الذكاء العاطفى السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اليوم ان شاء الله تعالى سنبدا دورتنا و التى عنونتها باسم
الذكاءالعاطفى لحياة اسرية سعيدة
و اعتقد ان الكثيرون من اخواننا فى قد قرا الكثير عن الذكاء العاطفى و الكثير ايضا قرأ عن الحياة الاسرية و اقصد بها العلاقة الابوية (بين الآباء و الابناء ) و العلاقة الاخوية (بين الاخوة فى البيت الواحد ) و العلاقة الزوجية ( بين الزوجين). و دورتنا هذه سنحاول من خلالها ان نطبق مهارات الذكاء العاطفى فى سبيل انجاح علاقاتنا الاسرية .
فبالرغم من ان الذكاء العاطفى عامل مؤثر فى علاقات الانسان المختلفة سواء كانت علاقته بنفسه او علاقاته بغيره كعلاقات الصداقة او علاقات العمل او غيرها و لكنى اعتقد تماما ان النجاح الحقيقى فى بناء العلاقات الاجتماعية يبدأ من البيت و السعادة الحقيقية للانسان تبدا من سعادته فى بيته لماذا ؟
لان شخصية الانسان الحقيقية تظهر فى بيته فقد قال رسول الله صلىالله عليه و سلم (خيركم خيركم لاهله و انا خيركم لاهلى )
.لاننا يمكن ان نتجمل خارج البيت و لكننا نبدو على حقيقتنا داخل البيت و لذلك فالخيرية الحقيقية للانسان واخلاقه الحقيقية و مهاراته فى التعامل مع الناس تظهر بين اهله اولا و يقول صلىالله عليه و سلم :-
(لقد طاف بآل محمد نساء يشكون ازواجهن ليس اولئك بخياركم )
و لايعنى ان الامر يتعلق بالرجال فقط بل بالنساء ايضا و لذلك فانك عندما تجد خللا ما فى علاقاتك الاسرية فاعلم تماما ان لديك بعض القصور فى مهاراتك العاطفية و الاجتماعية و لا يحتج أحد فيقول :امى قاسية
و آخر يقول :ابى يكرهنى
و زوجةتقول :زوجى سئ الطباع
و اخرى تقول :ولدى عنيد
و أخر يقول: زوجتى بشعة .
فعندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون اكثر قدرة على قراءةالآخرين والتعامل و التعاطف و تفهم و تقبل مختلف الشخصيات بجميلها و قبيحها …. فلكل انسان مميزاته و عيوبه ومع استمرار التدريب سنكون اكثر قدرة ليس على التعاطف والتعامل مع الاخرين فحسب بل على التأثير فيهم وتغييرهم نحو الافضل …فانك بتفهمك و تقبلك لهم ستكون اكثر قدرة على معرفة نقاط الضعف لديهم و ستمتلك مفاتيح لتغييرفى شخصياتهم .
وبداية فاننا سنكون اكثر قدرة على تفهم انفسنا التى بين جنبينا ثم تحمل المسؤولية فى اصلاح مثل هذه العلاقات المضطربة و بالتالى سنكون اكثر قدرة على اصلاحها بتغيير انفسنا اولا بدلاً من انتظار ان يتغير الآخر .
نعم اخوانى اننا كثيرا ما نجهل ماذا نريد؟ أو نفقد القدرة على التعبير عما نريد ثم نشكو ان الاخرين لا يفهموننا … لاننا فى الواقع لا نفهم انفسنا و لا نعبر عنها فكيف يفهمنا الآخرون ؟
و عندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون اكثر قدرة ليس على معرفة ذواتنا فقط بل على اصلاحها و تحسين الخلل فيها ايا كان هذا الخلل و عندما نستطيع التحكم فى ذواتنا فمن المؤكد ستنصلح الكثير من علاقاتنا حسب القانون الالهى :
( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )
و لذلك فان امتلكت القدرة على تغيير نفسك فانت مؤهل بعون الله بامتلاك القدرة على تغيير الآخرين و هكذا نتدرج سويا فى درجات الذكاء العاطفى حتى نصل الى القمم حيث يتربع الانبياء والمصلحون و العلماء و الدعاة المغيرون وجه التاريخ و حياة الامم ( عسى الله ان يجمعنا بهم جميعا فى الفردوس الاعلىاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا ) .
