بذور جوزة الطيب من المواد الشائعة الاستعمال والمستخدمة بكثرة في المملكة العربية السعودية وكثير من دول العالم ، في التداوي . غير أن الدراسات اللازمة للتأكد من فعالية هذه البذور والمخاطر التي قد يحملها الاستخدام العشوائي غير متوفرة على الرغم من التأثيرات الضارة غير مستبعدة . وقد أجريت هذه الدراسة على الفئران من نوع MFI لدراسة السمية الحادة والسمية تحت المزمنة للمستخلص المائي لبذور نبات جوزة الطيب على وزن الفئران وعلى نشاطها الحركي وسلوكها العدواني . واهتمت الدراسة كذلك بتأثير هذا المستخلص على التركيب النسيجي والدلالات الكيميائية الحيوية لكلٍ من الكبد والكلية والقلب . في هذه التجارب تم حقن الفئران في داخل التجويف البريتوني بمستخلص من البذور بجرعات تعادل 20 و 40 و 80 مجم من المستخلص لكل كجم من وزن الحيوان . وقد تم الحقن مرة واحدة فقطفي ثلاث مجموعات بهدف دراسة السمية الحادة ويومياً لمدة ستة أسابيع في مجموعات أخرى لدراسة التأثير السمي تحت المزمن للمستخلص . وعينت مجموعة تم حقنها يومياً ولمدة أسبوعين بفيتامين C بعد حقنها بمستخلص جوزة الطيب لمدة ستة أسابيع لدراسة قدرة هذا الفيتامين على معادلة تأثيرات مستخلص جوزة الطيب . وقد استخدمت مجموعات ضابطة لكلتا الدراستين حيث تم حقنها بمحلول ملحي فسيولوجي بتركيز 0.9% بدلاً من مستخلص بذور جوزة الطيب ولنفس مدد التجارب . وقد أظهرت الدراسة أن حقن الفئران من نوع MFI بالمستخلص المائي لبذور جوزة الطيب لجرعة واحدة لم يحدث أي تغيير ذو دلالة إحصائية على أي من قياسات النشاط الحركي والسلوك العدواني مقارنة بالمجموعة الضابطة . وكذلك لم ينتج عن الحقن يومياً لمدة ستة أسابيع أي تأثيرات سامة ذات دلالات إحصائية على وزن الجسم ولا على النشاط الحركي أو السلوك العدواني مقارنة بالمجموعة الضابطة . وبخصوص الوظائف الكيميائية الحيوية فقد أظهرت النتائج أن مستخلص جوزة الطيب أدى إلى نقص ذي دلالة إحصائية في كل من المستوى الكلي للبروتين ومستوى الألبيومين وارتفاع ذي دلالة إحصائية في كل من إنزيم SGPT وإنزيم SGOT وإنزيم LDH كما أدى إلى ارتفاع ذي دلالة إحصائية في مستوى اليوريا في الدم ونقص ذي دلالة إحصائية في مستوى الكرياتينين في الدم . وعند الفحص المجهري للقطاعات النسيجية تبين أن مستخلص بذور جوزة الطيب أحدث تغيرات مرضية ( باثولوجية ) في نسيج الكبد على هيئة تنكس مائي وتنكس دهني وتغير في توزيع حبيبات الكروماتين في أنوية الخلايا والتصاقها بجدر الأنوية . وكانت هذه التغيرات المرضية أقل في المجموعة التي حقنت بفيتامين C بعد المعالجة بمستخلص جوزة الطيب . غير أن مستخلص جوزة الطيب لم يكن له تأثير واضح على أنسجة الكلية وعضلة القلب . ويمكن الاستنتاج من هذه الدراسة أن المستخلص المائي لبذور جوزة الطيب بالجرعات المستخدمة ( 20 و 40 و 80 مجم من المستخلص لكل كجم من وزن الحيوان ) ليس له تأثير سام واضح على سلوك الفئران من نوع MFI ولكن له تأثير سام على الكبد وعلى الوظائف الكيميائية الحيوية للكلية ولعضلة القلب وأن فيتامين C قد يكون له فائدة في معالجة هذه التأثيرات الضارة ولكن مزيداً من الدراسات مطلوب وبجرعات مختلفة حتى يمكن القطع بذلك . ويفضل إجراء دراسات أخرى باستخدام جرعات أكبر من مستخلص جوزة الطيب ، وكذلك باستخدام العوامل الفعالة في المستخلص كل على حدة . والدراسات السريرية على مستخدمي جوزة الطيب قد تكون ذات فائدة كبيرة .
المصدر: جامعة الملك عبد العزيز
nevooo nevooo 41537_3.gif فتكات رائعة Fatakat 41537 Giza – egypt