الله هو الذي يمسك السماء والأرض
من رحمة الله بنا أن النيازك تحيط بنا من كل جانب وعلى الرغم من
ذلك لا يحدث أي تصادم ، والقوانين التي سخرها الله تساهم في هذا
النظام المحكم ، لنقرأ…….
الدراسة العلمية
قال علماء فلك إن أحد النيازك يمارس لعبة القط والفأر مع الأرض
بمشاركتها نفس المدار حول الشمس . وأوضح العلماء أن النيزك
مرة يسبق الأرض ومرة أخرى يتخلّف عنها في سباق حول الشمس
إلا أنه من المستبعد أن يحدث تصادم بينهما .
وقال باول كوداس الباحث في مختبر جت بروبلشن والذي يقوم
بدراسة النيازك :
هذا أكثر مدارات النيازك إثارة شاهدناه حتى الآن .
ويطلق على النيزك 2024 AA29 حيث يلتزم بنفس المدار الذي
تتخذه الأرض حول الشمس . وقال دوداس أن النيزك كان يدور
بسرعة منخفضة عن سرعة الأرض لعدة عقود إلى أن لحقت الأرض
به . وأضاف :
هذا الأسبوع تصبح المسافة بين النيزك والأرض هي الأقرب منذ 95
عام .
ومضى يقول أن جاذبية الأرض خلال هذه الفترة ستعمل على خفض
مدار النيزك مما يجعله يدور بسرعة أكثر من الأرض . ونقلت وكالة
AP عن العالم الفلكي قوله أن هذه العملية ستتكرر كل 95 عاماً مرة
تتقدم الأرض ومرة يتقدم فيها النيزك إلا أنه من المستحيل أن
يتصادم الاثنان .
عندما نخرج إلى الفضاء الخارجي نرى عالماً مختلفاً مليئاً بالعنف
والحجارة والنيازك والغبار والحصى والدخان…
وجميعها يمسكها الله ليس بيده (تعالى الله عن ذلك) فالله ليس كمثله
شيء ، ولكن يمسكها من خلال القوانين التي خلقها وسخرها لحفظ
الكون من التصادم والزوال ، وربما ندرك معنى قوله تعالى :
} إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا
وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا{
[ فاطر : 45 ]
وقد أخطأ بعض الملحدين عندما فهم من هذه الآية أن الله يشبه
إنسان يمسك السماء والأرض ، ونقول إن الله تعالى أكبر من ذلك
فهو خالق كل شيء ، وإمساكه للسماء والأرض يعني أنه هيَّأ لها
قوانين فيزيائية وكونية تسير بنظام محكم ، وتحافظ على استقرار
الكون ، وهذا دليل على وحدانية الخالق تبارك وتعالى ، ولو كان في
الكون إلهين لاختل النظام الكوني ، يقول تعالى :
} لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ{
[ الأنبياء : 22 ]
الإشارات القرآنية
من خلال هذه الدراسة يتبيَّن لنا أن هذا النيزك يسلك المدار نفسه
حول الشمس ، هذا المدار خاص بكوكبنا ولو حدث أي خلل في
القوانين الفيزيائية الصارمة التي تحكم حركة الأرض والنيزك ، لو
حدث مثل هذا الخلل لأدى ذلك إلى تصادم رهيب قد يدمر الحياة على
الأرض . ولو تأملنا دراسات سابقة نرى بأن ملايين الأحجار النيزكية
تسبح في الفضاء حول الشمس ، وقد تقترب من الأرض تارة وتبتعد
تارة أخرى ، ولكن لا يحدث أي تصادم .
إن هذا الأمر يدعونا لنحمد الله تعالى الذي أعطانا هذه النعم وقال :
} وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ{
[ إبراهيم : 34 ]
كذلك أكَّد البيان الإلهي على أن كل شيء يسير في الكون بنظام ،
يقول تعالى :
} اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ
وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ{
[ الرعد : 8-9 ]
وتأملوا عبارة
} وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ{
أي كل شيء يسير بنظام مقدر يضمن استمرار الحياة على ظهر هذا
الكوكب .
وهناك أمر مهم وهو أن الله تبارك وتعالى برحمته يمسك السماء بما
فيها من كواكب ونجوم ومجرات وأحجار وغبار ، كلها يمسكها ويبعد
خطرها عنا وقد أودع في هذا الكون القوانين الفيزيائية التي تضمن
ذلك . يقول تعالى :
} وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ{
[ الحج : 65 ]
فالله تعالى يمسك السماء بأجزائها وما تحويه من مخلوقات فلا يصلنا
أي ضرر منها ، بل إن الغلاف الجوي للأرض خلقه الله ليكون سقفاً
نحتمي تحته ويقينا شر هذه الأحجار والنيازك ،
يقول تعالى :
} وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ{
[ الأنبياء : 32 ]
صعيدية صعيدية 156367_3.gif فتكات متميزة Fatakat 156367 اسيوط – مصر