تخطى إلى المحتوى

دكتور احمد عمارة : حكايتي مع الطاقة 2024.

  • بواسطة

منذ أول يوم درست فيه الطاقة أدركت ووعيت أن هناك أشياء كثيييرة جدا كنت أفعلها زمان كانت سببا في تلوث طاقة الجسم سلبيا وتجذب لحياتي كل السلبيات التي لم أكن أتخيلها أو أتوقعها أبدا ، كنت غارق في المشاكل والمعاناة وضيق العيش رغم أني كنت حافظ لنصف القرآن الكريم وكنت سعيد أنني دارس في الأزهر وكنت قارئ لمعظم كتب التراث متعمق فيها أيما تعمق إلا أنني كنت غارق في وهم الانتظار لأن ينصرني الله وكنت موهوما بأن الله لم يقدر النصر بعد ، فكنت صابرا مكبوتا مخنوقا منتظرا لهذا النصر أن يأتي كما وعد الله ،، لم أكن أدرك أن كل ما يصيبني من سلبيات بسببي ، بل كلما كانت تتفاقم الأمور من حولي كنت أقول "كما برمجني الموروث" : أن الله يختبرني فأزداد صبرا وانتظارا للفرج !! إلا أن هذا الفرج لم يأت طوال سنوات وسنوات !!!

عشت في هذا الوهم سنوات من المعاناة ، كنت في البداية "أسخر" من كلمة جذب عندما سمعت عنها في أواخر التسعينات وبعد أن بدأ في الظهور بشدة بعد عام 2024، وبعدما تفاقم بانتشار كتاب السر في عام 2024 الذي ألفته روندا بايرن ، كنت أسخر ممن يتحدثون عنه لمدة "ثلاث سنوات كاملة" حتى عام 2024 ، كنت أراه خزعبلات وأوهام يضحكون بها على البشر ، وكانت حياتي تسوء وتسوء ، عام 2024 كان أسوأ عام في تاريخ حياتي كاملا ، إلا أنني بعدما زادت المصائب والمشاكل انتبهت وأفقت أن كل ما يحدث من سلبيات بسببي ، وبسبب أني كنت أعبد الموروث بحذافيره ، أراه إلها من دون الله والعياذ بالله ، كنت أضخم ما ضخمه الموروث وأهون ما حذر منه الله بشدة في القرآن ، كان الموروث هو معياري للحكم على كلام الله وليس العكس ، كنت أحكم على كلام الله بكلام البشر ولم أنتبه أن هذا الموروث للآباء والأجداد "معظمه" شكلي خارجي فقط ، أفقد الدين عمقه وروحانيته وروعته وحلاوته ولذته ومتعته ، ثم فجأة ومن وسط المشاكل والضغوط العنيفة التي كنت أعاني منها ، كنت أردد يوميا كالببغاء (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لم أفكر يوما في معنى هذا الدعاء ، بقدر ما كنت أركز على كم مرة أقوله في اليوم !!! إلى أن أدركت يوما أنني أقر في هذا الدعاء أنني السبب وأنني من ظلم نفسي ،، وفهمت أن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون !! عندها قررت أن أسمع لكل الناس ، مهما كان اتجاههم وآرائهم ، وأعمل عقلي وأتفكر ، آخذ المناسب وأترك غير المناسب كما أخبر ربي في كتابه الكريم :

"فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ"

وفجأة فوجئت أن كل من كان يسخر منهم الموروث كان لهم آراء رائعة جدا أعمق وأوعى ممن يهاجمونهم ، فوجئت أن كل من كان يهاجم كان لديه وجهة نظر سلبية مبنية على سوء ظن قاسي ، غارق في الأحكام على الناس ، نسي رسالته في الدنيا وتخصص في تصنيف الناس والحكم عليهم ، كنت مثلهم ، أسخر من المعلومات الجديدة بسبب "ظاهر" كلامهم ، وبعدما تبينت "كما أمرني ربي" اتضح لي أن "عمق" كلامهم كله خير وراحة وصدق نية لكنني كنت عايش في الأحكام والتصنيفات ، كنت متكبرا بعلمي أراهم أقل فأسخر منهم ، كنت متكبرا مخونا لهم دائما ، فكانت غشاوة قلبي تزداد يوما بعد يوم "كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ" ، " إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ" ، "نَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا".

