بسم الله الرحمين الرحيم
السلام عليكم اخواتي
ألناس أجناس والعنف نوعان جسدي ولفظي
من الناس من يتظاهر بالاخلاق الحسنة والتصرفات الانسانية العادية، وما يظهرون عكس ما يخفون في نفوسهم من احقاد وضغائن وترسبات من الماضي، وهم لا يعرفون التسامح وسرعان ما تتجلى تصرفاتهم هذه بابسط الامور من النقاش والجدال والاحتكاك مع الآخرين، فينكشفون على حقيقتهم ويوقعون غيرهم بالمشاكل وهم يتفرجون. وهؤلاء موجودون في مجتمعنا فيجب التعامل معهم بحذر وتجنبهم لانهم يفقدون صوابهم بسرعة وينفجرون بعصبية تؤدي الى زرع الخلافات والمشاحنات بين الافراد والمجموعات التي قد تصل الى تجاوز السلوكيات الانسانية من شجار وقتال لا يعرف اين تصل الامور بهم من نتائج وخيمة تعود على الجميع بالاساءة والضرر، خصوصا وان العائلات متشابكة بالحسب والنسب والقربى وذوي الارحام . والمؤسف ان ظواهر العنف قد استفحلت في مجتمعنا ويمارسها الكبار قبل الصغار ولا رادع ولا وازع لهذه التصرفات التي تؤدي باصحابها الى الندم بعد فوات الاوان ووقوع الاحداث المؤلمة والمشينة، وقد توقع الضحايا لاتفه الاسباب وبساعة غضب وتوتر اعصاب وانفعالات سريعة دون ترو وامعان في علاج الامور على الشكل اللائق والانساني الحضاري .
آن الاوان ان نرتقي الى المستوى الانساني الحضاري اللائق بنا لاننا اصحاب حضارة وعريقو النسب والحسب من زمن الاجداد الاوائل الذين تمتد جذورهم الى زمن الصحابة، واخص بالذكر الامام علي لاننا ننحدر من هذا الجذر الاصيل بالعراقة والاخلاق العالية من التسامح والرجوع الى العقل وتقدير الامور بحس انساني وادراك اخلاقي، بعيدا عن النزاعات والانفلات الادبي بادعاء الرجولة والبطولات الآنية .
هناك اعتداءات لاشباع غرائز مؤقتة قد تؤدي الى القتل بعد الفشل من نيل الأرب ويتصرفون كأن شيئا لم يكن الى ان يقعوا في العدالة ولايستطيعون اخفاء جرائمهم التي تؤدي الى الاساءة لكل الروابط العائلية بما قد تصل الى الرحيل من البلد وتسكير بيوتهم وما الطرد الا عقاب يشرد الاهل البريئين من الجرم بتحمل المسؤولية لان المجرم اخ او عم اوقريب العائلة .
وهناك من يقدمون على القتل بادعاء شرف العائلة وتكون الضحية من النساء وكأن الرجل المعتدي على الاعراض لا ذنب له ويمر الامر بدون عقاب وخصوصا ان كان الامر يتعلق بشخص غريب او غير معروف .
وماذا نقول عن زوج يقتل زوجته او اخ يقتل اخته بادعاء شرف العائلة ويذهب في غياهب السجون لسنوات طويلة او المؤبد ويحمل الخطايا ويحاسب دنيويا في حياته ودينيا بعد مماته عند رب العالمين في آخرته . وليس اصدق من قوله تعالى : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق " ومن اعطى الحق للانسان ان يأخذ القانون بيديه والحق لجانبه متعديا على الباري عز وجل وتنفيذ جريمة نكراء بحق الانسانية . بامكاننا ان نعالج قضايا الشرف بوسائل اخرى نتجنب فيها ارتكاب جريمة وذلك بالاطلاع على اسباب الجنوح ان كان الامر كذلك قبل ان نحكم على المجني عليها بالقتل دون حساب . ان مجتمعنا بحاجة الى مراجعة حساب ولعل الاهل مسؤولون عن الزواج المبكر بفارق سن كبير او عدم تكافؤ بين الزوجين وكثيرا ما تؤدي هذه الحالات الى الطلاق او الانفلات بالعلاقات الزوجية فلماذا تحمل المرأة الذنب والمسؤولية وتكون النتيجة وضع حد لحياتها بارتكاب اثم وجريمة انسانية . ان الانفتاحية في حياتنا اليومية والسير في ركب الحضارات الجديدة واكتساب عادات وتصرفات من شعوب اخرى وقفزتنا النوعية بالتمشي مع اساليب الحياة الجديدة وتقليد الشعوب الاخرى بطرق حياتهم ومعيشتهم التي تتنافى مع تقاليدنا ونهج حياتنا يجعلنا نقع في مطبات اخلاقية نجني فيها على انفسنا بادعاء التقدم والتطور فوق ما نطيق ونحتمل من سلوك يؤدي بنا الى الوقوع في اخطاء كبيرة وانزلاق على مسالك حياتنا نهوي ارضا دون وعي وادراك لمسؤولياتنا ومفاهيمنا العربية وتقاليدنا الاجتماعية ناسين ما نملك من مرجعيات ادبية وعادات انسانية عالية ونحن صناع التاريخ والحضارات الانسانية الراقية .
إن العنف الكلامي ليس اقل حماقة من العنف الجسدي وقد يؤدي العنف الكلامي في اغلب الاحيان الى العنف الجسدي فحذار من العنفين لان لغتنا جميلة ومليئة بالتعابير الادبية والاخلاقية والانسانية وهي في شطريها اللغة العامية والفصيحة ثرية بالتعابير الحلوة والالفاظ العذبة لنخاطب بعضنا البعض باستعمال كلمات: شكرا وعفوا واسمح لي ومتأسف لتعم بيننا لغة المحبة والعفو والتسامح .
علينا التروي في اتخاذ القرارات المصيرية والاحتكام الى العقل والمنطق في تسيير امورنا الدنيوية ولا نأخذ القانون بايدينا ونقدم على ارتكاب الاخطاء والجرائم بحق بعضنا البعض .
أتمنى على ابناء مجتمعنا كبارا وصغارا ان لا يتسرعوا باتخاذ القرارات ودراسة الامور بعقلانية وهدوء وحل المشاكل بامعان وتروّ واستعمال النقاش البناء الهادف للتوصل الى الحلول السليمة والسلمية
&& عبير الورد && && عبير الورد && فتكات نشيطة Fatakat 171130 مدينة الحب – عالمي