تخطى إلى المحتوى

الذكاء العاطفي 2024.

تعريف الذكاء العاطفي وولادة هذا العلم.. ولد هذا المصطلح في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عشرين عاماً..-ككل العلوم الإنسانية الحديثة-بعد أن لاحظ علماء النفس أن سعادة الإنسان ونجاحه في حياته لا يتوقفان فقط على ذكاءه العقلي وإنما على صفات ومهارات قد لا توجد عند الأذكياء من الناحية العقلية أطلق عيها اسم الذكاء العاطفى
تعريف الذكاء العاطفي..
هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين …وهنا تعريف آخر يتفق عليه العلماء وهو أنه يعبر عن قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ومن حوله..
وبما أن للتفكير علاقة متبادلة مع الشعور لأن كثيراً من المشاعر تتولد في نفوسنا نتيجة لنمط تفكير معين فإذا غيرنا هذا النمط تغيرت لدينا هذه المشاعر كما أن الشعور بدوره يؤثر على تفكير الإنسان فالإنسان المتشائم يكون في حالة من القلق والتوتر لا تمكنه من التفكير الإيجابي أو التفكير أصلاً..
وطبعاً من الممكن للإنسان أن يرفع من مستوى ذكاءه العاطفي لأن مهارات الذكاء العاطفي يمكن اكتسابها وأن الإنسان يستطيع إذا بذل الجهد الكافي أن يرفع من مستوى ذكاءه العاطفي ..ولكن لا بد أولاً من المعرفة(كيف يغير نفسه)والتدريب (أن يتدرب على ما تعلمه) وبعدها يصبح التغيير مسألة وقت ليس إلا…
وما يثير أكثر فيما يتعلق بالذكاء العاطفي أن الدراسات قد بينت أن هامش التطوير في الذكاء العاطفي أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي ،إن الذكاء العقلي يصل بالإنسان إلى سقف معين أما الذكاء العاطفي فيفتح أمام الإنسان الآفاق الواسعة.
إن ما أثبتته الأبحاث من قدرة الإنسان على تطوير نفسه يتماشى مع المبدأ الذي أقره تعالى في كتابه الكريم واصفاً النفس البشرية بأنها قابلة للتزكية وأن الإنسان هو الذي يتحمل مسؤولية ذلك ..قال تعالى “قد أفلح من زكاها ،وقد خاب من دساها.”وقد أكد النبي عليه الصلاة والسلام أن الصفات النفسية يمكن اكتسابها كما يكتسب العلم تماماً،فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”إنما العلم بالتعلُّم والحلم بالتحلُّم.”رواه الطبراني في الكبير.
هل الحدس أذكى من العقل؟…
أحياناً نصاب بتوتر من أماكن معينة أو لون أو رائحة ..فما سبب التوتر أو الخوف الذي قد يصيبنا ؟..
إن في دماغ كل واحد منطقة تسمى اللوزة وهي تسجل الأحداث إضافة إلى المشاعر التي نمر بها أثناء تلك الأحداث..وتظل مخزنة في المجال الذي يطلق عليه اسم اللاوعي أو العقل الباطن وعندما نتعرض لحدث مشابه لحدث تعرضنا له في الماضي فإن حواسنا تنقل هذا الحدث إلى منطقة العقل الباطن(اللوزة) حيث تجرى مقارنة بينه وبين الحدث القديم فإذا حدث توافق تثير اللوزة المشاعر القديمة نفسها ويتم ذلك كله بأجزاء من الثانية وبشكل لا إرادي.
والحدس يعمل بالطريقة نفسها التي تعمل بها اللوزة حيث تسجل صور الناس الذين نتعامل معهم وتعابير وجوههم وأساليب حديثهم كما تسجل المشاعر المرافقة لهذه الصور ،فالإنسان منا يرتاح للطيب والصادق والمخلص وينزعج من الكاذب و المخادع ..عندما تلتقي شخصاً محتالاً(مثلاً) سترسل حواسك صورته وتعابير وجهه وأسلوب حديثة إلى اللوزة حيث تقوم بالبحث عن صور وتعابير وأساليب مشابهة فإذا حدث توافق بين صفاته وصفات محتالين آخرين تعاملت معهم ستثير اللوزة المشاعر نفسها التي ثارت في نفسك تجاه هؤلاء وسيتم ذلك خلال أجزاء من الثانية قبل أن يقوم العقل الواعي بإدراك هذه المشاعر..

