول شراب دافئ؛ لتنبيه جهاز التحكم في تنظيم حرارة الجسم في مخ الإنسان إلى الاستعداد للتغير في درجات الحرارة حتى يقوم بتنظيم عمله، والعكس إذا كان الانتقال من الحار للبارد، فقبل الدخول إلى الأماكن المكيفة يجب تناول كوب ماء بارد يؤدي الوظيفة السابقة.
ارتداء الملابس القطنية أيضًا يمكن أن يقلل من نسبة تجمع العرق الذي يضعف المناعة عند مقابلته للهواء المباشر.
ومن السلوكيات الخاطئة كثرة تناول المشروبات الغازية أثناء ارتفاع درجة حرارة الجو وشعور الإنسان بالعطش؛ ذلك لأنها تؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث ترفع مستوى الضغط الأسموزي داخل الخلايا وترفع من مستوى السكر في الدم مما يزيد من الإحساس بالعطش.
وعند الإصابة بفيروسات بكتيريا الأنفلونزا أو البرد تصبح الراحة هي أولى خطوات العلاج التي يجب الالتزام بها لرفع مقاومة الجهاز المناعي بالجسم، ثم تناول الفيتامينات خاصة فيتامين (أ) الموجود بالجزر والخضراوات الورقية كالخس والجرجير والخيار، وفيتامين (ج) الموجود بالموالح كالليمون والبرتقال.
ضربة الشمس
يشرح الخبير محمد نضور أستاذ ورئيس قسم طب المناطق الحارة بجامعة عين شمس ضربة الشمس التي تصيب الكثيرين خلال شهور الصيف قائلاً: من المعروف أنه إذا ارتفعت درجة حرارة الجو عن درجة حرارة الجسم، يكتسب الجسم مزيدًا من الارتفاع في درجة حرارته، ويحدث ذلك نتيجة ملامسة الهواء الساخن لسطح الجسم، وامتصاص الجلد لأشعة الشمس.. وإذا لم يستطع الجسم التخلص من هذه الحرارة الزائدة، فإن الإنسان يشعر بالضيق والإرهاق، وفي الحالات الشديدة لارتفاع درجة الحرارة قد يصاب المخ بأضرار بالغة، وفي حالة التعرض الشديد لأشعة الشمس مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة والقيام بمجهود عضلي قد يصاب الإنسان بما يعرف (بضربة الشمس) وأكثر الذين يصابون بها هم الأطفال وكبار السن، وتتلخص أعراضها في الهبوط مع الإحساس بصداع ودوار وجفاف بالحلق واحتقان في العينين والوجه وجفاف شديد بالجلد مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة يصل إلى 40 أو 41 درجة، وفي بعض الحالات الشديدة قد تحدث الغيبوبة مع نوبات تشنُّجِيَّة وعصبية.
وضربة الحر أو الشمس لا تعني أنه لا بد أن يتعرض الإنسان لحرارة الشمس المباشرة فقط، بل إنها قد تحدث لمن يَظَلُّون في جو شديد الحرارة لفترات زمنية طويلة، مع وجود درجة عالية من الرطوبة في الهواء المحيط.. ومعنى ذلك أن الإنسان يمكن أن يصاب (بضربة حر) وهو في بيته نتيجة ارتفاع درجة الحرارة به؛ لأنه في هذه الحالة تتوقف عملية تبخر العرق، ويختل عمل الجهاز المنظم لدرجة الحرارة في الجسم.
وفي حالة الإصابة يكون الإسعاف السريع للمصاب بوضعه في حمام مليء بالماء المُثلج، أو وضعه في حجرة باردة مكيفة الهواء، وإذا لم تتوافر الحجرة المكيفة، فيجب الإسراع بخلع ملابس المصاب على أن يُغَطَّى بملاءة خفيفة مبللة بالماء وتوضع فوق جسمه، وتدار مراوح الهواء، ومع مرور الوقت يتبخر الماء من فوق الجلد ممَّا يساعد على الانخفاض التدريجي لدرجة حرارة المصاب حتى يفيق، ويُفَضَّل أن يوضع المريض في وضع الإلقاء الجانبي ليتعرض لأكبر مساحة ممكنة للهواء، ويحذر الخبير نضور من استخدام الأسبرين أو مخفضات الحرارة، حيث لن تؤدي إلى النتيجة المطلوبة.
