تخطى إلى المحتوى

” العبارات المزدوجة المعنى “

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اهلا اخواتى الكرام

“أشخاص سيئوا الطباع كيف تتعامل معهم” ، لعل هذا الكتاب مر على كل مهتم بالعلوم الإنسانيه والأساليب الصحيحة للتعامل مع الغير ..
شاهدت الكتاب مرات عديدة على ارفف المكتبات ولم اتحمس كثيراً له ، لكن فجأة وجدنه في أحد اركان منزلي ، وحين سألت اتضح لي أن احد اخوتي قد اعجبه العنوان وقد اثاره ليقرأه ، قلت له وماذا وجدت فيه ؟

قال للأسف لم افهم شيئاً ، الكاتب يحلل المشكلات ويغوص ويتعمق ومع ذلك لايعطينا حلول شافية..
شجعتني كلماته على قرأته كي أعرف كيف حلل المشكلة ولم يحلها ، فوجدت ان الدكتور جاري كارتير مؤلف الكتاب هو طبيب نفسي عانى كثيراً من الأشخاص المحقرين من شأن الأخرين ، حتى انه قرر ان يؤلف كتاباً ” ليكشف الاعيب هذه الفئة من الناس ” ، وإن اردنا تصنيفها في عالمنا العربي فنستطيع ان نصفهم ” بالمستفزين ” وهذه الشخصيات متواجدة فعلاً وبكثرة من حولنا ، لكن اشد مالفت نظري هو ماقاله

الدكتور جاري كارتير بأن اخطر واخبث طرق الإستفزازين هي أطلاق كلمات ” مزدوجة المعنى “ ويصف الدكتور جاري كارتير هذا الأسلوب انه اكثر الاساليب التي كانت تستفزه وتثير أعصابه، حين يقول احدهم معنى بينما يقصد معنى مختلف تماماً ، ويقول الدكتور جاري كارتير ان العدو ” الاستفزازي ” يعطيك كلمة تعطي في ظاهرها كلمة طبيعيه لكنه في باطنها يقصد استثارة اعصابك ، وقد يفعل هذا الشيء امام الجميع لأنه يعرف

جيداً ان لا احد سوف يفهم مقصده سوى أنت ” لأنه يعلم ان هذه الكلمة سوف تؤذيك “
حين راجعت كلام الدكتور جاري حمدت الله سبحانه وتعالى على نعمة الإسلام فالله سبحانه وتعالى اعطانا الحل الجذري والشافي الوافي لمشكلة ” العبارات المزدوجة المعنى “

هذا مايقوله ديننا يادكتور جاري كارتير ..

لكن ماهو الحل الذي اعطانا الله سبحانه وتعالى وفيه راحة وسعادة لنا ، بينما غفل الدكتور جاري كارتير المختص في الطب النفسي المشهور عن معرفة طريقة التعامل مع هذه المشكلة ؟
الحل نجده في أية طالما سمعناها ورددناها لكن ليس كل شخص عمل بمقتاضها
الأية 12 في سورة الحجرات ..
في قوله تعالى..

بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم…الأيةنعم ” الظن “ هذه الأحرف الأربعه هي الحل الشافي الوافي لمشكلة ” ألعبارات المزدوجة المعنى التي يصفها الدكتور جاري !
فهل هناك ماهو اروع من ديننا ، والله اننا في نعمة لايعرفها الا من حرم من نعمة الإسلام ومن قضى حياته في الشرك وهو لايعرف ان في هذا الكون دين انزل من رب العالمين فيه كل الحلول وفيه كل السعادة للبشرية أجمعين ..

قد يقول شخص لكن ياصريح كيف تريدني ان افترض حسن الظن في شخص انا واثق تماماً انه يقصدني ، سوف اقول لك رائع انا متفق معك ، لكن هل لديك القدرة على الدخول لقلب هذا الشخص ومعرفة إن كان يقصدك فعلاً او قال كلمة عفوية ؟
قد تقول لاتقنعني انا متأكد ليست اول مره يفعلها ، حسناً رائع ، لكن ماذا إن اريته علناً أنك أخذته كلامه على حسن الظن ، ماذا سوف تكون ردة فعله ؟

هذا هو ما أعنيه تحديداً ، فالكثير من المشاكل لدينا القدرة على حلها إن اتينا لها من الجهة المقابلة أو بمعنى أصح اتفقت مع خصمك على اتجاه واحد ، وحين تفعل ذلك و بدلاً ان يشاهدك امامه ليستمر في صدمك سوف يفاجاء أنك تسير الى جواره ، وبذلك سوف يخجل بشدة من نفسه لأنك قابلت سوء تفكيره بحسن الظن منك