كانت تعميني أخطاؤهم فأعمم الحكم عليهم فأكون آثما أمام ربي بجهل مني وبلا وعي ، كنت مجرما كما قال الله في القرآن لأني كنت أهمز وألمز وأسخر بيني وبين أصحابي منهم وأنعتهم دائما بأنهم ضالون ، إلا أنني بعد فترة ادركت أنني أنا المجرم وهم على صواب ، كان يتحقق في بالتفصيل كل جزاء المجرمين في القرآن وأنا واهم أظن أنني على صواب وأن الله يبتليني ليختبرني . كنت ممن قال الله عنهم :

" إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ"

كنت أفعل هذه الأفعال وأحفظ هذه الآيات عن ظهر قلب إلا أن الله قد أعماني عن فهمها ، وكنت أظن أنني من الصالحين وأن من حقي السخرية والهمز واللمز طالما أنا صالح تقي !!!

لذا كان يتحقق في حياتي دائما كل هذه الآيات وأنا بجهل لا أعلم ولا أدري :

"إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ"
كنت أعيش في ضلال عن المعلومات الصحيحة وكانت حياتي كلها سعير وآلام إلا أنني كنت أضحك وأخفي ذلك على الناس بالنكتة والسخرية والتظاهر بأني على ما يرام .

"إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ"
كنت أشعر أن الدنيا كلها تنتقم مني بالمعاناة والضيق ولم أنتبه أنني بسبب استهزائي كنت من المجرمين .

"وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ"
كانت المشاكل لازقة في حياتي بل وتزداد وكلما أدعى أن يردها الله كانت لا ترد أبدا ، بل تزداد وتزداد

"إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ"
كنت أعيش في عذاب وضيق عيش لا يتخيله مخلوق ، أكتبه في قصة كاملة ستصدر في كتاب بمشيئة الله يحكي بالتفصيل قصة التحول في حياتي

"إنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"
لم أكن أعرف شيئا عن النعيم ولا الراحة ولا رغد العيش وكنت أظنني مسلما صالحا !

"إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ"
كنت أعيش عذابا شديدا نفسيا ، أدركت فيما بعد أن جهنم معناها الألم النفسي الشديد في الدنيا قبل دخولها في الآخرة !

بعد كل هذا انتبهت ، انتبهت أن كل هذه الابتلاءات بسببي ، وبسبب كل ما كنت أفعله من سلبيات أراها هينة بسيطة ، انتبهت لما ضخمه الله في القرآن لا في الموروث بتحريفاته وغلطاته وأخطائه ، بدأت أحكم على الموروث بكتاب الله وليس العكس ، آخذ منه ما يوافق كتاب الله وأنسف الباقي ، أصبح معياري في الحكم هو كتاب الله على الموروث ، وليس بالموروث على كتاب الله !! وبدأت الاستماع لكل البشر مهما كان تصنيفهم ، ورغم أنه كان لبعضهم أخطاء ، إلا أنني بعدما زالت عني الغشاوة تدريجيا وعيت أنهم بشر وكل البشر يخطئون ، ما علي إلا أن أترك خطؤه وآخذ أحسن كلامه وقوله ، وأترك أسوأه أو ما لا أفهمه دون أن أحكم عليه أو أصنفه فهذا ليس من اختصاصي ، إن الحكم إلا لله ، وكلما فاجأني عالم من علماء "الغرب" الذين كنت أستهزئ بهم "بسبب الموروث" بشيء خطير من العادات التي أفعلها باعتياد والتي تسبب أمراضا وبلاءات سلبية أفاجأ بأن معظم العلماء والآباء والأجداد في الموروث كانوا يفعلون هذه العادات ويتساهلون فيها ، وعندما أرجع إلى كتاب ربي لأتبين أفاجأ بأن هذه الأفعال والعادات قد نهى ربي عنها في القرآن نهيا بينا واضحا !! كنت أصدم أن الله يشدد عليها ، والموروث يتهاون فيها تهاونا صارخا ..

