ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَـن سَبِيلِ اللّهِ
إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
الأنعام 116 – 117
يقول تعالى لنبيه محمد صلـى الله عليــه وسلم محذرا
عن طاعة أكثر الناس ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ
يُضِلُّوكَ عَـن سَبِيلِ اللّهِ ) فــإن أكثرهم قد انحرفوا في
أديانهم وأعمالهم ، وعلومهم . فأديانهم فـــاســـــدة ،
وأعمالهم تبع لأهوائهم، وعلومهم ليس فيها تحقيق،
ولا إيصال لسواء الطريق .
بل غايتهم أنهم يتبعون الظن ، الذي لا يغني من الحق
شيئا ، ويتخرصون في القول عـلى الله ما لا يعلمون ،
ومن كان بهذه المثابة، فحرى أن يحذِّر الله منه عبادَه،
ويصف لهم أحوالهم؛ لأن هذا – وإن كان خطابا للنبي
صلى الله عليه وسلم – فإن أمته أسوة له في سائر
الأحكام ، التي ليست من خصائصه .
والله تعالى أصدق قيلا وأصدق حديثا، و ( هُوَ أَعْلَمُ مَن
يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ) وأعلم بمن يهتدي . ويهدي . فيجب
عليكم – أيهـا المؤمنون – أن تتبعوا نصائحه وأوامره
ونواهيه لأنه أعلم بمصالحكم وأرحم بكم من أنفسكم.
ودلت هــــذه الآية على أنه لا يستدل على الحق بكثرة
أهله ، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكـون
غير حق ، بل الواقع بخلاف ذلك ، فإن أهل الحق هـم
الأقلون عددا ، الأعظمون – عند الله – قدرا وأجرا، بل
الواجب أن يستدل على الحق والباطل ، بالطرق
الموصلة إليه .
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 270)
للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أزهار عبدالرحمن أزهار عبدالرحمن فتكات هايلة Fatakat 495394 … – ..