كيف يمكنك تجنب عودة السرطان؟
تناول فيتامين «D» وحبوب الأسبرين قد يكون مفيداً
يبلغ عدد الأميركيين الناجين من الأمراض السرطانية نحو 12 مليونا، ويعتقد أن هذا الرقم سيزداد مع الزمن بفضل تطور وسائل الرصد المبكر للأورام وطرق العلاج الجديدة وازدياد أعمار السكان.
وبعد حدوث الإصابة بالمرض للمرة الأولى والمرور بكل فترات العلاج المضنية، يتحول الانتباه عادة نحو مسألة ما يمكن عمله لدرء حدوث إصابة ثانية به.
ويأخذ نحو ثلث الناجين من السرطان بتناول حبوب (مكملات) الفيتامينات والمعادن.
والسؤال هو: هل أن عليهم تناولها؟
توصي جمعية السرطان بتجنب تناول جرعات كبيرة من حبوب المكملات، واللجوء بدلا من ذلك إلى تناول حبوب الفيتامينات المتعددة بهدف ملء الفجوة الموجودة في التغذية، وهي الفجوة التي قد تحدث بسبب عدم اتباع نظام غذائي صحي جيد.
كما تبدي الجمعيات الأخرى المهتمة بالسرطان قلقها في هذا المجال.
حبوب الفيتامينات
في دراسة نشرت في مجلة «كلينيكال أونكولوجي» المعنية بشؤون السرطان عام 2024 الحالي، أجرى إدوارد جيوفانوشي وأندريو تي.
تشان، الباحثان في جامعة هارفارد، مراجعة للدلائل المتوفرة حول تناول الناجين من السرطان لحبوب الفيتامينات والمعادن.
ولعل أكثر الأمور المدهشة التي أوردها الباحثان، هو انتفاء وجود أي دراسات تتعلق بتناول الناجين من السرطان لحبوب الفيتامينات والمعادن فور تشخيصهم بالسرطان، ولذلك فلا توجد «في واقع الأمر» أي دلائل مباشرة.
ولحين حلول الوقت الذي تنطلق فيها بحوث مثل تلك، فإن علينا أن نتوجه إلى تحليل نتائج الدراسات المتعلقة بالاستعمال البعيد المدى للمكملات، ومدى ترابط تناولها مع حالات الإصابة القاتلة بالسرطان.
ولا تتيح هذه النتائج الأخيرة فصل تأثير المكملات على المرضى في مرحلة الإصابة بالسرطان قبل تشخيصه، وبعد تشخيصه.
إلا أنه وكما لاحظ الباحثان في جامعة هارفارد فإن تلك المعطيات التي تفترض وجود زيادة في أعداد الوفيات أو ازدياد حدة السرطان نتيجة تناول نوع معين من المكملات، تتطلب الاهتمام، على أقل تقدير.
فيتامين «D»
أكثر الجوانب المشجعة في الدراسة الجديدة هي أن تناول فيتامين «دي» يمثل أحد معالم المستقبل فيما يخص تقليل عودة السرطان.
ويتولد فيتامين «دي» في الجلد عند تعرضه للأشعة فوق البنفسجية «بي» UVB من الطيف الشمسي، لذلك يعاني الناس القاطنون في أعالي الأرض الذين يقل تعرضهم لهذا النوع من الأشعة فوق البنفسجية «بي» من الشمس إلى معدلات أعلى للإصابة بسرطان قاتلة
في القولون والثدي والمبيض.
وإضافة إلى ما ذكر أعلاه حول فيتامين «دي»، فإن تأثيراته تكون أقوى عند مقارنة معدلات الوفيات بالسرطان أو بسبب مشكلات أخرى،
الأمر الذي يقود إلى افتراض بأنه قد يكون لهذا الفيتامين تأثير متأخر عن عمل المرض.
وقد أشارت بعض جوانب التجارب إلى أن فيتامين «دي» له نشاط مضاد للسرطان، كما أن بعض التجارب على الحيوانات تفترض، جزئيا، وجود تأثير قوي له على منع انتشار السرطان من جزء إلى آخر في الجسم.
وتساعد الدراسات التي أجريت على المصابين بسرطان الرئة والثدي والقولون على دعم موقع فيتامين «دي»، إذ ظهر أن وجود مستويات عالية من هذا الفيتامين في الدم ارتبط بانخفاض معدلات وفاة المصابين وتقليل عودة السرطان.
إلا أن الدراسات التي أجريت حتى الآن لا تبرهن على أن تناول حبوب فيتامين «دي» سيؤدي إلى خفض عودة الإصابة بسرطان القولون.