كنت دائما أتحجج بآراء علماء (برروا ما نهى الله عنه وأحلوه) كنت أراهم والحق يقال "آلهة" لا يرد لهم رأي ، كنت أقول دائما في نفسي (معقولة هذا العالم الفلاني فاهم خطأ وأنا اللي فاهم صح) فحدث لي تشتت كبييييير جدا ، ولخبطة رهيبة ، فقررت المواصلة بقوة ثم اتخذت قرارا ، بأن أعتبر كل "الموروث" كاملا لاغي "كله على بعضه بلا استثناء" لمدة سنة ، قررت أن أفعل كما فعل سيدنا إبراهيم ، وفهمت بعد ذلك أن نسف الموروث كله ، ثم إعادة التفكير في كل تفاصيله بناءا على معيار كلام الله هو لب معنى الحنيفية ، وهذا ما أمرنا الله به ولم يخبرنا به الموروث إلا من وعي من علمائه ، عندها بدأت لأول مرة أفهم هذه التوجيهات الربانية :

– "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"
انتبهت أن هذه هي الفطرة ، أن أحاول التبين والتأكد ، كنت ألاحظ دائما أن أطفالي يسألون : لماذا وكيف قبل أن يفعلوا أي شيء ، كانوا على الفطرة يتبينون ، لكننا نقتل الفطرة بأمرنا لهم بالقوة بالتنفيذ دون شرح فنجعلهم يعبدوننا . وبالفعل وعيت أن معظم الناس لا يعلمون وكنت أنا واحد منهم .

– "وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
فهمت أن الله يريدني أن أجعل المعيار هو كلامه ، وأن لا أشرك معه كلام بشر ، وأن أضع كل كلام البشر على مقياس كلام الله كي اتبين الصالح من الفاسد ، هذا هو عمق معنى الحنيفية ! التفكر والتأمل والتدبر والرجوع للمصدر قبل الاقتناع والتنفيذ !

– "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
أيقنت كيف أن الله صادق ، ولهذا أمرنا باتباع ملة ابراهيم حنيفا ، كي نكون مثله ، نحطم أصنام الموروث كي نصل لمعرفة الله الحق التي جعلته للرحمن خليلا !

– "إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
بدأت أوجه وجهي لله رب العالمين حنيفا ولا أشرك به مخلوقا من البشر أيا ما كان .

-"ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
أدركت أن الله سبحانه وتعالى أمر النبي كذلك أن يتبع ملة إبراهيم حنيفا وهذا ما جعله منارة للعالم كله صلى الله عليه وسلم .

-"قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
لم أقلها في حياتي يوما إلا عندما قرأتها في كتاب الله ووجدته يأمرني أن أقولها وأن أتخلص من الشرك

-"قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
أدركت كيف يبين الله أن الحنيفية في طرف والشرك في طرف آخر ، فحاولت قدر المستطاع التخلص من شرك البشر مع الله ، وأصارحكم القول أن الموضوع كبير يحتاج إلى جهاد بمعناه الحقيقي ولازلت فيه حتى الآن أجاهد في سبيل الله كي أصل إليه .
-"وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا"
انتبهت إلى كم الأوامر المهولة التي لم أنتبه لها من قبل والتي تحث على الحنيفية ، وكيف أن الله يبين أن هذا أفضل وأحسن الدين ، إسلام الوجه لله ، والإحسان ، واتباع ملة إبراهيم بنسف كل الموروث ثم المراجعة بدقة لمعرفة الفاسد من الصالح ، فليس كله فاسد ولا كله صالح لكن الأكثر منه فاسد للأسف الشديد ولن تعرف ذلك إلا إذا تجردت وإصبحت تراجعه بالعدسة مستندا على معيار كتاب الله .