، لهذا نجد أن الله سبحانه لم يأمرنا بشيء عبث ولاحظ معي ان سوء الظن لا يضر عدوك فقط لكن لأنه يضرك أنت فالشخص الذي يسيء الظن يعيش في ضيق دائماً ويتمكن منه الشيطان ” الذي هو المحرض على هذا الظن السيء ” بما يلقيه في نفس كل طرف من أن كل شخص يقصد معنى اخر لكلمته ، وهكذا فتشتعل نار الغيظ والكراهية بين شخصين ولا فائز ولا رابح فيها الا ابليس ، ولهذا نجد الشخص الذي يركز بشدة على

تفسير حركات من امامه على سوء الظن يجد أن الدائرة تتسع عليه حتى يجد أنه بات يأخذ كلام الناس جميعاً تقريباً على سوء الظن ، وهذا لأنه لم يعمل بمقتضى الأية الكريمة التي تنبذ سوء الظن ..
وشاهدت بنفسي وشاهدتم انتم بالتأكيد اشخاص قاطعوا بعضهم البعض لسنوات لمجرد ان احدهم قد يكون فسر كلمة صدرت من الأخر بأنه يقصد ايذائه بها ، بل قد يظل يرددها لأولاده واحفاده ان سبب قطيعته لفلان هو قوله كذا وكذا..!!

بل والكثير من القصص بعد ان يصطلح اصاحبها وشاهدتهم بنفسي ، يشعرون بالحيرة واستصغار النفس ،فيسأل الشخص نفسه كيف قاطعت فلان لمجرد جملة فسرتها بشكل خاطيء ؟ ليتني استفهمت منه او حملتها على محمل حسن ، ولكن يأتي هذا اللوم للأسف بعد ان يكون الشخص اضاع الكثير من عمره في الحقد والكراهية !!

وغير ذلك هناك من يقول حسناً نفترض ان من يتعمد ان يؤذيني بالكلمات مزودجة المعنى او كما يسمى بالعامي ” دقة ” أو كما يقول اخوانا اهل الشام ” لطشة ” وتعددت الأسماء والمعنى واحد ..
لنفترض ان من يستفزني بهذا الأسلوب استمر رغم اني احمل كلامه على محمل حسن ؟
هنا اقول وبكل ثقة قل ويندر جداً إن قابلت احدهم بحسن الظن ان يستمر لأنك ببساطة تبطل مفعول قذافئه المبنيه اساساً على استيعابك لمعناها ، فأن كنت تفسر كلامه على ظن حسن ، فماذا يبقى له ؟

قد تقول لي لالا ياصريح هناك من يستمر ويؤذي بالكلمات ، سوف اقول لك رائع ان معنى ذلك ان الحقد في قلبه لازال يشتعل وان تجاهلك واتباعك منهج حسن الظن يجعله يزداد غيظاً اكثر فأكثر وبالتالي سوف يأتي يوم يكشف عن حقده امام الجميع فيخرج بالتالي عن قناعه المزيف الذي طالما تخباء خلفه امام الناس لأنك جردته من اهم اسلحته ” الكلمات المزدوجة المعنى “

وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ) فاطر 43
وقد كنت اردد هذه الأية بإستمرار لأحدهم فكان يقول ولكن ياصريح اريد ان ارد له اسلوبه ، قلت له انت من سوف تكسب عندما تفسر كلامه بشكل حسن فسوف تريح اعصابك ، بينما هو الخاسر ، وتمر الأيام ويأتي

لي هذا الشخص قبل فترة ويقول لي لدي لك خبر رائع ، لقد نصرني الله على ذلك الشخص والأن اصبحت انا مسئول عنه واليوم يتصل ويتذلل يريد الإتصال بي لأنه يخاف ان انتقم منه لكن الحمدلله انا متوكل على الله

ولن اعامله بالمثل وسبحان الله القائل ..(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ ).
هذا هو ديننا وهذه هي عظمة خالقنا ، من عامل الناس بحسن الظن وفوض أمره لله عاش سعيداً مرتاح البال لايستيطع اي احد أن يثيره وينغص عليه حياته ، اما من يعيش مع الناس وهو منزعج من كل كلمة تقال فسوف تضيع حياته بين مقصد فلان واذى علان ، هي مشكلة بسيطة بسيطة مفتاح السر فيها ” حسن الظن ” ..


ارجوا لكم قضاء طيب
واعتذر عن عدم تجميل وتنميق الموضوع كعادتى والمفروض عليه المواضيع لانه الافضل
لكن واضح ان هناك مشكله فى رفع الصور والتحميل لمركز فتكات للاسف من امس لليوم
وهذا ما عاق التزين للموضع ففضلا تقبلوا الاعتزار
ويا رب لا يطيل ذلك العطل
شكرا لكن
سبحان الله والحمد لله
لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله
استغفرك اللهم واتوب اليك
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
صل الله عليه وسلم

فى امان الله


*جنات عدن* *جنات عدن* 217786_12.gif فتكات ست الكل Fatakat 217786 ارض الله الواسعة – أمُــ الْـدُنْــيْــا {مِــصْــرْ}

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.