تخطى إلى المحتوى

***(((الوقت الصالح للجماع)))*** 2024.

  • بواسطة

الوقت الصالح للجماع:
***أنفع الجماع*** :ما حصل بعد الهضم , وعند اعتدال البدن في حره وبرده,ويبوسته ورطوبته,وخلائه وامتلائه.وضرره عند امتلاء البدن أسهل وأقل من ضرره عند خلوه,وكذلك ضرره عند كثرة الرطوبة أقل منه عند اليبوسة,وعند حرارته أقل منه عند برودته, وإنما ينبغي أن يجامع إذا اشتدت الشهوة ,وحصل الإنتشار التام الذي ليس عن تكلف ولافكر في صورة,ولا نظر متتابع,ولا ينبغي أن يستدعي شهوة الجماع ويتكلفها,ويحمل نفسه عليها,وليبادر إليه إذا هاجت به كثرة المني,واشتد شبقه,وليحدر جماع العجوز والصغيرة التي لا يؤطأ مثلها,والتي لا شهوة لها, والمريضة,والقبيحة المنظر,والبغيضة,فوطء هؤلاء يوهن القوى,ويضعف الجماع بالخاصية,وغلط من قال من الأطباء : إن جماع الثيب أنفع من جماع البكلا وأحفظ للصحة, وهذا من المقياس الفاسد, حتى ربما حذر بعضهم,وهو مخالف لما عليه عقلاء الناس,ولما اتفقت عليه الكبيعة والشريعة.
وفي جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها, وامتلاء قلبها من محبته,وعدم تقسيم هواها بينهوبين غيره,ما ليس للثيب.وقد قال النبي (صلى)لجابر:"هلا تزوجت بكرا" وقد جعل الله سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين,أنهن لم يطمثهن أحد من قبل من جعلن له من أهل الجنة.
وقالت عائشة للنبي (صلى)أرأيت لو مررت بشجرة قد أرتع فيها, وشجرة لم يرتع فيها,ففي أيهما كنت ترتع بعيرك ؟ قال : "في التي لم يرتع فيها"((صحيح)البخاري(5077)) تريد أنه لم يأخد بكرا غيرها.
وجماع المرأة المحبوبة في النفس يقل إضعافه للبدن مع كثرة استفراغه للمني, وجماع البغيضة يحل البدن, ويوهن القوى مع قلة استفراغه,وجماع الحائض حرام طبعا وشرعا, فإنه مضر جدا, والأطباء قاطبة تحذر منه.
وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة,مستفرشا لها بعد المداعبة والقبلة,وبهذا سميت المرأةفراشا, كما قال (صلى) : "الولد للفراش" وهذا من تمام قوامية الرجل على المرأة, كما قال تعالى (الرجال قوامون على النساء) (النساء:34) وكما قيل:
إذا رمتها كانت فراشا يقلنى وعند فراغي خادم يتملق
وقد قال تعالى : (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)(البقرة:187) وأكمل اللباس وأسبغه على هذه الحال,فإن فراش الرجل لباس له,وكذلك لحاف المرأة لباس لها,فهذا الشكل الفاضل مأخود من هذه الآية ,وبه يحسن موقع استعارة اللباس من كل الزوجين للآخر.وفيه وجه آخر,وهو أنها تتعطف عليه أحيانا ,فتكون عليه كالباس, قال الشاعر :
إذا ما الضجيع ثنى جيدها تثنت فكانت عليه لباسا
وأردأ أشكاله أن تعلوه المرأة,ويجامعها على ظهره,وهو خلاف الشكل الطبيعي الذي طبع الله عليه الرجل والمرأة, بل نوع الذكر والأنثى , وفيه من المفاسد,أن المني يتعسر خروجه كله,فربما بقي في العضو منه فيتعفن ويفسد ,فيضر وأيضا:فربما سال إلى الذكر رطوبات من الفرج ,وأيضا ,فإن الرحم لا يتمكن من الإشتمال على الماء واجتماعه فيه,وانضمامه عليه لتخليق الولد,وأيضا : فإن المرأة مفعول بها طبعا وشرعا ,وإذا كانت فاعلة خالفت مقتضى الطبع والشرع.وكان أهل الكتاب إنما يأتون النساء على جنوبهن على حرف ,ويقولون:هو أيسر للمرأة.
وكانت قريش والأنصار تشرح النساء على اقفائهن ,فعابت اليهود عليهم ذلك ,فأنزل الله عز وجل (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)
وفي الصحيحين عن جابر , قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قلبها ,كان الولد أحول ,فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)وفي لفظ لمسلم : "إن شاء مجبية ,وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد"
والمجبية : المنكبة على وجهها .والصمام الواحد : الفرج وهو موضع الحرث والولد.
وأما الدبر : فلم يبح قط على لسان نبي من الأنبياء , ومن نسب إلى بعض السلف إباحة وطء الزوجة في دبرها ,فقد غلط عليه, وفي "سنن أبي داود" عن أبي هريرة قال :قال رسول الله (صلى) : "ملعون من أتى المرأة في دبرها".

منقول من كتاب :
الطب النبوي
تأليف: الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية691هـ-751هـ
تحقيق: صلاح محمد محمد عويضة
دار العقيدة.

أم عماد الدين أم عماد الدين images/avatars/peppers.jpg فتكات نشيطة Fatakat 108506 جامعة – الجزائر

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.