عندها اكتشفت مذهولا أن 95% مما نعيش فيه من مفاهيم قد تم تحريف معناها في معظم الأحيان ، وفي أحيان أخرى تسطيح معناها وتقزيمه وحصره في الجانب الشكلي أو الجانب القولي اللفظي اللساني فقط ، كنت بغبان أختم القرآن في فترات قصيرة لكني لا أفقه منه شيئا ، كنت كمن قال الله عنهم "كالحمار يحمل أسفارا" ، كنت أستغفر الله مئات المرات في اليوم إلا أنني لا أفقه معنى الاستغفار أصلا ، كنت أسبح باللفظ لكني عندما وعيت روعة وذهول التسبيح تحولت حياتي لجنة ، كنت أحافظ على "مواعيد الصلاة في المسجد" كل همي الحفاظ على الميعاد ، لكني كنت سارح تائه أثناء الصلاة وأشعر بقيد حين فعلها وبراحة عند الانتهاء منها وكأنها عبئ وواجب قد تم أداؤه ، كنت أؤدي العبادات بشكل طقوسي خوفا من النار وعذاب الله وعقابه ، أفهم الدين "تلقينا" من محاضرة أو خطبة أو برنامج أو شريط .

لم أحاول أن أقرأ بنفسي أو أتدبر بنفسي كي أفهم ، فكنت دائما أتلقى وجهة نظر من أسمعهم ، كانوا دائما يحذرون من سماع فلان أو من سماع علان ، فكنت أتبعهم بجهل وبلا تبين وكأنهم آلهة فاهمين أحسن مني ولا يخطئون أبدا ، وكانوا يغرسون في دائما أنني جاهل وأنني قد أضيع بهبل لو سمعتهم فكنت أخاف أن أسمع وكنت متعلقا بهم أراهم أفهم مني وأعلم مني !! فازددت جهلا على جهل ، واعتمادية على اعتمادية عليهم ، كنت أفاجأ بهم يكفرون علماءنا الأفاضل في الماضي بسبب اختلافات في الآراء فكفروا ابن سينا وابن رشد وابن عربي وابن الهيثم وابن حيان والفارابي وغيرهم وغيرهم كثير جدا وكل من قدم معلومات غيرت العالم وملأته نورا بالعلم خاضوا في نيته وفي دينه حتى شوهوا صورته ، بل ونزعوا عنه إسلامه كانوا يهاجمون كل من خالف آراءهم وأفكارهم ، عندها لم أكن أجرؤ على أن أقول لهم : من أنتم حتى تحكموا على شخص أو تنتزعوه من الدين بأفكاركم وآرئكم ؟؟؟ ! صحيح لكل منهم أخطاؤه التي قد تكون كبيرة فعلا ، لكن هذا لا ينفي روعة إبهاره في جانب آخر، ولا ينفي عدم تبيني (منه شخصيا) عما يقصد قبل أن أحكم عليه !!!

بدأت حينها أقرأ لعلماء من مختلف التيارات ، وأسمع من الجميع ، ومن مختلف الآراء مهما بدا الرأي غريبا جدا ، ثم أتبين ، حتى الملحدين منهم ، أعجبني جدا جدا عقلية أوشو مثلا ، ومعظم كتبه مليئة بالروائع التي تفتح آفاق لتأمل الأمور من زوايا جديدة عميقة ، أوشو ملحد ، أخذت كلاما منه لا يقدر بمال الدنيا ، وتركت أمورا سيئة كان يقولها مستهزئا فيها بالأنبياء مثلا أو محبذا بالزواج من أخته فهو أعلم بها من الغريبة ، تركت الشطحات وأخذت المفيد ، انتبهت أن لكل مخلوق على وجه الأرض شطحات ، مهما بلغ به العلم ! فكان الشيطان يجعلني فقط أركز على الشطحات كي أعمم أنه فاسد فأترك كل كنوز علمه وأذهب لمن تخصصوا في الهجوم والتكفير فزادوا الفرقة والنزاع بين الأمة رغم أن الله نهى في القرآن عن النزاع "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" ، فكانوا يتهاونون في ذلك وينخرون سمومهم في كل من يتكلم أو يأت بجديد حتى أصبحت الأمة كلها يسب كل فريق الفريق الآخر ، متخذين علماء الموروث قدوة ، بئست القدوة التي تبتعد عن منهج الله ومنهج الدين الذي جاء رحمة للعالمين !!!

