تتداخل اعراض أمراض كثيرة تصيب جلد طفلك وتختلف باختلاف لون وشكل الجلد وللتفريق بين هذه الأمراض عليكي بقراءة هذا التقرير الرائع المنشور في موقع مجلة الدواء اليوم
__________________________________________________ _
حلمتما به كثيرا, وتحقق الحلم أخيرا, وجاء إليكما صغيرا, حاملا معه افراحا وأجواء مليئة بالبهجة والسعادة, حاملا مع الأمل في أن يكون قرة أعين لكما, وعملا صالحا يخلد اسمكما.
تتبارون في إسعاده, ولكن سرعان ما يتبدل الحال, ويسيطر الخوف والقلق على النفوس حين يريا وليدهما مريضا ضعيفا, ونظرا لأن الجلد هو مرآة صحة الجسم العضوية والنفسية, وتغيره عن اللون الطبيعي قد يكون مؤشرا لإصابة الطفل بمرض خطير, كان للـ "الدواء اليوم" هذا الحديث مع الدكتور " وائل أبو عمران " – أخصائي طب الأطفال والرعاية المركزة لحديثي الولادة والمبتسرين بمستشفى حميات العباسية – عن لون الجلد ودلالاته..
في البداية أشار "د. وائل" إلى أن مراقبة الأم للون طفلها هو أمر في غاية الأهمية, ويجب أن تستشير الطبيب فوريا حين تلحظ أي تغير في بشرة الطفل أو ظهور لون لم تعتد عليه, مثل ظهور الألوان الآتية:
أولا: اللون الأبيض أو الباهت, والذي يعطي مؤشرا عن وجود أنيميا تؤكدها الفحوص المعملية, وأكثر ما يؤكد ذلك هو ظهور اللون الباهت على شفتي الطفل.
ثانيا: اللون الأصفر, والذي يدل على إصابة الطفل بالصفراء أو أحد الفيروسات الكبدية أو أنيميا البحر المتوسط, وتتأكد الأم من ذلك من خلال تحول بياض العين إلى الأصفر.
ثالثا: اللون الأزرق وهو إما أن يدل على أمر بسيط كأن يكون الطفل لديه شعور بالبرد أو يرتدي ملابس "جورب مثلا" ضيقة جدا, وإما أن يدل على أمر بالغ الخطورة كأمراض القلب والرئة, لذا على الأم مراجعة طبيب الأطفال في الحال إذا كانت الزرقة في كل الجسم أو إذا كانت في الشفاة واللسان مع صعوبة في التنفس واخيرا إذا كان وجه الطفل مزرقا وحرارته مرتفعة.
رابعا: اللون الأحمر أو الطفح الجلدي وهو الأكثر انتشارا في الدول النامية, وينذر بإصابة الطفل بأمراض في الغالب معدية, ويمكن ان تكون أمراض جلدية أو أوعية دموية أو حميات, وهو إما أن يأخذ شكل دوائر تنتشر في الجسم كله أو في أجزاء بعينها أو يكون على شكل نقط أو حبيبات صغيرة.
"الكوزاكي" يتصدر و"الطفح الوردي " يتذيل قائمة الأمراض الخطيرة
لفت د. وائل إلى أن خطورة الطفح الجلدي أو ضرورة مراجعة الطبيب عند ظهوره تكمن, في أنه عرض مشترك في كثير من الأمراض الطفولية والتي قد تكون خطيرة وقد تودي بحياة الطفل, ويجب الأخذ في الاعتبار أن هناك طفح جلدي مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة, وآخر تكون فيه حرارة الجسم طبيعية, ونجمل هذه الأمراض في الآتي
أولا: طفح الجلدي لا يشترط أن يكون مصحوبا بحرارة:
1- الأرتكاريا: وهي حساسية تصيب الانسان – بغض النظر عن عمره – وتتميز بأن الطفح الجلدي فيها يختفي ويظهر فتارة تجد البشرة صافية تماما وتارة تظهر عليها بقع حمراء فجائية مصحوبة بحكة شديدة, وإما أن تكون دوائية أو حشرية أو من نوع معين من الطعام, وهذا النوع لا يشكل خطورة فعلاجه هو أن يتعاطى المريض مضادات الهيستامين ليعود لحالته الطبيعية, ولكن ينبغي أن نتوخى الحذر من الحساسية الدوائية لأن لو لم يتم إسعاف المريض قد يصل الحال به إلى الاختناق ومن ثم الوفاة.