السؤال الذي يطرح نفسه هنا..هل يصدق الحدس دائماً؟..
ثبت إحصائياً أن الناجحين يستخدمون حدسهم كثيراً في اتخاذ القرارات ولا شك أن للعقل والحسابات المنطقية الدور الأساسي في اتخاذ أي قرار ويظهر دور الحدس جلياً عندما تتساوى السلبيات والإيجابيات التي تجعل المرء في حيرة من أمره وهنا يأتي دور الحدس ليرجح كفة أحد الخيارين الموجودين أمامنا وطبعاً هذا لا عني استبدال العقل بالحدس بل الاستئناس بالحدس الذي غالباً ما يصيب..غالباً أي ليس دائماً ..إذاً الحدس يخطئ أحياناً ولهذا الخطأ سببين اثنين..
الأول :أن مظاهر الآخرين تكون خادعة في بعض الأحيان فقد يدل مظهر شخص ما على القسوة رغم أنه في غاية الرقة والرحمة..
الثاني :قد يخطئ الحدس عندما يخطئ المرء بقراءة مشاعره فالحدس شعور يختلج في النفس وإذا أخطأ الإنسان في قراءة مشاعره وتسميتها قد يختلط عليه الحدس بشعور آخر..
فالمقبل على صفقة تجارية هامة قد يشعر بالخوف وهذا لا يعني أن الصفقة ستكون غير رابحة..وإذا فشل في قراءة مشاعره لن يقدم على صفقة تجارية أبداً…..
العقل الباطن ودوره في حياة الفرد والمجتمع..
لا يقتصر دور اللوزة على (مركز العقل الباطن) على تخزين التجارب المختلفة التي يمر بها الإنسان والمشاعر المرافقة لهذه التجارب بل إنها تقوم أحياناً بتحليل المعلومات الواردة إليها واتخاذ قرارات معينة والإيعاز إلى عضلات الجسم للقيام بأفعال معينة ويتم ذلك في أجزاء من الثانية وبشكل لا شعوري وقبل أن يدرك الإنسان لماذا قام بهذا الفعل..
وهذه المعلومات لا تولد مع الإنسان ولكن تصنعها الخبرات والتجارب التي يمر بها الإنسان في حياته..لو أن أحدنا سمع عن الأستاذ الفلاني أنه شديد العصبية ويعاقب لأتفه الأسباب أو أنه لا يدع لأي أحد فرصة في النجاح فإننا سنفرض قبل مقابلته أنه كذلك ولن ندرس لأننا نفرض أننا لن ننجح أبداً..
إن المعلومات التي تتلقاها اللوزة الخاصة بكل واحد منا تحدد مواقفنا وسلوكنا في الحياة وإن أي تعديل في هذه المعلومات يؤدي إلى تعديل كبير في مواقفنا وانفعالاتنا.
وإن الطريقة التي ننظر بها إلى الأمور والكلمات التي نصف بها أنفسنا فكل ذلك سيؤثر تأثيراً كبيراً على مواقفنا وتصرفاتنا..
وينطبق ذلك على التربية أيضاً فنحن عندما نصف أولادنا بأوصاف سلبية إنما نبرمج عقلهم الباطن بشكل سلبي وسيؤثر ذلك سلباً على تصرفاتهم ..وخصوصاً أن الإنسان في مرحلة الطفولة يكون أكثر حساسية وتأثراً بما يسمعه من الإنسان الكبير..وهذا ينطبق أيضاً على المجتمعات
اكيد منقول



Whatever!! Whatever!! 320726_4.gif برنسيسة فتكات Fatakat 320726 Giza, haram – Egypt

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.