وبدأت أنتبه وأقرأ لكل البشر ، حتى أصبحت أستطيع تبين المعلومة التي تفسد والمعلومة التي تصلح ، ثم بدأت أسمع عن الطاقة الحيوية وأرى من يهاجم ومن يؤيد ، فجأة جائني ملف فيديو يسخر من شخص لم أكن أعرفه حينها اسمه "د.صلاح الراشد" وكان الملف الفيديو شديد القسوة والحكم حتى أنهم اتهموه بأنه من الخوارج وأنه مشعوذ وأنه ضال مضل وأن من يتبعه من الضالين !! ، ازددت شغفا لمعرفة ماذا يقول هذا الرجل لكي يهاجم بهذه الطريقة ؟!! تركت ملف الفيديو المهاجم وقمت بتنزيل محاضرة كاملة لصلاح الراشد كي أسمع وكي أفهم وكي أتبين كما أمرني ربي ، ذهلت ، انبهرت ، أحسست أن هذا الشخص يتكلم من مستوى لا يستوعبه الكثير ، ضايقني بعض أراؤه وأذهلتني آراء أخرى ، أخذت منه ما يفيدني وتركت الباقي ، ومن المضحك أنني كلما ازداد وعيي أفاجأ أن ما كان يضايقني منه من آراء تبين لي فيما بعد أنها كانت أعمق من مستوى وعيي وأنها صحيحة لكني كنت أراها حينذاك أيام الغشاوة سلبية خاطئة بحسب جهلي ،، لذا فأنا أمتن للدكتور صلاح امتنانا لا يتخيله هو شخصيا فهو من أهم أكبر الشخصيات التي صبغت تفكيري وكانت نقطة تحول كبرى في حياتي.

بعد ذلك تعمقت وتبحرت وأضفت إلى دكتوراه علم النفس دكتوراة أخرى في الطاقة والباراسيكولوجي، لم يهمني أن سيدونا لا يعترفونه بها لكن همني كم المعلومات الرهيبة الجديدة التي تعلمتها هناك ، أزلت منها ما لا يناسب ديني لأن سيدونا جامعة مسيحية ، وأخذت منها ما أفادني وطور وعيي وإدراكي ، صادقت الكثير وتعلمت على يد علماء من مختلف دول العالم ساهموا بشدة في زيادة علمي ووعيي بأكثر مما يتخيل أحد ، أدركت روعة حديث نبينا الكريم "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها" ، وأدركت كم كنت في سجن الغفلة والانحصار في تيار واحد يحرم سماع أي شخص غيره ، أدركت حينها أن كل من يحذر من أشخاص هو يوهم الناس أنه هو الفاهم وأنهم هم الجهلاء ، هو متكبر بعلمه ويبرمجهم عقليا كي يتبعوه وينساقوا ورائه ، أدركت كيف جاء الدين ليجعلك حرا ويخلصك من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، أدركت حكمة أن يأمرك الله بأن تسمع من الجميع ، لأن الله يحترم عقلك ، وهم لا يحترمون عقلك ، أمرك بأن تسمع من الجميع فتأخذ أحسن القول وتترك الباقي ، ولا شأن لك بالأشخاص فهو من سيحاسبهم ، عندها انتهى التعميم عندي نهائيا ، أضاء في عقلي جليا المعنى العميق لقوله تعالى "قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ" وقوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" .