الكسل وآلام العضلات
ويتابع الخبير نضور: أن عجز الجسم عن التخلص من الحرارة الزائدة نتيجة عدم قدرته على إفراز العرق يؤدي إلى الشعور بالكسل وآلام العضلات، نتيجة ما يحدث للعضلات من ارتخاء وتقلص بسبب فَقْدِ الجسم لقدر كبير من السوائل، فضلاً عن ملح الطعام، وإذا لم يتم تعويض ذلك خاصة ملح الطعام، يحدث تقلص العضلات وبشكل خاص أثناء المشي، كما يعاني الكثيرون خاصة زائدو الوزن من الإحساس بالكسل والخمول وعسر الهضم، السبب أن تراكم الدهون تحت الجلد يَحُول دون تسرب حرارة الجسم إلى الجو الخارجي، مما يزيد شعور البدين بالاختناق والضيق، وأيضًا الذين يعانون من قصور في الدورة الدموية يجب أن يحذروا أوقات الحر الشديد؛ لأن فَقْدَ كمية كبيرة من السوائل نتيجة للعرق الغزير دون تعويض ذلك يؤدي إلى بُطْء الدورة الدموية في المخ، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث جلطة في شرايين المخ.. وعلى هؤلاء الأشخاص، وخاصة كبار السن تجنب المجهود العضلي في الجو الحار الرطب، مع التعويض السريع عن فقدان السوائل، وأما عن الاعتقاد السائد بأن الحر يرفع الضغط فهو اعتقاد خاطئ؛ لأن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى توسيع الشرايين، وهذا تأثير طبيعي، وهو يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، وهكذا يعاني المرضى أصحاب الضغط المنخفض من فصل الصيف أكثر، ويشكون دائمًا من الدوار ونوبات الإغماء؛ ولذلك عليهم الحذر من التواجد أو السير في الأماكن الحارة أو التعرض المباشر لأشعة الشمس.***
وعلى الإنسان أيضًا أن يحمي جلده في فصل الصيف قدر المستطاع؛ لأنه أكثر أجزاء الجسم تعرضًا لأشعة الشمس الحارقة؛ ولهذا فإن الأشخاص الذين يسرفون في التعرض للشمس سواء في الشارع أم على شاطئ البحر هم الأكثر إصابة (بحرق الشمس)، الذي تزداد شدته تدريجيًّا، ثم يحدث تَوَرُّم بالجلد مصحوبًا بالآلام، وقد تحدث بثرات مائية تصل أحيانًا إلى فقاقيع كبيرة مؤلمة، وفي بعض الحالات تلتهب ملتحمة العين والقرنية والوقاية هنا تكون في وضع مراهم وكريمات مُلَطِّفة، مع عدم التعرض لأشعة الشمس خاصة وقت الظهيرة.
والاكتئاب أيضًا
الشعور بالاختناق والميل للكسل والاكتئاب والإحساس بالضيق والملل أيضًا من أهم شكاوى الصيف، ويفسر الخبير محمد عبد الرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر هذه الحالة المزاجية السيئة المصاحبة لموجات الحر الشديدة نتيجة لخروج كميات كبيرة من الأملاح الموجودة بالجسم مع العرق، الأمر الذي يؤدي إلى هبوط ضغط الدم، وشعور الإنسان بنقص في الطاقة ونقص في القدرة على الإنجاز والشعور بالميل للكسل، فيحاول الجسم تعويض ذلك فتزيد ضربات القلب وتزيد نسبة الأدرنيالين في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالخوف، ويسبب شعور الخوف هذا إحساسًا بالهلع فتزيد نسبة الادرينالين بشكل أكبر في الجسم فيضطرب الأداء الجسماني كله، ويبدأ الشخص في الشعور بالدوخة والهبوط، وأحيانًا يزيد هبوط ضغط الدم لدرجة يصعب معها وصول الدم الكافي إلى المخ فلا تؤدي وظائف المخ كما يجب، ويؤدي هذا إلى نقص الوعي ونقص الانتباه، ويكون إدراك الشخص للعالم حوله غير حقيقي. والعلاج هنا بسيط هو تناول أملاح الطعام بكميات معقولة وكثرة تناول الماء، ولا يُفَضَّل تناول المياه الغازية لأنها لا تروي الظمأ، كما أنها تزيد الوزن، ويفضل أيضًا تناول الوجبات الخفيفة في فترة الصيف، فأفضل غذاء في الصيف هو الخضروات والفواكه، وتجنب الأكلات الدهنية الدسمة والصلصة والمقليات، أما تناول البروتينات واللحوم فيجب أن يكون خاليًا من الدهون، كما يُنْصَح أيضًا بارتداء الملابس الواسعة الخفيفة ذات الألوان الفاتحة، وفي حالة الرطوبة العالية مع العرق الغزير يفضل استبدال الملابس الداخلية عدة مرات لأنه من الأفضل أن تكون جافة، وأنه تكون قطنية 100%.
ام بيسو2 ام بيسو2 292476_1.gif فتكات حبوبة Fatakat 292476 6 اكتوبر – مصر