2- مرض الجديري: هو مرض فيروسي يصيب الإنسان ولا سيما الأطفال وهو من الأمراض المعدية غير الخطيرة إلا عند إصابته للسيدات الحوامل أو الأطفال حديثي الولادة ومن يعانون من نقص المناعة بشكل عام, ولا يأتي إلا مرة واحدة في العمر غالبا, والطفح الجلدي في ذلك المرض من أبرز الأعراض حيث يأخذ شكل كرات مائية صغيرة حمراء تنتشر في كل الجسم مصحوبة بحكة شديدة وبعد أيام تنفجر لتكون قشرة تلتئم بعد ذلك, ويمكن أن تنقل العدوى من المريض إلى الآخرين قبل ظهور الطفح بيومين أو ثلاثة وفي مرحلة تكون القشرة والالتئام.
ثانيا: طفح جلدي مصحوب بارتفاع درجة الحرارة:
وهذا النوع تتداخل فيه أمراض كثيرة منها الشهير والمعروف لدى الجميع كالحصبة على سبيل المثال, ولكنه لا يشكل خطورة على حياة المريض, ومنها ما يجهله الكثيرون برغم خطورته, حتى انه لا يرد في ذهن بعض الأطباء عند تشخيص الطفل كمرض "كوازاكي".
وبشكل عام الطفح الجلدي المصحوب بحرارة يمكن أن يدل على الإصابة بالأمراض الأتية:
1- الحصبة والحصبة الألمانية: مرضان فيروسيان شديدا العدوى، يصيبان الطفل خلال حوالي عشرة أيام الى اسبوعين من تعرضه للفيروسين. تبدأ درجة حرارة الطفل بالارتفاع بعد الإصابة لمدة ثلاثة أيام، يعاني خلالها من زكام شديد وسعال جاف ورشح بالأنف واحمرار وحرقة في العينين. ومع انتهاء اليوم الثالث تظهر لدى بعض الأطفال بقع رمادية أو بيضاء اللون تشبه ذرات الملح داخل الفم قبل ظهور الطفح, ثم يظهر الطفح وردي اللون مائلا الى الاحمرار خلال أربعة الى خمسة أيام خلف الأذنين والوجه، ثم ينتشر الى الجذع، ويبدأ بالانتشار على سائر الجسم كله، ثم يبدأ بالتلاشي في اليوم السادس من بدء المرض على مدى أيام معدودة.
ويتماثل معظم الأطفال المصابين بالحصبة للشفاء التام وتتكون لديهم مناعة دائمة ضد الفيروس المسبب للمرض, والآن بدأت تقل إصابات الأطفال بالمرضين نظرا لدخولهما في جدول التطعيمات الإجبارية التي يأخذها الطفل بعد عامه الأول.
2- الحمى التيفودية: هي عدوى بكتيرية حادة تسببها أنواع معينة من ميكروب "السلمونيلا" ,وهذا يحدث في حالات بسيطة من الإصابة بالميكروب, حيث أن الجزء الأكبر من إصابات السلمونيلا لا تسبب التيفود وإنما تؤدي إلى مرض أبسط، فهي مسؤولة عن معظم إصابات النزلات المعوية الناتجة عن طريق تناول الطعام الملوث.
ومن أعراضها, ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة , وظهور بقع وردية على الصدر تتحول إلى اللون الدموي فيما بعد ,وفقدان الشهية والشعور بالضيق والصداع وآلام في العضلات وآلام بالبطن وإسهال وأحيانا إمساك أو هذيان.
3- حمى الطفح الوردي: وهي مرض بسيط, يصيب عادة الأطفال من سن سنتين, وأحيانا البالغين, والمسؤول عن المرض نوعين من الفيروسات هما Human Herpes Virus 6 أو 7 Human Herpes Virus.
تلحظ الأم في هذه الحالة ارتفاع شديد ومفاجئ في درجة حرارة الطفل يستمر من 3 إلى 5 أيام بحد أقصى, وبعدما تهدأ الحرارة يبدأ الطفح في الظهور ويتكون من العديد من البقع الوردية الصغيرة, يظهر عادة على الصدر والظهر والبطن ثم ينتشر إلى العنق والذراعين. وقد يصل إلى الساقين والوجه.
ومعظم الأطفال يتعافون تماما من الطفح الوردي في غضون أسبوع من بداية الحمى.
4- الحمى القرمزية: هي عدوى بكتيرية يسببها نوع من الميكروبات السبحية ( العقدية ) التي تصيب الحلق, هي أكثر انتشارا في الأطفال من سن 2 – 10 سنوات خاصة في فصلي الشتاء والربيع, ومن اعراضها ارتفاع في درجة الحرارة قد يصل إلى 40 درجة مئوية, ويظهر الطفح الجلدي في اليوم الثاني تقريبا من ارتفاع الحرارة التي تستمر من 3 إلى 5 أيام, وفي هذا النوع من الجمى يجب إعطاء الطفل مضادات حيوية مع التأكيد على الأم على ضرورة إكمال العلاج حتى لو انخفضت حرارة الطفل.