كان يخدعني الموروث دائما بأن الله لا يحاسب على التفكير وما يدور في النفس وإنما يحاسب على الأعمال ، فكنت أسيئ الظن بالناس ، وأقول عنهم "في نفسي" كلام سلبي كثير جدا ، بل وأحقر منهم في داخلي وأخفي ذلك على من ينتقدني ، ثم بعد ذلك أدركت أن هذا مجرد وهم ، فالله يحاسب على التفكير أشد حسابا من الفعل ، فالكفر تفكير ، والشرك تفكير ، والكبر تفكير ، والظن تفكير ، والعجب تفكير وكلها من أكبر الكبائر في الدين تجازى عليها حتى لو لم تفعل فعلا ماديا ، بل إن الله يغفر الذنوب جميعا لكنه لا يغفر أن يشرك به ، والشرك تفكير وضع مخلوق في منزلة الخالق في عقلك !! وأدركت بعدها كيف أن علم النفس يسمي التفكير "سلوك داخلي" والحركات "سلوك خارجي " فانتبهت أن الله يحاسب على سلوك النفس الداخلي أشد حسابا من سلوك البدن الخارجي ، ولهذا ذنوب القلب أشد عن الله من ذنوب الجوارح ، ذنوب القلب تحبط كل العمل من صلاة وصوم وزكاة وغيرها ،، إلا أن الموروث ركز على تهويل ذنوب الجوارح وأهمل ذنوب النفس .. والظن السلبي في حد ذاته اثم يجازى به صاحبه في الدنيا وهو لا يعلم إن لم يتبع منهج الله في القرآن :

"إن بعض الظن إثم"
"وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"
"وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا"
ويزداد الاثم سوءا إذا رميت به شخص دون تبين ، وتقع في الغيبة والنميمة إن رميت الناس به حتى بعد التبين ، فلا حق لك برمي الناس بالغيبة والنميمة حتى لو رأيتهم بأم عينك ، فأوقفت ذلك من حياتي تماما ولم أعد أذكر أي شخص نهائيا بأي شيء سلبي مهما فعل ومهما كان ، أصحبت آخذ ما يفيد وأترك الباقي وأترك الشخص لله ليحاسبه أو أنبه الشخص نفسه إن كان بإمكاني تنبيهه وتذكيره .

كنت متكبرا في الماضي ، وكنت إذا وجدت إنسانا يفعل أقل خطأ كنت أسارع بفضحه والتحذير منه على الملأ ، كنت أتباهى بالتمحيص والتفصيح في كلامه لأبين كم هو خبيث مخطئ ، كنت أتباهى بعلمي أمام الناس لأماري به الناس وأفضح أخطاءهم ، لم أكن أدرك أن مجرد فعل هذا يعتبر عند الله من الكبر ، وأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فكانت الابتلاءات السلبية تنهال علي ليل نهار ، وأكثر شيء لاحظته حينذاك أن الابتلاءات في الكمبيوتر كانت كثيرة جدا ، فكثيرا ما خرب عندي الهارديسك أو البروسيسور أو الماذر بورد ، كان الكمبيوتر وسيلة الإثم والكبر فكان الابتلاء يأتيني من هذه الناحية كثيرا وأنا بجهل لا أعلم ولا أدرك . وكنت بالطبع أضع ويندوز مسروق وبرامج مسروقة كلها حرام وأنا لا أفقه أن كل ما أفعله في حياتي على الكمبيوتر مبني على حرام !! إلا أن كل ذلك تغير تماما بعدما أفقت من الغيبوبة عندما تعددت الابتلاءات في حياتي كثيرا كأنها منبهات من الله رب العالمين لأتوب عما أفعله من سلبيات ، فانتبهت أن كل ما يحدث بسببي ، وأنني لو ظللت منتظرا لفرج الله حتى أموت لن يتحسن شيء حتى أبدل وأحسن ما في نفسي وما تغير داخلي فسبب كل هذه الابتلاءات .

