التعامل مع العامة من الناس عند الامام الغزالي
مجالس العامة لها شروط عند الغزالي وهي : النهي عن كثرة الكلام أو الاصغاء لحديثهم والتغاضي عن سوء ألفاظهم فيقول : " ان بلي مجالسة العامة ترك الخوض معهم ولا يصغي الي أراجيفهم ويتغافل عما يجري من سوء ألفاظهم ويقل اللقاء لهم الا عند الحاجة "
– التواضع لهم حيث جعل معيار تقديره لأي شخص هو حسن خلقه وتدينه فيقول : " ولايستصغر أحدا من الناس فيهلك ولا يدري لعله خير منه وأطوع لله منه ولا ينظر بعين التعظيم في دنياهم لأن الدنيا صغيرة عند الله صغير مافيها ولا يعظم قدر الدنيا في نفسه فيعظم أهلها لأجلها فيسقط من عين الله "
– النهي عن معاداتهم فيقول : " ولا يعاديهم فتظهر لهم العداوة ولا يطيق ذلك ولا يصبر عليه الا أن تكون معاداة في الله عز وجل فيعادي أفعالهم القبيحة وينظر اليهم بعين الشفقة والرحمة "
كما نهي الغزالي عن معاداتهم حتي عند رفضهم مساعدتك فيقول : " أذا سأل أحدا منهم حاجة فقضاها فهو أخ مستفاد وان لم يقضها فلا يذمه فيكتسب عداوته "
– النهي عن التذلل لهم فيقول : " ولا يبذل لهم دينه لينال من دنياهم فيصغر في أعينهم ولا يطمع فيما في أيديهم فيذل لهم ويذهب دينه معهم "
– عدم تقوية الصلة بهم أو الاعتماد علي مواقفهم ورأيهم فيه فيقول: " ولا يستكثر اليهم في مودتهم له واكرامهم اياه وحسن بشاشتهم في وجهه وثنائهم عليه فانه من طلب حقيقة ذلك لم يجدها الا في الأقل وان سكن اليهم وكله الحق اليهم فهلك ولا يطمع أن يكونوا له في الغيب كما له في العلانية فانه لا يجد ذلك أبدا …واذا رأي منهم خيرا أو كرامة أو ثناء فليرجع بذلك الي الله عز وجل ويحمده ويسأله أن لا يكله اليهم وأذا رأي منهم شرا أو كلاما قبيحا أو غيبة أو شيئا يكرهه فيكل الأمر الي الله تعالي ويستعيذ به من شرهم ويستعينه عليهم "
– النهي عن وعظهم أو معاتبتهم الا اذاذا كان فيهم من يقبل الموعظة فيقول : " ولا يعظ أحدا منهم الا أن يري فيه أثر القبول والا عاداه ولم يسمع منه ….ولا يعاتبهم فانه لايجد عندهم للعتاب موضعا ويصيرون له أعداء ولايشفي غيظه بل يتوب الي الله تعالي من الذنب الذي به سلطه عليهم ويستغفر الله منه "
ويلخص الغزالي طريقة التعامل مع عامة الناس بقوله : ليكن سميعا لحقهم أصم عن باطلهم "أي يراعي حقوقه التي دعي اليها الشرع ويتغافل الانسان عن مساوئهم التي تكون بسبب سوء النشأة والجهل بالدين وتوجد قاعدة فقهية اسمها "العذر بالجهل " أي يلتمس الانسان العذر علي ماقد يقع الأخرون فيه من قبح الفعل بسبب جهلهم (من كتاب مجموعة الرسائل للغزالي ) (ولمزيد لكيفية التعامل مع العامة عند بالمقفع وبن قدامة والامام البستي ينظر الي كتابي : الذكاء الاجتماعي في تراث علماء الاسلام : عبير عبد الرحمن يسص293 ومابعدها وهو موجود علي منتدي قصة الاسلام والموقع الرسمي للثورة المصرية
عبير ياسين عبير ياسين فتكات حبوبة Fatakat 496640 القاهرة – مصر
سبحان الله و بحمده