يستعان حالياً باختبارات دم يمكنها مساعدة الأطباء على الكشف عن السرطان من خلال وجود المواد التي تفرزها الأورام الخبيثة وتتسرب في مجرى الدم. غير أن دراسة حسابية حديثة أجراها مؤخراً باحثون من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة أشارت إلى أن خلية من الخلايا السرطانية ربما تحتاج لعقد من الزمان أو حتى مدة أطول من ذلك لكي تنمو وتتحول إلى ورم خبيث وتبدأ في إفراز قدر كاف من تلك التي يطلق عليها المؤشرات الحيوية لكي تنجح الفحوصات في الكشف عنها.
وتُفرَز أيضاً بشكل طبيعي كثير من المؤشرات الحيوية التي تنجم عن الخلايا السرطانية داخل الجسم المعافى، وهو ما يجعلها تستغرق سنوات قبل أن تصل لقدر كاف من التركيز يدعو حينها للقلق. وينبغي إجراء مزيد من الاختبارات الحساسة ويجب العثور على مؤشرات حيوية مميزة، من أجل الكشف بشكل مبكر عن السرطان، وهو الأمر الضروري لإنجاح أي علاج، وفقاً لما أكده الباحثون في هذا الشأن.
ووجدت الدراسة، التي تعتبر الأولى من نوعها التي تربط حجم الورم الخبيث بمستوى المؤشرات الحيوية التي يطلقها في مجرى الدم، أن ورم المبيض على سبيل المثال ينبغي أن يصل لحجم 1.7 مليار خلية قبل أن يكشفه أفضل اختبار متاح الآن. ومن الناحية النظرية، أوضح الباحثون أنه من الممكن الكشف عن مؤشر حيوي مماثل لا يتم إفرازه في أماكن أخرى بالجسم في غضون ثمانية أعوام، حين يصبح الورم في حجم مكعب سُمكه 4 مليمترات. وقال هنا البروفيسور سانجيف غامبهير، الذي قادر الدراسة :" من المهم في حقيقة الأمر بالنسبة لنا أن نجد مؤشرات حيوية تفرزها الخلايا الخبيثة على وجه الخصوص. والخبر الجيد هو أننا نمتلك القدرة طوال 10 أو حتى 20 عاماً لاكتشاف الورم قبل أن يصل لهذا الحجم، إذا تمكنا فحسب من تحسين الطرق التي نرتكز فيها على الدم من أجل الكشف عن تلك الأورام الخبيثة".
وقالت دكتور لورا ماكالوم، من جمعية بحوث السرطان البريطانية :" يعتبر الكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة حين تتزايد فرص نجاح العلاج أحد الطرق الواعدة لخفض معدل الوفيات التي تنجم عن الإصابة بهذا المرض. وتتيح المؤشرات الحيوية طريقة بسيطة وغير جراحية للكشف عن السرطان مبكراً، ويجتهد العلماء الآن، ونحن معهم، لإيجاد طرق يمكنها تحقيق نفس الغرض على نحو موثوق".
المصدر:ايلاف
*زهرة المدونة* *زهرة المدونة* 298002_13.gif مشرفة الموقع Fatakat 298002 مصر – مصر