أصبحت بعدها أعدل وأحكم بالقسط بين الناس ، لأن ربي أمر بالقسط ، أقول على فعله الإيجابي أنه جيد ، وأقول على السلبي أنه سيء ، لا أعمم ، ولا أحكم ، لا أصنف ، أتقنت التفريق بين الفعل والفاعل ، كل هذا في سنة واحدة ، بعدها أصبحت حياتي جنة ، عبادتي لربي أصبحت من القلب بعمق وروعة ، عرفت ربي منه نفسه ومن كلامه لا من كلام البشر عنه فمعظمه مشوه ، إحساسي بقربه مني أصبح أكثر مما يتخيله المتخيلون ، أصبح كلام ربي رفيقي ومنهجي وحياتي ، وكلما كانت الغشاوة تزال من على قلبي كنت أفقه وأفهم كلام الله في القرآن أكثر وأكثر ، ولازلت حتى اليوم أركز بدقة على إزالة كل غشاوات القلب وأستشعر ذلك يوميا ، وأصبحت أرى بأم عيني ما وعد ربي في كتابه يتحقق بأدق التفاصيل في حياتي ، النعيم ، الرزق الوفير ، جنة الأرض ، لا يضرني من ضل ، لا خوف ولا حزن ، تيسير لليسرى ، حماية ، سلام داخلي ، سكينة ، تشافي تام بلا أمراض تذكر ، كل ما أريده في الدنيا يتوفر لدي في أقرب مما أتخيل وأسرع مما أتخيل ، لدي أولاد من أروع ما يتخيله المتخيلون ، زوجة أشعر أنها أفضل مخلوقة على وجه الأرض ، تمكين في الأرض بعلاقات على أعلى المستويات في كل البلدان لا يتخيل مداها مخلوق ، أصبحت غارق في الشكر من رأسي حتى إخمص قدمي يوميا ولحظيا ، معلومات جديدة أعرفها يوميا تساهم في جعل حياتي أفضل واحسن وأجمل وأروع كل يوم ، فاللهم لك الشكر على ما أنعمت علينا في جنة الدنيا ، لدرجة أنني أصبحت من شدة الاستمتاع في جنة الدنيا أتساءل يوميا ، إذا كان هذا نعيم وروعة جنة الدنيا ، فياترى كيف سيكون نعيم وجنة الآخرة ؟ فأزداد شوقا على شوق ومتعة على متعة ، أسعى بكل ما آتاني الله من أدوات أن أنشر هذا الفكر وهذا الوعي الذي يزداد يوميا عندي كي يتذوق كل البشر في هذه الجنة في الأرض وفي السماء ، فاللهم أعني على ذلك ويسر لي ذلك ويسر لهم التطبيق كي ينهلون هذا النعيم وهذه المتعة التي لا تضاهيها متعة على وجه الأرض ، فلا تذوق بلا تطبيق وسعي بإخلاص وهذا هو عمق الجهاد في سبيل الله ، والذين جاهدوا فيه سيهديهم سبله ، فاللهم اجعلنا ممن قلت فيهم "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".. اللهم آمين

من أروع ما أدركته أن الله يحاسبك يوميا وحدك ، ليس يوميا فقط بل لحظيا وحدك وبأقل من مثقال الذرة على كل سلوك نفسي قبل الجسدي ، وفور انتباهك وروجوعك إلى عهده وميثاقه ، ستتحول حياتك وحدك إلى جنة بأروع مما تتخيل وبنفس معدل ونسبة رجوعك وتقواك ، فبمجرد تقواك له باجتناب نواهيه "في القرآن" سيجعل لك مخرجا فوريا من أي شيء أنت فيه بأسرع مما تتخيل ومن حيث لا تحتسب "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" ، لذا إن لم يكن لك مخرجا حتى هذه اللحظة فلا تعش في وهم الموروث ولكن اعلم أنك السبب .. وإن وجدت مخرجا فاعلم أيضا أنك السبب فاستمر وأكثر واعلم أن الله أكثر ، أنت السبب .. اختر

أحمد عمارة
أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة
23-04-2015


ٱڼـثے مڼ حـرﯾڔ ٱڼـثے مڼ حـرﯾڔ 145609_4.gif فتكات رائعة Fatakat 145609 جمهورية مصر العربية – جمهورية مصر العربية

سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.