اللهم آمين
و لذلك فان ما اهدف اليه خلال هذه الدورةثلاثة امور :
اولا : التعرف على مفهوم الذكاء العاطفى ومهاراته و التاكيد علىاهميته وعلى انه ليس بالمفهوم الجديد بل ان منه الكثير من الاصول فى ثقافتناالاسلامية.
ثانيا : التعرف على علاقاتنا الاسرية و مدى نجاحها و تحليل اسبابالقصور فيها و تحمل المسئولية تجاهها و الارتقاء بهذه العلاقة بما يحقق السعادة لكو لاسرتك.
ثالثا : ربط مهارات الذكاء العاطفى بواقعنا الاسرى ليسهل التدربعلى هذه المهارات بشكل يومى .
نظرة تاريخية حول مفهوم الذكاءالعاطفى: قسم علماء النفس نشاطات الإنسان إلى ثلاثة أقسام في شكل ثلاث دوائر متشابكة هي المعرفة والوجدان والسلوك إلى وقت قريب كانت دائرة المعرفة تحظى بتقدير أعلى وتعتبر هي المحرك الأساسي والرئيسي للسلوك وأن دائرتي الوجدان والسلوكهما دائرتين تابعتين لدائرة المعرفة ، وكان ينظر إلى الوجدانيات والمشاعر والعواطف على أنها نقاط ضعف في الإنسان عليه أن يتخلص منها أو يقلل منها في شخصيته كلما استطاع ذلك وكان الإنسان يقيم من حيث ذكائه العقلي وتوضع درجات لتميز البشر بناءاًعلى ذلك .فكان معامل الذكاء iqو كانت مقاييس المهارات الدراسية sat و اختبارات الثانوية العامة و غيرها .
و على الرغم من شعبية هذه الاختبارات و لكن ثبت فشلها في التنبؤعمن سيحالفه النجاح في حياته المستقبلية، و ظلت المحاولات مستمرة في معرفة مفهوم الذكاء و علاقته بالنجاح في الحياة و كانت دراسة جادنر و التى قسم فيها الذكاء الى انواع سبعة ليس لها اى علاقة بمقياس الذكاءiqو توسع جادنر نفسه في تحليل هذه الانواع السبع الى نحو عشرين نوعا من الذكاء .
وكانت الطفرة الهائلة في المعرفة الإنسانية الحديثة هي التعرف على الذكاء العاطفي الوجداني حيث تبين أن هذا النوع من الذكاء أكثر تأثيراً في نجاح الإنسان ونموه وتطوره وتألقه مقارنة بالذكاء العقلي التقليدي القديم . و قد أوضحت العديد من الدراسات ان نجاح الإنسان وسعادته يتوقف علىمهارات لا علاقة لها بالشهادات. الكثير هم الذين حصلوا على تقديرات امتياز فياختباراتهم الأكاديمية لكنهم لم ينجحوا في الحياة الأسرية والمهنية والعكس صحيح. وهذا لا يعني عدم أهمية العلم، ولكن لمواجهة الحياة يحتاج الناس إلى الفطنة وهيأعلى من الذكاء .فنحن نمتلك نوعان مختلفان من الذكاء عاطفي وعقلي أما كيف نتصرف في هذه الحياة فهذا أمر يقرره الطرفان وليس مجرد معامل الذكاء وحده .
أهمية الذكاء العاطفى :
– الذكاء العاطفى ينمى علاقة الانسان بربه حيث يتعرف على نفسه و عنمواطن الضعف فيها فى علاقته بربه و كيف يسيطر على انفعالاته و مشاعره التى تقودهالى المعصية او كيف يطور انفعالاته الايجابية و يسخرها فى طاعة الله جل و علا .
– كما ثبت ان هناك علاقة وثيقة بين الذكاء العاطفى و الصحة النفسية فالاذكياء عاطفيا اكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الحياة و مشكلاتها بشكل اكثرتفاؤلا و اكثر اصرار و مثابرة و اقل تعرضا للتوتر و القلق و الاكتئاب .
– و يلعب الذكاء الوجداني دوراً هاماً في تنمية علاقات ناجحةمع الآخرين على كافة المستويات:
1- فهو يحدد توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته بحيث ينموسوياً ومنسجماً مع الحياة ، كما أنه يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل الدراسي .
2- كما يعتبر الذكاء الوجداني عاملاً مهماً في استقرار الحياة الزوجيةفالتعبير الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايتها بشكل ناضج ، كل ذلكيضمن توافقاً زواجياً رائعاً .
