التوافق الزواجي وعلاقته بالاكتئاب وبعض المتغيرات الأخرى هو بحث علمي إحصائي ومن البحوث المحلية التي استخدام فيها مقاس معدل لقياس درجة التوافق الزواجي لدى الزوجات السعوديات وقدمت هذه الدراسة البحثية: المحاضرة بكلية التربية/ قسم التربية وعلم النفس: (أسماء بنت عبدالعزيز الحسين) لنيل درجة الدكتوراه في التربية وعلم النفس ونوقشت الدراسة في الشهر الماضي. من هذا العام 1445ه .
أجريت الدراسة على عينة عددها (350) زوجة سعودية..
وسوف نقدم عرضاً لبعض أجزاء هذه الدراسة فما هو التوافق الزواجي من وجهة نظر الباحثة؟
تتعدد معاني مفهوم التوافق الزواجي، وحسب الباحثة (أسماء الحسين)، فالتوافق الزواجي هو:
"التحرر النسبي من الصراع والاتفاق النسبي بين الزوج والزوجة على الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهما المشتركة والمشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادل العواطف والاحترام المتبادل".
غير أن هنالك عوامل تعمل عليها في التوافق الزواجي، فإذا أدت هذه العوامل إلى التفاعل الزواجي الإيجابي كان التوافق الزواجي حسناً وإذا أدت إلى التفاعل الزواجي السلبي كان النفور أو عدم التوافق أو التوافق السيئ بين الزوجين وعلى سبيل المثال:
إن ظاهرة "زواجية" مثل الانفصال العاطفي بين الزوجين في وجود الارتباط الشرعي قد تحدث نتيجة تجاهل الأسباب المؤدية للتوافق الزواجي.
* فما علاقة التوافق الزواجي بالاكتئاب؟
– وكما هو عنوان الدراسة.. لأن سوء التوافق الزواجي من ناحية الحالية الزواجية أحد أهم الأسباب الرئيسة النفسية المؤدية للإصابة بالاكتئاب خارجي المنشأ (الذي هو معني بالدراسة هنا).
فهناك دراسات سابقة تشير إلى أن المتزوجين في حالة التوافق الزواجي (أي بحالة المطلوبة زواجياً) يحصلون على درجات منخفضة بشكل واضح في الاكتئاب مقابلة بغيرهم.. أي أن هنالك علاقة موجبة بين التوافق الزواجي وانخفاض مستوى الاكتئاب بصفة خاصة. وهذه الدراسة جاءت لترى مدى تحقق ذلك ودرجته في المجتمع المحلي لدى الزوجات خاصة!.
* ولكن.. ما تعريف الاكتئاب؟
– المعني بالدراسة هنا.. نظراً لتعدد تعريفات الاكتئاب وكثرتها تبنت الدراسة هنا تعريف (بيك) (مكً) وهو:
(حالة تتضمن تغيراً محدداً في المزاج وذلك مثل الشعور بالحزن والوحدة وعدم المبالاة، بالإضافة إلى مفهوم سالب عن الذات مصاحب بتوبيخ الذات وتحقيرها ولومها والميل إلى عقابها مع الرغبة في الهرب والاختفاء والموت. يضاف إلى ذلك تغيرات في مستوى النشاط العام بالنقصان يتسم بهبوط حركي ولفظي وصعوبة في النوم وفقدان الشهية).
* ما خطورة الإصابة بالاكتئاب؟
– ويمكن القول إن الاكتئاب اضطراب فريد من نوعه لأن محتواه الظاهر يكمن في التدمير الذاتي وإيقاع الأذى بالنفس ويزداد الأمر تعقيداً عندما يكون الاكتئاب مصحوباً بأمراض نفسية وجسمية أخرى مستقلة لذا يولي المهتمون بالصحة النفسية يولون جزءاً كبيراً من اهتمامهم للتعرف على الاكتئاب. باكتشاف مختلف الطرق والأدوات الملائمة لتشخيصه ص 59والمؤسف أن نحو 98% من حالات الاكتئاب لا تسعى إلى العلاج ولا يكتشفها أحد.
ويشار إلى أن الاكتئاب ليس أبداً هو الحزن العادي الذي ينتاب أي إنسان كعاطفة فطرية تقابل الفرح! ص
59.* ما فائدة هذه الدراسة لحياتنا؟
– ترى الباحثة (أسماء الحسين) في دراستها العلمية هذه أن الأهمية التطبيقية تكمن في أن نتائج البحث تتيح تقديم خدمات الإرشاد الزواجي والأسري والعلاج النفسي للمساعدة في تخفيف حدة الاضطرابات النفسية وبخاصة الاكتئاب. كذلك تسهم في تقديم التوعية المجتمعية والإعلامية فيما يخدم قطاع الأسرة وشؤونها وعملية تكوينها وبنائها، وتأتي أهميتها كذلك لعمل خطوات تضيق فجوة النزاعات الزواجية والعمل على إزالة معوقات التوافق الزواجي أو تخفيفها – لتحقيق السعادة والصحة النفسية والأسرية والمجتمعية، كما أن الدراسات السابقة أثبتت أن التدخل الإرشادي والعلاجي يخفف النزاعات الزواجية، ويرفع مستوى التوافق الزواجي ويقلل من حدة الاضطرابات النفسية إذا ما قدمت خدمة الإرشاد النفسي هذه بطريقة ملائمة لتصبح جزءاً من الحياة الزواجية في وضعها الحالي لدينا؟!
* وكيف يستفيد منها الأزواج لمساعدة زوجاتهم؟
– بالأمل أن تتيح النتائج في الدراسة في تقديم حقائق تساعد الأزواج على العناية بزوجاتهم وتنظيم حياتهم وإعادة النظر في تشكيل أدوارهم بهدف بناء ونحو حياة أسرية مطمئنة نفسياً لا تعاني من مظاهر الاضطرابات والأمراض النفسية.