يكون شكل الطفح في هذه الحالة قرمزي اللون ، و يبدأ في الرقبة و الصدر و البطن ثم ينتشر ليشمل الجسم كله خلال 24 ساعة. و ينتشر الطفح ثنيات الجسم مثل تحت الإبط و بين الفخذين و بين الأصابع. و يكون الوجه مميزا باحمرار شديد مع وجود هالة بيضاء حول الفم, و يستمر لمدة حوالي ثلاثة أيام ثم يختفي تاركا وراءه تقشير خفيف جدا.
ومن الأعراض أيضا البارزة التي تساعد في التشخيص في الأيام الأولى يكون اللسان مغطى بطبقة بيضاء مع وجود نتوءات بارزة تشبه الفراولة، و يسمى اللسان في هذه الحالة بلسان "الفراولة البيضاء", وبعد عدة أيام يحدث تقشير في هذه الطبقة البيضاء باللسان فيصبح اللسان أحمر اللون مع وجود نفس النتوءات البارزة و يسمى بلسان "الفراولة الحمراء".
5- الكوازاكي: هو التهاب شامل يصيب الأوعية الدموية صغيرة ومتوسطة الحجم و يؤثر في جدرانها مما قد يسبب التوسعات الشريانية خاصة للشرايين التاجية وهي التي تغذي القلب, وبالرغم من خطورته فهو مرض غير شائع في التشخيص أي يغفل عنه بعض الأطباء, وسمي بهذا الإسم نسبة إلى مكتشفه وهو طبيب الأطفال الياباني "توميساكو كاوازاكي" في عام 1967.
ويصيب الأطفال من سن 2 إلى 5 سنوات, حتى أن غالبية الأطفال المصابين يكونون تحت الخامسة, وهو أكثر أنتشارا في الذكور عن الإناث.
ومن الأعراض المميزة للمرض , حدوث حرارة مرتفعة من دون سبب واضح لا تستجيب للمخفصات لمدة 5 أيام على الأقل ويكون الطفل, وقد يصاحب الحرارة أو يتبعها التهاب في ملتحمة العين مما يسبب احمرارها وقد يظهر أنوع مختلفة من الطفح الجلدي قد تشابه طفح الحمى القرمزية أو طفح الحصبة أو الحساسية أو غيرها ويشمل عادة الجذع والأطراف وربما يشمل منطقة الحفاظ وقد يشمل كامل الجسم.
فضلا عن احمرار الشفتين مع الجفاف والتشقق واحمرار اللسان ( يسمى لسان الفراولة) وأيضاً احمرار الحلق, أما اليدان والقدمان فقد تنتفخان مع احمرار في راحة اليدين أو القدمين, بالاضافة إلى تضخم للغدد الليمفاوية في الرقبة وعادة تتأثر غدة واحدة ويزيد حجمها عن 1.5 سم وأحياناً تظهر أعراض أخرى مصاحبة مثل ألم وانتفاخ في المفاصل، ألم في البطن، إسهال، تهيج شديد.
تكاليف باهظة والعلاج حتمي
وختاما شدد "د.وائل" على ضرورة إدخال الطفل إلى المستشفى بمجرد التأكد من الإصابة, نظرا لما يتطلبه المرض من سرعة الخضوع للعلاج حتى لا يتأذى قلب الطفل, بالإضافة إلى إجراء موجات صوتية على قلب الطفل المصاب لمعرفة ما إذا كان تأثر أم لا.
كما طالب وزارة الصحة بتحمل ولو جزء من تكاليف العلاج, وذلك لما يتكبده الأهل من متاعب مادية لارتفاع سعر العلاج بشكل مبالغ فيه, حيث لفت إلى أن العلاج يكون عبارة عن حقن لرفع المناعة, ويحتاج الطفل جرام أو اثنين لكل كيلو جرام من وزنه, والجرام بحوالي 300 جنيها مصريا, فلو طفل في الثانية من عمره , يتكلف علاجه في اليوم الواحد حوالي 5000 جنيها, فضلا عن مصاريف الاستضافة في المستشفى.
المصدر
الدواء اليوم
https://www.aldawaalyoum.com/index.ph…B1%D8%A7%D8%B6
ورود الطبيعة ورود الطبيعة فتكات جديدة Fatakat 834378 القاهرة – القاهرة