كما إن استخدام مبادئ الذكاء العاطفي يساعدالوالدين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهم كما يساهم في تنمية الذكاء العاطفي عندالأبناء .
-3 والذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة ،فالأكثرذكاءاً وجدانياً محبوبون ومثابرون ، ومتألقون وقادرون على التواصل والقيادة ومصرونعلى النجاح.
-4 كذلك هناك علاقة وطيدة بين الذكاء العاطفى و الصحية الجسمانيةفالاذكياء عاطفيا اقل عرضة لامراض الضغط و القلب و امراض المناعة و سائر الامراضالجسدية التى تنتج عن التوتر و القلق و الضغوط النفسية
و هنا ياتى السؤال :هل الذكاء العاطفي موروث أم مكتسب؟
كسائر انواع الذكاء فان هناك عوامل وراثية و عوامل مكتسبة فى التركيبة العاطفية للإنسان
إن الذكاء العاطفي مثل أي صفة أخرى منه جزء موروث ومنه جزء مكتسب ومن نعم الله على الإنسان أن الجزء المكتسب يمكن تنميته وتطويره ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )
فما هو تعريف الذكاء العاطفي: ان اول ما يتبادر الى الذهن عند الحديث عن العاطفة هو قصص الحب والغرام التى نشاهدها و نسمع عنها او نقرأها …و عندما تشير الى كلمة الذكاءالعاطفى فى اى تجمع يعتقد الكثيرون انها تعبر عن هذه المشاعر فقط .
و لكن الذكاء العاطفى بمعناه البسيط : هو الاستخدام الذكي للعواطف. فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه باستخدامها في ترشيد سلوكهوتفكيره بطرق ووسائل تزيد من فرص نجاحه إن كان في البيت أو في المدرسة أو في العملو فى سائر حياته بصورة عامة.
فهو عملية ترشيد للمشاعر الايجابية و تقييد للمشاعر السلبية فالحب و ان كان عاطفة ايجابية و لكن لابد من ترشيدها و التحكم فىسيرها حتى لا تنقلب نتائجها الى نتائج سلبية.و الكره عاطفة سلبية و لذلك لابدمن تقييدها و التحكم فيها حتى لا تتحول الى بركان لا يعلم الا الله نتائجه .
و العاطفة ليست هى الحب و الكره فقط فهناك قائمة طويلة من المشاعرالسلبية و الايجابية التى تنتاب الانسان :
الإحباط …………………..التحفزالتشاؤم ………………… التفاؤل و الاهانة. ………………..الاحترام و الخوف …………………..الأمان والتوتر …………………السكينة و الملل ………………….الحماس والضعف …………………..القوة والظلم …………………….العدل و الخزى …………………..الفخر والحزن ……………………الفرح والوحدة …………………التواصل والتجاهل …………………الاهتمام والغلظة……………………التفهم والخجل……………………..الثقة
و غيرها كثير
فالتعامل مع المشاعر بذكاء هو لب الذكاء العاطفى …او هوالتوسط و الاعتدال فى استخدام المشاعر و التى دعا اليها ديننا الوسط ( و كذلكجعلناكم امة وسطا )
و الذكاء العاطفى ايضا هو ذلك المزيج الرائع بين العاطفة و العقل ….فالعقل يتحكم فى العواطف و العاطفة تساعد العقل فى الوصول الى القرارات و الىحل المشكلات .
– وهو كعلم جديد عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهاراتالاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعره و تفهم مشاعر الآخرينوالتعامل معها بشكل ايجابى
– او هو قدرة الإنسان على التعاملالإيجابي مع نفسه (مشاعره و عواطفه) ومع الآخرين بحيث يحقق أكبر قدر من السعادةلنفسه ولمن حوله
و بعد ان تعرفنا بشكل موجز عن ماهية الذكاء العاطفى سنبدا باذنالله فى دروس الدورة و التى تنقسم الى اربع دروس : اولا : اعرف نفسك ثانيا : تحكم فى ذاتك ثالثا : تفهم الآخرين رابعا : كيف تؤثر فى الآخرين و الى اللقاء مع الدرس الاول من دروس الدورة ان شاء الله تعالى
د/ دعاء راجح .
متنسوش التقييم
أميرة تأسر القلوب أميرة تأسر القلوب 92490_36.gif برنسيسة فتكات Fatakat 92490 الرياض – السعودية