تخطى إلى المحتوى

سباق التسلح النسائي

سباق التسلح النسائي

بقلم د.لانا مامكغ
Saturday, October 10, 2024

داخل عيادة أحد أطباء الأطفال، شاهدتها تحتضن وليدها الصغير، فبدت لي أما للمرة الأولى أو الثانية على الأغلب، لم أعرف، لكن ما أثار اهتمامي فعليا هو شكل يديها… فقد انتهت أصابعها بأظافر طويلة مطلية بلون برتقالي فاقع…

فاستسلمت كالعادة لجملة تأملات وتساؤلات مقلقة: ما موقف هذه السيدة الصغيرة من طفلها ؟ كيف تعتني به وبجسده الغض وهي مسلحة بهذه الزوائد؟ هل سمعت بأنفلونزا هذه الأيام؟ كيف تطبخ؟ ما هو تعريفها للجمال؟ ما هو موقف زوجها بالضبط… كيف تواجه وتعالج حالات الأذى التي تحدثها فيمن تلامسهم…؟

مهما أغرتنا القضايا الكبيرة بالكتابة والبحث، فلا يعني هذا أن بعض المظاهر اليومية التي قد تبدو لبعضنا صغيرة هامشية، قد أشبعت بحثا.

منها مثلا، هذه المسألة الشكلية والحساسة في آن معا، ألا وهي العيب الجمالي المؤسف، والآفة الصحية التي تصر أغلب النساء على التحلي بها… ظاهرة إطالة الأظافر.

ومن يرصد هذه الظاهرة، التي لا تحتاج لقوة ملاحظة لرصدها- سيدهش من شدة إقبال الشابات على فعلها بشكل يدعو للتساؤل عن أصول هذا الميل ودوافعه، والأسباب النفسية التي تكمن وراء هذا الاندفاع.

وعلى ذكر الأسباب النفسية، فإني أعترف بأننا في زمن ما، وتحديدا بعد التخرج من المدرسة مباشرة، قد أقبلنا بدورنا على التحلي بهذه الآفة، كرد فعل – ربما- على ممارسات بعض المعلمات، اللواتي كن يسارعن لمعاقبة كل من تضبط بذنب النسيان لحكاية قص الأظافر. هذا بعد أن يصببن محاضرة مطولة على رؤوسنا يدور محورها حول القواعد الصحية، والنظافة الشخصية، وسلسلة الأمراض التي قد تصيبنا فتقصف أعمارنا، من جراء إهمالنا لقص أظافرنا، على اعتبار أنها مأوى لأنواع شتى من الأوساخ والميكروبات، في حين أن نظرة منا إلى المتحدثة المنفعلة، كانت كفيلة بنسف ثقتنا فيما تقوله تماما، إذا كانت تلوح بيدين تنتهيان ؟غالبا- بأظافر مطلية بعناية… ومدببة حادة… وطويلة!.

وإذا استثنينا هذا الدافع، فقد تكون بعض المجلات النسائية وراء تشجيع الشابات على الإقبال على هذه الظاهرة، وذلك حين تقدم مقالات مطولة عن الكيفية التي تؤدي لامتلاك أظافر أقسى، وأمتن، وأشد فتكا!.

وهذه المجلات في مجملها، لا تعلم الشابة إلا كيف تبدو أكثر (صناعية) وأشد (تفذلكا)، بأساليب تقتل النضارة في الشكل أولا، وفي الروح ثانيا وأخيرا!

إن توق أي أنثى- مهما كان عمرها- لأن تبدو أجمل، توق طبيعي، ومطلب مشروع، إلا فيما لا يتعارض مع ما يشوه رقتها، أو يخالف قواعد الصحة العامة.

قالت إحدى الكاتبات الأجنبيات يوما: على المرأة أن تكون جميلة، حتى تكون محبوبة… وفي عمر ما، عليها أن تكون محبوبة.. حتى تكون جميلة!.

ونقول: يمكن للمرأة أن تكون محبوبة في أي عمر، إذا راعت البساطة في المظهر، وعملت جهدها طوال سني عمرها في امتلاك جمال النفس، الجمال الأبقى، الجمال الأصعب!

ولنعد إلى الظاهرة المؤسفة، إياها، فنقول:

إذا افترضنا أننا نطيل أظافرنا لنيل إعجاب الجنس الآخر- ومعذرة على سوء الظن! ؟فهلا سألنا أنفسنا يوما، ما هو موقفهم فيما نفعل ؟.
أنا اعتقد أن رأي الشباب هنا مختلف .. فلا يمكن أن يعجبهم موضوع الاظافر الطويلة جدا والمدببة و الملونة في وقت واحد !!! حيث أن هذا يذكرهم بأطراف بعض الكائنات

ماهيتاب أشرف ماهيتاب أشرف images/avatars/yellowflower.jpg ممنوعة من المشاركة Fatakat 35999 المعادي – مصر

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.