كما أن الفيتامينات قد أصابت الباحثين بالخيبة مرات ومرات بحيث انحسرت مشاعر الحماس تجاهها.
ومع هذا وكما لاحظ باحثا هارفارد فإن هناك ما يكفي من الأدلة التي تدفع باتجاه إجراء تجارب مصممة للبحث في هذا الأمر.
تأثير محدود للفيتامينات
وفيما يخص الفيتامينات الأخرى، يبدو الوعاء نصف فارغ – بل وأسوأ من ذلك – إذ لا يبدو أن هناك تأثيرات واسعة للفيتامينات المضادة للأكسدة – مثل فيتاميني «سي» C و«إي» E، على السرطان
كما يبدو أن البيتاكارونين beta carotene، وهو أحد أشكال فيتامين «إيه» A،
يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين.
إلا أن الباحثين في جامعة هارفارد أثارا الأمل بشأن فيتامين «إي» الذي يخفض خطر سرطان البروستاتا المتقدم أو القاتل لدى المدخنين.
أما الفوليت folate فربما يتسم بـ«شخصية مزدوجة»، فمن جهة فإنه يخفض من حدوث أورام الأغشية المخاطية polyps في القولون
وهي أورام ما قبل سرطانية، إلا أنه أي الفوليت – وفي حالة وجود أورام الأغشية المخاطية تلك – يزيد من خطر تحولها إلى أورام سرطانية كاملة! وقال باحثا جامعة هارفارد إنه سيكون «أمرا حصيفا» للناجين من السرطان تفادي تناول الفوليت.
وهذه النصيحة مخالفة لما تحبذه جمعية السرطان الأميركية بشأن تناول حبوب الفيتامينات المتعددة، التي يحتوي الكثير من أنواعها على جرعات يومية لازمة من الفوليت.
كما يؤدي تناول الفوليت من حبوب الفيتامينات مع تناول كمياته الموجودة داخل منتجات الطحين ورقائق الحبوب المدعمة بحمض الفوليك
(وهو مركب صناعي للفوليت)، إلى زيادة كمياته اليومية.
قدرات الأسبرين
وعلى النقيض من انحسار الحماس المعهود بشأن ضرورة تناول حبوب الفيتامينات – عدا فيتامين «دي» – فإن الجميع ينظرون بثقة إلى قدرات الأسبرين العالية، وفقا لباحثي هارفارد.
ويصف جيوفانوشي وتشان الدلائل على أن الأسبرين يخفض من خطر عودة سرطان القولون بأنها «دلائل مفحمة»، وبشيران إلى نتائج تجارب عشوائية أظهرت أن جرعة يومية من 325 ملغم من الأسبرين خفضت عودة السرطان بنسبة 35% لدى 500
من المصابين الذين عولجوا من مراحل مبكرة من سرطان القولون.
والجانب المضيء الآخر للأسبرين يأتي من نتائج دراسة أجريت عام 2024 أشرف عليها الباحث تشان ربطت بين عادة تناول الأسبرين العادي
لدى الأشخاص الذين شخصوا بسرطان القولون المبكر وبين انخفاض خطر الوفاة لديهم بسبب المرض.
كما يظهر أن أنواع السرطان الأخرى تبدو حساسة أيضا تجاه تأثير الأسبرين.
وقد أشارت مجموعات أخرى من باحثي هارفارد في دراسات
لها عام 2024 الحالي إلى دوره الواقي المفترض ضد سرطان الثدي، وكذلك ضد سرطان الرئة.
والآن نطرح التساؤل التالي: كيف يتأتى لمثل هذه الحبة المتواضعة من الأسبرين أن تبعد شبح السرطان؟
إن الأسبرين يثبط إنزيم «كوكس – 2» COX – 2.
وهذا الإنزيم، إضافة إلى كونه عاملاً مساعداً في حدوث عمليات الالتهاب التي تشكل جزءا من الألم، يلعب دوره في عمليات أخرى تؤثرعلى نمو الخلايا ومن ثم على نشوء السرطان.
ولأنه يمنع عمل «كوكس – 2» فإن الأسبرين ربما يمتلك القدرة على إبعاد الخلايا من طريق التحول إلى خلايا سرطانية.
وهكذا فإن كانت هذه النتائج صحيحة فإن الأسبرين قد يكون مفيدا لبعض الناجين من السرطان.
ويتوقع جيوفانوشي وتشان أن يظهر يوم يمكن فيه فحص الأورام السرطانية بهدف التعرف على حالة إنزيم «كوكس – 2» فيها
وعندها سيعرف الأطباء والمرضى أهمية تناول الأسبرين!
the queen2016 the queen2016 images/avatars/wrong.gif فتكات رائعة Fatakat 226070 القاهره – مصر