ومن خلال الكشف عن العلاقة بين سوء التوافق الزواجي واحتمال إصابة الزوجات باضطرابات نفسية كالاكتئاب فحتماً ستؤثر هذه الحائق في جعل الأزواج يعيدون محاولات اكتشاف أسرار معاناة زوجاتهم.
* ولكن لماذا الزوجات وليس الأزواج؟
– جوهر الدراسة بحث العلاقة بين مستوى التوافق الزواجي والإصابة بالاكتئاب لدى النساء المتزوجات فلماذا الزوجات وليس الأزواج سؤال مثير!
يأتي بحث العلاقة من التوافق الزواجي والإصابة بالاكتئاب لدى المتزوجات من واقع ما ثبت من العديد من الدراسات في هذا المجال، إذ تبين أن المرأة (الزوجة) أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب النفسي في حالة عدم أو ضعف التوافق الزواجي ومما استشفته الباحثة شخصياً من نسبة ليست قليلة من المتزوجات في المجتمع السعودي اللائي يعانين من الاكتئاب ممن يترددن على العيادات النفسية الخارجية أو مراكز الإرشاد الأسري المحدودة!
وكذا انطباعات بعض المتخصصات في هذا المجال وتتابع ملحوظات خاصة بالاجتهاد الشخصي في معرفة أحوال بعض اللائي لا يحبذن الكشف عن مثل تلك المشكلات الخاصة لمن يعرفن أو لأقاربهن أو للجهات المختصة – على ندرتها – إضافة إلى ما خلصت إليه الباحثة من عملها وشدة نفسية للطالبات – المتزوجات منهن – لأكثر من عام هذه الأسباب دعت إلى الكشف عن العلاقة بين التوافق الزواجي والإصابة بالاكتئاب النفسي لدى المتزوجات.
لتقديم أسباب علمية إيجابية تهتم بواقعية في تحقيق الأمان النفسي والصحة النفسية الزواجية إذ إن اختلال التوافق الزواجي وعدم تحققه أو سوءه أو ضعفه، يعد من ناحية الحياة الزواجية أحد أهم الأسباب الرئيسة النفسية للاكتئاب..
وهذا يؤدي لضعف أو عدم تحقق السعادة الزوجية وللعودة بالحياة الزواجية خاصة إلى المودة والرحمة التي هي موجودة بيننا لو عرفنا الطريق لها؟!
نتائج الدراسة..
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج منها:
1- يوجد تأثير سالب إحصائياً لعاملي التوافق الزواجي وهما:
أ- المودة المتبادلة. ب- التكافؤ (الديني – الثقافي – العمري – الصحي)على الاكتئاب، أي توجد علاقة عكسية بين هذين العاملين والاكتئاب.
فكلما ارتفعت درجات المودة والرحمة، وكذلك التكافؤ بين الزوجين من الناحية (الدينية، الثقافية، العمرية، الصحية) كانت درجة التوافق الزواجي عالية أو تحقق التوافق الزواجي في الحياة الزوجية وبالتالي انخفضت درجة الإصابة بالاكتئاب لدى النساء المتزوجات.
أي:
انخفاض درجة التوافق الزواجي = ارتفاع نسبة الإصابة بالاكتئاب لدى النساء.
ارتفاع درجة التوافق الزواجي= انخفاض نسبة الإصابة بالاكتئاب لدى النساء.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين النساء المتزوجات العاملات والمتزوجات غير العاملات في الدرجة الكلية للتوافق الزواجي لصالح المتزوجات غير العاملات.
3- غير أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين النساء المتزوجات العاملات وغير العاملات في الإصابة بالاكتئاب.
4- لا يوجد تأثير – إحصائياً – لجنس الأبناء في التوافق الزواجي لدى النساء المتزوجات.
5- لا يوجد تأثير دال إحصائياً لدرجة القرابة بالزواج على التوافق الزواجي لدى النساء المتزوجات.
6- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة التوافق الزواجي حسب عدد الزوجات في عصمة الزوج لصالح تعدد الزوجات.
7- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة التوافق الزواجي حسب المؤهل العلمي للزوجين!
8- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عن درجة التوافق الزواجي حسب عمر الزوجة، أي أن النساء الصغيرات أكثر توافقاً في حياتهن الزوجية بالمقابلة مع النساء الكبيرات في السن.
9- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة التوافق الزواجي حسب عمر الزوج أو التفاعل بين عمر الزوجين معاً.
توصيات الدراسة
1- إنشاء مراكز للتوجيه والإرشاد الزواجي والأسري وتفعيل دورها في المجتمع المحلي.
2- الاهتمام بتدريس مواد ثقافية في مجال الأسرة والزواج في مرحلة الثانوية وفي الجامعات للطلاب والطالبات على السواء وفق أسس علمية وشرعية ونفسية واجتماعية.. لإزالة سوء فهم الرجل للمرأة وسوء فهم المرأة للرجل للحياة الزواجية.
3- تكثيف البرامج الإعلامية الموجهة للأسرة التي تبحث في العلاقات الأسرية والزواجية والرعاية الأبوية لإرشاد الجمهور إلى أساليب وفنيات الحياة الزواجية.
4- عقد محاضرات وندوات تختص بالإرشاد الزواجي وأساسيات التوافق الزواجي عبر خدمات الجمعيات الخيرية والمنتديات الثقافية.ي
0 مغفره 0 مغفره 741332_2.gif فتكات متميزة Fatakat 741332 القاهره – مصر