لم يخلق الله – سبحانه وتعالى – الحياة عبثًا ولم يوجد الإنسان هملًا، قال الله تعالى: ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً ..) المؤمنون 115، وقال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات 56، فالعاقل يدرك بما وهبه الله من عقل، وما أودع فيه من فطرة؛ لأن الكون الذى بنى على نظام دقيق، والإنسان الذى خلق في أحسن تقويم، لابد أن يكون وراء خلقهما هدف عظيم وغاية سامية؛ وبالتالى فإن إضاعة الإنسان لأي وقت من حياته وإبقائه في دائرة الفراغ والضياع، يتنافى مع هذه الحقائق. فلابد أن يجعل الإنسان لكل وقت من حياته هدفًا، ولكل عمل غايةً، وأن يبرمج حياته على هذا الأساس، ولو تأملت في سيـّر الناجحين في الحياة لرأيت أن النجاح في حياتهم كان بمقدار ما كانوا يرسمون لحياتهم من أهداف.
الأهداف والغايات الباهتة:
إن سعي الإنسان وراء الأهداف الباهتة والغايات التي لا تنسجم مع منطق العقل، يجعل منه كائنًا غير متوازن ويجعله يفقد الأمل في هدفه، ويكون ذلك بسبب الخلل الحادث في ذاته مما ينتج عن صراع بين هذه الأهداف وبين عدم قدرته على تحقيقها، لذلك لابد من رفع مستوى العقلانية حتى لا تترك الساحة فارغة لفيروسات النزعات التي تجعلنا أسرى الأهداف الآنية الجوفاء. عندما يكون لديك هدف، فأنت لا تتمنى فقط أن يحدث ما تريده أن يحدث، وإنما يقوى عزمك وتصميمك لتحقيق ما تريد، بحيث يصبح ما تريده حقيقة قبل أن يحدث حقًا.
لا تجعل العوائق تحبطك:
عادة قبل إتخاذ أي قرار يكون التركيز على العوائق، والمخاطر، والتحديات، والمشكلات التي تصحب هذا القرار، فكلما درست السؤال أكثر كلما ظهر لك الكثير من العوائق. وفي ذات الأمر، كلما اختبأت المكافآت والأرباح الناتجة من هذا القرار عن عينيك، لا يعني ذلك أن تمضي مغمض العينين، وإنما يعني أن عليك أن تدرك لكل شيء أخطاراً وأن عليك أن تؤكد لنفسك أن الأخطار ليست طاغية، إنما البيئة الوحيدة الخالية من الأخطار هي بيئة الإنسان الميت.
كيف تحدد الأهداف التى تهمك؟
لكي تحدد الأهداف التي تهمك، والتي ستستخدمها في خطتك، قم بعمل قائمة تحتوي على كل شيء تتمنى أو تحلم بتحقيقه، في شتى مجالات حياتك، أيا كان هذا الحلم صغيرًا أم كبيرًا، واكتبه على الورق، فكتابتك لكل أهدافك على الورق في هذه المرحلة ستوسع من أفق تفكيرك. وفي هذه المرحلة لا تحاول التفكير في الكيفية التي ستحقق بها هذه الأهداف، وذلك لأنك إن قمت بالتفكير في كيفية إنجازها في هذه المرحلة المبكرة من وضع الخطط والأهداف؛ ستقلّص وتقيّد إعتقادك بقدرتك على تحقيقها. فهذه الأهداف لا تزال من وجهة نظرك بعيدة عن متناول يديك.
لا تفقد الأمل:
كثير من البشر يفقد الأمل في أول خسارة له، مما يجعل هذا الأمر محزنًا ومقلقًا؛ لأن الإنسان لا يود متابعة مهارته وطريقه وطموحاته كي ينال ما يريد، بل يقف في أول ضوء أحمر يراه أمامه دون أن يعرف أن هنالك ضوءا أخضر ربما سيأتي، ويجب أن يستعد لاستقباله، وربما أن هذا النور سيحمل له آمالا جديدة في الحياة. فعلى الإنسان أن يعرف أن الحياة لا تنتهي أمام أول باب يغلق، بل هي مفتوحة أمام الشخص، وأنه سيعيش مهما كانت الظروف حتى يأتي أجله، سوى أن عليه دائمًا بالشجاعة والتوكل على الله، والقوة، والتحلي بالصبر. فالجميع يعرف أن الفقير يمكن أن يصبح غنيًا، وأن الغني يمكن أن يصبح فقيرًا بين ليلة وضحاها، وأن المال ليس السعادة، بل إنه مصدر مشاكل لمن لا يعرف كيفية توظيفه، والمهم هو لا بد أن يتحلى الإنسان بالآمال مهما كانت الأحوال، وأن يؤمن بقدر الله خيره وشره.
@ moon light @ @ moon light @ فتكات متميزة Fatakat 323081 البيت – مصر