الحلقة (4) التمسك بالعقيدة رجعية 2024.

الحلقة (4) التمسك بالعقيدة رجعية
ادعاء أن التمسك بالعقيدة الإسلامية رجعية

*مضمون الشبهة: *

بيزعم بعض المغالطين أن التمسك بالعقيدة الإسلامية رجعية، وأن تمسكنا بيها نوع من الجمود والتخلف الحضاري، وأنه تعصب للموروثات القديمة، وبيستدلوا على كده بحال المسلمين الآن وواقعهم الأليم

*وجوه إبطال الشبهة: *

1) العقيدة هي الجانب الغيبي اللى بيتطلب الإيمان به إيمانا لا يرقى إليه
الشك، ولها آثار واضحة في حياة المسلمين.

2)العقيدة الإسلامية عقيدة ثابتة واقعية، إيجابية تتمشى مع واقع الإنسان
ومتطلبات وجوده، قال تعالى: )لا يكلف الله نفسا إلا وسعها((البقرة: 286).

3) تمتاز العقيدة الإسلامية بالشمول والتوازن والوسطية، مما يجعلها تقضي
على التعصب وتبطل دوافعه.

دين الإسلام ماينفعش يُقاس بفكرة التقدمية والرجعية الغربية؛ لأن الدين مش افكار أو عادات قابلة للتطور والتغيير، بحيث يُوصف القديم منها بالرجعية، والحديث منها بالتقدمية، وإنما هو وحي منزه، وشرع منزل، قال تعالى في وصف كتابه الكريم: "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" [فصلت : 42]، قال مقاتل: (لا يأتيه التكذيب من الكتب التي قبله، ولا يجيء من بعده كتاب فيبطله) انظر تفسيري البغوي والجلالين.

لو نفع مثلا اننا نقول في بعض عادات الناس وتقاليدهم رجعية أو تقدمية، كعاداتهم في الطبخ و غيها من العادات اللى مش بتدخل ف نطاق المحرمات والواجبات أو المكروهات والمستحبات، واللى ممكن متناسبش عصرمن العصور، فالإسلام بأه ماينفعش تُوصف أحكامه أو توزن بميزان التقدمية أو الرجعية، لأنها مش عادات ولا تقاليد، وإنما هي أحكام شرعية.

أما في جوانب الحياة الأخرى فممكن زى ما وضحنا فى مثال الطبخ او المواصلات والاتصالات والطب مثلاً، فنقول توصل الناس في العصر الحديث إلى وسائل أفضل في علاج الأمراض، وكتير من وسائل الماضي في العلاج بقت مش مناسبة للعصر، واستعمالها رجوع إلى الوراء.


الحلقة (4) التمسك بالعقيدة رجعية
والأمر مختلف تماماً في مجال الدين، فالقاعدة تنعكس تماماً مع دين الإسلام، فكل ما رجعنا إلى الوراء زمنياً في التمسك بالدين وفهمه كان ده هو الأفضل والأحسن، لأن نصوص الشريعة نفسها
دلّت على كده ، و شجعت كل الأجيال القادمة أنها تقتدي بالقرون الإسلامية الأولى لأنها هي خـير القرون، فهماً للدين وإيماناً به وتمسكاً وعملاً بأحكامه، وأنه كل ما اقتربنا فهماً للدين وتمسكا واتباعاً من زمن نزول الوحي كان ذلك هو الخير والصواب.

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" [النساء : 59]،
فأمر سبحانه بالرجوع إلى الكتاب والسنة، مع أن نزول الكتاب والسنة من حيث الزمن ماض بالنسبة إلى كل العصور التالية.

وقال _عليه الصلاة والسلام_: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ" أخرجه البخاري ومسلم، القرن هو الطبقة من الناس المجتمعين في عصر واحد. وقيل: مئة سنة، وقيل غير ذلك

ومن ناحية تانية؛ نقول انه لا يصلح وزن الإسلام بمفهوم التقدمية والرجعية لأن دين الإسلام هو الدين الخاتم، مفيش بعده دين، فشريعته آخر الشرائع حتى نهاية الدنيا، لا تغيير فيها ولا تبديل، فلا يُوصف شيء منها بالقديم لأنه تغير، ولا يوصف شيء بالجديد لأنه لم يكن في الدين من قبل، قال تعالى: "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً" [الأحزاب : 40]،
وقال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً …" [المائدة : 3]. قال في تفسير الجلالين: ( "أكملت لكم دينكم": أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام).


الحلقة (4) التمسك بالعقيدة رجعية
ولأن الإسلام خاتم الأديان كان من أهم خصائصه اللى يجب الإيمان بيها أنه صالح لكل زمان ومكان حتى قيام الساعة، دون تبديل أو تغيير أو تطوير، ف اللى كان واجب الاعتقاد في زمن نزول الوحي، هو واجب الاعتقاد في كل زمن، واللى كان مأمور بيه من الأحكام في زمن نزول الوحي، مأمور بيه في كل زمن إلى يوم الحساب، قال تعالى: "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" [يونس : 15].

ف لازم نخاللى بالنا جدا من استعمال الفسلفة الغربية ومفهوماتها ومصطلحاتها في وصف الدين ووزن أحكامه وتاريخه وأحواله والتمسك بيه، وإلا ممكن اللى يعمل كده يقع في نتايج باطلة وخطيرة،

لا يمكن فهم الإسلام إلا بمفهومات الإسلام، ولا يمكن أننا ندور ونتكلم في القضايا المتعلقة بالدين إلا بأصول الشريعة وقواعدها ومصطلحاتها.

اشوفكم على خير


الحلقة (4) التمسك بالعقيدة رجعية
الحلقات السابقة


الحلقة (1) ظلم المرأة فى الميراث

الحلقة (2) معاملة غير المسلمين

الحلقة (3) دونية المرأة وانحطاط منزلتها فى الاسلام

*دوما لك الحمد* *دوما لك الحمد* 24649_83.gif اللهم ردنى إليك ردا جميلا Fatakat 24649 فى حضن جوزى وولادى – بيتى مملكتى

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.